الوزير فيصل بن فرحان يصل جوهانسبرغ لتمثيل السعودية في قمة العشرين
الترند العربي – متابعات
وصل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، إلى مدينة جوهانسبرغ بجمهورية جنوب إفريقيا؛ وذلك نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ليرأس وفد المملكة في أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين “G20″، في خطوة تعكس استمرار حضور المملكة كلاعب مركزي في النقاشات الاقتصادية والسياسية العالمية.
وتأتي مشاركة السعودية في القمة امتدادًا لدورها كشريك رئيسي ضمن المجموعة، وإسهامها في صياغة السياسات الدولية المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والاستثمار والتنمية المستدامة. ويرافق الوزير في الوفد السعودي كلٌ من وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ونائب وزير المالية و”الشربا” السعودي عبدالمحسن بن سعد الخلف، إلى جانب حضور مسؤولي عدد من الجهات ذات العلاقة بالملفات المطروحة للنقاش.

المشاركة السعودية ودلالاتها الدبلوماسية
تعكس مشاركة المملكة على مستوى وزاري رفيع المكانة السياسية التي رسختها خلال السنوات الماضية داخل مجموعة العشرين، لا سيما بعد رئاستها الناجحة للقمة في عام 2020، والتي شهدت تحديات عالمية كبرى تمثلت بجائحة كورونا وتأثيراتها الاقتصادية. وتمثل القمة الحالية محطة جديدة لتعزيز التوافق الدولي حول قضايا الاقتصاد الكلي وسلاسل الإمداد والتحول الرقمي، وهي ملفات تشارك السعودية فيها برؤية متقدمة تستند إلى مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وتحرص المملكة على لعب دور محوري في تعزيز التعاون المشترك بين الاقتصادات الكبرى والاقتصادات الصاعدة، بما يسهم في تحقيق توازن تنموي يدعم الدول الأقل نموًا، ويرسّخ مفهوم الشراكات المتوازنة التي تقوم على تبادل المصالح والاستثمار في القدرات المستقبلية.

ملفات اقتصادية وتنموية مطروحة على جدول الأعمال
من المقرر أن تناقش القمة عددًا من القضايا الاقتصادية والتنموية العاجلة، أبرزها الإصلاحات المالية العالمية، دعم الاقتصاد الرقمي، تعزيز الأمن الغذائي، تخفيف أعباء الديون على الدول النامية، وضمان استقرار أسواق الطاقة في ظل التحديات الجيوسياسية ومتغيرات سلاسل التوريد العالمية. كما تتناول القمة برامج التحول البيئي ومبادرات خفض الانبعاثات الكربونية، في سياق الجهود الدولية للحد من آثار التغير المناخي.
وتعد المملكة من أبرز الدول التي قدمت مبادرات عملية في هذا المجال، من خلال “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، إضافة إلى سياسات تطوير الاقتصاد الدائري للكربون التي حظيت بترحيب واسع من دول المجموعة والمنظمات الدولية.

علاقات سعودية متنامية مع الاقتصادات الكبرى
تأتي المشاركة في القمة في ظل تنامٍ واضح في علاقات المملكة مع الاقتصادات الكبرى الأعضاء في المجموعة، حيث شهدت الأشهر الماضية توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الطاقة المتقدمة، والاستثمار الصناعي، والذكاء الاصطناعي، والطيران المدني، والبنية الرقمية. ويمثل حضور الوفد السعودي في قمة جوهانسبرغ خطوة جديدة لتعزيز الشراكات مع دول مثل الولايات المتحدة والصين والهند والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الدول الإفريقية المشاركة بصفة مستضيف وشريك استراتيجي.
كما تأتي المشاركة في سياق توسع الدبلوماسية الاقتصادية السعودية، بما في ذلك استقطاب رؤوس الأموال الدولية وتطوير شبكات التجارة العابرة للقارات، عبر مشروعات مثل الممر الاقتصادي بين آسيا وأوروبا، والموانئ البحرية، والاستثمارات الجديدة في القارة الإفريقية.

تطوير أطر الحوار وبناء توافقات عالمية
تؤكد مشاركة المملكة في القمة التزامها بدعم الحوار متعدد الأطراف كأحد أركان السياسة الخارجية السعودية، والمساهمة في بناء توافقات دولية حول الملفات ذات الاهتمام المشترك. وتبرز الرياض خلال السنوات الأخيرة بوصفها منصة دولية للحوار الاقتصادي، من خلال استضافة فعاليات عالمية مثل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وقمة مستقبل الضيافة، والقمم الاستثمارية الإقليمية.
وتهدف المشاركة السعودية في قمة العشرين إلى الدفع نحو حلول عملية وقابلة للتنفيذ، وليس مجرد تفاهمات سياسية عامة، ما يعزز فاعلية القرارات ويُسهم في خلق أثر اقتصادي وتنموي ملموس.
تركيز على التنمية المستدامة والدعم الدولي
يتضمن جدول أعمال الوفد السعودي لقاءات ثنائية مع عدد من القادة ووزراء الخارجية والمالية، لمناقشة ملفات التعاون المشترك، ومتابعة الاتفاقيات القائمة، وتعزيز الشراكات في مجالات الاستدامة والطاقة النظيفة والأمن الغذائي. كما يسعى الوفد لتأكيد مواقف المملكة فيما يتعلق بدعم الدول منخفضة الدخل عبر تمويلات ميسّرة، وتمكينها من الوصول إلى البنية التحتية الحيوية.
وتحظى المملكة بدور مهم في المنظمات المالية الدولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ما يعزز قدرتها على التأثير في القرارات المرتبطة بالدعم التنموي العالمي.
دور المملكة في استقرار الطاقة
من المتوقع أن يشهد جدول النقاشات حضورًا ملفتًا لملف الطاقة، في ظل التقلبات الجيوسياسية التي تؤثر على الإمدادات العالمية وأسعار النفط والغاز. وتؤكد المملكة، بصفتها أكبر مصدر للنفط عالميًا وأحد أكبر منتجي الطاقة المتجددة قيد التنفيذ، موقفها الداعي إلى استقرار الأسواق وضمان أمن الطاقة للدول المستهلكة والمنتجة على حد سواء، من خلال سياسات توازن بين متطلبات التحول البيئي وحاجات التنمية الاقتصادية.
وتسهم مشروعات المملكة في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في تعزيز هذا التوازن، ما يجعلها لاعبًا استراتيجيًا في مستقبل الطاقة العالمي بعيد المدى.
العلاقات السعودية الإفريقية في صدارة الملفات
يأتي انعقاد القمة في جنوب إفريقيا في ظل توسع العلاقات بين المملكة والدول الإفريقية، سواءً عبر الاستثمارات المباشرة أو برامج التنمية والمساعدات الإنسانية. ومن المتوقع أن تناقش الاجتماعات الجانبية سبل دعم التجارة البينية، والممرات اللوجستية، والاستثمار في الموارد الطبيعية والتقنيات الزراعية، بما يعزز الدور السعودي في دعم الاستقرار والنمو بالقارة.
رؤية المملكة في المشهد الدولي
تؤسس مشاركة المملكة في القمة لموقف قائم على الواقعية الاقتصادية والتعاون الدولي، وتعزيز مبدأ الشراكات المتوازنة، ما يرسخ مكانتها كقوة اقتصادية واستثمارية تسعى لتحقيق تنمية مستدامة عالمية قائمة على الابتكار.
ما الهدف من مشاركة المملكة في قمة العشرين؟
تهدف المشاركة إلى دعم التعاون الدولي، وتعزيز دور المملكة في الاقتصاد العالمي، والتأثير في صياغة سياسات التنمية والطاقة والمناخ.
من يترأس الوفد السعودي في القمة؟
يترأس الوفد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله نيابة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ما أبرز الملفات المتوقع مناقشتها؟
الأمن الغذائي، الطاقة، تنمية الاقتصاد الرقمي، تخفيف الديون، الاستثمار الدولي، وقضايا المناخ.
أين تُعقد القمة؟
في مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، ضمن جدول أعمال يجمع قادة الاقتصادات الكبرى.
اقرأ أيضًا: الأهلي يهزم القادسية بعشرة لاعبين ويشعل صراع المراكز في دوري روشن


