منوعات

السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران

الترند العربي – متابعات

يشهد قطاع الطيران العالمي تحولًا غير مسبوق في هيكل الربحية بعد سنوات من التقلبات التي عصفت بالسوق الدولي، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بالتحولات الاقتصادية المتسارعة، ووصولًا إلى ارتفاع تكاليف التشغيل والوقود والعمالة. ومع ذلك، أثبتت خمس من أكبر شركات الطيران في العالم أن السماء ليست فقط ساحة للمنافسة، بل ساحة للإنجاز، حيث نجحت ولأول مرة في التاريخ في تسجيل أرباح تتجاوز حاجز 65 مليار ريال سعودي في عام واحد، في مؤشر واضح على استعادة القطاع توازنه وعبور مرحلة التعافي نحو النمو القوي.

ورغم أن الشركات الأمريكية تهيمن تقليديًا على حركة النقل الجوي العالمية، فإن مفاجأة هذا العام جاءت من قلب الشرق الأوسط، حيث تصدرت طيران الإمارات القائمة كأكثر شركات العالم ربحية، متجاوزةً عمالقة الطيران الأمريكي والأوروبي والآسيوي، ومؤكدةً مكانتها كإحدى أهم قصص النجاح في تاريخ صناعة الطيران المدني.

في هذا التقرير، يقدم «الترند العربي» قراءة تحليلية موسعة — تمتد لأكثر من 2500 كلمة — حول أداء الشركات الخمس الأكثر ربحية عالميًا، والعوامل التي قادتها إلى هذا الإنجاز غير المسبوق، وكيف تغيرت قواعد اللعبة في سوق لا يرحم سوى الأكفاء.

طيران الإمارات… ربحية تاريخية تضع الشرق الأوسط في الصدارة

تصدّرت طيران الإمارات قائمة أكثر شركات الطيران ربحًا في العالم خلال السنة المالية 2024/2025، محققة أرباحًا صافية بلغت 5.8 مليارات دولار (21.75 مليار ريال سعودي)، وهي أعلى أرباح في تاريخ الشركة منذ تأسيسها. وتمثل هذه الأرقام قفزة استراتيجية استندت إلى:

النمو المتسارع في الطلب العالمي
التوسع في الأسطول العريض
الربحية العالية للوجهات بعيدة المدى
الاستثمار المستمر في جودة الخدمة والابتكار

وتؤكد هذه النتائج أن نموذج طيران الإمارات القائم على مركزية مطار دبي الدولي وربط العالم عبر رحلات ترانزيت طويلة المدى لا يزال أحد أكثر النماذج فاعلية في صناعة الطيران.

ضمن هذه النتائج، حققت مجموعة الإمارات بأكملها أرباحًا بلغت 6.2 مليارات دولار (23.25 مليار ريال)، بإيرادات وصلت إلى 39.6 مليار دولار (148.5 مليار ريال)، منها 130.9 مليار ريال لعمليات الناقلة وحدها. ما يعني أن قطاع الطيران التجاري في دبي يعيش أزهى أيامه، وأن الاستراتيجية التشغيلية المتبعة تتفوق على نماذج شركات الطيران التقليدية.

السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران
السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران

دلتا إيرلاينز… نموذج أمريكي متماسك رغم المنافسة الشرسة

في المركز الثاني عالميًا جاءت دلتا إيرلاينز بأرباح صافية بلغت 3.46 مليارات دولار (12.97 مليار ريال)، معززة مكانتها كواحدة من أكثر الشركات استقرارًا في السوق الأمريكي. تميزت دلتا خلال العام الماضي بنمو قوي في الطلب الداخلي، وتحسن نتائج الرحلات الدولية، وزيادة الاعتماد على برامج الولاء التي أصبحت مصدرًا رئيسيًا للإيرادات.

اعتماد الشركة على تحديث أسطولها، واستراتيجيتها الصارمة في إدارة التكاليف، جعلاها قادرة على مواجهة المنافسة المتزايدة من شركات منخفضة التكلفة، وأتاحا لها الحفاظ على هوامش ربحية قوية رغم ارتفاع النفقات التشغيلية.

السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران
السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران

يونايتد إيرلاينز… ثالث أقوى ناقلة عالميًا من حيث الربحية

سجلت يونايتد إيرلاينز أرباحًا بلغت 3.15 مليارات دولار (11.81 مليار ريال)، لتحلّ ثالثةً عالميًا بإيرادات وصلت إلى 57.1 مليار دولار (214 مليار ريال). وتعكس هذه الأرقام قدرة الشركة على إدارة شبكتها الضخمة بفاعلية، مع زيادة ملحوظة في الرحلات العابرة للقارات.

يونايتد استفادت من:

انتعاش السفر التجاري
ارتفاع الطلب على الوجهات الأوروبية
تحسن نتائج المسارات الآسيوية
تطوير برامج الشراكات الدولية

ورغم أن الشركة تمتلك واحدًا من أكبر الأساطيل في العالم، فإن ربحيتها جاءت نتيجة تحسين استراتيجيات التوزيع، وتركيزها على الرحلات ذات العائد المرتفع.

السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران
السماء تُعلن مكاسبها… خمس ناقلات جوية تتجاوز حاجز 65 مليار ريال لأول مرة في تاريخ الطيران

المجموعة الدولية للطيران (IAG)… أوروبا تظل لاعبًا رئيسيًا

احتلت مجموعة IAG — المالكة للخطوط البريطانية وإيبيريا — المركز الرابع عالميًا بأرباح بلغت 3.1 مليارات دولار (11.62 مليار ريال)، ضمن إيرادات بلغت 37 مليار دولار (138.75 مليار ريال). ورغم الظروف الاقتصادية الأوروبية المعقدة، تمكنت المجموعة من تحقيق نتائج قوية بفضل:

ارتفاع الطلب على السفر الفاخر
انتعاش الوجهات السياحية الأوروبية
زيادة الاعتماد على اتفاقيات الرمز المشترك
تحسين كفاءة الأسطول

ورغم التحديات المتعلقة بالبنية التحتية للمطارات الأوروبية، نجحت المجموعة في تحقيق نمو ثابت يؤكد قدرتها على المنافسة في السوق العالمية.

الخطوط الجوية التركية… الصعود المتواصل لقوة إقليمية

وفي المركز الخامس عالميًا جاءت الخطوط الجوية التركية بأرباح صافية بلغت 2.4 مليار دولار (9 مليارات ريال)، مع إيرادات إجمالية بلغت 22.7 مليار دولار (85.1 مليار ريال). وتواصل الخطوط التركية تعزيز مكانتها بوصفها منصة ربط عالمية بين الشرق والغرب، مستفيدة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإسطنبول، وتوسع شبكة رحلاتها لتغطي أكثر من 300 وجهة.

تركيا اليوم تمتلك إحدى أسرع شركات الطيران نموًا على مستوى العالم، وتعتمد في نجاحها على:

تشغيل أسطول كبير حديث
الاندماج العميق في حركة السفر الأوروبية
انخفاض تكاليف التشغيل مقارنةً بالشركات الغربية
استراتيجيات توسع متسارعة في آسيا وأفريقيا

هذا الأداء جعل الخطوط التركية منافسًا مباشرًا للناقلات الخليجية، ولاعبًا قويًا في سباق الربحية العالمية.

ماذا تكشف نتائج الشركات الخمس؟ قراءة في الاتجاهات الدولية

تشير النتائج الجماعية للشركات الخمس إلى أن إجمالي أرباحها بلغ 17.91 مليار دولار، وهو ما يعادل 67.16 مليار ريال سعودي. هذه الأرقام تعبر عن عام ذهبي لصناعة الطيران العالمي، وعن إعادة توازن واضحة بعد مرحلة طويلة من التحديات المالية.

لكن الأهم من الأرقام هو الدلالات:

الربحية لم تعد تعتمد على حجم الأسطول
الاستدامة التشغيلية أصبحت عنصرًا حاسمًا
التكنولوجيا باتت تحدد مستقبل صناعة الطيران
الناقلات الخليجية أصبحت منافسًا لا يمكن تجاوزه
نموذج “المحور” الذي تتبعه طيران الإمارات والقطرية والتركية يثبت فاعليته
مستقبل الطيران طويل المدى أكثر ربحية من الرحلات القصيرة

وبشكل واضح، فإن تفوق طيران الإمارات على شركات أمريكية تمتلك شبكات أكبر وأساطيل أضخم يؤكد تغير قواعد اللعبة بالكامل، وأن الشرق الأوسط أصبح مركزًا عالميًا لحركة النقل الجوي الحديثة.

كيف غيّر الشرق الأوسط خريطة النقل الجوي الدولي؟

خلال العقدين الماضيين، تحولت المنطقة إلى محور رئيسي لرحلات العالم لعدة أسباب:

الاستثمار في البنية التحتية الضخمة
إنشاء مطارات ذات قدرة استيعابية قياسية
امتلاك أساطيل حديثة من الطائرات العريضة
تبني نموذج الأعمال القائم على الترانزيت
تحسين تجربة المسافر عبر أعلى معايير الخدمة

ومع كون دبي والدوحة وإسطنبول بوابات جوية عالمية، أصبحت هذه المدن محركات رئيسية للربحية الدولية لشركات الطيران.

الربحية… مفهوم تغير بالكامل

كانت شركات الطيران تقيس نجاحها في الماضي بعدد الطائرات، وعدد الوجهات، وحجم التشغيل. أما اليوم فالمعادلة تغيرت بالكامل. الشركات الأكثر ربحية ليست الأكبر حجمًا، ولكن:

الأكثر كفاءة
الأكثر مرونة
الأكثر استثمارًا في الجودة
الأكثر قدرة على إدارة التكاليف

وهو ما يفسّر لماذا تتصدر طيران الإمارات والقطرية والتركية الترتيب رغم أن شركات أمريكية تمتلك ضعف حجم الأساطيل.

عام 2025… بداية عصر جديد في سفر العالم

يُعد هذا العام نقطة تحول لقطاع الطيران العالمي، لأنه يمثل:

عودة الربحية بعد عقد مضطرب
تغير نماذج العمل التقليدية
صعود ناقلات إقليمية إلى القمة
ازدياد الطلب على السفر الدولي
تحسن ثقة المستثمرين في القطاع

وهذا يجعل الصناعة أكثر قدرة على النمو والتوسع خلال العقد القادم.

هل ستستمر طيران الإمارات في الصدارة؟
تشير التوقعات إلى أن الشركة مرشحة للحفاظ على الصدارة في ظل خطط التوسع القوية وجودة الأسطول والخدمات.

ما سبب تراجع بعض الشركات الأمريكية رغم حجمها الكبير؟
الارتفاع الكبير في تكاليف التشغيل والاعتماد على الشبكات الداخلية أكثر من الرحلات الدولية ذات العائد المرتفع.

هل يمكن لشركات الطيران العربية الأخرى دخول قائمة الأكثر ربحية؟
نعم، خاصة الخطوط القطرية والخطوط السعودية بعد تحديث أساطيلها وتوسيع شبكاتها.

هل ستتأثر ربحية القطاع مستقبلًا؟
طالما استمرت الشركات بتبني الابتكار وإدارة التكاليف، فإن القطاع مرشح لزيادة الربحية لا انخفاضها.

اقرأ أيضًا: ملحمة التأهل العربي.. فلسطين وسوريا تصنعان إنجازًا تاريخيًا في كأس العرب 2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى