
الترند العربي – متابعات
تعيش المملكة العربية السعودية في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين تحوّلًا حضريًا غير مسبوق، حيث أصبحت المدن الذكية جزءًا من رؤيتها الطموحة لبناء مستقبلٍ يعتمد على الابتكار والاستدامة والتقنيات المتقدمة. ومن “نيوم” إلى “ذا لاين”، تتجه السعودية نحو إعادة تعريف مفهوم المدينة الحديثة، ليس كمكانٍ للسكن والعمل فحسب، بل كنظامٍ حيّ يتفاعل مع الإنسان ويخدم البيئة في الوقت ذاته.
من فكرة طموحة إلى واقعٍ يُبنى على الأرض
عندما أُعلن عن مشروع “نيوم” في عام 2017، بدا للعالم كأنه خيال علمي، لكن اليوم أصبحت ملامحه تتجسد في أرض الواقع بمساحة تتجاوز 26 ألف كيلومتر مربع شمال غرب المملكة، لتشكل مختبرًا مفتوحًا لتقنيات المستقبل.

وفي قلب “نيوم” يأتي مشروع “ذا لاين”، المدينة الخطية التي تمتد على 170 كيلومترًا دون سياراتٍ أو شوارعٍ تقليدية، معتمدةً على الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي في كل تفاصيلها.
مدينة بلا ضجيج.. بلا انبعاثات
“ذا لاين” ليست مجرد مشروع عمراني، بل رؤية متكاملة لمدينة خالية من الانبعاثات الكربونية، حيث تحل أنظمة النقل الذكية محل المركبات التقليدية، وتُدار جميع الخدمات عبر شبكة مركزية ذكية تتنبأ بالاحتياجات وتستجيب لها فورًا.
هذا المفهوم يعكس التحول من المدن الصاخبة إلى “المدن الهادئة” التي تمنح الإنسان المساحة والهواء والتجربة المعيشية المثالية.

التقنية في خدمة الحياة اليومية
تعمل المدن الذكية السعودية على دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في البنية التحتية لتصبح قادرة على إدارة الطاقة والمياه والنفايات بكفاءة عالية، إلى جانب توفير بيئة رقمية تسهّل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية عبر المنصات الذكية.
وهكذا تنتقل السعودية من فكرة “المدينة الحديثة” إلى “المدينة الواعية” التي تدير نفسها بنفسها.
استدامة تتجاوز البيئة
المدن الذكية في السعودية لا تركز فقط على الجانب التقني، بل تتعامل مع الاستدامة بوصفها منظومة شاملة تشمل الإنسان والبيئة والاقتصاد.
مشروعات مثل “أوكساجون” و”تروجينا” في “نيوم” تضع نماذج جديدة لتكامل الصناعة والطبيعة، فيما تعيد “الدرعية” و”العلا” تقديم التراث السعودي بأساليب رقمية مبتكرة تجعل الماضي جزءًا من المستقبل.

المدن الذكية.. بوابة السعودية إلى العالم
من خلال مشاريعها الكبرى، ترسل السعودية رسالة واضحة: المستقبل ليس في مكانٍ آخر، بل يُبنى هنا.
ومع اهتمام متزايد من المستثمرين العالميين وشركات التكنولوجيا العملاقة، تتحول هذه المدن إلى مختبر عالمي يجمع بين الحداثة والعراقة، وبين التقنية والهوية الوطنية.
س: ما المقصود بالمدن الذكية في السياق السعودي؟
ج: هي مدن تعتمد على التقنيات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطاقة النظيفة لتوفير بيئة مستدامة وتفاعلية تسهّل حياة السكان وتحافظ على الموارد.
س: ما الذي يجعل “ذا لاين” مشروعًا فريدًا عالميًا؟
ج: تصميمها الخطّي بطول 170 كم دون سيارات أو شوارع تقليدية، واعتمادها الكامل على الطاقة المتجددة يجعلها نموذجًا عالميًا في الابتكار الحضري.
س: كيف تساهم هذه المشاريع في رؤية السعودية 2030؟
ج: تدعم تنويع الاقتصاد، وتجذب الاستثمارات، وتوفّر فرص عمل نوعية، وتعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للتقنية والابتكار.
س: ما أبرز الفوائد البيئية للمدن الذكية السعودية؟
ج: تقليل الانبعاثات الكربونية، إدارة الموارد بكفاءة، وتحسين جودة الحياة عبر الاعتماد على الطاقة النظيفة.
س: هل يمكن أن تصبح السعودية نموذجًا عالميًا للمدن المستدامة؟
ج: نعم، فبفضل مشاريعها مثل “نيوم” و”ذا لاين”، تمتلك المملكة المقومات التقنية والبيئية والاقتصادية لتكون رائدة في هذا المجال عالميًا.


