الأخضر يتعثر في بروفة الجزائر.. اختبار صعب قبل كأس العرب
الترند العربي – متابعات
قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025™، خاض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم اختبارًا مهمًا أمام نظيره الجزائري على ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل بجدة، في مباراة ودية حملت طابعًا تنافسيًا عاليًا، وانتهت بفوز “محاربي الصحراء” بهدفين دون مقابل. وعلى الرغم من الخسارة، تُعد المواجهة محطة مهمة في مسار الإعداد، خصوصًا مع التطور الواضح في التحضيرات الفنية التي يخوضها الأخضر استعدادًا للبطولة.
مباراة اختبار حقيقي قبل كأس العرب
دخل المنتخب السعودي المباراة برغبة واضحة في تجربة أكبر عدد من اللاعبين، والوقوف على جاهزية التشكيلة الأساسية والبديلة قبل الدخول في أجواء بطولة عربية تُعد الأقوى على مستوى المنتخبات الإقليمية. المقابل، خاض المنتخب الجزائري اللقاء بكامل نجومه، مقدّمًا أداءً قويًا خصوصًا في الناحية الهجومية.
المباراة جاءت في توقيت حساس لكلا المنتخبين، فالأخضر السعودي يستعد لبطولة عربية يُشارك فيها بمجموعة حديدية، بينما يسعى المنتخب الجزائري إلى العودة للواجهة بعد نتائج متباينة خلال الأشهر الماضية. هذا التباين جعل المباراة ذات قيمة فنية عالية، حيث انكشفت نقاط القوة والضعف لدى الفريقين، وظهر مدى جاهزية اللاعبين لخوض بطولة قارية وعربية مهمّة.
شوط أول سلبي… وهجمات جزائرية أخطر
شهد الشوط الأول أداءً متوازنًا من المنتخبين، لكن الأفضلية الهجومية مالت لصالح المنتخب الجزائري الذي اعتمد على مهارة رياض محرز، وحضور بغداد بونجاح داخل منطقة الجزاء، إضافة إلى تحركات يوسف بلايلي على الجناح الأيسر.
اختار المنتخب السعودي التريّث في بناء الهجمات، والتركيز على التمرير بين الخطوط، مع بعض المحاولات الفردية التي قادها سالم الدوسري وفراس البريكان. لكن الصلابة الدفاعية للجزائر حالت دون وصول الأخضر إلى تهديد فعلي على مرمى الحارس.
في المقابل، تألق الحارس السعودي نواف العقيدي في أكثر من لقطة، أبرزها تسديدة قوية من محرز، وأخرى من بونجاح، ليحافظ على نظافة الشباك حتى نهاية الشوط الأول.
شوط ثانٍ حاسم للجزائر
انطلق الشوط الثاني بضغط جزائري منظم، وتمريرات سريعة في الثلث الأخير من الملعب، مما أدى إلى ارتكاب خطأ داخل المنطقة، احتسب على إثره الحكم ركلة جزاء نجح رياض محرز في تحويلها لهدف أول عند الدقيقة 75، بتسديدة قوية تجاوزت محاولة العقيدي في التصدي لها.
بعد الهدف، حاول المنتخب السعودي العودة للمباراة عبر تسريع الرتم الهجومي، وتنويع أساليب اللعب، واستخدام الأطراف أكثر من السابق. إلا أن الدفاع الجزائري كان حاضرًا بشكل منظم، مستفيدًا من خبرة لاعبيه في المباريات الكبرى.
وقبل نهاية المباراة بأربع دقائق، وفي الدقيقة 86، أضاف اللاعب رفيق بلغالي الهدف الثاني للجزائر بعد استغلال كرة مرتدة داخل منطقة الجزاء، ليضع الكرة في الشباك ويؤكد تفوق منتخب بلاده.
تكريم تاريخي لقائد الأخضر سالم الدوسري
إلى جانب أهمية المباراة، شهدت المواجهة لحظة تاريخية في مسيرة الكرة السعودية، حيث قام رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، بتكريم قائد المنتخب سالم الدوسري بعد وصوله إلى 100 مباراة دولية.
هذا الإنجاز يعكس استمرارية الدوسري في تقديم مستويات كبرى بقميص الأخضر، منذ ظهوره الأول وحتى وصوله إلى نادي “المئة”، ليصبح أحد أبرز لاعبي الجيل الحالي، وأحد الرموز القيادية الحاضرة في كل المحافل القارية والدولية.
تحليل فني: ماذا قدّم الأخضر؟ وماذا ينقصه قبل البطولة؟
تُعد الخسارة أمام الجزائر درسًا مهمًا للمنتخب السعودي قبل بداية كأس العرب. وعلى الرغم من غياب بعض العناصر الأساسية عن التشكيل، إلا أن الأداء المتوازن في الشوط الأول والقدرة على مجاراة منتخب قوي مثل الجزائر يعكسان أن الفريق يسير في الطريق الصحيح.
نقاط القوة
- تنظيم دفاعي واضح في معظم فترات الشوط الأول.
- حضور ذهني جيد من اللاعبين الشباب.
- تحسن في الخروج بالكرة مقارنة بآخر مباريات المعسكر.
- أداء مميز للحارس نواف العقيدي خصوصًا في الشوط الأول.
- ثبات أداء سالم الدوسري كقائد مؤثر داخل الملعب.
نقاط الضعف
- نقص في سرعة التحول الهجومي.
- قلة الكثافة في منطقة الجزاء الجزائرية.
- بعض الأخطاء الدفاعية الفردية في الشوط الثاني.
- عدم استثمار الكرات الثابتة.
هذه الملاحظات تمنح الجهاز الفني بقيادة المدرب فرصة لتصحيح المسار، وتقوية نقاط الضعف قبل خوض البطولة، خصوصًا أن المنافسة في كأس العرب ستكون ذات مستوى عالٍ، وبمشاركة منتخبات تستعد للمونديال أو للبطولات القارية القادمة.
اللاعبون الأكثر تأثيرًا في المباراة
من الجانب السعودي
- نواف العقيدي: قدم مستوى مميزًا، وأنقذ مرمى الأخضر من أهداف محققة.
- سالم الدوسري: تحركات مستمرة، وحضور قيادي واضح.
- سعود عبدالحميد: نشاط كبير على الطرف الأيمن.
من الجانب الجزائري
- رياض محرز: قائد الهجمات وصانع الخطورة الدائم.
- بغداد بونجاح: تهديد مستمر داخل الصندوق.
- رفيق بلغالي: سجل هدفًا وشكل إضافة هجومية قوية.
أهمية الخسارة الودية قبل البطولات
قد يرى البعض أن الخسارة قبل بطولة كبيرة أمر سلبي، لكن المدربين يرون العكس. المباريات الودية القوية تساعد في:
- كشف الأخطاء الدفاعية والهجومية.
- اختبار الخطط والتشكيلات الجديدة.
- منح اللاعبين الجدد فرصة لتثبيت أنفسهم.
- مواجهة منتخبات قوية تساعد على رفع الجاهزية.
لذلك، تُعد مباراة الجزائر تجربة ناجحة من حيث الفائدة الفنية، حتى وإن كانت النتيجة سلبية.
الأخضر في كأس العرب FIFA قطر 2025™
تدخل السعودية البطولة بمجموعة تضم منتخبات قوية، مما يستدعي جاهزية كاملة، خصوصًا أن البطولة تشهد مشاركة منتخبات بأفضل مستوياتها، واستعدادات عالية قبل العام المونديالي.
تسعى السعودية إلى تقديم أداء مشرف، والوصول إلى مراحل متقدمة، مستفيدة من:
- تنوع العناصر في القائمة.
- ارتفاع مستوى لاعبي الدوري السعودي.
- الخبرة التي اكتسبها الأخضر من البطولات الإقليمية والعالمية الأخيرة.
قراءة مستقبلية: كيف سيؤثر هذا المعسكر على أداء المنتخب؟
يُنتظر أن تنعكس نتائج هذا المعسكر الإعدادي بشكل مباشر على أداء المنتخب في البطولة، خصوصًا من خلال:
- تعزيز الانسجام بين الخطوط.
- استيعاب اللاعبين لطريقة اللعب.
- رفع مستوى اللياقة والتنافسية.
- تكوين صورة واضحة لدى الجهاز الفني عن التشكيلة الأساسية.
كما يتوقع أن تُظهر المباريات المقبلة تطورًا في الأداء الهجومي، خصوصًا مع عودة بعض اللاعبين المصابين، واستعداد آخرين للعودة إلى التشكيلة.
تصريحات متوقعة في الأيام القادمة
من المنتظر أن يُعلن الجهاز الفني عن تقييم شامل للمباراة، وتوضيح أسباب بعض الخيارات، والتأكيد على أن الخسارة ليست مقياسًا نهائيًا، بل خطوة تمهيدية لبناء فريق قادر على المنافسة.
لماذا خسر المنتخب السعودي أمام الجزائر؟
خسر الأخضر بسبب أخطاء فردية في الشوط الثاني، وفاعلية هجومية أكبر من الجانب الجزائري، إضافة إلى استثمار محرز وبلغالي للفرص السانحة.
هل تؤثر الخسارة على جاهزية السعودية لكأس العرب؟
الخسارة ليست مقلقة، بل تُعد مباراة مفيدة فنيًا قبل البطولة، تساعد في كشف الأخطاء وتصحيحها.
ما أهمية وصول سالم الدوسري للمباراة رقم 100؟
يمثل إنجازًا تاريخيًا، ويعكس استمرار تأثيره في المنتخب، وخبرته التي تُعد عنصرًا مهمًا في الفريق.
هل ظهر المنتخب السعودي بمستوى ضعيف؟
قدم المنتخب مستوى جيدًا في الشوط الأول، لكن بعض الأخطاء في الشوط الثاني غيرت مسار المباراة.
تستمر رحلة الأخضر السعودي في طريق الاستعداد لبطولة كأس العرب، وبين انتصارات وتحديات، وبين أداء يتطور وخطط تتشكل، يمضي المنتخب نحو هدف واحد: تقديم أفضل نسخة ممكنة داخل البطولة، ورفع اسم المملكة عاليًا في المنافسات الإقليمية والدولية، مستفيدًا من خبرات لاعبيه، ودعم جماهيره، وتطلعاته الكبيرة نحو المستقبل.
اقرأ أيضًا: هيئة الترفيه: 12.6 مليون زائر ونمو غير مسبوق في مؤشرات القطاع خلال الربع الثالث 2025
