فاطمة العدلاني

الإرهاق الذهني

فاطمة العدلاني

ميزة أم عيب؟ تتطلب بعض الأشغال أن يستطيع الشخص القيام بعدة مهام في آنٍ واحد، ويقوم الأشخاص بذلك لإثبات كفاءتهم وجدارتهم، ولكن هل هذا يُعدّ ميزة أم عيبًا؟!

الدماغ لا يقوم بعدة مهام في نفس الثانية أو اللحظة ذاتها، لكن عند تعدد المهام يحدث ما يُدعى بالتحول السريع أو “Task Switching”، وذلك ينتج عنه استهلاك طاقة العقل وتقليل كفاءة الذاكرة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات المؤقتة لمعالجتها.

وعلى المذكور، قامت جامعة لندن بدراسة عن التشتت الدائم فأثبتت انخفاض الذكاء للأشخاص الذين يقومون بعدة مهام في آنٍ واحد بمعدل يعادل الحرمان من النوم لمدة ليلةٍ كاملة!؛ وعليه فالتشتت الرقمي ضار بالعقل البشري لأن أدمغتنا ليست مصممة لهذا النوع من النمط العيشي؛ إشعار على تطبيق، ورسالة على تطبيق آخر، وتنبيه آخر من تطبيقٍ آخر، وهكذا يتشتت العقل ويتعجل بالانتقال بشكلٍ دائم في العصر الرقمي، والنتيجة!

قامت جامعة كاليفورنيا “UCLA” بدراسة أثبتت أن الأشخاص المنتقلين بين مصادر متعددة بشكلٍ مستمر يصبحون أقل قدرةً على تصفية المعلومات غير المهمة نتيجة الإرهاق الذهني، وقد قامت أيضًا جامعة لندن في نفس النقطة ببحثٍ أثبت أن الإرهاق الذهني الناتج عن تعدد المهام يؤدي إلى انخفاض معدل الذكاء “IQ”.

يقول الباحث الأمريكي “Cal Newport”: “The greatest threat to deep thinking isn’t ignorance, it’s distraction”، يعني أن الخطر الأكبر على التفكير العميق ليس الجهل، بل التشتت.

والحل؟
تقسيم الوقت إلى فتراتٍ حسب المهام بقاعدة “Serial Tasking” أي تسلسل المهام، وقاعدة الشاشة الواحدة، وتجنب التنقل بين المهام في لحظةٍ واحدة!

أيضًا راحة ذهنية بعيدًا عن الشاشات ولو لفترةٍ وجيزة، مثل المشي أو التأمل، وتخصيص أوقاتٍ يومية بعيدًا عن الإشعارات أو أي تطبيقاتٍ للعزل الرقمي، حتى يتم تدريب العقل على زيادة فترات التركيز.”

اقرأ أيضًا: العزلة الإيجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى