التعبئة الكبرى في كراكاس.. آلاف الجنود الجدد يعززون الجيش الفنزويلي وسط تصعيد دولي
الترند العربي – متابعات
في مشهد يعكس تصاعد التوتر الإقليمي والدولي، أعلنت فنزويلا انضمام 5600 جندي جديد إلى صفوف جيشها، استجابة مباشرة لدعوة الرئيس نيكولاس مادورو بتعزيز التجنيد العسكري، وذلك في وقت تشهد فيه منطقة البحر الكاريبي تحركات عسكرية أمريكية واسعة النطاق، وصفها كاراكاس بأنها تهديد مباشر لأمنها القومي وسيادتها الوطنية.
وجاء الإعلان خلال احتفال عسكري أُقيم، يوم السبت، في مجمع “فويرتي تيونا”، أكبر قاعدة عسكرية في فنزويلا، بحضور قيادات عسكرية وسياسية، حملت كلماتهم رسائل واضحة برفض أي تدخل خارجي، والتأكيد على الجاهزية الدفاعية الكاملة للدولة.

دعوة مادورو للتجنيد في توقيت حساس
الرئيس نيكولاس مادورو كان قد دعا، في وقت سابق، إلى تسريع وتيرة التجنيد العسكري وتعزيز صفوف القوات المسلحة، في ظل ما اعتبره تصعيدًا غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة، عقب نشرها أسطولًا من السفن الحربية، إضافة إلى أكبر حاملة طائرات في العالم، في منطقة البحر الكاريبي.
وأكد مادورو، في تصريحات متكررة، أن التحركات الأمريكية لا يمكن فصلها عن الضغوط السياسية والاقتصادية المفروضة على بلاده منذ سنوات، معتبرًا أن الهدف الحقيقي هو الضغط لإسقاط حكومته والسيطرة على الثروات النفطية الضخمة التي تمتلكها فنزويلا.

اتهامات مباشرة لواشنطن
ترى القيادة الفنزويلية أن إعلان الولايات المتحدة إطلاق حملة لمكافحة تهريب المخدرات في البحر الكاريبي ليس سوى غطاء لتحركات عسكرية أوسع، تهدف إلى محاصرة فنزويلا استراتيجيًا.
وتُعد فنزويلا واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، ما يجعلها، وفق رؤية الحكومة، هدفًا دائمًا للصراعات الجيوسياسية.
وفي هذا السياق، شدد مادورو على أن بلاده لن تكون ساحة مفتوحة لأي قوة أجنبية، وأن القوات المسلحة الفنزويلية على أتم الاستعداد للدفاع عن السيادة الوطنية مهما كانت التحديات.

رسالة عسكرية حازمة من قيادة الجيش
خلال مراسم انضمام الجنود الجدد، وجّه الكولونيل غابرييل ريندون رسالة شديدة اللهجة، قال فيها:
“لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف بغزو من قوة إمبريالية”، مؤكدًا أن الجيش الفنزويلي يستمد عقيدته من الدفاع عن الوطن والاستقلال، وليس من أي أجندات خارجية.
وأضاف أن تعزيز عدد القوات في هذه المرحلة يبعث برسالة واضحة لكل من يفكر في زعزعة استقرار البلاد، مفادها أن فنزويلا قادرة على حماية نفسها، وأن وحدتها العسكرية تشكل خط الدفاع الأول أمام أي تهديد.

أرقام تعكس حجم القوة العسكرية
بحسب البيانات الرسمية، يبلغ قوام الجيش الفنزويلي نحو 200 ألف جندي، إضافة إلى 200 ألف عنصر في قوات الشرطة، وهو ما يجعل المنظومة الأمنية في البلاد من الأكبر في أمريكا اللاتينية من حيث العدد.
ومع انضمام الدفعة الجديدة من المجندين، تسعى القيادة العسكرية إلى تعزيز الانتشار الدفاعي، ورفع مستوى الجاهزية، خصوصًا في المناطق الساحلية والحدودية التي قد تتأثر بأي تصعيد محتمل.
الأبعاد السياسية للتجنيد العسكري
لا يُنظر إلى خطوة التجنيد الجديدة على أنها إجراء عسكري بحت، بل تحمل أبعادًا سياسية واضحة، في ظل استمرار الخلافات الحادة بين كاراكاس وواشنطن.
وتسعى الحكومة الفنزويلية من خلال هذه الخطوة إلى تأكيد حضور الدولة وقدرتها على الحشد الداخلي، وإظهار أن الضغوط الخارجية لم تؤثر على تماسك مؤسساتها الأساسية، وعلى رأسها القوات المسلحة.
كما تُعد هذه الخطوة رسالة إلى الداخل، تهدف إلى رفع الروح المعنوية، وتعزيز الشعور بالانتماء الوطني، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية ومعيشية صعبة.
النفط في قلب الصراع
يربط مراقبون بين التصعيد العسكري الأمريكي والتحركات الفنزويلية الأخيرة، وبين موقع فنزويلا الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية الهائلة، خاصة النفط.
وتؤكد الحكومة أن محاولات الضغط تأتي ضمن مساعٍ طويلة الأمد لإعادة تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد بما يخدم مصالح خارجية.
فنزويلا بين الردع والرسائل الدولية
تعكس التعبئة العسكرية الجارية في فنزويلا نهجًا يعتمد على سياسة الردع، أكثر من السعي إلى مواجهة مباشرة. فالحكومة تحاول، من خلال هذه التحركات، إرسال إشارات إلى المجتمع الدولي بأنها ترفض أي تدخل، لكنها في الوقت ذاته متمسكة بحقها في الدفاع المشروع.
ويرى محللون أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من التوتر الدبلوماسي، ما لم تتجه الأطراف المعنية إلى خفض التصعيد وفتح قنوات للحوار السياسي.
كم عدد الجنود الجدد الذين انضموا للجيش الفنزويلي؟
انضم 5600 جندي جديد إلى صفوف الجيش خلال مراسم رسمية أُقيمت في كاراكاس.
ما سبب دعوة مادورو لتعزيز التجنيد العسكري؟
جاءت الدعوة في ظل تحركات عسكرية أمريكية واسعة في البحر الكاريبي، اعتبرتها فنزويلا تهديدًا مباشرًا لأمنها.
كيف تبرر الولايات المتحدة وجودها العسكري؟
تقول واشنطن إن وجودها يندرج ضمن حملة لمكافحة تهريب المخدرات.
كم يبلغ قوام الجيش الفنزويلي حاليًا؟
حوالي 200 ألف جندي، إضافة إلى نحو 200 ألف عنصر شرطة.
هل هناك تصعيد عسكري وشيك؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات على مواجهة مباشرة، لكن حالة التوتر قائمة، والتحركات تحمل طابع الردع والاستعداد.
بهذه الخطوة، تؤكد فنزويلا أن معادلة القوة ما زالت حاضرة في حساباتها، وأن الجيش سيبقى في صدارة المشهد السياسي والأمني، في مرحلة تتقاطع فيها المصالح الدولية عند شواطئ الكاريبي، وتُكتب فصول جديدة من الصراع على النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضًا: الكويت تسحب الجنسية من طارق السويدان.. قرارات سيادية تعيد فتح ملف “تزوير وتعدد الجنسيات”



