هيئة الترفيه: 12.6 مليون زائر ونمو غير مسبوق في مؤشرات القطاع خلال الربع الثالث 2025
الترند العربي – متابعات
شهد قطاع الترفيه السعودي خلال الربع الثالث من عام 2025 واحدة من أكثر فتراته نشاطًا منذ إنشاء الهيئة العامة للترفيه، وفق التقرير الرسمي الصادر عن الهيئة، والذي كشف عن طفرة واضحة في حجم الزوار، ونموًا في جودة الخدمات، وارتفاعًا في مؤشرات الأداء التنظيمي والرقابي، بما يعكس تسارع وتيرة التحول الترفيهي الذي تشهده المملكة ضمن رؤية السعودية 2030.

طفرة في عدد الزوار تعكس قوة الجاذبية الترفيهية
سجلت المملكة خلال الربع الثالث ما مجموعه 12.6 مليون زائر للفعاليات الترفيهية في 116 مدينة ومحافظة، ما يعكس انتشار قطاع الترفيه بشكل غير مسبوق في المناطق كافة. هذا الرقم لا يمثل مجرد حضور جماهيري، بل يعكس ثقة الجمهور في جودة التجارب المقدمة، وقدرة المشغلين على مواكبة توقعات المجتمع السعودي المتنامية.
زيادة الزوار بهذا الحجم — مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي — تعد مؤشرًا مهمًا على قوة السوق، وتطور الثقافة الترفيهية، وتوسع خيارات الجمهور بين الفعاليات الموسيقية والرياضية والمهرجانات العائلية، إلى جانب الأنشطة الفنية والعروض الحية.

468 فعالية في 116 مدينة: اتساع جغرافي غير مسبوق
كشف التقرير أن الربع الثالث شهد إقامة 468 فعالية موزعة على كافة مناطق المملكة، وهو رقم يعكس بوضوح نجاح الهيئة في تحقيق أحد أهم مستهدفاتها: “توسيع رقعة الترفيه” خارج المدن الكبرى، وإتاحة تجارب مميزة للمجتمعات المحلية كافة.
لم تَعُد الفعاليات مقتصرة على الرياض وجدة والمنطقة الشرقية فحسب، بل امتدت إلى مدن أصغر ومحافظات متعددة مثل حائل وتبوك والجوف ونجران وجازان والباحة والقصيم والحدود الشمالية، ما ساهم في خلق حراك اجتماعي وثقافي واسع، وتنشيط الحركة الاقتصادية في تلك المناطق.

شركات الترفيه في تصاعد: 6,499 شركة تعمل في القطاع
أوضح التقرير أن عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه بلغ 6,499 شركة، بزيادة ملحوظة عن العام السابق. هذه الزيادة تشير إلى توسع السوق، وارتفاع شهية الاستثمار في القطاع، وزيادة عدد الشركات المحلية والدولية المهتمة بتقديم خدمات ترفيهية داخل المملكة.
هذا النمو في عدد الشركات يعكس كذلك ثقة رواد الأعمال في البيئة الاستثمارية الجديدة التي تقودها هيئة الترفيه، ودورها في توفير منصات تنظيمية، وأنظمة مرنة، وحوافز اقتصادية تحفز الشركات على التوسع والتطوير وبناء تجارب عالمية المستوى.

ارتفاع الترخيص 48.9%: سوق يتوسع بسرعة
أصدرت الهيئة خلال الربع الثالث 1,839 ترخيصًا ترفيهيًا، بارتفاع 48.9% مقارنة بالربع المماثل العام الماضي. وتشمل هذه التراخيص:
- العروض الحية
- الفعاليات الموسمية
- العروض المسرحية
- الفنون الأدائية
- المراكز الترفيهية
- المواهب الفنية
- الفعاليات العائلية
- الأنشطة الرياضية والترفيهية المشتركة
هذا النمو الكبير يؤكد أن السوق الترفيهي السعودي أصبح أكثر جاذبية، وأكثر قدرة على خلق فرص استثمارية جديدة، وأن القطاع الرسمي يعمل على إزالة العراقيل، وتسهيل بدء الشركات لأعمالها.
24,200 زيارة رقابية لضمان الجودة
على الجانب الرقابي، نفذت الهيئة أكثر من 24,200 زيارة تفتيشية، بزيادة تقارب 4% عن نفس الفترة العام الماضي. هذا الرقم يعكس جدية الهيئة في مراقبة جودة التجارب المقدمة للجمهور، وضمان التزام الشركات بالمعايير التنظيمية.
هذه الزيارات الرقابية تهدف إلى:
- ضبط أي مخالفات قد تخل بتجربة الزوار
- التأكد من الالتزام بمعايير الأمن والسلامة
- مراجعة جودة الخدمات التنظيمية والتشغيلية
- تقييم جاهزية مواقع الفعاليات
وتؤكد الهيئة أن الرقابة ليست فقط للإنفاذ، بل أيضًا للمساندة والتوجيه، وتحسين كفاءة التجارب الترفيهية، وتعزيز ثقة الجمهور في القطاع.
نسبة الالتزام تصل إلى 93%: مؤشر نضج القطاع
كشف التقرير أن نسبة التزام الأنشطة الترفيهية المصرحة بلغت 93%، وهو مؤشر على النضج المتزايد للقطاع، وعلى تحسن مستوى جودة الفعاليات، وارتفاع خبرة الشركات العاملة في التعامل مع قواعد ومعايير الترفيه الحديثة.
هذا الالتزام يُعد أحد أهم المؤشرات التي تراقبها الهيئة في تقييم المشغلين والمستثمرين، حيث يؤدي الالتزام المرتفع إلى تعزيز الثقة، وتمكين الشركات من التوسع والتصنيف ضمن المستويات المتقدمة.
رضا الزوار يرتفع إلى 94%
شهد مؤشر قياس رضا الزوار ارتفاعًا إلى 94% مقارنة بـ 89% العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 5%. هذا الارتفاع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة مباشرة للتحسينات التنظيمية، وجودة الفعاليات، وتنوع الخيارات المطروحة للجمهور.
وتعود أسباب ارتفاع الرضا إلى:
- تحسين جودة المواقع والتجهيزات
- توفير خيارات متعددة تناسب مختلف الأعمار
- تطوير تجربة الحضور عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي
- زيادة العروض الحية والفنية
- توفير خدمات مساندة عالية الجودة مثل مواقف السيارات، والمطاعم، والخدمات اللوجستية
تقييم شامل لـ 203 فعالية و672 مركزًا ترفيهيًا
ضمن جهودها لرفع مستوى الاحترافية في القطاع، أجرت الهيئة تقييمًا شاملًا لـ:
- 203 فعالية ترفيهية
- 672 مركزًا ترفيهيًا
- 13 مدينة ترفيهية
هذه التقييمات جاءت ضمن برنامج تصنيف الأنشطة الترفيهية والمستثمرين، الذي يهدف إلى:
- رفع جودة المشغلين
- تحديد مدى جاهزية الجهات المشاركة
- دعم الفعاليات ذات المعايير العالية
- تعزيز ثقة المستثمرين في القطاع
أثر الترفيه على الاقتصاد الوطني: قراءة تحليلية
لا يقتصر دور الترفيه على الجانب الثقافي والاجتماعي، بل أصبح عنصرًا اقتصاديًا مؤثرًا. فمن خلال تحليل البيانات الواردة في التقرير، يمكن رصد عدة تأثيرات مباشرة وغير مباشرة:
- خلق فرص عمل جديدة للشباب في مجالات التنظيم والتشغيل والإنتاج.
- تحفيز القطاع السياحي عبر جذب الزوار من داخل وخارج المملكة.
- تنشيط القطاع الفندقي نتيجة ارتفاع حجوزات الإقامة خلال الفعاليات الكبرى.
- دعم قطاع المطاعم والمقاهي لارتباطه الوثيق بالفعاليات المباشرة.
- نمو اقتصاد الفعاليات والتجارب الذي أصبح قطاعًا قائمًا بذاته.
- جذب المستثمرين الدوليين وتوسيع الشراكات العالمية.
مقارنة بين نمو القطاع في 2024 و2025
عند مقارنة الربع الثالث من 2024 مع الربع الثالث من 2025، تظهر نقاط تحول لافتة:
- زيادة عدد الزوار بنسبة تتجاوز 30%
- ارتفاع التراخيص بنسبة 48%
- توسع جغرافي أكبر بنسبة 22%
- ارتفاع مستوى رضا الزوار بنسبة 5%
- زيادة عدد الشركات الجديدة بنسبة 18%
- نمو النشاط الرقابي بنسبة 4%
وهذه الأرقام تشير بوضوح إلى أن 2025 تمثل نقطة تسارع واضحة في انتقال قطاع الترفيه من مرحلة “التوسع” إلى مرحلة “التمكين”.
مستقبل قطاع الترفيه في المملكة: توقعات الربع الرابع وما بعده
يتوقع الخبراء أن يشهد الربع الرابع من عام 2025 — الذي يتزامن عادة مع مواسم الذروة — المزيد من النمو، خصوصًا مع:
- الإعلانات الضخمة المرتقبة ضمن “فعاليات نهاية العام”
- إطلاق مشاريع ترفيهية جديدة في الرياض وجدة والشرقية
- توسع الشراكات الدولية
- زيادة عدد الفعاليات الموسيقية والفنية الكبرى
- دخول شركات عالمية جديدة للسوق السعودي
ويتجه القطاع نحو دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنظيم الفعاليات، من خلال:
- إدارة الحشود
- تحليل المزاج الجماهيري
- تخصيص التجارب حسب المستخدم
- تحسين عمليات الدفع والتذاكر
- إدارة المنصات الرقمية للفعاليات
رؤية السعودية 2030 وقطاع الترفيه
يمثل قطاع الترفيه عنصرًا محوريًا في برامج رؤية المملكة 2030، خصوصًا فيما يتعلق بـ:
- رفع جودة الحياة
- تنويع مصادر الدخل
- تعزيز حضور المملكة في سوق الصناعات الإبداعية
- استقطاب الفعاليات الكبرى
- دعم الاقتصاد الوطني غير النفطي
وتؤكد الأرقام الواردة في التقرير أن الهيئة العامة للترفيه تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تلك المستهدفات، عبر بناء بيئة ترفيهية عالمية المستوى، جاهزة لاستقبال أنشطة عالمية كبرى.
ما أهم أرقام تقرير هيئة الترفيه للربع الثالث 2025؟
أبرز الأرقام: 12.6 مليون زائر، 468 فعالية، 6,499 شركة عاملة، 1,839 ترخيص، 24,200 زيارة رقابية، 94% رضا الزوار.
ما سبب ارتفاع عدد زوار الفعاليات إلى 12.6 مليون؟
السبب يعود لتنوع الفعاليات، انتشارها في 116 مدينة، وتحسن جودة التجارب الترفيهية المقدمة للجمهور.
ما دلالة ارتفاع نسبة التزام الشركات إلى 93%؟
يعكس نضج القطاع، وارتفاع مستوى الاحترافية، والتزام الشركات بالمعايير التنظيمية ومعايير الأمن والسلامة.
كيف يؤثر قطاع الترفيه في رؤية 2030؟
يدعم جودة الحياة، يعزز الاقتصاد، يخلق وظائف جديدة، ويمكّن المملكة كوجهة عالمية للتجارب الثقافية والترفيهية.
تواصل المملكة تعزيز مكانتها كقوة إقليمية رائدة في قطاع الترفيه، عبر استراتيجيات دقيقة، واستثمارات ضخمة، وتطوير بيئة تنظيمية مُمكّنة. ويُظهر تقرير الربع الثالث من 2025 أن المملكة ليست فقط على الطريق الصحيح، بل تتقدم بخطى أسرع مما كان متوقعًا، نحو بناء قطاع ترفيهي مزدهر ومستدام، ينعكس أثره على جودة الحياة، وعلى الاقتصاد الوطني، وعلى الحضور العالمي للمملكة.
اقرأ أيضًا: هيئة الترفيه تعلن تجاوز حضور بوليفارد رياض سيتي أمس الجمعة 144 ألف زائر
