منوعات

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

الترند العربي – متابعات

في حادثة تقنية محدودة سرعان ما تمت السيطرة عليها، أعلن مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض مساء أمس عن بدء عودة خدمات الاتصالات والإنترنت تدريجيًا في عدد من الأحياء شمال العاصمة، بعد تعرّض أحد مكونات البنية التحتية الشبكية للتلف أثناء تنفيذ أحد المشاريع الميدانية.
وجاء هذا الإعلان ليؤكد فاعلية منظومة التنسيق والاستجابة السريعة التي تعمل بها فرق الطوارئ التابعة للمركز، ضمن إطار التعاون مع مزوّدي الخدمات والجهات التنفيذية في العاصمة.


تفاصيل الحادثة واستجابة عاجلة

أوضح المركز في بيانه الرسمي أن العطل نتج عن تلف عرضي لأحد الكوابل الرئيسة التابعة لشبكات الاتصالات أثناء أعمال حفر في نطاق مشروع تطويري شمال الرياض، الأمر الذي أدى إلى انقطاع مؤقت في بعض مناطق الخدمة.
وفور رصد الحالة، تم تفعيل خطة الطوارئ المشتركة بين المركز والشركة المزودة لخدمات الاتصال والمقاول المنفذ، حيث باشرت الفرق الفنية الميدانية موقع العطل خلال دقائق معدودة.

وقد أظهرت الاستجابة السريعة تكاملاً متميزًا بين الجهات المعنية، إذ تولّى فريق فني من مركز البنية التحتية التنسيق المباشر مع الشركة المشغلة لإعادة توزيع الأحمال على الشبكات البديلة، في حين بدأ فريق الصيانة إصلاح المكون المتضرر وإعادة اللحام للألياف الضوئية ضمن الجدول الزمني المحدد.

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية
الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

عودة تدريجية واستقرار مرتقب

أكد المركز أن الخدمة عادت تدريجيًا خلال الساعات الأولى في عدد من الأحياء شمال العاصمة، فيما يجري العمل على استكمال الإصلاحات الكاملة لبقية المناطق المتأثرة.
وأشار إلى أن الأولوية كانت لإعادة خدمات الإنترنت والاتصالات للأحياء السكنية والتجارية الأكثر كثافة، لضمان استمرار الأنشطة اليومية دون انقطاع طويل.

وتوقّع المركز أن يتم الاستقرار الكامل للشبكات خلال 24 ساعة من بدء الإصلاح، موضحًا أن الفحوصات الميدانية الجارية أظهرت استقرارًا تدريجيًا في مؤشرات الاتصال وسرعات الإنترنت في معظم المواقع.


فريق فني للتحقيق في الأسباب

وفي خطوة تعكس منهجية الحوكمة والشفافية التي ينتهجها المركز، أعلن عن تشكيل فريق فني متخصص للتحقيق في مسببات الانقطاع، بهدف الوقوف على تفاصيل الحادثة، وتحديد العوامل الفنية أو الإجرائية التي أدت إلى حدوثها.
ويهدف هذا التحقيق إلى منع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، من خلال مراجعة إجراءات التنسيق المسبق بين المشاريع المتعددة، وتحسين آليات تبادل المعلومات بين الجهات المنفذة ومقدّمي الخدمات.

وأوضح المركز أن الفريق سيعمل على رفع تقرير تفصيلي يتضمن تحليلًا تقنيًا للواقعة، وتوصيات محددة لتعزيز السلامة التشغيلية للبنية التحتية، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط الإصلاح، بل تطوير المنظومة لضمان استدامة الخدمات الحيوية.

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية
الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

التنسيق المشترك.. نموذج يُحتذى

يشكّل التنسيق بين مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض ومزوّدي الخدمات مثالًا حيًا على تطور إدارة الأزمات التقنية في العاصمة، حيث أثبتت هذه الحادثة أن تكامل الأدوار وسرعة الاستجابة يمكن أن يحدّا من الآثار التشغيلية لأي عطل مفاجئ.
فمنذ اللحظات الأولى، تم تفعيل قنوات الاتصال بين فرق العمل التابعة للمركز وممثلي شركات الاتصالات والمقاولين، وهو ما مكّن من حصر نطاق المشكلة بدقة وتجنّب اتساع دائرة التأثير.

ويُعدّ هذا التكامل ثمرةً لتطبيق استراتيجية “تنظيم أعمال البنية التحتية” التي أطلقها المركز مطلع العام الجاري، وتهدف إلى ضمان تنسيق الأعمال الميدانية بين الجهات الخدمية بما يمنع التعارض أو التلف العرضي للمكونات الأساسية مثل الكوابل أو خطوط المياه أو أنظمة الطاقة.


مركز البنية التحتية.. عين الرياض على مشاريعها

منذ تأسيسه، يلعب مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض دورًا محوريًا في تنظيم وإدارة المشروعات المشتركة بين الجهات الحكومية ومزوّدي الخدمات، لضمان تنفيذها وفق أعلى معايير الجودة والتكامل.
ويعمل المركز على تنسيق الجهود بين عشرات المشاريع التطويرية في العاصمة، التي تتقاطع في مواقع وأحياء متقاربة، مما يستدعي إدارة دقيقة لتفادي أي تضارب بين الأعمال الإنشائية.

كما يشرف المركز على خريطة رقمية موحدة للبنية التحتية تشمل شبكات الاتصالات، المياه، الكهرباء، والغاز، بهدف تسهيل عمليات التخطيط والتوسع الحضري، وهو ما يجعل الرياض نموذجًا متقدمًا في إدارة المدن الذكية على مستوى المنطقة.

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية
الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

التقنية في خدمة إدارة الأزمات

يعتمد المركز في إدارة الحوادث الطارئة على منظومة تقنية متطورة تشمل أنظمة مراقبة آنية باستخدام الاستشعار عن بُعد، وتقارير رقمية فورية تصل إلى غرف العمليات المركزية، مما يتيح اتخاذ القرار في وقت قياسي.
وفي حالة العطل الأخير، تم رصد الانقطاع إلكترونيًا قبل وصول البلاغات الفردية من المستخدمين، وهو ما ساعد في تقليل زمن الاستجابة.

وتُعد هذه التقنيات جزءًا من مشروع أوسع لتطوير “الرقابة التشغيلية الذكية”، الذي يعمل على تحليل مؤشرات الأداء في الوقت الحقيقي، وتحديد النقاط الحرجة في الشبكات التي تتطلب تدخلاً وقائيًا قبل وقوع الأعطال.


الدروس المستفادة من الحادثة

بحسب خبراء في قطاع الاتصالات، فإن ما حدث في شمال الرياض يُعد حادثة تشغيلية محدودة، لكنها أظهرت نضجًا مؤسسيًا عاليًا في التعامل معها.
فبينما كانت مثل هذه الأعطال في السابق تستغرق أيامًا للحل، تمكنت الفرق اليوم من احتواء الموقف خلال ساعات معدودة، بفضل التكامل بين الجهات الحكومية والمشغلين.

كما كشفت التجربة أهمية تبادل بيانات الخرائط الهندسية للمشاريع قبل البدء في أي أعمال حفر أو تطوير، لتفادي تلف أي خطوط تحت الأرض.
ويجري حاليًا تحديث نظام إلكتروني مشترك يسمح بتتبع مواقع مشاريع الحفر بدقة، وإرسال تنبيهات فورية في حال اقتراب أي مقاول من نطاقات الشبكات الحيوية.

الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية
الرياض تستعيد اتصالها.. مركز البنية التحتية يعلن عودة الخدمات بعد تلف أحد المكونات الشبكية

بنية تحتية آمنة ومستدامة

أكد المركز في بيانه التزامه المستمر برفع مستوى الموثوقية والجودة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية، مشددًا على أن الأمن التشغيلي للشبكات يمثل أولوية قصوى لضمان استمرار الخدمات دون انقطاع.
وأشار إلى أن الخطط الحالية تشمل إعادة تأهيل بعض المقاطع القديمة من الشبكات الأرضية واستبدالها بأخرى أكثر كفاءة وأقل عرضة للأضرار، مع اعتماد أنظمة مراقبة ذكية لرصد أي تغير في مؤشرات الأداء.

ويهدف هذا النهج إلى بناء بنية تحتية رقمية مستدامة تدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في العاصمة، وتواكب أهداف رؤية السعودية 2030 في تعزيز جودة الحياة والخدمات الرقمية.


دعم فني متواصل من شركاء الاتصالات

من جانبهم، أكد ممثلو شركات الاتصالات المشاركة في الإصلاح أن العمل جارٍ على مدار الساعة لإعادة الخدمة إلى وضعها الكامل، مشيرين إلى أن الفريق المشترك يعمل بتنسيق مباشر مع مركز البنية التحتية لضمان دقة التنفيذ وسرعة المعالجة.
وأوضح أحد المسؤولين أن “الأولوية كانت للمناطق السكنية التي تضم مؤسسات تعليمية ومراكز صحية”، لافتًا إلى أن عمليات الصيانة تمت بمشاركة كوادر وطنية متخصصة في إصلاح الألياف الضوئية.

كما تم التأكيد على أن جميع البيانات والخدمات محمية بالكامل، وأن الانقطاع لم يؤثر على الأنظمة الأمنية أو قواعد البيانات المركزية، بفضل وجود شبكات احتياطية تعمل بالتوازي.


مشهد الرياض الرقمي.. تكامل وتطور

تمثل العاصمة الرياض اليوم نموذجًا رائدًا في تطوير البنية التحتية الرقمية، إذ شهدت السنوات الأخيرة توسعًا غير مسبوق في شبكات الألياف الضوئية وشبكات الجيل الخامس، بما جعلها من بين أكثر المدن اتصالًا في المنطقة.
وتُعدّ هذه الحادثة التقنية المحدودة تذكيرًا بأهمية الاستثمار المستمر في منظومات الحماية والتنسيق، خاصة في ظل النمو العمراني الهائل والمشاريع الكبرى التي تشهدها العاصمة ضمن خطة التحول الحضري 2030.

ويرى خبراء الاتصالات أن ما تحقق من سرعة استجابة يعكس تحول الرياض من مدينة تعتمد على الإصلاح بعد الأعطال إلى مدينة تملك أنظمة استشعار وقائية تمنعها قبل حدوثها، وهو ما يُعد مؤشرًا مهمًا على نضوج البنية الرقمية.


نحو إدارة أكثر تكاملًا للمشاريع

تعمل الجهات التنفيذية في الرياض على إطلاق نظام رقمي موحد لتخطيط وإدارة المشاريع المشتركة، يتيح لكل جهة الاطلاع على مواقع أعمال الأخرى قبل الشروع في التنفيذ.
ويُتوقع أن يسهم هذا النظام في تقليل احتمالات التعارض بين مشاريع الاتصالات والمياه والكهرباء والطرق، عبر تنسيقٍ مركزي تقوده أمانة منطقة الرياض ومركز مشاريع البنية التحتية.

كما يجري الإعداد لورشة وطنية تضم ممثلين من كل القطاعات الخدمية لتوحيد معايير السلامة الميدانية في المشاريع التي تشمل الحفر أو مد الكوابل تحت الأرض.


الثقة بالمنظومة.. كلمة الرياض بعد العاصفة

رغم الانقطاع المؤقت، ظل المستخدمون في الرياض على ثقةٍ عالية في سرعة عودة الخدمات، مستندين إلى سجلٍّ من النجاحات السابقة في إدارة الأزمات التقنية.
وقد أكّد مواطنون ومقيمون في أحياء شمال العاصمة أن الخدمة عادت تدريجيًا خلال ساعات، فيما لم يتأثر عمل القطاعات الحيوية كالمستشفيات والبنوك بفضل وجود خطوط احتياطية.

وتداول مغردون عبر منصات التواصل الاجتماعي إشادات بجهود الفرق الميدانية التي واصلت العمل حتى ساعات الفجر لإعادة الخدمة، واصفين ما جرى بأنه “اختبارٌ ناجحٌ لقدرات التنسيق الوطني في إدارة البنية التحتية”.


ما سبب انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في بعض أحياء الرياض؟
تلف عرضي لأحد مكونات البنية التحتية أثناء تنفيذ مشروع تطويري في شمال المدينة.

من الجهة التي تولّت معالجة المشكلة؟
مركز مشاريع البنية التحتية بالتعاون مع مزوّدي الخدمة والمقاول المنفّذ.

هل عادت الخدمة بالكامل؟
بدأت العودة التدريجية، ومن المتوقع اكتمال الاستقرار خلال 24 ساعة من بدء الإصلاح.

ما الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرار الحادث؟
تشكيل فريق فني للتحقيق وتحسين آليات التنسيق المسبق بين المشاريع.

ما دور المركز في مثل هذه الحالات؟
تنظيم أعمال البنية التحتية والإشراف على جودة التنفيذ وموثوقية الشبكات في مدينة الرياض.


📍 الرياض – 10 أكتوبر 2025
بعد ساعات من العمل الفني المتواصل، استعادت العاصمة نبضها الرقمي، وعاد سكانها إلى تواصلهم المعتاد.
ليؤكد مركز مشاريع البنية التحتية أن الرياض قادرة دائمًا على تجاوز الأعطال، وماضية بثقة نحو بنية تحتية أكثر ذكاءً واستدامة.

اقرأ أيضًا: الأخضر الأولمبي يكتسح كوريا الجنوبية برباعية استعدادًا لكأس آسيا 2026

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى