منوعات

الإعلامي “سعيد الزهراني” في ذمة الله

الإعلامي “سعيد الزهراني” في ذمة الله

الترند العربي – متابعات

في لحظةٍ من الحزن خيّمت على الوسط الإعلامي السعودي، نعى زملاء المهنة والإعلاميون فجر اليوم الأربعاء الإعلامي سعيد بن عبدالله الزهراني، أحد أبرز وجوه الصحافة المحلية ومدير مكتب صحيفة المدينة في محافظة الطائف، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد مسيرةٍ مهنية امتدت لعقودٍ من العطاء، شكّل خلالها نموذجًا للصحفي المسؤول والإنسان المحب لوطنه ومجتمعه.

سيرة إعلامي خدم الكلمة والإنسان

وُلد سعيد الزهراني في مدينة الطائف ونشأ في بيئةٍ تربوية محافظة كان للعلم والعمل فيها مكانة راسخة. التحق في شبابه بالعمل الصحفي مبكرًا، حيث عرفه زملاؤه بشغفه الكبير بالإعلام وقدرته على بناء علاقات مهنية واسعة داخل المؤسسات الإعلامية والإدارية.
وقد بدأ مشواره من الميدان، متنقلًا بين التغطيات المحلية في مجالات الصحة والتعليم والخدمات، ليصبح لاحقًا واحدًا من الأسماء البارزة في الصحافة السعودية، لا سيما بعد أن تولّى إدارة مكتب صحيفة المدينة في الطائف، حيث قاد فريقًا من الصحفيين الشباب ونجح في تحويل المكتب إلى منصة نشطة ترصد الأحداث اليومية بدقة ومهنية.

الإعلامي "سعيد الزهراني" في ذمة الله
الإعلامي “سعيد الزهراني” في ذمة الله

قيادة إعلامية وإنسانية

لم يكن الراحل مجرد إداري ناجح في مجال الإعلام، بل كان صاحب حضورٍ إنساني متميز. عُرف بتعامله الطيب مع زملائه وباهتمامه بتدريب الأجيال الجديدة من الصحفيين. كان يرى أن الصحافة رسالة قبل أن تكون مهنة، وأن خدمة المجتمع واجب وطني قبل أن تكون خبرًا على صفحات الجرائد.
وفي كل مناسبة إعلامية أو وطنية كان الزهراني حاضرًا بصوته الهادئ وتحليله المتزن، مشاركًا في الندوات واللقاءات التي تبحث في تطوير الصحافة المحلية. وكان من أوائل الداعين إلى الاستفادة من التحول الرقمي في الإعلام، مؤمنًا بأن المستقبل للكلمة المسؤولة الموثقة لا للشائعات والمنصات العابرة.

الإعلامي "سعيد الزهراني" في ذمة الله
الإعلامي “سعيد الزهراني” في ذمة الله

تجربة في إدارة الطوارئ والأزمات

بعيدًا عن الصحافة، خاض سعيد الزهراني تجربةً مهنية ناجحة في صحة الطائف، حيث شغل منصب مدير إدارة الطوارئ والأزمات، وهو موقع دقيق يتطلب الانضباط والجاهزية العالية.
خلال فترة عمله، أدار العديد من المواقف الميدانية الحرجة التي واجهت القطاع الصحي، وشارك في التخطيط والتنسيق للاستجابات السريعة للحوادث والأزمات الصحية، ما أكسبه احترام زملائه في المجال الطبي والإداري.
كان يربط بين الإعلام والعمل الإنساني بوعيٍ كبير، مؤمنًا بأن الكلمة قادرة على إنقاذ حياة إنسان إذا استُخدمت بمسؤولية.

وداع يليق برجل المواقف

أُعلن نبأ وفاته صباح اليوم الأربعاء، وعمّ الحزن أوساط الصحفيين في مختلف مناطق المملكة، حيث تفاعل المئات من زملائه ومحبيه مع الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسيصلى عليه عصر اليوم في جامع العباس بالطائف، فيما سيُوارى جثمانه الثرى في مقابر المدينة، بحضور عدد من الشخصيات الإعلامية والأصدقاء الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقد قامةٍ صحفية وإنسانية نادرة.

وكتب أحد زملائه:

“فقدنا اليوم قامةً إعلامية راقية، عمل بصمت وأخلص لوطنه ومهنته. رحم الله أبا عبدالله، وجزاه عن الإعلام السعودي خير الجزاء.”

بينما غرّد آخر قائلًا:

“رحيل سعيد الزهراني ليس فقدًا لصحفي، بل لمدرسة في الأخلاق والمهنية. كان حريصًا على أن يكون الخبر أداة بناء لا وسيلة صراع.”

مسيرة مهنية مشرفة

امتدت مسيرة الزهراني المهنية لما يزيد على ثلاثة عقود، عمل خلالها في تغطية أبرز الأحداث المحلية في منطقة مكة المكرمة والطائف على وجه الخصوص.
وقد عُرف عنه الالتزام والانضباط في العمل، وحرصه الدائم على تحرّي الدقة في المعلومة قبل نشرها، ما أكسبه ثقة القراء والمصادر على حد سواء.
كان يحمل همّ الإعلام التنموي الذي يسلّط الضوء على القضايا الخدمية والاجتماعية بروحٍ بنّاءة، واضعًا نصب عينيه مصلحة المواطن أولًا.

الإعلامي "سعيد الزهراني" في ذمة الله
الإعلامي “سعيد الزهراني” في ذمة الله

شهادات زملائه ومحبيه

انهالت كلمات النعي والعزاء من زملائه في الصحافة والإعلاميين الذين عملوا معه عن قرب. فقد وصفه الإعلامي فهد العتيبي بأنه “كان أخًا للجميع قبل أن يكون مديرًا”، مضيفًا أن الزهراني “علّمنا أن المسؤولية لا تعني القسوة، بل تعني أن تكون قريبًا من الناس بإنسانيتك قبل مهنيتك”.
أما أحد زملائه في “المدينة” فقال: “كان أبو عبدالله أول من يحضر إلى المكتب وآخر من يغادره. لا يعرف الملل، ولا يقبل أن يُنشر خبر إلا بعد التأكد من دقته من مصدره الأصلي.”

الطائف تفقد أحد رموزها الإعلاميين

مدينة الطائف التي كانت مسرحًا لأعماله الصحفية والإدارية ودّعت اليوم أحد أبنائها البارزين الذين خدموها بالكلمة والموقف.
فمنذ سنواتٍ طويلة، كان الزهراني يوثّق تاريخ المدينة من خلال مقالاته وتقاريره المصوّرة التي تناولت إنجازاتها ومناسباتها ومشروعاتها التنموية.
وقد عبّر عدد من المسؤولين في المحافظة عن حزنهم لفقده، مؤكدين أنه ترك بصمةً واضحة في العمل الإعلامي المحلي، وأن سيرته المهنية ستظل مصدر إلهام للشباب الطموح.

الجانب الإنساني في شخصيته

بعيدًا عن المهنة، كان سعيد الزهراني معروفًا بتواضعه الجم وحرصه على مساعدة الآخرين. كان يزور المرضى في المستشفيات ويشارك في المبادرات المجتمعية، خاصة تلك التي تهتم بذوي الإعاقة والأيتام.
وكان يؤمن بأن الإعلام لا قيمة له إذا لم يكن في خدمة الإنسان، لذلك سعى دائمًا لأن تكون مشاريعه الصحفية مرتبطة بالعمل التطوعي والمبادرات الإنسانية.
وفي محيطه الاجتماعي، كان صديقًا للجميع، بسيطًا في حديثه، كريمًا في معاملاته، لا يحمل في قلبه ضغينة تجاه أحد.

أثره في الوسط الصحفي

يصفه الصحفيون في الطائف بأنه من الجيل الذي أسس لمرحلة جديدة من المهنية في الصحافة المحلية، فقد كان صارمًا في الالتزام بالمصداقية لكنه في الوقت ذاته مشجعًا وداعمًا للكوادر الشابة.
كان يقول دومًا لطلابه وزملائه:

“الخبر مسؤولية، والكلمة أمانة، ومن لا يقدّر أثر الكلمة لا يستحق حمل القلم.”

وقد أثمر نهجه عن تخرّج عددٍ كبير من الصحفيين الذين يعملون اليوم في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، يعتبرونه الأب الروحي لهم.

الإعلام السعودي يودع أحد فرسانه

لم يكن خبر رحيله حدثًا محليًا فحسب، بل حظي بتفاعلٍ واسع في الوسط الإعلامي على مستوى المملكة، حيث نعاه صحفيون من مختلف المؤسسات، وأعادت حسابات رسمية نشر صوره وكلماته القديمة التي تحث على الإخلاص في العمل وخدمة المجتمع.
وأكدت وزارة الإعلام في بيانٍ نعيها أن الزهراني كان نموذجًا مشرفًا للعاملين في المجال الإعلامي، وأن سيرته المهنية ستظل مضيئة في ذاكرة الصحافة السعودية.

لحظات الرحيل والوداع

تجمّع المئات من محبيه ظهر اليوم في جامع العباس بالطائف لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، وسط أجواء من الحزن والسكينة.
كان المشهد مؤثرًا، فالمكان الذي طالما غطّى أحداثه وكتب عنه، أصبح اليوم يشهد وداعه الأخير.
بكى زملاؤه بصمتٍ وهم يودعونه، فيما ارتفعت الأكف بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وفي محيط المسجد، وقف شبّان من طلاب الإعلام الذين درسوا على يده، رافعين لافتات صغيرة كتب عليها “لن ننساك يا أستاذنا”.

إرث إنساني لا يُنسى

تُجمع كل الشهادات على أن سعيد الزهراني كان نموذجًا للرجل الذي يجمع بين العمل والانتماء والصدق.
لم يكن يسعى للأضواء، بل ترك أعماله تتحدث عنه.
وقد كتب أحد زملائه القدامى:

“في زمنٍ كثر فيه الضجيج، كان سعيد الزهراني يختار الصمت ليقول الحقيقة. خدم مدينته ووطنه بصدقٍ، ورحل تاركًا أثرًا لا يُمحى.”

أسرته تتلقى العزاء

تلقى ذوو الفقيد التعازي من قيادات إعلامية وصحية ومن زملاء المهنة، الذين توافدوا إلى مقر العزاء في الطائف.
وأعربت الأسرة عن شكرها لكل من قدّم واجب العزاء، مؤكدة أن الفقيد كان يعيش لأجل الآخرين قبل نفسه، وأن ذكراه ستظل حاضرة في قلوبهم بما تركه من محبةٍ وسمعةٍ طيبة.

مدرسة في الأخلاق والمهنية

يلخص الإعلاميون سيرته في ثلاث كلمات: صدق، تواضع، التزام.
لم يكن يؤمن بالمجاملات ولا يسعى للمناصب، بل آمن بأن القيادة تُمارس بالفعل لا باللقب.
ولذلك، حين تولّى إدارة مكتب صحيفة المدينة، لم يكن مديرًا بالمعنى التقليدي، بل زميلًا وقائدًا يعمل بينهم، يشاركهم الميدان والجهد والكلمة.

محطات مضيئة في حياته

  • ساهم في تغطية عددٍ من الحملات الوطنية الكبرى في مجالات الصحة والتعليم.
  • شارك في تأسيس مبادرات إعلامية مجتمعية لتكريم المتفوقين ودعم ذوي الشهداء.
  • مثّل الطائف في مؤتمرات إعلامية على مستوى المملكة.
  • نال تقديرًا رسميًا من جهات عدة نظير عمله الإنساني في الأزمات الصحية.
  • كان أحد الأصوات الداعمة لتمكين الشباب في الإعلام.

وداع يختصر حياة

اليوم، حين ودّعته الطائف، لم تودّع فقط إعلاميًا بارزًا، بل إنسانًا ترك في كل من عرفه أثرًا من الطيبة والإخلاص.
ورغم غيابه، ستبقى كلماته التي طالما رددها في الاجتماعات والمناسبات المهنية صدى يذكّر الجميع بمسؤولية الصحفي تجاه الحقيقة والمجتمع.


من هو الإعلامي سعيد الزهراني؟
هو مدير مكتب صحيفة المدينة بالطائف، ومدير إدارة الطوارئ والأزمات بصحة الطائف سابقًا، وأحد رموز الإعلام المحلي في المملكة.

متى توفي؟
فجر الأربعاء 8 أكتوبر 2025 بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة الإعلام والمجتمع.

أين أقيمت صلاة الجنازة؟
أقيمت في جامع العباس بالطائف بعد صلاة العصر، وشيّعه جمع غفير من الإعلاميين والمحبين.

ما أبرز صفاته؟
عُرف بالتواضع، والمهنية العالية، والحرص على نقل الحقيقة بمسؤولية، وكان داعمًا للشباب في المهنة.

ما أثره في الوسط الإعلامي؟
أسس لجيل جديد من الصحفيين الملتزمين بالمصداقية، وكان مثالًا للعطاء والقيادة الهادئة في الميدان الإعلامي والإنساني.


📍 الطائف – 8 أكتوبر 2025
رحل سعيد الزهراني تاركًا خلفه إرثًا من الكلمة الصادقة والموقف الشريف. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الإعلام السعودي كرمزٍ للنزاهة والمهنية، وعنوانٍ لرجلٍ عاش من أجل الحقيقة ومات وهو مخلصٌ لها.

اقرأ أيضًا: وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى