منوعات

محمد الحارثي: التجربة التي تقدمها “رحلات الحارثي” تتجاوز السفر والتعليم لبناء الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس

الترند العربي – متابعات

كشف “محمد الحارثي”، مؤسس شركة “رحلات الحارثي”، عن ملامح تجربته في صناعة الرحلات التعليمية والسياحية، مستعرضًا كيف تحولت معاناته الشخصية مع حاجز اللغة إلى مشروع يركز على بناء الثقة وكسر الخوف لدى الطلاب، قبل أن يتطور لاحقًا ليشمل تجارب متكاملة للكبار، تقوم على القرب الإنساني وجودة التجربة.

وأوضح “الحارثي” في تصريحات عبر بودكاست “نهج”، أن فكرة مشروعه انطلقت من تجربة شخصية أثناء دراسته في بريطانيا، حين لمس حجم الخوف الذي يواجهه الطلاب من حاجز اللغة الإنجليزية، مؤكدًا أن هذا التحدي كان نقطة التحول التي دفعته للتركيز على كسر الخوف قبل تعليم اللغة نفسها.

وأضاف: “بدأت بالتركيز على الطلاب الصغار، عبر تنظيم برامج قصيرة في بيئات متعددة الجنسيات، تتيح ممارسة اللغة الإنجليزية في سياق حياتي حقيقي، بعيدًا عن الضغط الأكاديمي”، مشيرًا إلى أن هذه التجربة أثبتت فعاليتها في بناء الثقة لدى الطلاب منذ سن مبكرة.

وأشار إلى أن عودته إلى السعودية في عامي 2016 و2017 شكّلت بداية العمل الفعلي للمشروع، قائلًا إن الهدف لم يكن الربح السريع، بل بناء تجربة آمنة وموثوقة، تقوم على اختيار معاهد عالية الجودة، حتى وإن لم تكن الأكثر ربحية من الناحية التجارية.

وأكد “الحارثي” في تصريحاته أن أكثر ما يميز رحلاته هو الإحساس بالمسؤولية، موضحًا أنه يتعامل مع المشاركين كما لو كانوا أفرادًا من عائلته، ويحرص على مرافقتهم شخصيًا في الرحلات، من المطار وحتى العودة، لضمان أعلى درجات الأمان والراحة النفسية.

وأضاف أن التجربة التي يقدمها عبر شركته “رحلات الحارثي” لا تقتصر على السفر أو التعليم، بل تمتد إلى بناء الشخصية، وكسر الخوف من الحوار، وتعزيز الجرأة والثقة بالنفس، لافتًا إلى أن أكثر ما يدفعه للاستمرار هو رؤية الأثر الإيجابي طويل المدى على المشاركين.

وفيما يخص التسويق، شدد الحارثي على أن أفضل وسيلة للترويج هي “الكلمة المنقولة”، مؤكداً أن رضا المشاركين وأهاليهم كان العامل الأساسي في نمو المشروع عاماً بعد عام، دون الاعتماد المكثف على الحملات الإعلانية المدفوعة.

وتحدث عن توسع نشاط “رحلات الحارثي” ليشمل برامج للكبار، بعد تزايد الطلب من الأهالي أنفسهم، موضحًا أن التوسع جاء استجابة لحاجة السوق، مع الحفاظ على نفس فلسفة التجربة القائمة على القرب الإنساني والاهتمام بالتفاصيل.

وأشار إلى أنه لا يسعى إلى التوسع السريع أو تحويل المشروع إلى شركة ضخمة، معتبراً أن حضوره الشخصي في الرحلات يمثل قيمة مضافة لا يمكن التفريط بها، وأن جودة التجربة بالنسبة له أهم من عدد المشاركين.

وفي حديثه عن اختيار الوجهات، أوضح “الحارثي” أن الطبيعة تشكل عاملًا رئيسياً في قراراته، إلى جانب مراعاة تنوع اهتمامات المشاركين بين الاستجمام، والاستكشاف، والتسوق، مع الحرص على تنويع الرحلات بحسب المواسم والفئات المستهدفة.

وكشف عن توجه مستقبلي للاهتمام بالسياحة الداخلية في المملكة، واستقطاب الزوار من الخارج، مؤكداً أن ما تشهده السعودية من تطور سياحي وتنظيمي يفتح آفاقاً واسعة لتقديم تجارب عالمية داخل البلاد.

واختتم “الحارثي” حديثه برسالة للشباب، دعاهم فيها إلى عدم الاستسلام في البدايات، مؤكداً أن مشروعه انطلق بأربعة طلاب فقط، قبل أن يتحول إلى تجربة شارك فيها مئات الأشخاص، مشددًا على أن الشغف، والصدق، والاستمرارية هي مفاتيح النجاح الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى