فاطمة العدلاني
للبشر أهداف واهتمامات وأولويات وطموحات وأحلام ومعتقدات،
تختلف كلٌ منها باختلاف المنشأ والتربية والفكر والثقافة والوعي وكل ما ساعد في بناء ذات الشخصية.
ما أدركته في اﻵونة الأخيرة وربما أدركته مؤخراُ هو أنّ لا شيء كما يبدو مطلقا.
فكما ترى الصورة من بعيد هكذا الأشخاص يبدون كالصورة التي تختفي تجاعيدها والقشور بها وربما ذرات التراب التي يحملها الهواء فقط تحتاج ميكروسكوب وعدسات مكبرة لترى الصورة بوضوح وربما لن تظهر أيضا بعض التفاصيل الدقيقة. فالأشخاص أيضا لن تظهر لك صورهم الحقيقية أبدا مهما ظننت أنك عرفتهم.
كل شخص له عدة صور يستطيع أن يظهر منها في العمل والبيت والدراسة ومع الأقارب مع الأصدقاء مع الأحباب…الخ
وتوجد صورة متأصلة في الذات لا تظهر إلا في مواطن الضعف وانعدام الثقة وفقدان الأمل وقلة الحيلة وظن السوء في الذات وانعدام الشغف.
تلك الصورة التي تظهر في مواطن الصفاء في أحضان أم أو أب أو من الذات للذات نهاية يوم ليشرق يوم جديد مفعم باﻷمل غير مشوب.
نعيش أعواما وأعوام مع قوم لا نعرف حقا من هم! أخذتنا الحياة وشغلتهم أيضا فلم ندرك يوما ساعة من ضعفهم… نكتشف وحدتهم وقلة حيلتهم في ورقة بعد موتهم كتبت يوم أن تظاهروا لنا باللاشيء.
لا تنخدع بمظاهر القوة والغرور ربما تخفي انكسار وضعف.
لا تنخدع بالثقة والإرادة ربما تخفي تحطم وفقد أمل.
والصدمة الكبرى أيضا!
أنت لا تدرك من أنت أيضا!
كلما مر بك العمر ستدرك أنك في حالة من اكتشاف الذات مع المواقف!
كم مرة اتضطررت فعل ما ترفض.
كم مرة تساءلت كيف استطعت أن أفعل كذا؟ أو لم تصرفت هكذا؟
كم مرة ساقتك نفسك عكس إرادتك لحظة الهوى وغياب العقل! كم ظننت يوما أنك معصوما من أخطاء الآخرين ووقعت بنفس الذنب وبنفس الطريقة! إياك واستنكار أفعال اﻵخرين مهما كانت.
إياك وإياك باللوم على ذي مغلوب أو مخطيء بحق أو مذنب. لا تبرر ولكن إن استطعت فاعذر.
فعجبي والزمان حين يدور فاحذره.