الترند العربي – متابعات

في خطوة تؤكد تفوق المملكة في مسار التحول الرقمي، كشفت منصة وزارة الداخلية الإلكترونية “أبشر” عن تنفيذ أكثر من 42 مليون عملية خلال أكتوبر 2025 وحده، في مؤشر واضح على التطور المتسارع الذي تشهده الخدمات الحكومية الرقمية، وقدرتها على تلبية احتياجات ملايين المستفيدين بكفاءة وسرعة وأمان.

ما يميز هذه الأرقام أنها ليست مجرد إحصاءات، بل صورة حقيقية لواقع رقمي يتشكل على مستوى الحياة اليومية للمواطن والمقيم والزائر، ويجعل المملكة واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال الخدمات الإلكترونية الشاملة.

منصة تبني مستقبل إدارة الخدمات الحكومية

أصبحت منصة “أبشر” اليوم بوابة رئيسية للتعاملات الحكومية، وواجهة موحدة تجمع خدمات عشرات القطاعات في نظام مترابط يسهّل الوصول ويزيد سرعة الإنجاز. ومع تجاوز عدد العمليات الإلكترونية 42,334,007 عملية خلال أكتوبر 2025، يتأكد أن المنظومة الرقمية ليست مجرد خيار، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في البنية الإدارية الحديثة للدولة.

ويعكس هذا الرقم حجم الاعتماد المتزايد على الحلول الرقمية في مجالات الأمن العام، المرور، الجوازات، الأحوال المدنية، والخدمات العامة، وهو اعتماد يشير إلى ثقة مرتفعة من الأفراد والشركات في جودة وكفاءة النظام الرقمي الذي طورته وزارة الداخلية.

أبشر أفراد.. العمود الرقمي الأكبر

سجلت منصة “أبشر أفراد” وحدها 39,771,834 عملية خلال شهر واحد، وهو رقم يعادل حجم تعاملات دول كاملة، ويعكس مدى انتشار الخدمة واعتماد المواطنين عليها في كل ما يخص الوثائق الرسمية.

جزء كبير من هذا الرقم يرتبط بالمحفظة الرقمية، التي تُمكّن المستفيدين من استعراض وثائقهم إلكترونيًا دون الحاجة لحمل النسخ الورقية. وقد بلغ عدد عمليات استعراض الوثائق الإلكترونية خلال أكتوبر 33,470,372 عملية، ما يعكس تحوّلًا ثقافيًا كبيرًا نحو الاستغناء عن الأوراق الرسمية التقليدية.

هذه المحفظة أصبحت بديلًا رقميًا شاملًا للهوية، رخصة القيادة، رخصة المركبة، إقامات المقيمين، وبطاقات الأحوال، وهي تُعد اليوم أحد أعمدة الهوية الرقمية الموحدة في المملكة.

أبشر أعمال.. خدمات الشركات في واجهة التطوير

سجلت منصة “أبشر أعمال” 2,562,173 عملية، مما يعكس حرص قطاع الأعمال على الاستفادة من الحلول الرقمية لتسريع المعاملات وتخفيف الأعباء الإدارية.

وتستخدم آلاف الشركات والمؤسسات المنصة يوميًا لإنجاز خدمات العمالة، التفاويض، إصدار وتجديد الإقامات، خدمات المرور، وتتبع المعاملات بشكل لحظي، ما يقلل الوقت المستغرق في المراجعة الورقية التقليدية.

اعتماد الشركات على المنصة يعكس أيضًا نضج البيئة الرقمية التي تسعى لتسريع الحركة الاقتصادية عبر توفير خدمات مرنة وأقل تكلفة وأكثر دقة.

الأمن العام في الصدارة.. أرقام تكشف حجم الاعتماد

خدمات الأمن العام حققت وحدها 3,601,104 عمليات خلال شهر أكتوبر. وكانت الإدارة العامة للمرور مسؤولة عن النسبة الأكبر، بتنفيذ 3,490,479 عملية، مما يعكس حجم الطلب على الخدمات المرورية الرقمية التي تشمل:
• تجديد الرخص
• الاستعلام عن المخالفات
• نقل الملكية
• تفويض المركبات
• إصدار اللوحات
• وإتمام خدمات البيع والشراء الإلكترونية دون حضور فعلي

ويبرهن هذا الرقم على مدى فعالية الربط التقني الذي سمح بتحويل واحدة من أكثر الخدمات الحكومية ازدحامًا إلى تجربة رقمية سهلة وسريعة.

الجوازات.. خدمات تسابق الزمن

نفّذت المديرية العامة للجوازات 1,978,392 عملية خلال شهر أكتوبر، وهو رقم كبير يعكس كثافة التعامل مع خدمات السفر، الإقامات، تصاريح الدخول والخروج، وتجديد الوثائق.

وتأتي هذه الخدمات ضمن منظومة شاملة تستهدف تقليل وقت الانتظار وتسهيل حركة المسافرين والمقيمين عبر حلول رقمية ترتبط بأنظمة حكومية أخرى مثل وزارة الخارجية، وزارة العمل، ومنصات السفر الدولية.

الأحوال المدنية.. خدمات دقيقة تُنجز إلكترونيًا

سجلت وكالة الأحوال المدنية 587,795 عملية، تشمل:
• إصدار وتجديد الهوية الوطنية
• تسجيل المواليد
• إصدار سجل الأسرة
• شهادات الوفاة
• تصحيح البيانات

وتأتي هذه الأرقام نتيجة للتطوير المستمر في خدمات الهوية الرقمية، التي أصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من أي معاملة حكومية أو خاصة تقريبًا.

تقارير أبشر.. منظومة توثيق رقمية

أحد التطورات المهمة في “أبشر أفراد” هو خدمة “تقارير أبشر” التي تتيح للمستفيد استخراج تقارير حكومية رسمية بضغطة زر.

شهد شهر أكتوبر إصدار 113,290 تقريرًا رقميًا، تشمل:
• تقرير السجل المدني
• تقرير المركبات
• تقرير العمالة المنزلية
• تقرير المخالفات
• تقرير الجوازات

هذه التقارير ذات موثوقية رسمية، مما يتيح استخدامها مباشرة لدى الجهات الحكومية والخاصة دون الحاجة لحضور فعلي.

الهوية الرقمية.. قاعدة جديدة لحياة بلا أوراق

أعلنت وزارة الداخلية أن عدد الهويات الرقمية الموحّدة عبر “أبشر” تجاوز 28 مليون هوية، وهي خطوة تعني أن نسبة ضخمة من سكان المملكة باتوا يعتمدون على هويات رقمية بديلة للنسخ الورقية.

هذه الهوية تُستخدم اليوم في:
• المستشفيات
• المطارات
• الفنادق
• البنوك
• الجهات الحكومية
• المدارس
• المنصات الإلكترونية
• والبوابات الخدمية

كما ترتبط الهوية الرقمية ببوابة النفاذ الوطني “نفاذ” التي تتيح دخولًا موحدًا لأكثر من 500 جهة حكومية وخاصة، ما يجعلها أكبر نظام هوية رقمية على مستوى الشرق الأوسط.

نفاذ.. بوابة توحّد الخدمات تحت هوية واحدة

من خلال ارتباط “أبشر” بالنفاذ الوطني، أصبح بإمكان المواطنين والمقيمين الوصول إلى مئات الجهات دون الحاجة لإنشاء حسابات جديدة أو تكرار البيانات.
هذا الربط أدى إلى:
• تقليل الاحتيال
• تسريع الوصول للخدمات
• رفع جودة التحقق الأمني
• تعزيز التكامل بين الأجهزة الحكومية

وتمثل هذه البوابة أحد الأعمدة التقنية في رؤية السعودية 2030 التي تستهدف بناء حكومة رقمية مترابطة وفعّالة.

منصات رقمية تدير ملايين العمليات دون تدخل بشري

الخدمات الرقمية التي تُقدّم عبر “أبشر” تعتمد على أنظمة ذكية قادرة على إدارة ملايين الطلبات بشكل تلقائي، مع التحقق من هوية المستخدم والمتطلبات النظامية دون مراجعة بشرية في أغلب الحالات.

ويظهر أثر ذلك في:
• خفض التكاليف التشغيلية
• تقليل الأخطاء الورقية
• رفع جودة الخدمة
• تقليل وقت إنجاز المعاملة
• إتاحة الخدمة على مدار الساعة

ومع توسّع المنصة، تزداد قدرة وزارة الداخلية على استيعاب الطلب المتزايد دون الحاجة لتوسعات ضخمة في المنشآت التقليدية.

الخدمات البريدية.. تكامل تقني يختصر المشوار

تم تسجيل 456 طلبًا لتوصيل الوثائق بالبريد خلال أكتوبر عبر “أبشر”، وهي خدمة تمنح المستفيد إمكانية استلام وثائقه الرسمية دون زيارة أي مكتب حكومي.

ويمثل هذا التكامل بين المنصة والبريد السعودي خطوة إضافية في مسار التحول الرقمي الذي يعتمد على وصول المستندات إلى المنزل بدلًا من الازدحام في الفروع.

أبشر كمنصة وطنية شاملة.. ماذا تعني هذه الأرقام؟

هذه الأرقام الضخمة تعكس مسارًا استراتيجيًا واضحًا:
• لم تعد الخدمات الإلكترونية خيارًا، بل أصبحت النظام الأساسي للخدمات الحكومية
• بات المواطن والمقيم يتعاملان مع الدولة رقميًا أكثر من حضورهما فعليًا
• تعكس الأرقام كفاءة تقنية هائلة تسمح بتنفيذ عمليات بحجم 42 مليون معاملة في 30 يومًا
• المنصة أصبحت واجهة موحدة للدولة في تعاملاتها الرقمية

والأهم أن هذا التطور يترجم توجه المملكة نحو بناء اقتصاد رقمي يعتمد على البيانات والتشغيل الآلي والخدمات المترابطة.

كيف تعزز هذه الأرقام جودة الحياة؟

يستفيد المجتمع من “أبشر” بشكل مباشر عبر:
• توفير الوقت
• تسهيل الإجراءات
• تقليل الأخطاء
• تقليل التنقل
• دعم الفئات غير القادرة على الحضور
• تطوير مستوى الأمان الرقمي
• ضمان دقة البيانات

كل ذلك يعني أن المواطن أصبح قادرًا على تنفيذ إجراءات كانت تستغرق أيامًا، خلال ثوانٍ معدودة.

نقلة نوعية في العلاقة بين المواطن والجهات الحكومية

مع “أبشر”، لم يعد المواطن بحاجة لزيارة عدة جهات من أجل معاملة واحدة، ولم تعد الشركات مضطرة لإرسال مندوبيها لساعات طويلة لإنهاء إجراءات بسيطة.

تحولت المؤسسات الحكومية إلى بيئة أكثر تنظيمًا ومرونة، وأصبحت التكنولوجيا الجسر الذي يربط الجميع.

مؤشرات عالمية تدعم التجربة السعودية

تنسجم هذه الأرقام مع تقارير دولية عديدة صنّفت المملكة بين الدول الأسرع نموًا في الخدمات الرقمية.
ويُنظر إلى “أبشر” اليوم كإحدى أبرز المنصات الحكومية عالمياً من حيث حجم العمليات اليومية وعدد المستخدمين وعمق التكامل بين الجهات.

أبشر كمنظومة مستقبلية.. ليس مجرد منصة

التوجه المستقبلي يشمل:
• تحسين تجربة المستخدم
• توسيع الربط مع جهات جديدة
• تطوير خدمات الأعمال
• دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي
• تعزيز الأمن السيبراني
• إضافة خدمات تعتمد على تحليل البيانات
• دعم خدمات السفر والهوية الرقمية بشكل أوسع

وهو ما يجعل “أبشر” حجر أساس في التحول الرقمي السعودي خلال السنوات القادمة.

ما سبب ارتفاع عدد العمليات في “أبشر أفراد” مقارنة بـ”أبشر أعمال”؟
لأن المواطنين والمقيمين يعتمدون على المنصة لإنجاز غالبية المعاملات اليومية الشخصية.

هل يمكن استخدام الهوية الرقمية في السفر؟
يتم استخدامها داخل المملكة، أما السفر فيتطلب الهوية الأصلية أو جواز السفر حسب الوجهة.

هل الاعتماد الكبير على الخدمات الرقمية يقلل الحاجة للفروع؟
نعم تدريجيًا، حيث تُسهم التقنية في تقليل الازدحام وتحسين الكفاءة التشغيلية.

هل يمكن للشركات تقديم كل خدماتها عبر “أبشر أعمال”؟
تتوفر معظم الخدمات، ويتم توسيع القائمة بشكل مستمر لتشمل كل احتياجات قطاع الأعمال.

اقرأ أيضًا: إنقاذ يحاكي سباق الزمن.. تدخل طبي فائق السرعة يعيد الحياة لسيدة بالعلا