من محمد شرف إلى لطفي لبيب.. فنانون مصريون رحلوا وتركوا بصمة لا تُنسى

من محمد شرف إلى لطفي لبيب.. فنانون مصريون رحلوا وتركوا بصمة لا تُنسى
الترند العربي – خاص
غابت عن الشاشة وجوه أحبّها الجمهور، لكنها لم تغب عن الذاكرة. في السنوات الأخيرة، ودّعت مصر عددًا من أبرز فنانيها الذين قدّموا للفن المصري والعربي أعمالًا خالدة، صنعت البهجة، وأثارت الدموع، وسكنت القلوب. من محمد شرف وحسن حسني إلى طلعت زكريا وإبراهيم نصر ومحمود الجندي، وآخرهم لطفي لبيب، الذين اختاروا لأنفسهم أدوارًا بعيدة عن البطولة المطلقة، لكنهم استحقوا بجدارة مكانة لا تُمحى في ذاكرة الجمهور.
محمد شرف.. البطل الصامت في أدوار الكوميديا
رحل الفنان محمد شرف في يوليو 2018 بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا كوميديًا مميزًا رغم قصر مدة ظهوره الفني. وُلد في الإسكندرية، وبدأ مشواره من المسرح، قبل أن يشارك في أعمال سينمائية وتلفزيونية بارزة مثل “ظرف طارق” و”آسف على الإزعاج” و”أرابيسك”. امتلك قدرة نادرة على انتزاع الضحكة في لحظة، بملامحه الهادئة وأدائه التلقائي، حتى وهو يجسّد شخصيات مسحوقة تعاني من ضغوط الحياة. ورغم تدهور حالته الصحية، أصر على الاستمرار في العمل حتى الأيام الأخيرة، مؤمنًا أن الكوميديا أمانة يجب أن تؤدى للجمهور.
حسن حسني.. مدرسة الأداء السهل الممتنع
ورحل الفنان حسن حسني في مايو 2020، بعد أن شكّل حجر الأساس في مئات الأعمال التي كانت تحتاج إلى فنان قادر على دعم الأبطال بحضور كاسح. أطلق عليه البعض لقب “الجوكر”، إذ كان عنصرًا مشتركًا في نجاح أفلام ومسرحيات ومسلسلات امتدت لأكثر من أربعة عقود. شارك في أعمال مثل “اللمبي” و”عبود على الحدود” و”محامي خلع”، واحتفظ بمكانته لدى الأجيال الجديدة من الفنانين، الذين رأوا فيه قدوة إنسانية وفنية لا تُنسى.

طلعت زكريا.. صانع البهجة
ومن بين الأسماء التي شكلت مشهدًا خاصًا في تاريخ الكوميديا، يبرز اسم طلعت زكريا، الذي توفي في أكتوبر 2019 بعد صراع مع المرض. وُلد في الإسكندرية، وصعد من المسرح إلى الشاشة ليقدم أدوارًا مميزة أبرزها بطولته في فيلم “طباخ الرئيس”، الذي أكد فيه قدرته على حمل عمل كامل بشخصيته الطريفة وصوته المميز. ورغم الظروف الصحية التي ألمّت به في سنواته الأخيرة، ظل حريصًا على الحضور في الأعمال الفنية، حتى أصبح من الوجوه الكوميدية المحببة لدى شريحة واسعة من الجمهور.

إبراهيم نصر.. رائد المقالب ونجم الشاشة الخفي
كما غاب الفنان إبراهيم نصر في مايو 2020، بعد أن قدّم لسنوات طويلة برامج الكاميرا الخفية، خاصة في رمضان، واشتهر بشخصية “زكية زكريا”، التي باتت أيقونة في ذاكرة المشاهد المصري والعربي. إلى جانب البرامج، شارك نصر في أعمال سينمائية ناجحة مثل “شمس الزناتي” و”إكس لارج”، وتميز بأسلوبه الخاص في المزج بين الكوميديا الاجتماعية والنقد الساخر، دون أن يسعى إلى البطولة، بل إلى التأثير.

محمود الجندي.. البسيط الذي أسر القلوب
وفي أبريل 2019، خسر الوسط الفني الفنان القدير محمود الجندي، الذي امتلك قدرات تمثيلية متعددة، وجمع بين التمثيل والغناء والمسرح والشعر الشعبي. وُلد في البحيرة، وبدأ مشواره من معهد السينما، وشارك في أعمال مثل “الجزيرة” و”رمضان كريم” و”شمس الزناتي“. تميز بأداء صادق خالٍ من المبالغة، وقدرته على التعبير عن وجدان الشخصية المصرية البسيطة، خصوصًا في الأدوار الريفية والاجتماعية.

سليمان عيد.. رحيل مفاجئ لوجه محبوب
وفي مشهد مفاجئ، ودّع الجمهور الفنان الكوميدي سليمان عيد، الذي توفي في أبريل 2025 عن عمر 55 عامًا، إثر أزمة قلبية حادة. ورغم أنه لم يحصل على أدوار البطولة، إلا أن وجوده في أي عمل كان يُضيف نكهة خاصة. اشتهر بحضوره العفوي وروحه المرحة في أعمال مثل “صاحب صاحبه”، “مطب صناعي”، و”جعلتني مجرمًا”، وكان شريكًا دائمًا في مشاهد البهجة الموجهة للطبقة الشعبية.

لطفي لبيب.. الكوميديا الجادة والوقار الهادئ
أما الفنان لطفي لبيب، الذي غيّبه الموت في يوليو 2025 عن عمر ناهز السابعة والسبعين، فقد كان واحدًا من أصحاب “الحضور الثقيل”، حتى وهو يؤدي مشاهد قصيرة. وُلد في دمياط، وبدأت مسيرته الفنية متأخرة نسبيًا، لكنه ما لبث أن أصبح أحد الوجوه المألوفة في السينما والدراما، خاصة في أدوار الأب والمدير والسفير. اشتهر بدوره في فيلم “السفارة في العمارة” إلى جانب عادل إمام، وأعاد تقديم نفسه بشكل مختلف في “عسل أسود” و”بدل فاقد”، وغيرهما من الأعمال التي جمعت بين الحس الكوميدي والعمق الإنساني. وبالرغم من إصابته بوعكة صحية أدت إلى اعتزاله الفن لسنوات، إلا أن الجمهور ظلّ يعتبره رمزًا للرصانة الساخرة في الدراما المصرية.

هؤلاء الفنانون لم يكونوا مجرد ممثلين عابرين على الشاشة، بل كانوا جزءًا من وجدان مجتمع كامل، استطاعوا أن يعكسوا أحلامه، وسخريته، وآلامه، وأن يتركوا خلفهم دروسًا في البساطة، والتأثير، والبقاء من خلال الفن.
سؤال وجواب
س: من أبرز الفنانين الذين رحلوا عن مصر وتركوا أثرًا كبيرًا؟
ج: محمد شرف، لطفي لبيب، حسن حسني، طلعت زكريا، إبراهيم نصر، محمود الجندي، وسليمان عيد.
س: ما الذي يجمع هؤلاء الفنانين؟
ج: جميعهم تميزوا بتقديم أدوار إنسانية بسيطة وعميقة، وتركوا بصمة خاصة رغم أن كثيرًا من أعمالهم لم تكن بطولات مطلقة.
س: متى توفي الفنان سليمان عيد؟
ج: في أبريل 2025 إثر أزمة قلبية مفاجئة، عن عمر ناهز 55 عامًا.