رياضة

ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025

الترند العربي – متابعات

شهدت بطولة كأس العرب “قطر 2025” واحدة من أكثر لحظات النسخة الحالية إثارة وإلهامًا، بعدما خطف المنتخبان الفلسطيني والسوري بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، في ليلة كروية حافلة بالندية، اختلطت فيها المشاعر بين الفرح العربي والخيبة التونسية والصدمة القطرية. جاءت المواجهات الختامية للمجموعة الأولى حاسمة، ليس فقط في تحديد المتأهلين، بل في رسم ملامح جديدة للكرة العربية وقدرتها على تقديم مفاجآت تتجاوز التوقعات. التعادل السلبي بين فلسطين وسوريا على ملعب المدينة التعليمية لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل كان بوابة صعود منتخبين قدّما مسيرة جماعية قوية، بينما وجد المنتخب القطري نفسه خارج البطولة على أرضه، رغم طموحات كبيرة وتهيئة جماهيرية واسعة.

ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025
ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025

قمة فلسطينية سورية رسمت ملامح ربع النهائي

دخل المنتخبان الفلسطيني والسوري مواجهتهما الختامية بمعادلة واضحة: نتيجة التعادل تضمن صعودهما معًا دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى. ورغم ذلك، ظهرت الروح التنافسية منذ الدقيقة الأولى، حيث حاول المنتخبان تقديم مستوى يليق بتاريخ كلا المنتخبين في البطولة. فلسطين، التي أثبتت أنها صاحبة حضور مستحق في البطولات العربية، اعتمدت على توازن دفاعي وهجومي جعلها أكثر صلابة مقارنة بنسخ سابقة. أما سوريا فدخلت المباراة بثقة واضحة بعد أداء مستقر في الجولتين الأولى والثانية، ما جعل مواجهة اليوم بمثابة تثبيت لمكانة منتخب بدأ يستعيد حضوره القاري تدريجيًا.

ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025
ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025

أداء فلسطيني يؤكد قدرة لاعبيه على صناعة الفارق

وضعت فلسطين في هذه النسخة من البطولة بصمة خاصة، إذ ظهر التنظيم الدفاعي في أعلى درجات الانضباط، مستفيدًا من سرعة الأجنحة وقدرة اللاعبين على الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم. ورغم أن المباراة انتهت سلبيًا دون أهداف، إلا أن المنتخب الفلسطيني تمكن من فرض أسلوبه، وحرمان المنتخب السوري من خلق فرص تهديفية محققة باستثناء محاولات قليلة مع نهاية الشوط الأول. الأداء الفلسطيني لم يكن مجرد دفاع، بل كان تعبيرًا عن نضج كروي وتكتيكي اكتسبه المنتخب من مشاركاته المتعددة في البطولات الآسيوية والعربية.

ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025
ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025

سوريا.. عودة واضحة إلى ساحة المنافسة العربية

أما المنتخب السوري فقدّم واحدة من أقوى مشاركاته في كأس العرب منذ سنوات. اتسم الأداء السوري بالجرأة التكتيكية، والمرونة في توظيف اللاعبين، والقدرة على التكيف مع مجريات المباراة رغم الضغوط. المنتخب السوري اعتمد على بناء الهجمات المنظمة، ومحاولات الاختراق عبر الأطراف، وفاز بمعارك خط الوسط في فترات عديدة من اللقاء، لكن الدفاع الفلسطيني المنظم حال دون ترجمة تلك السيطرة إلى أهداف. ومع نهاية اللقاء، حقق المنتخب السوري الهدف الأهم، وهو العبور إلى ربع النهائي برصيد 5 نقاط، متصدرًا المجموعة بفارق الأهداف.

تونس تنتصر بشراسة.. لكنها تودّع

في اللقاء الثاني من المجموعة، دخل المنتخب التونسي المواجهة مصممًا على البقاء في المنافسة، واستطاع تحقيق فوز كبير على نظيره القطري بثلاثة أهداف دون رد. قدمت تونس مباراة هجومية متكاملة، ونجحت في استغلال ضعف الدفاع القطري وغياب التنظيم داخل منطقة العمليات. ورغم الفوز الكبير، إلا أن رصيد 4 نقاط لم يكن كافيًا للعبور بعد أن جمع كل من سوريا وفلسطين 5 نقاط، لتغادر تونس البطولة رغم الأداء القوي في المباراة الختامية. كان هذا الخروج مؤلمًا للجماهير التونسية التي كانت تنتظر صحوة متأخرة تمنح المنتخب بطاقة التأهل، لكنها هذه المرة جاءت متأخرة جدًا.

قطر.. صدمة الخروج المبكر على أرضها

لم يكن أحد يتوقع أن يغادر المنتخب القطري البطولة بهذه السرعة، وبأداء بعيد تمامًا عن طموحات حامل لقب 2019. ظهر المنتخب القطري بلا روح، وبخطوط متباعدة، وبأخطاء دفاعية متكررة سمحت لتونس بإحراز ثلاثة أهداف كانت كافية لإعلان مغادرة مستضيف البطولة رسميًا من دور المجموعات. هذا الخروج سيشكّل بلا شك نقطة مراجعة مهمة بالنسبة للمنتخب القطري الذي كان يعوّل على ظهور مميز في نسخة تُقام على أرضه، ووسط حضور جماهيري كبير، لكن النتائج جاءت عكس التوقعات تمامًا. ويشير محللون إلى أن المنتخب القطري يحتاج إلى إعادة بناء جذرية لإعادة هويته ورفع مستوى المنافسة مستقبلًا.

الأرقام تعكس صراعًا مليئًا بالمفاجآت

لمجموعة واحدة، شهدت الأرقام مزيجًا من التوازن والانفجار الهجومي، فقد تمكنت المنتخبات الأربعة من تسجيل مجموع أهداف تجاوز العشرة أهداف في جولتين فقط. ورغم ذلك، كانت مباراة الحسم بين فلسطين وسوريا خالية من الأهداف، لكنها لم تكن خالية من الإثارة أو الندية. كما أن نسبة الاستحواذ والفرص المتبادلة أظهرت تفوقًا نسبيًا للمنتخب السوري، بينما كانت المحاولات الفلسطينية أكثر خطورة في فترات من اللقاء.

ردود فعل الجماهير.. ليلة من مشاعر متباينة

أبدت الجماهير الفلسطينية فخرًا كبيرًا بتأهل منتخبها، معتبرة هذا الإنجاز امتدادًا لروح الصمود. أما الجماهير السورية فقد عبرت عن سعادتها بالعودة القوية لمنتخبها إلى ساحة المنافسة العربية. في المقابل، غلبت الحسرة على الجماهير التونسية، التي رأت فريقها يقدم مباراة قوية لكنها لم تغيّر من مصيره. والجماهير القطرية عاشت صدمة، بعد خروج منتخبها من الدور الأول رغم استضافته للبطولة، في مشهد يعكس حجم الفوارق بين النسخة الحالية وتلك التي كان المنتخب القطري فيها من أقوى المنافسين.

توقعات ما بعد التأهل.. مرحلة جديدة من التحديات

بتأهل فلسطين وسوريا، ينتظر المنتخبين اختبار أصعب في دور ربع النهائي، حيث سيواجهان منافسين من المجموعات الأخرى التي تضم منتخبات قوية مثل العراق والسعودية والمغرب. المنافسة في الدور المقبل ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المنتخبين على الحفاظ على وتيرة الأداء، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات الحاسمة داخل المباراة.

بناء استراتيجيات المرحلة القادمة

من المتوقع أن يعتمد المنتخبان خلال التدريبات القادمة على تعزيز التكتيك الدفاعي والهجومي، إلى جانب دراسة نقاط القوة والضعف لدى منافسيهم القادمين. يشير خبراء اللعبة إلى أن المنتخبين الفلسطيني والسوري يحتاجان إلى تطوير الفاعلية الهجومية بشكل أكبر، خصوصًا أن الأدوار الإقصائية لا تقبل التعادل، وتحتاج إلى حسم المباريات مبكرًا.

دور المدربين في رسم ملامح المستقبل

يلعب الجهازان الفنيان دورًا مهمًا في إعداد اللاعبين نفسيًا وبدنيًا، فالوصول إلى هذه المرحلة ليس نهاية المطاف، بل هو بداية تحديات أكبر. وتحتاج المنتخبات إلى إدارة ذكية تشجع اللاعبين على تقديم أفضل أداء ممكن، خصوصًا مع الضغط الجماهيري والإعلامي الذي سيرتفع بشكل كبير مع دخول مرحلة ربع النهائي.

تحليل فني موسّع لأداء المجموعة

على الصعيد الفني، عكست المجموعة الأولى مزيجًا من المدارس الكروية المختلفة، بدءًا من التكتيك الدفاعي المتقدم لفلسطين، مرورًا بالأسلوب السوري الذي يجمع بين القوة البدنية والتنظيم، ووصولًا إلى الأسلوب التونسي الهجومي والقطري المبني على السيطرة. ما جعل هذه المجموعة في نظر بعض المحللين الأكثر توازنًا وتعقيدًا في البطولة.

ماذا تعني هذه النتائج للكرة العربية؟

التأهل التاريخي لفلسطين وسوريا يحمل رسالة مهمة عن تطور الكرة العربية خارج نطاق المنتخبات التقليدية. فقد أثبت المنتخبان أن الاحترافية العالية والالتزام التكتيكي يمكنهما صنع مفاجآت كبيرة، حتى أمام منتخبات ذات حضور أكبر على الساحة القارية. كما أن خروج قطر وتونس يعطي مؤشرًا بأن المنافسة باتت أكثر صعوبة، وأن الفوارق بين المنتخبات بدأت تتقلص.

ما سبب تأهل فلسطين وسوريا رغم التعادل؟
لأن كلا المنتخبين رفع رصيده إلى 5 نقاط، وهو أعلى من رصيد تونس (4 نقاط) وقطر (نقطة واحدة).

هل كان أداء قطر سببًا مباشرًا في خروجه؟
نعم، الخسارة أمام تونس بثلاثية أكدت خروج قطر رسميًا، إضافة إلى نتائج الجولات السابقة.

من قد يواجهه المنتخبان في الدور القادم؟
من المتوقع أن يواجه أحدهما منتخبًا كبيرًا من مجموعة تضم السعودية أو المغرب أو العراق، وفق ترتيب المجموعات.

هل يعتبر التأهل إنجازًا تاريخيًا؟
بالنسبة لفلسطين، فهو استمرار لتطور بارز. وبالنسبة لسوريا، فهو عودة قوية بعد سنوات من التراجع.

اقرأ أيضًا: العُلا تعيد الحياة إلى موائلها… إطلاق 37 كائنًا فطريًا في محمية الحِجر ضمن أكبر برامج إعادة التوطين البيئي في المملكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى