سياسةالعالم العربيمصر

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

الترند العربي – متابعات

بعد أكثر من عامين على واحدة من أعنف الحروب التي شهدها قطاع غزة في تاريخه الحديث، أعلنت حركة «حماس»، فجر الخميس، عن التوصل إلى اتفاق شامل مع إسرائيل لإنهاء الحرب على القطاع، برعاية مصرية وقطرية وتركية، وبموافقة أميركية ودعم أممي.
الاتفاق، الذي وصفه مراقبون بأنه “المنعطف الأخطر في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ اتفاق أوسلو”، يُفترض أن يدخل حيّز التنفيذ خلال الساعات المقبلة، ويبدأ بوقفٍ شاملٍ لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المدن والمخيمات، تمهيدًا لمرحلة إعادة الإعمار وإطلاق الأسرى والمحتجزين من الجانبين.

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

بداية الطريق.. من الدمار إلى المفاوضات

جاء الإعلان المفاجئ بعد شهور من المحادثات غير المباشرة التي استضافتها القاهرة والدوحة، بمشاركة وفود أمنية من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، عقب تصعيد غير مسبوق في العمليات العسكرية خلال صيف 2025.
خلال تلك الأشهر، شهد القطاع انهيارًا شبه كامل في البنية التحتية، مع نزوح مئات الآلاف من السكان، ودمار آلاف المنازل، مما جعل التوصل إلى وقف الحرب مطلبًا إنسانيًا قبل أن يكون سياسيًا.
وتشير مصادر مطّلعة إلى أن الضغوط الإنسانية والاقتصادية المتزايدة، إضافة إلى الضجر الدولي من استمرار النزاع، دفعت الأطراف إلى مراجعة مواقفها، لتبدأ محادثات سرية مطلع سبتمبر بوساطة قطرية فاعلة.

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

تفاصيل الاتفاق.. خمس مراحل لإنهاء الحرب

بحسب البيانات المتطابقة الصادرة عن «حماس» ووسائل إعلام إسرائيلية، فإن الاتفاق يتضمن خمس مراحل زمنية متدرجة، تمتد على مدى ستة أشهر قابلة للتمديد، وتشمل:

  1. المرحلة الأولى: وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان ووقف الطلعات الجوية فوق القطاع.
  2. المرحلة الثانية: إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وإعادة تشغيل المعابر البرية والبحرية.
  3. المرحلة الثالثة: تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث تفرج إسرائيل عن دفعات من الأسرى الفلسطينيين مقابل إعادة المحتجزين الإسرائيليين.
  4. المرحلة الرابعة: بدء مشاورات إعادة الإعمار، بإشراف لجنة دولية تضم مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة، لضمان تدفق التمويل والمواد اللازمة.
  5. المرحلة الخامسة: التمهيد لوقف شامل للحصار وإطلاق عملية سياسية جديدة بوساطة إقليمية، تهدف إلى “تثبيت التهدئة طويلة المدى”.
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

حماس: “النصر السياسي بعد الصمود”

في بيان رسمي، أكدت حركة حماس أن الاتفاق يمثل “انتصارًا للإرادة الفلسطينية بعد عامين من العدوان”، مشيرة إلى أنه يحقق مطالبها الرئيسية المتمثلة في إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
وجاء في البيان:

“لقد خاض شعبنا معركة الصمود بدمه وبيوته وأطفاله، وها هو اليوم يفرض إرادته السياسية، ويعيد غزة إلى موقعها الطبيعي في الخريطة الفلسطينية”.

وأوضحت الحركة أن المرحلة المقبلة ستركز على “إعادة إعمار ما دمّره الاحتلال”، و”توحيد الموقف الفلسطيني الداخلي” استعدادًا لحوار وطني شامل، بمشاركة جميع الفصائل.

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

إسرائيل: اتفاق تكتيكي بضغط أميركي

من جانبها، اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأن الضغوط الأميركية والدولية لعبت دورًا أساسيًا في القبول بالاتفاق، إذ صرّح مصدر في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن القرار جاء “استجابة لمصالح أمنية وسياسية واقتصادية عليا”.
وقال المصدر إن “المرحلة الأولى تهدف إلى تأمين إعادة الأسرى الإسرائيليين وضمان التهدئة على الحدود الجنوبية”، مشيرًا إلى أن تل أبيب “تحتفظ بحقها في الرد على أي خرق للاتفاق”.
الإعلام الإسرائيلي وصف الاتفاق بأنه “هدنة اضطرارية أكثر منه سلامًا حقيقيًا”، لكنه اعتبره أيضًا “فرصة لالتقاط الأنفاس داخليًا” بعد التوترات السياسية التي عصفت بحكومة نتنياهو خلال الأشهر الماضية.


الدور المصري والقطري والتركي.. الوساطة الثلاثية

لعبت مصر وقطر وتركيا دورًا محوريًا في الوصول إلى الصيغة النهائية، إذ استضافت القاهرة معظم جلسات التفاوض غير المباشر، بينما تولّت الدوحة الاتصالات اللوجستية مع قيادة «حماس» في الخارج، وعملت أنقرة على صياغة الترتيبات الأمنية والإنسانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية المصري في تصريحات لقناة “العربية”:

“نحن نتحرك بثبات نحو إنهاء الحرب، والمطلوب الآن هو تثبيت التهدئة وضمان عدم تكرار الانفجار”.

من جانبه، عبّر أمير قطر عن “ارتياحه للتوصل إلى تفاهم يُعيد الأمل للشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن بلاده ستشارك في تمويل مشاريع إعادة الإعمار “بشفافية كاملة”.

اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل
اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

ردود الأفعال الدولية.. ارتياح وحذر

رحّب الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق، واعتبره “خطوة ضرورية نحو إنهاء معاناة المدنيين”، داعيًا إلى “آلية مراقبة دولية فعّالة لضمان الالتزام الكامل ببنوده”.
أما الولايات المتحدة، فقد وصفت الاتفاق بأنه “اختبار حقيقي للالتزام السياسي لدى الطرفين”، فيما طالبت فرنسا والاتحاد الأوروبي بـ“خطة واضحة لإعادة الإعمار وفق معايير العدالة الدولية”.

في المقابل، أبدت بعض الأصوات الإسرائيلية المعارضة مخاوفها من أن يؤدي الانسحاب إلى “تعزيز قدرات حماس لاحقًا”، في حين رأى محللون عرب أن الاتفاق يشكل “تحولًا استراتيجيًا في ميزان الردع”، ويعيد طرح فكرة الدولة الفلسطينية الموحدة على الطاولة.


غزة بعد الحرب.. مشهد ما بعد الرماد

منذ ساعات الإعلان، خرجت مئات العائلات في شوارع مدينة غزة وخان يونس ورفح للاحتفال، مرددين الهتافات ومرفرفين بالأعلام الفلسطينية، في مشهد نادر من الفرح بعد عامين من الدمار.
أطلقت الألعاب النارية، وسُمع التكبير في المساجد، بينما توافدت الحشود إلى الساحات العامة، رغم التحذيرات من بقاء بعض المناطق غير آمنة.
في الوقت ذاته، بدأت شاحنات المساعدات بالتحرك من معبر رفح استعدادًا لدخولها خلال الساعات الأولى بعد تثبيت الهدنة.

ورغم الأمل الذي عمّ الشارع، فإن علامات القلق لا تزال واضحة، إذ يخشى السكان من انهيار الاتفاق كما حدث في مرات سابقة. لكن هذه المرة، يعلّق الفلسطينيون آمالًا كبيرة على وجود ضمانات دولية قوية تمنع العودة إلى مربع الحرب.


الاقتصاد في بؤرة الحل

من بين بنود الاتفاق بندٌ اقتصادي يُعد الأهم منذ فرض الحصار عام 2007، إذ يقضي بإعادة تشغيل ميناء غزة التجاري تدريجيًا، والسماح بدخول السلع والوقود والمواد الخام دون قيود، إضافة إلى صرف مساعدات نقدية عاجلة للأسر المتضررة.
كما سيتم إنشاء صندوق دولي لإعادة الإعمار بإدارة مشتركة بين الأمم المتحدة والبنك الدولي ومؤسسات عربية، لتأمين الشفافية في إدارة التمويل.
هذا التحول الاقتصادي المتوقع قد يُعيد الحياة للقطاع الذي خسر أكثر من 40% من ناتجه المحلي خلال العامين الماضيين بسبب الحرب.


توتر داخلي في إسرائيل

الداخل الإسرائيلي يعيش حالة من الانقسام، إذ اتهمت المعارضة حكومة نتنياهو بـ“الاستسلام لحماس”، بينما يرى اليمين المتشدد أن الاتفاق “إهانة للجيش الإسرائيلي”.
في المقابل، ترى الأوساط الليبرالية أن التفاهم “ضرورة سياسية قبل أن يتحول النزاع إلى كارثة إقليمية”، خصوصًا بعد الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف الجيش والمستوطنين.
ورجّحت تقارير عبرية أن تشهد الحكومة الإسرائيلية “تغييرات وزارية محتملة” خلال الأسابيع المقبلة، مع إمكانية استقالة وزراء من الائتلاف الحاكم احتجاجًا على الاتفاق.


مستقبل المقاومة والسياسة الفلسطينية

على الصعيد الفلسطيني الداخلي، من المتوقع أن يفتح الاتفاق الباب أمام حوار وطني شامل تشارك فيه حركة فتح وبقية الفصائل، لإعادة ترتيب البيت الداخلي وإجراء انتخابات عامة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.
مصادر فلسطينية أكدت أن القاهرة والدوحة ستستضيفان اجتماعات تمهيدية خلال الشهر المقبل لوضع تصور موحد لإدارة القطاع وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية.
ويرى مراقبون أن “مرحلة ما بعد الحرب قد تُعيد رسم خريطة القوى الفلسطينية” وتفتح الباب أمام قيادة موحدة تستند إلى شرعية سياسية وشعبية جديدة.


الدور الأمريكي.. حسابات النفوذ والمصالح

منذ بداية 2025، كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى لفرض خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط، ركزت على “التطبيع مقابل الاستقرار”.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن ضغطت على تل أبيب للقبول بوقف النار، خشية انفجار الأوضاع في المنطقة وتضرر مصالحها مع الحلفاء الخليجيين.
ترامب أعلن في مؤتمر صحفي أن “الاتفاق يمثل بداية جديدة للشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن “السلام لن يتحقق بين يوم وليلة، لكن الخطوة الأولى بدأت”.
هذا التصريح لقي ترحيبًا من البيت الأبيض، لكنه واجه انتقادات في الكونغرس الذي يرى أن الخطة الأميركية “تركز على الأمن الإسرائيلي أكثر من العدالة للفلسطينيين”.


ردود فعل عربية واسعة

من القاهرة إلى الدوحة، ومن الرياض إلى عمّان، توالت البيانات المرحبة بوقف الحرب، ووصفت العواصم العربية الاتفاق بأنه “انتصار للجهود الدبلوماسية العربية”.
أكدت المملكة العربية السعودية دعمها الكامل لأي جهود تُسهم في “إعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي الفلسطينية”، مشددة على ضرورة إطلاق عملية سلام عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
أما الأردن فحذر من “التهاون في تطبيق بنود الاتفاق”، معتبرًا أن “الضمانات الدولية هي أساس نجاحه”.


الإعلام العالمي.. “نهاية أطول الحروب الحديثة”

تصدّر خبر الاتفاق الصفحات الأولى للصحف الدولية، ووصفته BBC بأنه “نهاية لأطول الحروب في الشرق الأوسط خلال العقد الأخير”، فيما اعتبرته CNN “تحولًا تاريخيًا قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية”.
أما صحيفة نيويورك تايمز فكتبت: “بعد عامين من النار، غزة تنال الهدوء، والشرق الأوسط يلتقط أنفاسه”.
كما بثت وكالات الأنباء العالمية مشاهد الاحتفالات في غزة والضفة الغربية، معتبرة أن “الفرح هذه المرة قد يكون مقدمة لتاريخ جديد”.


ما هو مضمون اتفاق حماس وإسرائيل الأخير؟
يتضمن وقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إدخال المساعدات الإنسانية، تبادل الأسرى، وبدء عملية إعادة الإعمار.

من هي الدول التي رعت الاتفاق؟
مصر وقطر وتركيا، بدعم من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

هل يعني الاتفاق انتهاء الحرب بالكامل؟
المرحلة الأولى تقضي بوقف شامل لإطلاق النار، تليها مراحل تنفيذية تدريجية قد تستمر ستة أشهر.

متى يبدأ تنفيذ الاتفاق؟
من المتوقع أن يبدأ خلال 48 ساعة من التوقيع الرسمي، على أن تُعلن لجنة المراقبة الدولية جدول التنفيذ الكامل.

هل يشمل الاتفاق رفع الحصار عن غزة؟
نعم، وفقًا للمرحلة الخامسة، سيتم رفع الحصار تدريجيًا وفتح المعابر البرية والبحرية تحت إشراف دولي.


📍 غزة – 9 أكتوبر 2025
اتفاق جديد يولد من بين الركام، يعيد الأمل لملايين الفلسطينيين بعد سنوات من الألم.
قد لا تكون هذه نهاية الصراع، لكنها بالتأكيد بداية طريقٍ مختلف، طريق يكتب فصلاً جديدًا في تاريخ المنطقة، عنوانه الأبرز:
“الحرب انتهت.. والاختبار بدأ.”

اقرأ أيضًا: “طائرات إسرائيلية تستهدف سيارات إسعاف” داخل عيادة الشيخ رضوان بغزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى