زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب كازاخستان

زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب كازاخستان
الترند العربي – متابعات
ضرب زلزال بلغت قوته 5.9 درجات على مقياس ريختر صباح اليوم الاثنين جنوب كازاخستان، في منطقة تُعد من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في آسيا الوسطى. وأكدت وزارة الطوارئ الكازاخستانية أن الهزة الأرضية وقعت في منطقة جامبيل ومدينة شيمكنت الواقعتين قرب الحدود مع قرغيزستان، في الساعة التاسعة وسبعٍ وعشرين دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي، وشعر بها السكان في عدد من المدن المجاورة بينها ألماتي وطراز.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن مركز الزلزال تم تحديده على بعد نحو 465 كيلومترًا جنوب غرب مدينة ألماتي، داخل الأراضي القرغيزية، وبعمقٍ تقديري بلغ 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، ما جعله من النوع المتوسط العمق الذي يمكن الشعور به لمسافات طويلة نسبيًا دون أن يسبب دمارًا واسعًا.
ولم ترد حتى الآن أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية، فيما أكدت السلطات أن فرق الطوارئ تتابع الأوضاع ميدانيًا للتأكد من سلامة البنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية القريبة من مركز الهزة.

مناطق شعرت بالهزة
أفاد شهود عيان من مدينتي شيمكنت وجامبيل أن الزلزال استمر لبضع ثوانٍ فقط، لكنه كان قويًا بما يكفي لإحداث اهتزاز واضح في المباني وتحريك الأثاث المنزلي. كما شعر السكان بالهزة في مناطق أخرى تمتد حتى شمال قرغيزستان وجنوب أوزبكستان، في حين أبلغ بعض السكان في العاصمة الكازاخستانية ألماتي عن اهتزاز طفيف لمبانٍ مرتفعة دون تسجيل أي أضرار.
وسادت حالة من القلق بين المواطنين، خاصة في المناطق الحدودية التي تُعرف بتكرار النشاط الزلزالي نتيجة وقوعها ضمن حزام الهيمالايا الجيولوجي النشط، حيث تلتقي الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، ما يجعل المنطقة عرضة لهزات أرضية متوسطة إلى قوية من حين لآخر.
استجابة السلطات الكازاخستانية
قالت وزارة الطوارئ في بيانها الرسمي إن فرق الدفاع المدني تحركت فورًا إلى المناطق القريبة من مركز الزلزال لإجراء عمليات تفقد ميدانية للمباني والمدارس والمنشآت الحيوية، خصوصًا السدود ومحطات الطاقة والمستشفيات. كما تم تفعيل خطة الطوارئ الوطنية في إقليمي جامبيل وشيمكنت تحسبًا لأي هزات ارتدادية محتملة.
وفي السياق نفسه، طمأن نائب وزير الطوارئ “نورلان سيركباييف” المواطنين قائلاً:
“لم تُسجل أي إصابات أو خسائر حتى الآن، والوضع تحت السيطرة. فرقنا الميدانية تواصل فحص المناطق المتضررة للتأكد من سلامة المباني العامة والخاصة.”
وأضاف المسؤول أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع مركز الأبحاث الزلزالية الوطني لمتابعة النشاط التكتوني خلال الساعات المقبلة، تحسبًا لأي تغيرات قد تستدعي اتخاذ تدابير إضافية.

خلفية جيولوجية عن المنطقة
تُعد جنوب كازاخستان من المناطق التي تقع على حافة الحزام الزلزالي الممتد عبر آسيا الوسطى، الذي يبدأ من جبال الهيمالايا مرورًا بطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان وصولًا إلى شرق كازاخستان.
ويُذكر أن هذه المنطقة شهدت سابقًا عدة زلازل قوية كان أبرزها زلزال ألماتي عام 1911 الذي بلغت قوته 7.7 درجات وأدى إلى خسائر بشرية كبيرة في حينها، بالإضافة إلى زلزال طراز عام 2003 الذي خلّف أضرارًا محدودة في البنية التحتية.
الخبراء يؤكدون أن كازاخستان تبذل جهودًا كبيرة لتعزيز قدرتها على التعامل مع المخاطر الزلزالية، من خلال تحديث معايير البناء في المدن الكبرى، وإنشاء شبكة مراقبة زلزالية متطورة تضم أكثر من 60 محطة رصد موزعة على مختلف الأقاليم.
السكان بين الخوف والهدوء الحذر
في تصريحات إعلامية محلية، عبّر عدد من سكان مدينة شيمكنت عن شعورهم بالقلق لحظة وقوع الزلزال، حيث قال أحدهم:
“شعرنا بالهزة بشكل واضح، تحركت النوافذ والأبواب، لكن الحمد لله لم يحدث أي انهيار.”
فيما أكد آخر أن السلطات المحلية تصرفت بسرعة من خلال إرسال فرق إنقاذ إلى بعض الأحياء لفحص الأبنية القديمة والمنازل الريفية التي قد تتأثر بأي تصدع خفيف.
ورغم حالة القلق المؤقتة، عادت الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها في المدن المتأثرة، حيث فتحت المدارس والمحال التجارية أبوابها بعد تأكد السلطات من عدم وجود خطر ارتدادات قوية.

تعاون إقليمي ورصد علمي
من جانبه، أوضح المركز الجيولوجي في قرغيزستان أن الزلزال الذي وقع صباح اليوم ناتج عن تحركات في الصفيحة الأوراسية عند الحدود الجبلية المشتركة، مشيرًا إلى أن الهزة سُجلت على عمق متوسط ما قلل من تأثيرها التدميري.
وأكد المركز أن التعاون بين الدول المجاورة مثل كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان مستمر ضمن اتفاقية الرصد الزلزالي الإقليمي التي تُعنى بتبادل المعلومات بشكل فوري عبر الأقمار الصناعية والمجسات الأرضية المتقدمة، لتقليل آثار الكوارث الطبيعية وتحسين سرعة الاستجابة.
كما أوصت السلطات المواطنين بالاحتفاظ بحقائب الطوارئ الأساسية في منازلهم، وتجنب الوقوف بالقرب من الجدران الزجاجية أو الأسطح المرتفعة خلال وقوع الهزات، التزامًا بتعليمات السلامة العامة.
السياق المناخي والجيولوجي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مناطق آسيا الوسطى، بما في ذلك جنوب كازاخستان، تشهد تزايدًا في النشاط الزلزالي نتيجة تغير الضغوط الجيولوجية بين الصفائح القارية. كما يرى بعض الخبراء أن ذوبان الجليد في جبال تيان شان وتغير المناخ يسهمان جزئيًا في إعادة توزيع الأحمال على القشرة الأرضية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة احتمالات وقوع الهزات المتوسطة.
ورغم ذلك، لا تُعد الهزات الأخيرة من النوع المدمّر، إذ تؤكد التقارير العلمية أن الهزات بقوة تتراوح بين 5 و6 درجات عادةً ما تكون محدودة الأثر على البنى التحتية في حال التزم السكان بمعايير البناء الزلزالي الآمن.
اهتمام إعلامي وتغطية دولية
حظي الزلزال بتغطية واسعة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، حيث نقلت وكالات أنباء دولية مثل “رويترز” و“فرانس برس” تفاصيل الهزة، مؤكدين أن كازاخستان تعاملت باحترافية عالية في احتواء الموقف وتجنب الذعر العام، فيما سلطت الصحف الروسية والإقليمية الضوء على جاهزية أجهزة الطوارئ ووعي السكان في التعامل مع الزلازل دون فوضى.
وأشاد عدد من المراقبين الدوليين بجهود الحكومة الكازاخستانية في تعزيز الثقافة الوقائية لدى المواطنين، مشيرين إلى أن سرعة الاستجابة الميدانية ساهمت في الحد من أي تبعات محتملة.
ما هو موقع الزلزال الذي ضرب كازاخستان اليوم؟
وقع الزلزال في منطقة جامبيل ومدينة شيمكنت جنوب كازاخستان، وكان مركزه داخل الأراضي القرغيزية على بعد 465 كيلومترًا جنوب غرب ألماتي.
كم بلغت قوة الزلزال؟
بلغت قوته 5.9 درجات على مقياس ريختر، وهو من الزلازل المتوسطة التي يمكن الشعور بها على نطاق واسع دون أن تسبب دمارًا شاملًا.
هل سُجلت خسائر بشرية أو مادية؟
حتى الآن لم تُسجل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة، بحسب بيان وزارة الطوارئ الكازاخستانية.
هل من المحتمل وقوع هزات ارتدادية؟
أكد مركز الأبحاث الزلزالية أن المنطقة قد تشهد هزات خفيفة لاحقة، لكنها لا تُشكل خطرًا كبيرًا على السكان أو المنشآت.
كيف استجابت السلطات الكازاخستانية؟
تم تفعيل خطة الطوارئ في المناطق الجنوبية، ونُشرت فرق ميدانية لفحص المباني والبنية التحتية الحيوية، مع استمرار مراقبة النشاط الزلزالي.
📍 نور سلطان – 6 أكتوبر 2025
بهذه الهزة التي شهدتها كازاخستان اليوم، يتجدد الحديث عن أهمية الجاهزية الزلزالية والتعاون الإقليمي في آسيا الوسطى، حيث تتقاطع الطبيعة الجغرافية الوعرة مع الطموحات التنموية، في مشهدٍ يوازن بين التحدي والوعي في مواجهة الظواهر الطبيعية.
اقرأ أيضًا: انطلاق أول أشواط سباق الملواح بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025