الأخضر يواصل التحضيرات لمواجهة الإمارات في كأس العرب.. والهوساوي يخرج مصابًا
الترند العربي – متابعات
استأنف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء الثلاثاء تحضيراته الميدانية، عقب خروجه من الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025™، وذلك استعدادًا لمواجهة منتخب الإمارات في مباراة تحديد المركز الثالث، المقررة بعد غدٍ الخميس على الأراضي القطرية. وتأتي هذه المواجهة في توقيت حساس، يسعى خلاله الأخضر إلى إنهاء مشاركته القارية بنتيجة إيجابية، تعيد بعضًا من الثقة، وتمنح الجهاز الفني مؤشرات مهمة قبل الاستحقاقات المقبلة.
العودة إلى التدريبات لم تكن مجرد إجراء روتيني بعد مباراة شاقة أمام الأردن، بل حملت أبعادًا فنية ونفسية متعددة، في ظل الرغبة الواضحة لدى الجهاز الفني بقيادة الفرنسي إيرڤي رينارد في تصحيح الأخطاء، وتقييم الحالة البدنية والذهنية للاعبين، بعد الإقصاء المؤلم الذي حرم الأخضر من بلوغ النهائي.

برنامج تدريبي متوازن بين الاستشفاء والتكتيك
شهدت الحصة التدريبية تقسيم اللاعبين إلى مجموعتين، وفقًا لمبدأ الأحمال البدنية، حيث خضع اللاعبون الذين شاركوا بصفة أساسية أمام المنتخب الأردني لمران استرجاعي داخل الصالة الرياضية، ركّز على الاستشفاء العضلي، وإزالة آثار الإجهاد البدني، في خطوة تهدف إلى تجهيزهم بدنيًا دون تعريضهم لمخاطر الإرهاق أو الإصابات.
في المقابل، خاضت المجموعة الثانية تدريبات ميدانية على ملاعب أسباير، اشتملت على تمارين متنوعة في المساحات الضيقة، ورفع نسق التمرير، إضافة إلى تطبيقات تكتيكية على الكرات الثابتة، في إشارة إلى تركيز الجهاز الفني على تحسين الفاعلية الهجومية، ومعالجة بعض الثغرات التي ظهرت في مباراة نصف النهائي.
هذا التدرج في الأحمال يعكس حرص الجهاز الفني على الوصول إلى الجاهزية المثالية قبل مواجهة الإمارات، خاصة أن المباراة، رغم كونها لتحديد المركز الثالث، تحمل وزنًا معنويًا كبيرًا في ميزان التقييم العام لمشاركة المنتخب في البطولة.

رينارد يعيد ترتيب الأوراق بعد خيبة نصف النهائي
المدرب الفرنسي إيرڤي رينارد يدرك جيدًا أن مباراة الإمارات لا تقل أهمية عن أي مواجهة إقصائية، ليس فقط من حيث النتيجة، بل بوصفها فرصة لإعادة ضبط الإيقاع، واختبار بعض العناصر، وتثبيت ملامح التشكيل الأنسب للفترة المقبلة.
رينارد، الذي يواجه انتقادات متباينة منذ الخروج من نصف النهائي، يسعى إلى تقديم صورة فنية أفضل، خاصة على مستوى التنظيم الدفاعي، والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهي نقاط شكلت تحديًا واضحًا أمام الأردن، وظهرت فيها فجوات أثّرت على النتيجة النهائية.

إصابة مراد الهوساوي تثير القلق
وعلى صعيد الإصابات، شهدت الحصة التدريبية عدم إكمال اللاعب مراد الهوساوي المران، بعد شعوره بآلام عضلية، ما دفع الجهاز الطبي إلى سحبه كإجراء احترازي. ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي يحدد مدى خطورة الإصابة، إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأنها إجهاد عضلي، وليس إصابة حادة.
غياب الهوساوي المحتمل عن مواجهة الإمارات قد يفرض على رينارد إعادة التفكير في خياراته الدفاعية، خاصة في ظل الحاجة إلى الاستقرار الخط الخلفي، وتفادي الأخطاء الفردية التي كلّفت الأخضر الكثير في الأدوار المتقدمة.

مواجهة الإمارات… أكثر من مباراة ترتيبية
رغم أن اللقاء المقبل يُصنّف رسميًا كمباراة تحديد المركز الثالث، إلا أن أبعاده تتجاوز ذلك التصنيف، فالمواجهة الخليجية تحمل طابعًا تنافسيًا خاصًا، وتاريخًا ممتدًا من الندية، كما تمثل فرصة للمنتخب السعودي لتأكيد تفوقه الإقليمي، وإنهاء البطولة بصورة إيجابية.
المنتخب الإماراتي، من جانبه، يدخل اللقاء بدافع التعويض بعد خروجه من نصف النهائي أمام المغرب، ما يعني أن المباراة مرشحة لنسق مرتفع، وصراع تكتيكي حاد، قد يمنح الجماهير مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات.

الجانب النفسي… التحدي الأكبر
أحد أبرز التحديات التي يواجهها الأخضر قبل مواجهة الإمارات يتمثل في الجانب النفسي، فالإقصاء من نصف النهائي، خاصة عندما يكون الحلم قريبًا من النهائي، يترك أثرًا ذهنيًا على اللاعبين. ومن هنا، تبرز أهمية دور الجهاز الفني والإداري في إعادة شحن اللاعبين معنويًا، وتحفيزهم لتقديم أفضل ما لديهم في ختام المشوار.
رينارد، المعروف بخبرته في التعامل مع مثل هذه المواقف، يعوّل على شخصيات اللاعبين، وقدرتهم على تجاوز الإحباط، وتحويل خيبة الأمل إلى دافع إيجابي داخل أرض الملعب.

قراءة فنية في ملامح التشكيل المتوقع
من المنتظر أن يجري رينارد بعض التعديلات على التشكيل الأساسي، سواء لإراحة بعض العناصر، أو لمنح الفرصة للاعبين آخرين، خاصة أولئك الذين لم يحصلوا على دقائق كافية خلال البطولة. وقد تشهد المواجهة تغييرات في خط الوسط، مع التركيز على زيادة الكثافة العددية، وتحسين الربط بين الخطوط.
كما يُتوقع أن يولي الجهاز الفني اهتمامًا خاصًا بالكرات الثابتة، سواء الدفاعية أو الهجومية، بعد أن شكّلت عنصرًا حاسمًا في مباريات الأدوار الإقصائية.
التحضير الإعلامي قبل اللقاء
ومن المقرر أن يواصل الأخضر استعداداته بحصة تدريبية مساء الأربعاء على ملاعب أسباير، على أن تكون متاحة لوسائل الإعلام خلال الربع ساعة الأولى، في إطار التزام الاتحاد السعودي لكرة القدم بالشفافية الإعلامية، وإتاحة الفرصة أمام الصحافة للاطلاع على آخر المستجدات الفنية والطبية.
هذه الحصة ستمنح مؤشرات أوضح حول جاهزية اللاعبين، وإمكانية مشاركة مراد الهوساوي، إضافة إلى ملامح التشكيل المتوقع للمواجهة.
ماذا تعني هذه المباراة لمسار الأخضر؟
النتيجة النهائية لمواجهة الإمارات ستنعكس بشكل مباشر على تقييم مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب، سواء على مستوى الجماهير أو المحللين الفنيين. الفوز سيمنح الأخضر ختامًا إيجابيًا، ويخفف من وطأة الإقصاء، بينما الخسارة قد تفتح بابًا أوسع للنقد والمراجعة.
لكن في كل الأحوال، تمثل البطولة محطة تقييم مهمة، وفرصة لاستخلاص الدروس، وتصحيح المسار قبل الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة.
متى تُقام مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب؟
تُقام المباراة بعد غدٍ الخميس، ضمن لقاء تحديد المركز الثالث في بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025™.
أين تُجرى تدريبات المنتخب السعودي حاليًا؟
تُجرى التدريبات على ملاعب أسباير في العاصمة القطرية الدوحة.
ما سبب عدم إكمال مراد الهوساوي للحصة التدريبية؟
لم يُكمل اللاعب مراد الهوساوي المران بسبب شعوره بآلام عضلية، كإجراء احترازي من الجهاز الطبي.
هل مباراة المركز الثالث ذات أهمية فنية للأخضر؟
نعم، تحمل المباراة أهمية فنية ومعنوية كبيرة، كونها فرصة لإنهاء البطولة بنتيجة إيجابية، وتقييم جاهزية اللاعبين.
هل سيجري رينارد تغييرات على التشكيل؟
من المتوقع إجراء بعض التعديلات، سواء بدافع فني أو لمنح الفرصة لعناصر أخرى، بحسب الجاهزية البدنية.
اقرأ أيضًا: كأس الخليج تحت 23 عامًا 2025.. العليوة أفضل لاعب وحامد يتوج كأفضل حارس بعد تتويج الأخضر باللقب


