من أنا ؟!
في حالة الفصام العجيبة التي نعيشها في مجتمعاتنا وما نعيشه بين المتناقضين
فنحن نحب و نكره في آن واحد
نريد و لا نريد
نضحك و قلوبنا تعتصر ألما
ندرك عيوبنا ونخوض فيها كأنها حسنات
نحن العكس العكاس
هنا نعجز عن فهم ما يدور حولنا ورغم عدم الفهم إلا أن الكل يتصنع التأقلم والتماشي مع الأمور تحت مبدأ (كبر دماغك) ولكن في الحقيقة ما هو إلا شعار لا ينفذ ولا يعمل به فلا أحد يكبر دماغه ولا يغض الطرف عما يؤلمه إلا من رحم ربي
والأمور تسير و تتأزم ونحن نتصنع مواكبتها وقليل منا يستطيع مواجهتها
وأكبر المواجهات وأخطرها أن تواجه نفسك فإذا انتصرت على مواجهتها ستنتصر في أي مواجهة دونها
إذا خضت المعركة مع نفسك ستقدر على خوض باقي المعارك
فكيف تواجه نفسك ؟!
أول الأمر تجد صعوبة بالغة والصعوبة تأتي من عدم اقتناعك بالمواجهة فإذا اقتنعت .. استطتعت
أنا ضد أنا
حديثك مع نفسك لا ينقطع قد يصل لحد الصراخ .. صراخ لا يسمعه إلا أنت.. صراخ بلا صوت ولسان حالك (كفاية تعبت .. أنت مين ؟!)
هذا الصوت الذي لا ينقطع حتى في منامك ويطاردك في كل لحظاتك إن استطعت مواجهته.. تنتصر
إذا عرفت ماذا تريد؟! ستنتصر
رغم المشقة والتعب والإرهاق إذا تحققت من الوصول لإجابتك و أدركت من أنت .. تنتصر وستنتصر في باقي المواجهات
كل ما تحتاج إليه في هذه المعارك والمواجهات ألا تيأس وألا تتردد وألا تكف المحاولات تلو المحاولات حتى تصل إلى بر السلامة و تجيب عن هذا الصوت الذي يطوف بداخلك.. من أنا؟!
الكثير منا يدرك أناه وذاته لكن يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين لان ما تواجهه مع ذاتك تضع له حدود و ترسم له أجر أما مع الآخرين الوضع يختلف غاية الاختلاف لان الأخر يريد الانتصار.