ليالي الدرعية.. موسم يربط الماضي بالحاضر ويقدّم تجربة ثقافية تعيد تعريف التراث النجدي
الترند العربي – متابعات
تشهد الدرعية هذه الأيام واحدة من أبرز فعالياتها الموسمية، حيث انطلقت “ليالي الدرعية” في حي المريّح التاريخي ضمن موسم الدرعية 25 / 26، لتقدّم تجربة تجمع بين أصالة المكان وعمق الإرث الثقافي والروح المعاصرة التي تترجم تطور المملكة في قطاع السياحة والترفيه.
تمثل الفعالية نموذجًا لنمط جديد من الفعاليات المحلية التي لا تكتفي بعرض التراث بوصفه ماضيًا صامتًا، بل تقدمه كعنصر حي يمكن تذوقه، ومشاهدته، والتفاعل معه، والانخراط فيه، بما يعكس التحولات الثقافية التي تشهدها المملكة ضمن مسار رؤية 2030.
هوية الفعالية.. بين الأصالة والابتكار
يأتي اختيار حي المريّح التاريخي ليكون مسرحًا لهذه الفعالية كتأكيد على مكانة الدرعية بوصفها حاضنة الإرث الأول للدولة السعودية. فالموقع ليس مجرد مساحة للزيارة، بل جزء من سياق تاريخي ارتبط بالدولة السعودية الأولى، ومنطقة شكّلت عبر الزمن مركزًا زراعيًا، وثقافيًا، وملتقى للعرضة السعودية، وموقعًا لممارسات اجتماعية متوارثة.
وقد صُممت الفعالية بطريقة تتيح للزائر العيش في بيئة تمزج بين سمات العمران النجدي التقليدي والعناصر الحديثة، ما يجعل التجربة تتجاوز المشاهدة إلى حالة من الاندماج البصري والشعوري. فالإضاءة الهادئة، والخامات التراثية، وحركة الزوار بين الأزقة والممرات تعطي للحدث طابعًا احتفاليًا يليق بتاريخ الدرعية وبصورتها الحالية كواجهة عالمية للسياحة الثقافية.

إحياء روح المكان عبر تجارب متعددة
التجارب التي تقدمها “ليالي الدرعية” لا تنحصر في جانب واحد، بل تتوزع بين العروض الحيّة، والمأكولات التقليدية، والفنون الاستعراضية، والحرف اليدوية التي تُعرض أمام الجمهور في صورة تفاعلية. هذا التنوع يجعل الفعالية مساحة تجمع بين الثقافة الشعبية والمحتوى السياحي، وبين التراث والحداثة في آنٍ معًا.
كما تعكس الفعالية رؤية هيئة تطوير بوابة الدرعية في توظيف السياحة كأداة للحفاظ على التراث من خلال إعادة تقديمه للجمهور بطريقة معاصرة، بعيدًا عن الطابع المتحفي الجامد. لذلك تُعرض الأعمال الحرفية، مثل النقش النجدي وصناعة السدو والجلود والفخار، داخل بيئة مفتوحة تتيح للزوّار المراقبة والتجربة.
الطعام كجسر بين الهوية السعودية والضيوف
تضم الفعالية مجموعة واسعة من المطاعم والمقاهي المحلية والعالمية التي تتبنى أسلوب تقديم يعكس روح الضيافة النجدية.
وتمثل هذه المساحة جزءًا رئيسيًا من التجربة السياحية؛ فالمطبخ ليس مجرد طعام، بل عنصر ثقافي يحمل تقاليد المكان عبر النكهات وأساليب الاستقبال.
تُقدَّم أطباق نجدية شهيرة إلى جانب خيارات عالمية مختارة، مما يتيح للزائر تجربة غنية ومتنوعة تواكب تطلعات مختلف الفئات.
وتوظف هذه التجربة البصرية والذوقية عناصر معمارية تراثية، مثل الأقواس والأبواب الخشبية والزخارف الطينية، لتقديم صورة متناغمة للتراث السعودي الحديث الذي يجمع بين البساطة والجمال.

العروض الحيّة.. حضور التراث بصوت وصورة
تشهد “ليالي الدرعية” عروضًا حيّة للفنون الاستعراضية التي تمثل جزءًا من الهوية السعودية، وتحديدًا العرضة التي تعد أحد الرموز التاريخية الموروثة.
كما تتنوع العروض بين الموسيقى التراثية والرقصات الشعبية والقصائد النبطية وغيرها من الفنون التي تعيد تقديم البيئة النجدية بملامحها الأصيلة.
يأتي هذا الجانب ضمن توجه المملكة لإحياء الفنون التقليدية ضمن سياق مؤسساتي مؤثر، بما يسهم في نقلها بشكل صحيح للأجيال الجديدة، ويعرّف السياح بجوانب من الحياة السعودية القديمة.
موسم الدرعية.. رؤية أوسع من مجرد فعالية
يشكّل موسم الدرعية 25 / 26 إطارًا واسعًا لعدد من البرامج والأنشطة التي تستهدف تقديم الدرعية كعاصمة للثقافة السعودية ووجهة عالمية.
ويأتي تنظيم “ليالي الدرعية” كجزء من استراتيجية هيئة تطوير بوابة الدرعية، التي تعمل على إبراز المنطقة كـ”موطن للتراث الإنساني” من خلال فعاليات تجمع بين المتعة والمعرفة.
يشمل الموسم فعاليات رياضية عالمية، وعروضًا فنية، ومهرجانات ثقافية، إلى جانب أنشطة ترفيهية تستهدف العائلات والشباب والمهتمين بتاريخ المملكة.
وتسهم هذه البرامج في تعزيز مكانة الدرعية ضمن المشهد العالمي، خصوصًا بعد إدراج حي الطريف في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
المشهد العمراني.. تكامل بين التراث والتطوير
يُعد تصميم حي المريّح أحد أهم عناصر الجذب في الفعالية.
فالحي يعكس هوية عمرانية فريدة تعتمد على الطين والخشب والحجر، مع خطوط تصميم حديثة تحافظ على طابع المكان الأصلي.
ويعكس ذلك نموذجًا للعمارة السعودية الجديدة التي تعتمد على إحياء المواد التقليدية ضمن إطار معماري حديث، ما يثبت إمكانية دمج الأصالة بالابتكار دون فقدان الهوية.

الدرعية في سياق رؤية 2030
تعتبر الدرعية محورًا رئيسيًا في مسار تطوير السياحة ضمن رؤية 2030.
فمشاريعها لا تركز فقط على الترفيه، بل تشمل:
• تطوير البنية التحتية
• تعزيز الاقتصاد المحلي
• دعم الصناعات الإبداعية
• توفير فرص عمل للشباب
• تنشيط القطاع الثقافي
• رفع جودة الحياة للسكان
وتأتي فعاليات مثل “ليالي الدرعية” كوسيلة لتعزيز هذه الجهود، من خلال استقطاب زوار من داخل المملكة وخارجها، وتقديم تجربة عالمية بمعايير محلية.
أثر اقتصادي مباشر
تجذب الفعالية آلاف الزوار يوميًا، ما يسهم في رفع حركة الإنفاق ضمن قطاعات:
• الضيافة
• المطاعم
• المقاهي
• التجزئة
• النقل
• الحرف اليدوية
• الفعاليات الثقافية
وهذا التنوع يجعل الفعالية مصدرًا لتحريك الاقتصاد المحلي، وتعزيز فرص رواد الأعمال السعوديين في قطاعي الثقافة والضيافة.
الشباب في قلب التجربة
يلعب الشباب دورًا محوريًا في تشغيل الفعالية، سواء في:
• إدارة الحشود
• الإرشاد السياحي
• الضيافة
• العروض الفنية
• الخدمات اللوجستية
• إنتاج المحتوى
• التسويق
• إدارة التجارب الثقافية
ويعكس ذلك طبيعة الجيل الجديد الذي أصبح جزءًا رئيسيًا من صناعة الثقافة والترفيه في المملكة.
بُعد ثقافي يتجاوز الترفيه
ما يميز “ليالي الدرعية” أنها لا تُقدّم الترفيه بمعناه التقليدي، بل تقدم تجارب معرفية وثقافية تتيح للزائر:
• فهم تاريخ الدولة السعودية الأولى
• التعرف على التراث النجدي
• اكتشاف العمارة التقليدية
• التعرف على فنون الحياة اليومية القديمة
• مشاهدة الحرف اليدوية بشكل حي
• التعرف على الممارسات الاجتماعية التي شكّلت هوية المكان
هذه التجارب تُقدّم بطرق مبتكرة، مثل العروض التفاعلية والورش المصغرة والمحطات التعليمية، لتصبح الفعالية بمثابة متحف حيّ مفتوح أمام الجميع.
دور هيئة تطوير بوابة الدرعية
تعمل الهيئة على تطوير مشروع يُعتبر من الأكبر عالميًا في مجال التراث العمراني، من خلال:
• الحفاظ على الهوية النجدية
• تطوير البنية التحتية السياحية
• دعم الفعاليات الثقافية
• تنمية الاقتصاد المحلي
• الاستثمار في الفنون الإبداعية
• توفير تجارب غنية للزوار
• تعزيز مكانة الدرعية على المستوى الدولي
وتعد “ليالي الدرعية” أحد أبرز المشاريع التي تسهم في إبراز هذا العمل ضمن نطاق تفاعلي حيّ.
إقبال الزوار.. مؤشرات على نجاح التجربة
تشهد الفعالية حضورًا مكثفًا خلال الإجازة المدرسية، وسط إشادة واسعة من الأسر والسياح.
ويصف كثيرون تجربتهم بأنها مزيج بين المعرفة والمتعة، وبين التراث الحي والإبداع المعاصر.
اختيار حي المريّح، بالقرب من جبل حراء التاريخي، مكّن الزوار من اكتشاف علاقة المكان بشبكة واسعة من أحداث الماضي التي أسهمت في تشكيل الهوية السعودية.
بين الماضي والحاضر.. علاقة مستمرة
تجربة “ليالي الدرعية” ليست مجرد حدث لموسم واحد، بل جزء من مسار طويل يعيد تعريف العلاقة بين المجتمع وتراثه.
فالمكان يذكّر بالقيم المشتركة، ويقدّم صورة متجددة لمجتمع يعتز بجذوره ويستثمرها لبناء مستقبل متطور.
ما الذي يميز فعالية “ليالي الدرعية” هذا العام؟
الفعالية تقدم مزيجًا متوازنًا بين التراث النجدي والتجارب الحديثة، مع عروض حية وتجارب تفاعلية في بيئة تراثية.
هل الفعالية مناسبة للعائلات؟
نعم، وتتضمن مناطق مخصصة للأطفال، وتجارب تعليمية، وأجنحة ثقافية وترفيهية متنوعة.
هل يحتاج الزائر لحجز مسبق؟
تعتمد بعض التجارب على حجوزات مسبقة عبر منصات موسم الدرعية، بينما يمكن زيارة مناطق أخرى مباشرة.
كيف تسهم الفعالية في رؤية 2030؟
تعزز اقتصاد السياحة، وتدعم الحرف المحلية، وتبرز التراث السعودي عالميًا، وتوفر فرص عمل للشباب.
اقرأ أيضًا: 42 مليون خدمة في شهر واحد.. “أبشر” تعيد رسم مشهد التحول الرقمي في السعودية
