اقتصاد

أسواق الذهب في الرياض بين صعود الأسعار وتحوّل الاهتمام نحو الاستثمار في السبائك

الترند العربي – متابعات

تعيش أسواق الذهب في العاصمة السعودية الرياض حالة من التفاوت في الإقبال بين شراء المجوهرات التقليدية واقتناء السبائك الاستثمارية، في ظل ارتفاع الأسعار العالمية وتراجع القدرة الشرائية. ورغم انخفاض نسب الشراء، إلا أن السبائك الذهبية لا تزال تحافظ على جاذبيتها بين المستثمرين والأثرياء الذين يرون فيها ملاذًا آمنًا يحمي رؤوس الأموال من التقلبات الاقتصادية.

تشير تقديرات المتعاملين إلى أن الرياض تستحوذ على النسبة الأكبر من مبيعات الذهب في المملكة، بحجم مبيعات سنوي يتراوح بين 8 إلى 10 مليارات ريال، ما يجعلها المركز الأهم في تجارة المعدن النفيس. ومع تزايد الوعي الاستثماري، تغيّر سلوك المستهلكين تدريجيًا، حيث باتت المتاجر المتخصصة في بيع السبائك تسجل نسب إقبال متزايدة مقارنة بمحال المجوهرات والحلي.

السبائك تتصدر المشهد
بحسب المستثمر في مجال الذهب “علي الشقحاء”، فإن ارتفاع الأسعار العالمية دفع بعض التجار إلى التريث في الشراء خشية تقلبات السوق، لكنه يؤكد أن الحركة في السوق لا تزال قائمة، خصوصًا في المواسم والمناسبات. ويُقدّر حجم واردات الذهب إلى السعودية خلال العام الجاري بنحو 55 إلى 60 طنًا، مقارنة بـ58 طنًا في العام الماضي، مع تباين طفيف مرتبط بتغيّرات العرض والطلب.

ويضيف الشقحاء أن أبرز الدول التي تستورد منها المملكة الذهب الخام والمصنّع هي “سويسرا”، و”الإمارات”، و”تركيا”، و”إيطاليا”، إضافة إلى بعض المصانع الوطنية التي تقوم بإعادة صقل الذهب محليًا، مشيرًا إلى أن السوق المحلي يتمتع باستقرار عام رغم ميله الطفيف نحو التباطؤ، خصوصًا في القطع الكبيرة والاستثمارية.

المجوهرات تتراجع.. والفضة تصعد
من جانبه، أوضح “عبدالرحمن الشقحاء”، رئيس لجنة المجوهرات في غرفة الرياض، أن المبيعات تراجعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، بينما ما تزال السبائك الذهبية تحتفظ بإقبال نسبي من المستثمرين.

أما “عبدالله اليافعي”، أحد باعة الذهب، فأشار إلى أن الإقبال بات يميل إلى السبائك بنسبة كبيرة، موضحًا أن الذهب من عيار 21 يشكل نحو 60% من حجم الطلب، مقابل 40% لعيار 18، مع زيادة ملحوظة في شراء الفضة كخيار بديل للأفراد الباحثين عن الزينة بأسعار أقل.

الذهب بين الاستثمار والمجوهرات
ويرى خبراء السوق أن تفضيل السبائك على المشغولات يعود إلى سهولة تسييلها واحتفاظها بالقيمة، خصوصًا في ظل تراجع العملات العالمية وارتفاع معدلات التضخم، حيث بات المستهلك السعودي أكثر وعيًا بالخيارات الاستثمارية وأقل ميلًا للشراء العاطفي للمجوهرات.

ورغم التقلبات، تبقى سوق الذهب السعودية من الأقوى في المنطقة، بفضل الثقة الشرائية والاستقرار المالي، ما يجعلها وجهة رئيسية للمستثمرين المحليين والدوليين الباحثين عن الأمان في زمن التذبذبات الاقتصادية.

ما سبب تراجع الإقبال على شراء المجوهرات في الرياض؟
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالميًا وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين أدى إلى انخفاض الطلب على المشغولات التقليدية.

لماذا تزايد الإقبال على السبائك الذهبية؟
لأنها تُعد وسيلة استثمارية آمنة تحتفظ بالقيمة وتُباع بسهولة دون خسائر كبيرة مقارنة بالمجوهرات التي تشمل كلفة تصنيع عالية.

ما حجم مبيعات الذهب السنوية في الرياض؟
تُقدّر بين 8 إلى 10 مليارات ريال سنويًا، وهو ما يجعل العاصمة السعودية السوق الأكبر للذهب في المملكة.

ما الدول التي تستورد منها السعودية الذهب؟
تشمل أبرز الدول “سويسرا”، و”الإمارات”، و”تركيا”، و”إيطاليا”، إضافة إلى المصانع الوطنية التي تقوم بإعادة صقل الذهب محليًا.

هل تأثر الطلب على الفضة أيضًا؟
على العكس، ارتفع الإقبال على الفضة مؤخرًا باعتبارها خيارًا اقتصاديًا بديلًا للذهب في ظل ارتفاع الأسعار الحالية.

اقرأ أيضًا: السواحه يبحث مع “سيسكو” و”أوراكل” توسيع الاستثمارات التقنية في السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى