“اقتصاد الهيدروجين”.. هل تصبح السعودية مركز الطاقة النظيفة عالميًا؟

الترند العربي – متابعات
يشهد العالم سباقًا متسارعًا نحو التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، ومع تصاعد التوجه العالمي نحو “صفر انبعاثات كربونية”، تبرز المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في مشهد الطاقة المتجددة من خلال مشروعها الطموح لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد أحد ركائز “رؤية السعودية 2030” لتحقيق تنويع اقتصادي مستدام وتقليل الاعتماد على النفط.

الهيدروجين الأخضر.. وقود المستقبل
يُعتبر الهيدروجين الأخضر أحد أهم الحلول الواعدة لتقليل الانبعاثات الكربونية عالميًا، إذ يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة (كالطاقة الشمسية والرياح) لفصل الهيدروجين عن الأوكسجين في المياه عبر عملية التحليل الكهربائي، دون أي انبعاثات ملوِّثة.
هذا النوع من الطاقة النظيفة أصبح محور اهتمام الحكومات والشركات حول العالم، والسعودية تسعى لتكون في الصفوف الأولى من الدول المنتجة والمصدّرة له بحلول نهاية العقد الجاري.
نيوم.. نقطة الانطلاق نحو الريادة العالمية
يتصدر مشروع “نيوم للهيدروجين الأخضر” قائمة المشاريع السعودية الطموحة، إذ يُعد الأكبر من نوعه في العالم بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر يوميًا بحلول عام 2026.

المشروع الذي تنفذه شركة “نيوم للهيدروجين الأخضر” (NEOM Green Hydrogen Company) بالشراكة بين شركة “أكوا باور” و”إير برودكتس”، يُقام في منطقة “أوكساجون” ضمن “نيوم”، ويهدف لتزويد الأسواق العالمية بالطاقة النظيفة وتخفيض أكثر من 5 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
ويُعتبر هذا المشروع بمثابة نقطة تحول عالمية، إذ سيضع السعودية في موقع الريادة بمجال تصدير الهيدروجين إلى أوروبا وآسيا، وهو ما يتماشى مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء الهادفة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
استثمارات ضخمة ورؤية استراتيجية
تعمل وزارة الطاقة السعودية على تنفيذ استراتيجية وطنية للهيدروجين تتضمن إنتاج نوعين من الهيدروجين:
- الهيدروجين الأزرق (المُنتج من الغاز الطبيعي مع احتجاز الكربون).
- الهيدروجين الأخضر (المعتمد على الطاقة المتجددة بالكامل).

ووفق تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار 2025″، تستهدف المملكة إنتاج 2.9 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول 2030، لتكون واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة عالميًا، مع خطط لتصدير 80% من الإنتاج إلى الأسواق الخارجية.
البنية التحتية قيد التوسع
تشهد مناطق مثل الجبيل وينبع والمدينة الصناعية برابغ توسعًا ملحوظًا في مشروعات البنية التحتية الخاصة بالطاقة النظيفة، حيث تعمل المملكة على إنشاء مرافئ مخصصة لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخضراء، إلى جانب تطوير شبكات نقل ذكية تدعم عمليات التوزيع المحلية والدولية.
كما أعلن صندوق الاستثمارات العامة في عام 2025 عن تخصيص أكثر من 40 مليار ريال سعودي للاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة، يتصدرها قطاع الهيدروجين.
الهيدروجين في رؤية 2030
يتكامل التوجه السعودي نحو الهيدروجين مع أهداف رؤية 2030 التي تركز على اقتصاد متنوع، منخفض الانبعاثات، يقود الابتكار في الطاقة.
فإلى جانب “نيوم”، تشهد المملكة توسعًا في محطات إنتاج الطاقة الشمسية ومزارع الرياح في “الدوادمي” و”حائل” و”طريف”، لتكون البنية الأساسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق تجاري واسع.
التحديات والفرص
رغم ضخامة الاستثمارات والقدرات التقنية، لا يزال التحدي الرئيسي في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة كفاءة النقل والتخزين، وهي عوامل تتطلب تعاونًا دوليًا متزايدًا مع شركات التكنولوجيا العالمية.
ومع ذلك، تؤكد تقارير وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن السعودية تمتلك المقومات المثالية — من موارد الطاقة الشمسية والرياح، والبنية التحتية النفطية المتطورة، والخبرة اللوجستية — لتصبح مركزًا عالميًا لتجارة الهيدروجين في العقد القادم.

ما هو الهيدروجين الأخضر ولماذا يُعد مهمًا؟
الهيدروجين الأخضر هو وقود نظيف يُنتج باستخدام الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، دون انبعاثات كربونية، ويُعتبر من أبرز الحلول لتحقيق الحياد المناخي وخفض الانبعاثات عالميًا.
ما الهدف من استراتيجية السعودية للهيدروجين؟
تهدف المملكة إلى تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز موقعها كمصدّر عالمي للطاقة النظيفة، والمساهمة في خفض الانبعاثات ضمن مستهدفات رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
أين يقع مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر؟
يقع المشروع في منطقة “أوكساجون” داخل مدينة نيوم شمال غرب المملكة، ويُعد أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 طن يوميًا.
متى يبدأ تشغيل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر؟
من المقرر بدء التشغيل التجاري للمشروع في عام 2026، ليبدأ تصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق العالمية خصوصًا في أوروبا وآسيا.
ما العائد الاقتصادي المتوقع من اقتصاد الهيدروجين السعودي؟
تشير التقديرات إلى أن المملكة قد تجني عائدات تتجاوز 20 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2035 من تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
كيف يساهم الهيدروجين في تحقيق رؤية السعودية 2030؟
يدعم الهيدروجين مسار التحول الوطني نحو اقتصاد متنوع ومستدام، من خلال توطين التقنيات الخضراء، وجذب الاستثمارات، وتوفير وظائف نوعية في مجالات الطاقة المستقبلية.
ما الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق؟
الأخضر يُنتج من الطاقة المتجددة دون انبعاثات كربونية، بينما الأزرق يُنتج من الغاز الطبيعي مع احتجاز الكربون لمنع تسربه إلى الغلاف الجوي.
هل تمتلك السعودية بنية تحتية كافية لدعم اقتصاد الهيدروجين؟
نعم، تعمل المملكة على تطوير مرافئ تصدير خاصة، ومحطات إنتاج في الجبيل وينبع، إضافة إلى شبكات نقل وتخزين متقدمة تدعم مشاريع الطاقة النظيفة.
اقرأ أيضًا: مجلس الوزراء السعودي: نتطلع لإسهام قمة شرم الشيخ في إنهاء حرب غزة