
العزلة الإيجابية
فاطمة العدلاني
الوحدة الإيجابية ينتج عنها سماع صوتك الداخلي؛ فهي عزلة عن عمد ووعي، فكونها إيجابية مُقيدة بكونها مقصودة ومؤقتة، وعدا ذلك يعد هروبًا من الواقع وبالطبع سلبي.
ولكي تكون إيجابية كما ذكرنا أنها مقصودة ومؤقتة فممكن تخصيص وقت هادئ بشكل دوري مع النفس بعيدًا عن الأجهزة والشاشات والبشر، وممكن تدعيم ذلك بالكتابة لتفريغ شحنة الأفكار بشكل دوري.
لماذا نحتاج ذلك الانعزال؟
إعادة شحن الذات، فكما يحتاج الإنسان راحة جسدية يحتاج لقوة الصمت، كل من قاموا بالتجربة أثبتوا تعميق وعيهم بذاتهم بعد الوحدة؛ فللأسف أحيانًا لا يكون الإنسان مُدركًا ذاته وسط الضوضاء والحياة، فلا نستطيع سماع الصوت الداخلي بصدق.
قامت جامعة في نيويورك “New York University of Reading” بدراسة النمو الشخصي ووجدوا أنه عند قيام الناس بقضاء أوقات بمفردهم؛ يشعرون بقدرة التحكم في قراراتهم وينتج عنه قلة الشعور بالتوتر، حيث إن الإنسان يشعر كما لو كان متأكدًا من قراراته.
وأكدت ذلك بتجربة أخرى وقت الكورونا، حيث زاد الإبداع والتفكير الحر.
قامت أيضًا بريطانيا “British Psychological Society” بعمل تقرير عن نتيجة تجاهل حق الذات في العزلة الإيجابية بصفة دورية، حيث وجدوا أن ذلك يصيب الإنسان بضعف نفسي يُدعى “aloneliness”، وذلك يرفع من فكرة الاكتئاب والتوتر والتشوش.