منوعات

مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

الترند العربي – متابعات

في خطوة نوعية تعزز جهود المملكة في استدامة البيئة ومكافحة التصحر، أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر عن تنفيذ مشروع تشجير ضخم في منطقة الجوف، شمل زراعة مليون شتلة لأمهات البذور، ضمن برنامج وطني يهدف إلى تنمية المراعي الطبيعية وإنتاج البذور المحلية التي تُستخدم في تأهيل الأراضي المتدهورة وإعادة الحياة إلى البيئات الرعوية في مختلف مناطق المملكة.

ويأتي هذا المشروع ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلقتها القيادة الرشيدة لتوسيع نطاق الغطاء النباتي وتحقيق التوازن البيئي ومواجهة آثار التغير المناخي، في إطار رؤية السعودية 2030.

مليون شتلة في الجوف.. "الغطاء النباتي" يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية
مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

مليون شتلة لأمهات البذور.. خطوة علمية لتنمية المراعي

شهدت منطقة الجوف خلال الأسابيع الماضية أعمال تشجير واسعة نفّذها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي في محطتي التمريات وبسيطا، حيث تمت زراعة مليون شتلة تمثل أمهات للبذور، في إنجاز يُعد من أكبر المشروعات الزراعية البحثية في المملكة.

وتهدف هذه الخطوة إلى إنتاج بذور رعوية عالية الجودة تُستخدم في إعادة تأهيل أراضي المراعي المتدهورة، وتعزيز التنوع الأحيائي في البيئات الصحراوية والجبلية على حد سواء.

وأكد المركز أن اختيار منطقة الجوف جاء بناءً على دراسات بيئية دقيقة أثبتت ملاءمة تربتها ومناخها لإنتاج أنواع متعددة من النباتات المحلية ذات الكفاءة العالية في مقاومة الجفاف وتحمل الحرارة.

مليون شتلة في الجوف.. "الغطاء النباتي" يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية
مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

19 نوعًا من النباتات المحلية ضمن المشروع

أوضح المركز أن المشروع شمل زراعة 19 نوعًا نباتيًا محليًا تم انتقاؤها بعناية لتتناسب مع طبيعة المراعي في المملكة، ومن أبرزها:
الروثة، القطف، الشيح، العراد، الفرس، البعيثران، العرفج، الشعران، الضمران، الطحمة، الشنان، الرغل المحلي، الطلح، العوسج، الأرطى، الغضى، السدر البري، الضعة، والثمام.

وتُعد هذه الأنواع من النباتات الرعوية المقاومة للجفاف، وتمتاز بقدرتها على تثبيت التربة، ومكافحة التصحر، وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وإنتاج الأوكسجين، فضلًا عن كونها مأوى طبيعيًا للطيور والكائنات البرية.

ويُنتظر أن تسهم هذه الأنواع في تحسين جودة المراعي وزيادة خصوبة الأراضي، بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية ويدعم الحياة الفطرية في مناطق المملكة المختلفة.

مليون شتلة في الجوف.. "الغطاء النباتي" يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية
مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

التمريات وبسيطا.. محطات متخصصة لإنتاج البذور البرية

تُعد محطة التمريات للتجارب الحقلية ومحطة بسيطا لإنتاج البذور الرعوية من أهم المراكز التابعة للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، حيث تم تصميمهما لتكونا مختبرين ميدانيين لإنتاج وتقييم الأنواع النباتية المحلية.

وتشمل أعمالهما تطوير طرق الزراعة الحديثة، ومتابعة مراحل نمو النباتات، وجمع البذور الناضجة وإعادة توزيعها في مشاريع التشجير بالمناطق المتأثرة بالتعرية أو الرعي الجائر.

ويؤكد المركز أن الجوف ستكون نقطة انطلاق وطنية لإنتاج أمهات البذور التي تُغذي برامج التشجير المستقبلية في مختلف مناطق المملكة، خصوصًا في المناطق الشمالية والغربية التي تتأثر بشكل مباشر بتقلبات المناخ.

مليون شتلة في الجوف.. "الغطاء النباتي" يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية
مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

توسّع في المبادرات البيئية لتحقيق السعودية الخضراء

تُعد هذه المبادرة امتدادًا لجهود المملكة في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، حيث نفّذ المركز خلال السنوات الماضية آلاف المبادرات ضمن مبادرة السعودية الخضراء، لزراعة مئات الملايين من الأشجار في المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية.

كما يعمل المركز على مشاريع متكاملة تشمل:

  • إعادة تأهيل الغابات والمتنزهات الوطنية.
  • استعادة التنوع الأحيائي الطبيعي.
  • إدارة الموارد المائية في البيئات الجافة.
  • مراقبة أنماط الرعي وتنظيم استدامة المراعي.

وتُسهم هذه المبادرات في تحسين جودة الهواء، ورفع مستوى التوازن البيئي، وزيادة امتصاص الكربون بنسبة تتجاوز 20% خلال العقد القادم.

مليون شتلة في الجوف.. "الغطاء النباتي" يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية
مليون شتلة في الجوف.. “الغطاء النباتي” يطلق أكبر مشروع لإنتاج أمهات البذور وتنمية المراعي الطبيعية

أثر بيئي واسع ومستدام

أكد خبراء البيئة أن هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية في الحفاظ على التنوع النباتي المحلي، خصوصًا أن المملكة فقدت خلال العقود الماضية مساحات كبيرة من الغطاء النباتي نتيجة التصحر والرعي الجائر والاحتطاب.

ويُتوقع أن تؤدي زراعة أمهات البذور في الجوف إلى:

  • زيادة المساحات الخضراء الطبيعية.
  • رفع معدلات إنبات النباتات الرعوية في البيئات الجافة.
  • إنتاج كميات كافية من البذور لتغطية احتياجات مشاريع إعادة التأهيل.
  • تحسين توازن النظام البيئي في المناطق المتدهورة.

كما أن المشروع يعزز دور المملكة كدولة رائدة في المبادرات البيئية الإقليمية والعالمية، ويؤكد التزامها بمستهدفات اتفاق باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.


ما الهدف من زراعة مليون شتلة في الجوف؟
إنتاج أمهات بذور عالية الجودة لتأهيل المراعي المتدهورة وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي.

كم نوعًا من النباتات شمل المشروع؟
تمت زراعة 19 نوعًا نباتيًا محليًا ملائمًا للبيئات الصحراوية والرعوية.

أين نُفذ المشروع تحديدًا؟
في محطة التمريات للتجارب الحقلية ومحطة بسيطا لإنتاج البذور الرعوية بمنطقة الجوف.

ما علاقة المشروع بمبادرة السعودية الخضراء؟
يُعد أحد مشاريع المبادرة، الهادفة لزراعة 10 مليارات شجرة وتحقيق استدامة بيئية وطنية.

كيف يساهم المشروع في مكافحة التصحر؟
من خلال زراعة أنواع نباتية تُثبّت التربة، وتمنع الانجراف، وتُعيد التوازن البيئي للمراعي.


خاتمة

يمثل مشروع زراعة مليون شتلة لأمهات البذور في منطقة الجوف خطوة جديدة في طريق المملكة نحو تحقيق رؤيتها البيئية الطموحة، فبين كل نبتة تُزرع تنبض حياة جديدة في أرضٍ كانت عطشى، وتولد فرصة لبيئة أكثر استدامة للأجيال القادمة.

هكذا تؤكد المملكة عبر مبادراتها أن الاستدامة ليست شعارًا بيئيًا، بل منهج تنموي شامل يربط الإنسان بالطبيعة، ويحوّل الصحراء إلى واحات خضراء تعكس جوهر رؤية 2030 في بناء مستقبل مزدهر ومتوازن بيئيًا.

اقرأ أيضًا: هائل للأغذية تطلق مشروع دواجن عملاق في حائل باستثمار يتجاوز 100 مليون ريال وإنتاج 30 مليون طير سنويًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى