هل عالم مارفل ما زال مثيرًا؟.. فيلم The Marvels نموذجًا
أمنية عادل
تثير سلسلة أفلام مارفل المعتمدة على الكوميكس الأميركية الشهيرة، الكثير من ردود الأفعال المتباينة ما بين رافض ومحب لهذه النوعية من الأفلام. حتى نرى الأمور بصورة واضحة، علينا أن نضع الأمر في نصابه الصحيح، والصحة هنا نسبية، مع هذا يمكن أن نطلق كلمة النصاب الصحيح، حيث إن أفلام مارفل رغم غزارة الإنتاج الذي نشهده والغزو الواضح للسينما في الولايات المتحدة والعالم، ليس جديدًا، فهناك العديد من سلاسل الأفلام، لا سيما تلك المعتمدة على الأبطال الخارقين كانت حاضرة بقوة في ذهنية رواد السينما. تأتي أفلام مارفل في لحظة مفارقة تعيشها السينما في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل هناك تباينًا واضحًا في ردود الأفعال حول ما تقدمه من أفلام، السؤال: هل ما زال عالم مارفل جاذبًا؟ لعلنا نجد الإجابة في فيلم The Marvels.
يستهل فيلم The Marvels من إنتاج 2023، أحداثه مع الفتاة المراهقة كمالا خان Iman Vellani التي كما يتضح من اسمها جذورها الهندية الباكستانية. تعيش كمالا داخل عالم خلقته لنفسها وهي تجاور كابتن مارفل Brie Larson في مغامراتها وتلقب هذا الثنائي الخيالي بـ”التوأم”، فهي ميس مارفل، وهناك كابتن مارفل. في لحظة تتداخل مصائر التوأم المتخيل وتحل كل منهما محل الأخرى ليس مجازيًا، بل فيزيائيًا وجسدًيا أيضًا، وذلك عن طريق التخاطر من خلال قبضة تملكها كمالا ورثتها عن جدتها.
فتاة قد تشبه غيرها
إلى جوار بطولة مراهقة لأحداث الفيلم مع كابتن مارفل وكابتن رامبو Teyonah Parris، يعرف صناع الفيلم أن التعلق بسلسلة أفلام مارفل بأجزائها يعود إلى الكوميكس حيث منبع هؤلاء الأبطال؛ لهذا يحث مشاهديه على الانغماس بصورة أكبر داخل عالم الفيلم من خلال مشاهد كوميكس وتحريك تضيف على الفيلم حيوية وخفة.
كمالا خان، 16 عامًا، تحب الكوميكس والكتابة ويخنة النهاري الهندية، لا تحب الفروض المدرسية وكذلك العناكب، هكذا تعرف كمالا ذاتها ضمن القصص التي تبرع في رسمها، فتاة تشبه غيرها في بعض السمات، لكنها تمتلك ما يمكنها من عيش تجارب خارقة، وكعادة أفلام مارفل نكتشف بعدًا جديدًا أو صراعًا يعيشه البطل الخارق في حالة كابتن مارفل، فهي تعاني من الفقد والشعور بالذنب لأهل الـHala، هؤلاء الذين يعانون بسببها بعد نشوب حرب أهلية في أراضيهم بسبب كابتن مارفل.
حداثة الصناع
بالنظر إلى فريق عمل فيلم The Marvels نجد حداثة تجارب صناع الفيلم بداية من المخرجة ذات الأصول الأفروأميركية Nia DaCosta، وكذلك الكتاب المشاركون معها في كتابة الفيلم Megan McDonnell، Elissa Karasik، إلى جوار ذوي الخبرة في مجال التصوير Sean Bobbitt والمونتاج Catrin Hedström،Evan Schiff. مع هذا، هناك غلبة لإضفاء التجديد أو ملامح الصوابية على شخصيات الفيلم بداية من التنوع العرقي لأبطال كابتن مارفل وكمالا خان وكابتن رامبو، وجميعهم من خلفيات متنوعة، وكذلك التنوع الملحوظ في ملامح أهل أرض Alanda التي تهبط بها كابتن مارفل وفريقها لطلب العون لوأد الشر الذي تواجهه بعد توحش قائدة أهل الـHala\Zawe Ashton.
دائمًا ما يوجد بطل يمثل الخير، وبطل يمثل الشر، كعادة أفلام مارفل أو أفلام الأبطال الخارقين، مع هذا يحقق الفيلم توازنًا ملحوظًا بين المغامرة والاستراحات الفكاهية والكوميدية، لا سيما في مشاهد عائلة كمالا التي تحل ضيفًا على فيري Samuel L. Jackson في عالمه بعيدًا عن الأرض.
تداخل العوالم
على مدار 105 دقائق مدة أحداث فيلم The Marvels يعيش المشاهد مع قصة بسيطة تشبه غيرها من قصص الأبطال الخارقين مع ملامح لخلق عالم جديد من خلال أبطال جدد يدخلون إلى عالم الخارقين ينخرطون معهم وكأنها إعادة صياغة للأساطير اليونانية ومغامرات آلهة الأوليمبوس مع البشر. حتى لا نحمل الأمر أكثر مما يحتمل فيلم The Marvels حقق المراد منه، وهو تقديم فصل جديد في حياة كابتن مارفل وعلاقتها مع الماضي، وكذلك فتح الباب أمام بطلة جديدة تزيد من عدد الخارقات في عالم يغلب عليه العظمة للخارقين الذكور، مع بعض المغامرات المسلية الغنية بالتنوع وإن كان مقصودًا.
ربما تكون كابتن مارفل أقل المنتقمين شعبية أو تأثيرًا بالمقارنة مع كابتن أميركا وآيرون مان، أو حتى دكتور سترينج، لكنها قاربت بين حياتها وحلم فتاة عاشت داخل رسوم الكوميكس تتخيل وجودها في مغامرات عالم الخارقين. بالنسبة لك من تختار حتى تحل محله وتنضم إلى عالم الخارقين؟