منوعات

العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية

الترند العربي – متابعات

تُواصل محافظة العُلا رسم ملامح التفرّد الثقافي والسياحي للمملكة على الساحة العالمية، بعدما حصدت ثلاث جوائز مرموقة ضمن جوائز السفر العالمية لعام 2025، في إنجازٍ يعزّز مكانتها كإحدى أبرز الوجهات التاريخية في الشرق الأوسط والعالم، ويؤكد استمرارها في مسار التميّز الذي ميّزها خلال الأعوام الماضية.

العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية
العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية

العُلا.. واحة التاريخ التي تحوّلت إلى أسطورة معاصرة

تُعد العُلا من أندر الوجهات السياحية في العالم التي تجمع بين جمال الطبيعة وقوة الذاكرة الحضارية، فهي مدينة تضج بالحياة رغم سكون صخورها، وتبوح بتاريخٍ يمتد لأكثر من 200 ألف عام من الوجود الإنساني المتواصل. وفي عام 2025، أثبتت مجددًا أنها ليست فقط وجهة سياحية، بل قصة متكاملة عن الهوية السعودية الجديدة التي تمزج التراث بالحداثة وتعيد تعريف مفهوم السياحة الثقافية.

نال المشروع الثقافي والسياحي للعُلا جوائز ثلاث من الفئات الرئيسة في النسخة الحالية من جوائز السفر العالمية، هي:

  • أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025
  • أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط لعام 2025
  • أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في المملكة لعام 2025

وهذه الجوائز لا تأتي صدفة، بل هي تتويج لمسيرة استمرت لسنوات من التخطيط والرؤية والإبداع، عكست حجم الجهود التي تبذلها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في تحويلها إلى متحفٍ مفتوحٍ يعيش فيه الماضي بالحاضر، وفق مبادئ التنمية المستدامة التي تراعي البيئة والمجتمع والاقتصاد المحلي.

العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية
العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية

العُلا.. من التراث المحلي إلى العالمية

منذ إدراج موقع الحِجر ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كأول موقع سعودي، أصبحت العُلا رمزًا عالميًا للحضارة النبطية، ووجهة يتقاطع فيها الزمان بالمكان. فهي تضم أكثر من 110 مقبرة نبطية منحوتة في الصخور بإتقانٍ هندسي يثير الإعجاب، إلى جانب المواقع التاريخية الأخرى مثل دادان وجبل عكمة وبلدة العُلا القديمة، وكلها تحكي قصصًا عن تفاعل الإنسان مع المكان عبر آلاف السنين.

اليوم، لا تتوقف العُلا عند عرض التاريخ، بل تعيد روايته بأساليب معاصرة من خلال الفعاليات الثقافية والفنية والموسيقية والمهرجانات العالمية التي تستقطب الزوار من مختلف القارات، مثل مهرجان العُلا للفنون، وشتاء طنطورة، والعُلا واحة العجائب. هذه الأحداث لا تُقدَّم كعروض سياحية فحسب، بل كرحلة وجدانية إلى قلب الثقافة العربية الأصيلة.

العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية
العُلا تتوَّج بثلاث جوائز عالمية تؤكد ريادتها في السياحة الثقافية

جوائز السفر العالمية.. أرفع وسام في صناعة السياحة

تُعد جوائز السفر العالمية (World Travel Awards) من أهم الجوائز في قطاع السياحة والضيافة، إذ تُكرّم أبرز الوجهات والمشاريع التي تحقق التميز والإبداع. تأسست الجائزة عام 1993، وتُعتبر بمثابة الأوسكار العالمي للسفر، لما تحمله من مصداقية وتأثير واسع في تصنيف الوجهات حول العالم.

وحصول العُلا على ثلاث فئات رئيسية ضمن هذه الجوائز لعام 2025 يعني دخولها رسميًا نادي الوجهات العالمية الفاخرة، التي تجمع بين العمق التاريخي والتجربة العصرية، لتكون بذلك نموذجًا يحتذى في التوازن بين السياحة والثقافة والاستدامة.

إرث يمتد لسبعة آلاف عام

في العُلا، تمتزج حضارة دادان القديمة مع النقوش العربية الأولى، وتلتقي العمارة النبطية بجمال الصحراء الذهبية، لتُقدّم تجربة بصرية وروحية فريدة. فكل صخرة في وادي العُلا تحمل نقشًا أو أثرًا أو قصةً من حضارةٍ مضت لكنها لم تختفِ.

ومن بين أسرار العُلا التي تدهش زوارها، أن المنطقة تضم أدلة أثرية على وجود الإنسان منذ أكثر من 200 ألف عام، مع استقرار حضارات متعددة على أرضها، أبرزها حضارة دادان واللحيان والأنباط، وهو ما يجعلها واحدة من أقدم المدن المأهولة في شبه الجزيرة العربية.

الوجهة التي تمزج بين الأصالة والاستدامة

رؤية العُلا لا تقوم على استنساخ الماضي بل على إحيائه بمفاهيم المستقبل، إذ تمثل التنمية السياحية فيها نموذجًا رائدًا في السياحة المستدامة التي تراعي الطبيعة والثقافة والإنسان.
فبرامج الهيئة الملكية لمحافظة العُلا تركّز على إشراك المجتمع المحلي، وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة، وتطوير المهارات عبر التعليم والتدريب، ليكون الإنسان شريكًا في التنمية لا مجرد متفرج عليها.

كما اعتمدت العُلا خططًا متكاملة للحفاظ على البيئة الصحراوية النادرة، وتطوير بنية تحتية تراعي التوازن البيئي من خلال مشاريع النقل الذكي، والطاقة النظيفة، وإدارة المياه المستدامة، وهو ما جعلها ضمن الوجهات الأكثر صداقة للبيئة في الشرق الأوسط.

الفنون والعمارة.. لغة التواصل بين الماضي والمستقبل

تسعى العُلا إلى تقديم نفسها كعاصمة للفنون في قلب الصحراء، حيث تُقام المعارض الفنية المفتوحة في أحضان الطبيعة، مثل معرض صحراء X العُلا، الذي يجمع فنانين عالميين لتقديم أعمالهم في بيئةٍ تتحدث بلغة الصخور والفراغات.

وفي العمارة، تحافظ العُلا على هوية الطين والحجر، بينما تُضيف لمسات معاصرة تجسّد جمال البساطة ورفاهية الهدوء، من خلال منتجعاتها الفاخرة مثل منتجع هابيتاس العُلا ومنتجع شادن ومنتجع بانيان تري، التي تُعتبر أمثلة حيّة على الدمج بين الرفاهية والطبيعة دون المساس بالتراث البصري المحلي.

العُلا والاقتصاد الإبداعي

تحولت العُلا إلى منصة اقتصادية وثقافية متكاملة، إذ تسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل السياحي، ورفع إسهام السياحة الثقافية في الناتج المحلي، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
فهي اليوم ليست مجرد موقع أثري، بل مركز متكامل للفعاليات الثقافية والرياضية والفنية، ومختبر للتجارب التي تُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان.

كما تعمل العُلا على استقطاب الاستثمارات العالمية في قطاعات الضيافة والتقنية والفنون، من خلال مشاريع مبتكرة تُرسخ مكانتها كوجهة للزائرين والمبدعين والمستكشفين.

ما سبب فوز العُلا بثلاث جوائز في جوائز السفر العالمية 2025؟
لأنها جمعت بين الجمال الطبيعي والعمق التاريخي والابتكار في تقديم التجارب السياحية والثقافية، ما جعلها وجهة عالمية فريدة.

ما أبرز المواقع السياحية في العُلا؟
من أهمها موقع الحِجر الأثري، وجبل عكمة، وبلدة العُلا القديمة، ووادي القرى، ومتحف العُلا، إلى جانب الفعاليات الموسمية الكبرى مثل شتاء طنطورة.

هل يمكن زيارة العُلا على مدار العام؟
نعم، لكن موسم الشتاء يُعد الأنسب نظرًا لاعتدال الطقس وتنوع الفعاليات الفنية والثقافية، وهو ما يجعل التجربة أكثر شمولًا ومتعة.

كيف تُسهم العُلا في تحقيق رؤية السعودية 2030؟
من خلال تعزيز السياحة الثقافية المستدامة، وتمكين المجتمع المحلي، وجذب الاستثمارات الدولية في مجالات الضيافة والفنون والتراث.

العُلا.. الوجهة التي تكتب المستقبل

فوز العُلا بثلاث جوائز عالمية في عام 2025 ليس مجرد تكريم، بل تأكيد على أن المملكة تبني نموذجًا جديدًا في صناعة السياحة يقوم على القيم، والهوية، والابتكار. إنها الوجهة التي تجمع في ملامحها سحر الطبيعة وعبقرية الإنسان، لتُثبت أن السياحة ليست مجرد رحلة جغرافية، بل تجربة إنسانية تُعيد اكتشاف الذات.

بهذا الإنجاز، تُؤكد العُلا أن التاريخ السعودي لا يُروى في الكتب فقط، بل يُعاش بين الجبال والوديان، وبين الفن والتراث، وبين الماضي والمستقبل.
وفي كل جائزةٍ جديدة، تُثبت العُلا أنها أكثر من موقع أثري أو وجهة سياحية، بل روح وطنٍ تمتد جذوره في عمق الزمن وتطلّ برؤيته نحو الغد.

اقرأ أيضًا: من قبرص إلى نيوم.. تحولات الشرق الأوسط بين صراعات الغاز والتقارب الدبلوماسي وملفات السيادة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى