الترند العربي – متابعات

في أجواء تجمع بين الأصالة والتراث وروح المنافسة الحديثة، تواصل فعاليات كأس نادي الصقور السعودي 2025 إشعال حماس محبي الرياضات التراثية في المملكة، بعد إقامة ستة أشواط قوية لفئة الهواة ضمن مسابقة الملواح في يومها الثاني بمدينة الخبر قرب شاطئ نصف القمر، بالشراكة مع إمارة المنطقة الشرقية.
الحدث الذي أصبح محطة رئيسية للصقارين سنويًا، يعود هذا العام بزخم أكبر وجوائز ضخمة تتجاوز عشرة ملايين ريال، ورؤية تنظيمية تجعل منه أحد أبرز التجمعات التراثية الرياضية في الشرق الأوسط.

تواصل البطولة حتى 30 نوفمبر، ويشارك فيها نخبة من الصقارين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، بينما تستضيف مدينة الخبر آلاف الزوار يوميًا للاستمتاع بالسباقات والعروض التراثية والتجارب الثقافية المصاحبة في مركز الظهران إكسبو.

وتأتي منافسات هذا العام لتجسد نهج المملكة في دعم الرياضات المرتبطة بالهوية الوطنية، وإحياء الإرث الثقافي للصقور والصقارة، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة الثقافية والترفيهية.

أهمية البطولة في المشهد الرياضي والتراثي

كأس نادي الصقور السعودي لم يعد مجرّد سباق تنافسي، بل تحول إلى حدث وطني يجمع بين الرياضة والتراث والسياحة والثقافة. ويؤكد منظمو البطولة أن استضافة هذا التجمع تُسهم في تعزيز حضور السعودية في هذا النوع من الرياضات التي تملك تاريخًا عريقًا في الجزيرة العربية، وتقدّم للصقار السعودي منصة احترافية للتطوير، وتنشر الوعي الفني والتقني بأساليب تربية الصقور، التدريب، والرعاية.

كما تُعد البطولة واحدة من أكبر بطولات الملواح عالميًا، سواء من حيث عدد الأشواط (48 شوطًا)، أو حجم المشاركين، أو قيمة الجوائز التي تتجاوز عشرة ملايين ريال، ما يعكس الاهتمام المتصاعد بهذه الرياضة منذ تأسيس نادي الصقور السعودي.

منافسات اليوم الثاني.. إثارة ونتائج قوية

شهد اليوم الثاني من البطولة إقامة ستة أشواط قوية لفئة الهواة، وسط حضور جماهيري لافت. وانطلقت المنافسات بشوط مثلوث جير فرخ للهواة، والذي نجح فيه الصقار يوسف بن حمد آل مستنير بصقره “ترشيح” محققًا زمنًا بلغ 15.434 ثانية، ليخطف الصدارة في أجواء تنافسية شديدة.

وفي شوط مثلوث جير قرناس للهواة، خطف الصقار محمد عبدالله عبدالهادي القحطاني المركز الأول بصقره “جري”، محققًا زمن 15.218 ثانية، الأمر الذي عزز من حدة المنافسة مع بروز عدد من الصقارين الذين قدموا مستويات متقاربة.

أما شوط جير بيور فرخ (هواة)، فشهد تألق الصقار سلطان راشد محمد الدوسري بصقره “حضور”، مسجلًا زمن 15.493 ثانية، في سباق اعتمد على سرعة الاستجابة ودقة التوجيه خلال مسافة الملواح.

وفي شوط جير بيور قرناس (هواة)، برز الصقار مشاري بن فهد بدر العرادي بصقره “بدران”، بعد أن حقق الزمن الأسرع بين جميع الأشواط الستة بزمن 14.516 ثانية، في أداءٍ وصفه المتابعون بأنه “الأكثر تناسقًا وقوة”.

أما شوط حر فرخ (هواة)، فشهد ظفر الصقار عبدالله بن مهدي بن مبارك آل سالم بالمركز الأول بصقره “الحنيش”، بزمن 14.805 ثانية، قبل أن يُختتم اليوم بشوط حر قرناس (هواة)، والذي حقق فيه الصقار سالم بن سعود الغيثاني المري صدارة الشوط بصقره “موفق” مسجلًا زمن 15.204 ثانية.

تنظيم احترافي يرفع مستوى المسابقة

تميزت الأشواط الستة بتنظيم دقيق يليق باسم البطولة، بدءًا من عملية تسجيل المشاركين، ومرورًا بعمليات فحص الصقور، وانتهاءً بآليات التوقيت الإلكتروني المعتمدة دوليًا لقياس سرعة الصقور في مسافة الملواح بدقة عالية.

ويعتمد نادي الصقور السعودي على تجهيزات متطورة في ساحة السباق، تشمل أجهزة تتبع عالية الحساسية وكاميرات مراقبة لضمان توثيق كافة النتائج، إضافة إلى فريق تحكيم متخصص يمتلك خبرة واسعة في بطولات الملواح.

مدينة الخبر.. وجهة مثالية لاستضافة الحدث

اختيار مدينة الخبر لاستضافة منافسات كأس نادي الصقور 2025 لم يكن قرارًا عابرًا، إذ تُعد المنطقة الشرقية من أكثر مناطق المملكة ارتباطًا بالرياضات التراثية، كما تتميز بطقس معتدل في نوفمبر، وسهولة وصول المشاركين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج.

المنطقة الواقعة قرب شاطئ نصف القمر تمنح البطولة بعدًا سياحيًا إضافيًا، حيث يقترن حضور المنافسات بالاستمتاع بالبيئة البحرية، ما يجعل التجربة متكاملة للزوار.

الفعاليات المصاحبة.. رحلة كاملة داخل إرث الصقارة

لا تقتصر البطولة على السباقات، بل تُقدم فعاليات مسائية متنوعة في مركز الظهران إكسبو، منها:
– متحف شلايل
– منطقة صقار المستقبل للأطفال
– جناح أسلحة الصيد (يقام لأول مرة خارج الرياض)
– منطقة للحرف اليدوية
– عروض أدائية تراثية
– منصات لبيع منتجات الصقور والمعدات التراثية

هذه الفعاليات لا تُثري تجربة الزائر فحسب، بل تُسهم في نشر ثقافة الصقارة لدى الجيل الجديد، وإيصال رسالة بأن تراث الصقور ليس مجرد رياضة، بل هوية متجذرة في تاريخ المملكة.

الصقارة بين الماضي والحاضر.. كيف تغيّر المشهد؟

الصقارة في السعودية ليست مجرد هواية؛ إنها جزء من الذاكرة الجمعية للمنطقة. وفي العقود الماضية، تحولت من نشاط تقليدي إلى رياضة منظمة لها اتحادات وبطولات ومراكز تدريب.
أبرز التحولات تشمل:
– ظهور مدارس تدريب حديثة
– إدخال تقنيات مراقبة مبتكرة
– إنشاء نادي الصقور السعودي
– إطلاق مهرجانات دولية وبرامج تعليمية

هذه التطورات جعلت الرياضة جذابة للشباب، خصوصًا مع ازدهار مشاهدات الملواح على منصات التواصل الاجتماعي.

اقتصاد الصقور.. صناعة متنامية

قيمة الصقر الواحد قد تصل لملايين الريالات في بعض المزادات، وتحظى الصقور ذات السلالات النادرة بمكانة استثنائية.
بطولة مثل كأس الصقور السعودي تساهم في تنشيط قطاع اقتصادي واسع يمتد من:
– مزارع الإنتاج
– العيادات البيطرية
– أدوات التدريب
– متاجر معدات الصقارة
– السياحة المرتبطة بالفعاليات
– المزادات الرسمية

وبحسب تقديرات غير رسمية، تتجاوز قيمة سوق الصقور في المملكة مليار ريال سنويًا، ما يوضح أهمية تطوير البطولات في دفع الصناعة نحو مستويات عالمية.

تأثير البطولة على هواة الصقارة

تكمن أهمية فئة الهواة في أنها القاعدة التي تغذي الرياضة بالمواهب الجديدة.
البطولات التي تُقيمها المملكة توفر:
– بيئة تنافسية عادلة
– مسارات تطوير للصقارين الجدد
– فرص احتكاك مع محترفين
– جوائز تحفز على الاستمرارية

وتشير استطلاعات وتفاعلات سابقة إلى أن نسبة كبيرة من الشباب الذين يخوضون بطولات الهواة ينتقلون لاحقًا إلى فئات أعلى، ما يضمن استدامة الرياضة.

نظرة تحليلية للأداء في اليوم الثاني

عند تحليل نتائج الأشواط الستة، يتضح الآتي:

1. تقارب زمني شديد بين أصحاب المراكز الأولى، ما يعكس ارتفاع مستوى التدريب.
2. تنوع في السلالات بين جير فرخ وجير قرناس وحر فرخ وحر قرناس.
3. هيمنة الصقارين الشباب في بعض الأشواط، خصوصًا في جير بيور.
4. تقدم زمني مميز لصقر “بدران” في شوط جير بيور قرناس.
5. ارتفاع دقة التحكيم الإلكتروني جعل النتائج تُعلن مباشرة دون اعتراضات.

هذا اليوم يعكس أن مستوى الهواة بات قريبًا من المحترفين في كثير من الجوانب، وهو مؤشر على تطور المسابقة عامًا بعد عام.

ماذا ينتظر البطولة في الأيام القادمة؟

مع بقاء عدة أيام حتى 30 نوفمبر، من المتوقع أن ترتفع الإثارة مع دخول فئات أخرى أكثر تنافسية، إضافة إلى الأشواط الرئيسية التي ينتظرها المتابعون، خصوصًا فئات المحترفين.
كما ستستمر الفعاليات المصاحبة في جذب الزوار، فيما يُنتظر أن تشهد عطلة نهاية الأسبوع حضورًا قياسيًا.

ما هي قيمة الجوائز الإجمالية للبطولة؟
أكثر من عشرة ملايين ريال تُوزع على المراكز من الأول إلى العاشر في 48 شوطًا.

أين تُقام البطولة؟
في مدينة الخبر قرب شاطئ نصف القمر، بالشراكة مع إمارة المنطقة الشرقية.

ما هي أبرز فعاليات الفترة المسائية؟
متحف شلايل، جناح أسلحة الصيد، صقار المستقبل، عروض تراثية، ومنطقة للحرف اليدوية.

هل المشاركة مفتوحة للهواة فقط؟
لا، البطولة تضم فئات مختلفة، لكن اليوم الثاني خُصص بالكامل للهواة ضمن مسابقة الملواح.

إلى متى تستمر البطولة؟
حتى 30 نوفمبر الجاري.

اقرأ أيضًا: الشارقة يوقف اندفاع الأهلي ويشعل صراع الغرب في دوري أبطال آسيا للنخبة