غزة تنزف تحت النار.. استشهاد 31 فلسطينيًا خلال 24 ساعة في خرق جديد لوقف إطلاق النار
الترند العربي – متابعات
تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين في قطاع غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، في مشهد يعكس واقعًا مأساويًا يتكرر يوميًا منذ اندلاع العدوان. وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، استشهد 31 فلسطينيًا وأصيب نحو 90 آخرين بجروح متفاوتة، وفق مصادر طبية فلسطينية، في سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدف مناطق سكنية مكتظة بالسكان، من بينها بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوبي القطاع.
هذه الهجمات تأتي في وقت يترقب فيه العالم مسار التهدئة، بينما تعيش غزة على وقع دمار واسع، ونزوح متزايد، وأزمة إنسانية مركبة تمتد آثارها على المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

قصف يستهدف منازل المدنيين في بني سهيلا
في أحدث التصعيدات، شنّت طائرات الاحتلال غارة على منزل مأهول بالسكان في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين، إضافة إلى إصابة عدد آخر بجروح وصفت بعضها بالخطيرة. القصف جاء مفاجئًا ودون تحذير مسبق، وفق شهود عيان أكدوا أن الطائرات استهدفت المبنى السكني مباشرة ما أدى إلى انهياره فوق ساكنيه.
فرق الإسعاف نجحت في انتشال الضحايا بعد جهود صعبة في ظل التخريب الكبير الذي خلّفته الغارة، بينما تواصل الأطقم الطبية نقل المصابين إلى مستشفيات الجنوب التي تعاني نقصًا في التجهيزات والوقود.

غارات جوية وقصف مدفعي شرق القطاع
لم يقتصر التصعيد على خان يونس، بل شمل مناطق واسعة من شرق القطاع، في وقت وثّق فيه شهود انتشارًا مكثفًا للقصف المدفعي والغارات الجوية على محيط المناطق الزراعية والطرق المؤدية إليها، ما أعاق وصول سيارات الإسعاف وأفراد الدفاع المدني.
ينظر كثيرون إلى هذا التصعيد باعتباره محاولة لإعادة فرض السيطرة العسكرية والاستطلاع الهجومي، رغم أن المنطقة تقع ضمن نطاق اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن يحدّ من العمليات العسكرية.

31 شهيدًا خلال يوم واحد.. أرقام تعكس اتساع دائرة الاستهداف
أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 31 فلسطينيًا وإصابة نحو 90 آخرين خلال 24 ساعة فقط، بينهم أطفال ونساء، في قصف استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة. هذه الأرقام تعكس نمطًا متصاعدًا من العنف، يتناقض مع المسار المعلن للتهدئة، ويشير إلى استمرار العمليات العسكرية داخل مناطق مدنية مأهولة.
المستشفيات في القطاع تواجه ضغطًا هائلًا بسبب تزايد أعداد الجرحى، مع محدودية الطاقة الاستيعابية وتراجع المخزون الدوائي، إضافة إلى نقص الوقود الذي يهدد تشغيل غرف العمليات والعناية المركزة.

خرق لاتفاق وقف إطلاق النار.. حصانة دولية للعدوان
الاتفاق الذي يفترض أنه يحد التصعيد العسكري لم يمنع تكرار القصف، ما أثار انتقادات واسعة من مؤسسات حقوقية أشارت إلى أن غياب الضغط الدولي الفعلي يسمح باستمرار الانتهاكات دون محاسبة.
الخبراء يشيرون إلى أن طبيعة الاستهداف تؤكد أن العمليات ليست مجرد ردود فعل عسكرية، بل امتداد لاستراتيجية تستهدف البنية المجتمعية والسكانية، ما يضاعف تكلفة إعادة الإعمار مستقبلًا ويزيد تعقيد المسار السياسي.
المشهد الإنساني.. جراح مفتوحة تتسع كل يوم
تعيش غزة واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تتداخل:
- ندرة المياه الصالحة للشرب
- تعطّل البنية الصحية
- نقص الإمدادات الغذائية
- انقطاع الكهرباء وتراجع الوقود
- انهيار آلاف المنازل السكنية
- موجات النزوح الداخلي القسري
كل ذلك يجعل السكان في مواجهة صراع يومي للبقاء، بينما الخسائر البشرية تتزايد بوتيرة مستمرة.

الطفولة في قلب النار
بين الشهداء والمصابين خلال الـ24 ساعة الماضية أطفال ونساء، ما يعيد فتح ملف استهداف الفئات الضعيفة داخل النزاعات المسلحة. الأطفال في غزة يعيشون صدمة نفسية عميقة من تكرار القصف، فقدان الأهل، وهدم المنازل، الأمر الذي يحوّل الواقع اليومي إلى مصدر دائم للخوف.
المنظمات الإنسانية تحذر من أن الأثر النفسي على الأطفال قد يمتد لعقود، خصوصًا في ظل غياب برامج الدعم النفسي المؤسسية والتربوية.
خان يونس مركزًا للأحداث.. ولماذا الجنوب؟
تصاعد الهجمات في خان يونس يحمل دلالات استراتيجية، حيث تعدّ المنطقة منفذًا إنسانيًا مهمًا للنازحين، ومركزًا صحيًا يعتمد عليه القطاع في الحالات الحرجة بعد تراجع قدرة مستشفيات غزة والشمال. استهداف الجنوب يعني تضييق الخيارات أمام المدنيين وجعل مناطق النزوح أكثر هشاشة.
دور المستشفيات.. معركة إنقاذ داخل معركة
أطقم الإسعاف والطواقم الطبية تعمل في ظروف شديدة الصعوبة، حيث تفتقر المستشفيات للمعدات الأساسية، وتهدد الأزمة الوقودية استمرار تشغيل الأجهزة الحيوية.
الأطباء يؤكدون أن كثيرًا من الإصابات التي تصلهم يمكن إنقاذها لولا نقص الإمكانات، ما يعني أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بشكل مستمر.
ما بعد القصف.. جراح لا تنتهي
العدوان لا يترك خسائر بشرية فقط، بل يخلق جروحًا اجتماعية طويلة المدى، منها تفكك الأسر، فقدان المساكن، ضياع مصادر الدخل، وانقطاع التعليم. هذه الآثار المركبة تجعل إعادة البناء ليست مجرد مشروع هندسي، بل عملية اجتماعية وسياسية واقتصادية تحتاج سنوات.
السياق السياسي.. الضغوط الدولية تتراجع
ورغم تنديد جهات سياسية ودبلوماسية بالتصعيد، إلا أن غياب خطوات عملية يعني استمرار الهجمات. يرى محللون أن المشهد السياسي مرتبط بحسابات دولية معقدة، وأن غياب آلية تنفيذية لوقف النار يترك المجال مفتوحًا لفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية.
روايات الناجين.. تفاصيل تحت الركام
ضمن شهادات انتشال الضحايا من بني سهيلا، تحدث بعض الأهالي عن أن الغارة جاءت في لحظة كان الأطفال ينامون فيها، ما جعل الهجوم أكثر دموية. بعض النجاة لم يكن إنقاذًا كاملاً، حيث فقد أفراد عائلاتهم ووجدوا أنفسهم بلا مأوى.
هذه القصص تشكل الوجه الإنساني للأحداث، حيث تتجاوز الأرقام وتكشف طبيعة المعاناة اليومية.
مستقبل غزة تحت النار.. سيناريو مفتوح
الاستمرار في استهداف المدن مع غياب مسار سياسي شامل قد يبقي القطاع في دوامة متكررة من التصعيد والتهدئة المؤقتة. يرى خبراء أن الحل لا يكمن في وقف إطلاق النار فقط، بل في معالجة جذور الأزمة السياسية، وخلق إطار دولي يحمي المدنيين ويدعم إعادة الإعمار والاستقرار طويل المدى.
كم بلغ عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الماضية؟
استشهد 31 فلسطينيًا وفق مصادر طبية فلسطينية.
هل شمل القصف مناطق سكنية؟
نعم، أبرزها منزل مأهول في بني سهيلا شرق خان يونس أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين.
كم عدد المصابين نتيجة التصعيد الأخير؟
نحو 90 مصابًا بينهم نساء وأطفال.
هل يشكل الهجوم خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار؟
نعم، إذ جاءت الغارات في ظل سريان الاتفاق.
ما أبرز التحديات أمام المستشفيات؟
نقص التجهيزات الطبية والوقود، وارتفاع عدد الإصابات الذي يتجاوز القدرة الاستيعابية.
اقرأ أيضًا: السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

