رياضة

سيّد “ذا بيست” بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟

الترند العربي – متابعات

مع كل نسخة جديدة من جائزة “ذا بيست” التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، يتجدد النقاش حول قيمة الجائزة، ومعاييرها، وأحقية الفائزين بها، لكن خلف هذا الجدل المتكرر، يبرز سؤال ثابت لا يتغير مهما اختلفت الأسماء والسنوات: من هو اللاعب الذي نجح في كتابة اسمه في سجل الجائزة أكثر من غيره، وتحول إلى مرجع تاريخي كلما ذُكرت “ذا بيست”؟

السؤال لا يتعلق فقط بعدد مرات الفوز، بل بالمسار الكامل للجائزة منذ انطلاقتها، وبالتحولات التي شهدتها كرة القدم العالمية خلال أقل من عقد، وبالنجوم الذين مروا من هنا وتركوا أثرهم، سواء بالفوز، أو بالوصافة، أو حتى بالاكتفاء بالترشيح.

سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟
سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟

«ذا بيست».. جائزة وُلدت من رحم الانفصال

ظهرت جائزة «ذا بيست» رسميًا عام 2016، بعد انتهاء الشراكة التاريخية بين فيفا ومجلة «فرانس فوتبول» التي كانت تمنح الكرة الذهبية. هذا الانفصال لم يكن إداريًا فقط، بل مثّل نقطة تحول في فلسفة الجوائز الفردية، إذ أراد فيفا أن يقدم جائزة تحمل بصمته الخاصة، وتمنحه مساحة أوسع في رسم معايير «الأفضل في العالم».

ومنذ اللحظة الأولى، دخلت «ذا بيست» سباق المقارنة مع الكرة الذهبية، ليس من حيث القيمة الرمزية فقط، بل من حيث التأثير الإعلامي، وطبيعة التصويت، والانفتاح على الجماهير، بعدما أصبح لصوت المشجعين وزن رسمي إلى جانب المدربين وقادة المنتخبات والصحفيين.

لماذا حصدت «ذا بيست» هذا الزخم السريع؟

الزخم الذي رافق الجائزة لم يأتِ من فراغ، بل من توقيت ظهورها. كرة القدم في منتصف العقد الثاني من الألفية كانت تشهد تحولًا واضحًا، مع تراجع احتكار نجمين فقط للمشهد، وظهور أسماء جديدة تنافس بقوة، إضافة إلى تنامي دور الإعلام الرقمي ومنصات التواصل في صناعة النجومية.

جائزة «ذا بيست» جاءت لتواكب هذا الواقع، وتفتح الباب أمام سرديات مختلفة، لا تقتصر على موسم واحد أو بطولة بعينها، بل تمتد لتشمل التأثير، والقيادة، واللحظات الفارقة.

ليونيل ميسي.. الاسم الذي يتصدر السجل التاريخي

عند العودة إلى الأرقام، لا يترك التاريخ مجالًا للشك: ليونيل ميسي هو أكثر لاعب فاز بجائزة «ذا بيست» لأفضل لاعب في العالم عبر التاريخ. النجم الأرجنتيني توّج بالجائزة ثلاث مرات، أعوام 2019 و2022 و2023، ليصبح الاسم الأكثر حضورًا على منصة التتويج منذ انطلاق الجائزة.

هذا الرقم لا يعكس فقط تفوقًا عدديًا، بل يعكس أيضًا قدرة ميسي على التكيف مع تغير المعايير، والبقاء في القمة رغم اختلاف السياقات، من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، ثم إلى إنتر ميامي، مرورًا بمحطات دولية صنعت له مكانة استثنائية في تاريخ اللعبة.

كيف فاز ميسي بجوائزه الثلاث؟

الفوز الأول لميسي في «ذا بيست» عام 2019 جاء بعد موسم فردي مذهل مع برشلونة، رغم غياب التتويج بدوري أبطال أوروبا، لكنه عوّض ذلك بأرقام استثنائية وتأثير فني لا يمكن تجاهله. أما تتويجه الثاني عام 2022، فكان مرتبطًا بشكل مباشر بقيادته الأرجنتين للفوز بكأس العالم، وهو الإنجاز الذي أعاد رسم صورة مسيرته كاملة.

الفوز الثالث عام 2023 أكد أن ميسي لم يكن ظاهرة مرتبطة ببطولة واحدة، بل لاعبًا قادرًا على الحفاظ على مكانته في النقاش العالمي حتى مع انتقاله خارج أوروبا، مستفيدًا من تراكم التأثير والرمزية التي تحيط باسمه.

سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟
سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟

رونالدو وليفاندوفسكي.. مطاردة بلا صدارة

خلف ميسي، يظهر اسما كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي، وكل منهما توّج بالجائزة مرتين. رونالدو كان أول من رفع كأس «ذا بيست» في نسختيها الأولى عامي 2016 و2017، مستفيدًا من هيمنته الأوروبية مع ريال مدريد، والتتويج بدوري أبطال أوروبا، إلى جانب نجاحه الدولي مع البرتغال.

ليفاندوفسكي بدوره استغل فترة ذروته مع بايرن ميونخ، ليفوز بالجائزة عامي 2020 و2021، في موسمَين استثنائيين على مستوى الأرقام والبطولات، خصوصًا مع الثلاثية التاريخية التي حققها الفريق البافاري.

ورغم أن كليهما وصل إلى مرتين، فإن أياً منهما لم يتمكن من معادلة رقم ميسي، ليظل الأرجنتيني وحيدًا في الصدارة حتى الآن.

سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟
سيّد «ذا بيست» بلا منازع.. من يملك الرقم القياسي في جائزة الأفضل عبر تاريخ فيفا؟

أسماء حفرت اسمها مرة واحدة

إلى جانب الثلاثي الأبرز، ضمت قائمة الفائزين أسماء تركت بصمتها في مواسم محددة. لوكا مودريتش فاز بالجائزة عام 2018، في موسم جمع فيه بين قيادة ريال مدريد أوروبيًا، وقيادة كرواتيا إلى نهائي كأس العالم، ليكسر احتكار النجوم الهجوميين.

فينيسيوس جونيور توّج عام 2024، بعد موسم استثنائي مع ريال مدريد، فيما جاء تتويج عثمان ديمبيلي عام 2025 تتويجًا لمسار جماعي وفردي مع باريس سان جيرمان، أكد من خلاله قدرته على التحول إلى نجم حاسم في البطولات الكبرى.

سجل الوصافة والمراكز المتقدمة.. قراءة أعمق للتاريخ

النظر إلى عدد مرات الفوز وحده لا يكفي لفهم الصورة الكاملة. ليونيل ميسي، إلى جانب فوزه ثلاث مرات، حل وصيفًا ثلاث مرات أخرى، واحتل المركز الثالث مرة واحدة، ما يجعله اللاعب الأكثر حضورًا في المراكز الثلاثة الأولى.

كريستيانو رونالدو بدوره كان حاضرًا باستمرار، سواء بالفوز أو الوصافة، بينما ظهرت أسماء مثل محمد صلاح في المركز الثالث مرتين، دون أن تنجح في الوصول إلى منصة التتويج، وهو ما يعكس صعوبة المنافسة، لا ضعف الأداء.

هل «ذا بيست» أكثر تنوعًا من الكرة الذهبية؟

واحدة من الملاحظات الأساسية عند مقارنة «ذا بيست» بالكرة الذهبية، هي تنوع الأسماء الفائزة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. فبينما عانت الكرة الذهبية لفترة طويلة من احتكار شبه مطلق، جاءت «ذا بيست» في مرحلة أكثر انفتاحًا، سمحت بظهور أسماء جديدة في كل نسخة تقريبًا.

هذا التنوع لا يعني غياب النجوم الكبار، لكنه يعكس تغيرًا في طريقة تقييم المواسم، ووزن البطولات، وأهمية الأدوار المختلفة داخل الملعب.

آلية التصويت.. لماذا تؤثر في السجل التاريخي؟

تعتمد «ذا بيست» على تصويت أربع فئات متساوية الوزن: مدربو المنتخبات، قادة المنتخبات، الصحفيون، والجماهير. هذه الآلية تجعل الفوز بالجائزة نتاج توافق نسبي بين أطراف متعددة، لا قرارًا صادرًا عن لجنة واحدة.

وجود الجماهير في التصويت أضاف بُعدًا جديدًا، حيث أصبحت الشعبية عاملًا مؤثرًا، إلى جانب الأداء، وهو ما يفسر استمرار حضور أسماء بعينها في المراكز الأولى، حتى في مواسم لا تُعد الأفضل رقميًا.

الألقاب الكبرى.. المفتاح السري للفوز

عند مراجعة سجل الفائزين، يظهر نمط شبه ثابت: التتويج بدوري أبطال أوروبا أو كأس العالم غالبًا ما يكون العامل الحاسم. ميسي 2022، مودريتش 2018، رونالدو 2016 و2017، ليفاندوفسكي 2020 و2021، جميعهم ارتبط فوزهم بإنجازات جماعية كبرى.

هذا الواقع يضع اللاعبين الذين يتألقون محليًا فقط في موقف صعب، مهما بلغت أرقامهم، ويجعل الجائزة أقرب إلى مكافأة «موسم البطولة» أكثر من «موسم الأرقام».

هل يمكن كسر رقم ميسي مستقبلًا؟

سؤال يفرض نفسه بقوة: هل يمكن لأي لاعب أن يكسر رقم ليونيل ميسي في «ذا بيست»؟ نظريًا نعم، لكن عمليًا الأمر بالغ الصعوبة. المنافسة اليوم أكثر شراسة، وتوزيع الجوائز بات أكثر تنوعًا، كما أن مسيرة اللاعب أصبحت أقصر على مستوى القمة مقارنة بجيل ميسي ورونالدو.

اللاعب الذي يريد معادلة أو تجاوز رقم ميسي يحتاج إلى مزيج نادر: استمرارية طويلة، بطولات كبرى، وتأثير إعلامي وجماهيري ممتد لسنوات، وهي شروط لا تتوافر إلا لقلة قليلة.

«ذا بيست» خارج فئة اللاعبين.. منظومة كاملة

الجائزة لا تقتصر على أفضل لاعب فقط، بل تشمل أفضل حارس مرمى، وأفضل مدرب، وجائزة بوشكاش لأفضل هدف، وغيرها. هذه المنظومة المتكاملة عززت مكانة «ذا بيست» كحدث سنوي شامل، يعكس صورة كرة القدم الحديثة بجميع أدوارها.

من بوفون ونوير إلى إيدرسون ومارتينيز، ومن رانييري إلى غوارديولا وأنشيلوتي، سجل الجائزة يعكس تطور اللعبة وتغير أبطالها عبر السنوات.

محمد صلاح في سجل «ذا بيست».. حضور بلا تتويج

رغم عدم فوزه بالجائزة، يبقى اسم محمد صلاح حاضرًا في السجل التاريخي، بوصوله إلى المركز الثالث مرتين، وفوزه بجائزة بوشكاش عام 2018. هذا الحضور يعكس قيمة اللاعب عالميًا، لكنه يسلط الضوء في الوقت ذاته على صعوبة تحويل التألق الفردي إلى تتويج، في ظل معايير تفضّل البطولات القارية والعالمية.

ماذا تقول الأرقام عن «أفضل لاعب»؟

الأرقام وحدها لا تصنع الفائز، لكنها ترسم الإطار العام. سجل «ذا بيست» يثبت أن الجائزة ليست مجرد مسابقة أهداف وتمريرات حاسمة، بل قصة موسم كامل، تتداخل فيها اللحظات الكبرى، والسياق العام، والانطباع الذي يتركه اللاعب في أذهان المصوتين.

من هو أكثر لاعب فاز بجائزة ذا بيست عبر التاريخ؟
ليونيل ميسي، برصيد ثلاث مرات أعوام 2019 و2022 و2023.

من أقرب اللاعبين لمعادلة رقم ميسي؟
كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي، وكل منهما فاز بالجائزة مرتين.

هل تختلف «ذا بيست» عن الكرة الذهبية؟
نعم، من حيث آلية التصويت وتنوع الفائزين وسياق التقييم.

هل الفوز بالبطولات الكبرى شرط أساسي؟
ليس شرطًا رسميًا، لكنه عامل حاسم في أغلب الحالات.

هل يمكن للاعب عربي الفوز بـ«ذا بيست» مستقبلًا؟
الأمر ممكن، لكنه يتطلب موسمًا استثنائيًا يتزامن مع تتويج قاري أو عالمي ودعم إعلامي واسع.

اقرأ أيضًا: كأس الخليج تحت 23 عامًا 2025.. العليوة أفضل لاعب وحامد يتوج كأفضل حارس بعد تتويج الأخضر باللقب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى