اقتصادمنوعات

السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

الترند العربي – متابعات

في مشهد يعيد رسم موازين القوى في عالم الذكاء الاصطناعي، شهد منتدى الاستثمار السعودي-الأمريكي إعلان حزمة من المشروعات الحوسبية العملاقة، جاءت حصيلة تعاون غير مسبوق بين المملكة العربية السعودية ورموز التكنولوجيا العالمية، وعلى رأسهم إيلون ماسك وجينسن هووانغ. الجلسة التي ترأسها معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، تحولت من مجرد حوار تقني إلى منصة لإطلاق رؤية جديدة تقود المملكة نحو موقعها كلاعب محوري في الاقتصاد الرقمي العالمي.

هذا التحول لم يكن مجرد توقيع اتفاقيات أو كشف مشروعات، بل خطوة استراتيجية تعكس دخول المملكة مرحلة جديدة من التصنيع الرقمي، والحوسبة العملاقة، وتأسيس منظومات وطنية لبناء نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة يمكن نشرها على نطاق مجتمعي وصناعي.

السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي
السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

ماذا جرى في الجلسة؟ رؤية تتجاوز الاستثمار إلى صناعة القوة التقنية

شهدت الجلسة مشاركة مؤسسي أعظم منصات الذكاء الاصطناعي في العالم، يتقدمهم إيلون ماسك مؤسس “XAI”، وجينسن هووانغ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA، الشركة التي تُعد العمود الفقري لمعظم العتاد الحوسبي في العالم.

ترأس الجلسة معالي الوزير عبدالله السواحه، الذي قدّم رؤية وطنية ترتكز على التوسع في البنية التحتية للحوسبة العملاقة، ودعم مشروعات الابتكار القائمة على اكتشاف المواد الجديدة، والحلول الذكية لعلاج الأمراض الوراثية عبر تقنيات النانو والذكاء الاصطناعي.

هذه الجلسة لم تكن استعراضًا للمشروعات بقدر ما كانت خارطة طريق لتأسيس اقتصاد رقمي سعودي مستقل تقنيًا ومنتج للحلول وليس مستهلكًا لها.

السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي
السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

مشروع الحوسبة العملاق.. قدرة 500 ميغاواط تعيد رسم خريطة مراكز البيانات

أبرز إعلان خلال الجلسة كان الكشف عن مشروع حوسبة عملاق بقدرة 500 ميغاواط، وهو رقم يضع المملكة في صدارة الدول التي تمتلك قدرات تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي، خصوصًا مع التوجه لدمجه مع مسرّعات NVIDIA وبنية سحابية تشغيلية مرتبطة بـ AWS.

هذه القدرة ليست مجرد استضافة بيانات، بل قوة معالجة تسمح بتدريب نماذج لغوية وصوتية وصناعية وطبية قادرة على المنافسة العالمية.

السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي
السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

نشر نماذج Grok على نطاق وطني.. الذكاء الاصطناعي يدخل حياة المواطنين

كشف ماسك عن خطة لنشر نماذج Grok التابعة لشركة XAI داخل المملكة، ما يعني انتقال الذكاء الاصطناعي من مرحلة التطبيقات التجريبية إلى مستوى الخدمات اليومية في التعليم والصحة والنقل والخدمات الحكومية.

بعبارة أخرى، تتحول المملكة إلى مختبر كبير لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي موجهة للشرق الأوسط والعالم العربي، ومبنية على اللغة والسياق المحلي.

السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي
السعودية تطلق عصر الحوسبة الفائقة.. شراكات عملاقة مع ماسك وNVIDIA تعيد تشكيل الاقتصاد الرقمي العالمي

NVIDIA: السعودية مركز جديد للحوسبة الفائقة والصناعة الرقمية

أكد جينسن هووانغ أن المملكة تتحول إلى قطب رئيسي للحوسبة الفائقة عالميًا، مشيرًا إلى أن NVIDIA تعمل على بناء منظومات رقمية وصناعية عبر منصتها Omniverse، التي تُستخدم لإنشاء توائم رقمية للمصانع وسلاسل الإمداد.

هذا يعني أن الصناعة السعودية في المستقبل قد تعتمد على مصانع افتراضية تُبنى رقميًا قبل تنفيذها على أرض الواقع.

اقتصاد الوظائف الاختيارية.. رؤية ماسك لمستقبل سوق العمل

أشار ماسك إلى أن التطور التقني قد يجعل الكثير من الوظائف اختيارية، مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات المعقدة وإدارة العمليات التشغيلية دون تدخل بشري.

هذا لا يعني نهاية الوظائف، بل انتقال الإنسان إلى أدوار ذات قيمة أعلى، مع تغيّر تعريف العمل من أداء المهام إلى الإبداع والإشراف وتطوير النماذج.

ابتكارات سعودية في الطب والعلوم.. الروبوتات النانوية تدخل مضمار العلاج

خلال الجلسة، قدّم وزير الاتصالات نماذج من الابتكار السعودي، أبرزها:
روبوتات نانوية لعلاج الأمراض الوراثية
منصات لاكتشاف مواد جديدة بالذكاء الاصطناعي
مشاريع بحثية تستهدف تحسين جودة الحياة عبر الطب التنبؤي
تطوير منصات محاكاة علمية لاستخدامها في الأبحاث

هذه المشاريع تؤكد أن الاستثمار في الحوسبة ليس اقتصاديًا فقط، بل يدخل عمق العلوم الحيوية والبحث الطبي.

التحول من المستخدم إلى المنتج.. المملكة كمركز تصدير تقني

الهدف الأكبر خلف هذه الشراكات ليس استيراد التكنولوجيا، بل إنتاجها وتصديرها عالميًا.
وذلك من خلال:
تدريب نماذج ذكاء اصطناعي محلية
تشغيل مراكز بيانات ضخمة بطاقة متجددة
بناء مصانع رقمية قائمة على المحاكاة
توسيع نطاق الأمن السيبراني المرتبط بالحوسبة الفائقة

هذا التوجه يضع المملكة ضمن قائمة الدول التي تقود سباق الذكاء الاصطناعي وليس التي تلاحقه.

دور الطاقة في الحوسبة العملاقة.. السعودية تمتلك مفتاح اللعبة

قدرة تشغيل الحوسبة الفائقة تحتاج طاقة هائلة، وهنا تمتلك المملكة ميزة استراتيجية بفضل:
الطاقة الشمسية الممتدة في المناطق الصحراوية
مشاريع الهيدروجين الأخضر
شبكات الجيل الجديد من الطاقة المتجددة

مما يجعل بناء مراكز بيانات عملاقة داخل المملكة أكثر كفاءة وأقل تكلفة مقارنة بدول الغرب.

البعد الجيوسياسي.. لماذا تتحرك الشركات الأمريكية نحو الرياض؟

انتقال حوسبة الذكاء الاصطناعي إلى الخليج ليس صدفة، بل بسبب عوامل جيوسياسية أهمها:
الموقع الجغرافي الرابط بين آسيا وأوروبا
الاستقرار السياسي الطويل
الدعم الحكومي للتقنيات المتقدمة
وفرة الطاقة الرخيصة
توسع الاستثمارات الخارجية تحت رؤية المملكة 2030

هذا يجعل المملكة منصة استراتيجية لتوزيع البيانات عالميًا.

ابتكار للمستقبل.. ليس مشاريع آنية

إجمالًا، لا تمثل هذه الشراكات مشاريع هندسية فقط، بل تأسيسًا لدولة قادرة على:
بناء نماذج ذكاء اصطناعي مستقلة
تشغيل مصانع ذاتية القيادة
تطوير علاجات طبية قائمة على البيانات
امتلاك بنية رقمية سيادية

وهو ما سيؤثر على التعليم، والصحة، والاقتصاد، والاستثمار، والصناعة، والنقل.

ما المشروع الأكبر الذي تم الإعلان عنه؟
إطلاق مشروع حوسبة عملاق بقدرة 500 ميغاواط بالشراكة مع NVIDIA وAWS.

ما دور المملكة في النمو القادم للذكاء الاصطناعي؟
التحول إلى مركز عالمي للحوسبة الفائقة وتطوير نماذج تشغيلية قابلة للتصدير.

هل سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟
نعم، لكنه سيحوّل الوظائف إلى أدوار إبداعية وإشرافية مع تقليل المهام الروتينية.

ما أبرز التقنيات السعودية المقدمة خلال الجلسة؟
روبوتات نانوية علاجية، واكتشاف مواد جديدة بالذكاء الاصطناعي، ومختبرات بحث رقمية.

لماذا تستهدف الشركات العالمية السعودية؟
لأن المملكة تمتلك طاقة رخيصة، موقعًا عالميًا محوريًا، واستراتيجية تحول رقمي واسعة.

اقرأ أيضًا: هل تهدد “نتفليكس” القيم الأسرية؟.. “إيلون ماسك” يثير الجدل عالميًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى