الترند بالعربي – متابعات

جدّدت المملكة العربية السعودية موقفها الحازم تجاه الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون، مؤكدة إدانتها الشديدة للاعتداءات المستمرة على الشعب الفلسطيني الأعزل، وآخرها اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلّين، إضافة إلى الهجوم الآثم على مسجد الحاجة حميدة في قرية كفل حارس بالضفة الغربية. وقد جاء الموقف السعودي تعبيرًا عن سياسة ثابتة لم تتغير، تستند إلى مبادئ واضحة في دعم الحقوق الفلسطينية ومواجهة كل أشكال العدوان التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

إدانة رسمية وتحذيرات من التصعيد
في بيان لوزارة الخارجية السعودية، أكدت المملكة أن استمرار الاعتداءات دون رادع يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق الدولية، محذرة من أن هذه الهجمات المتصاعدة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين تسهم في توتير الأوضاع على الأرض وتفتح المجال أمام موجات جديدة من العنف التي تهدد الأمن الإقليمي والدولي. وشدّدت المملكة على أن حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية مسؤولية دولية لا يمكن التهاون معها، وأن الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى تمسّ مشاعر ملايين المسلمين حول العالم وتفجّر موجات غضب واسعة.

التصعيد الإسرائيلي واستهداف المقدسات
تأتي هذه الاعتداءات في سياق تصعيد متواصل تمارسه سلطات الاحتلال، حيث شهدت الأيام الأخيرة اقتحامات متكررة لباحات المسجد الأقصى من جانب مجموعات المستوطنين تحت حماية القوات الإسرائيلية، في مشهد يعكس استهتارًا واضحًا بالاتفاقيات الدولية التي تحمي الوضع التاريخي والقانوني في المسجد. كما استهدفت قوات الاحتلال مسجد الحاجة حميدة في قرية كفل حارس، وهو اعتداء أثار موجة غضب فلسطينية واسعة، باعتباره امتدادًا لمسار استهداف المساجد والمنازل والمصالح المدنية دون مبرر.

الجهود الدولية المتعثرة وعلاقة الصمت العالمي
أشارت المملكة في بيانها إلى أن استمرار هذه الممارسات في ظل غياب للتحرك الدولي يضعف منظومة القانون الدولي ويُفقد المؤسسات الدولية مصداقيتها. واعتبرت أن الصمت عن هذه الاعتداءات يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في سياساتها القمعية، ويقوّض كل الجهود الرامية لإحياء عملية السلام أو الوصول إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة. كما شددت المملكة على أن تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال يفتح الباب أمام أزمات إنسانية متفاقمة ويدفع المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات.

التزام سعودي راسخ تجاه القضية الفلسطينية
أكدت المملكة في ختام بيانها التمسّك الثابت بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وأوضح البيان أن المملكة ستواصل جهودها السياسية والدبلوماسية لدعم حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية، والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وتهيئة الظروف لاستعادة مسار السلام الشامل.

تحرك سعودي مستمر على مختلف المستويات
منذ بداية التصعيد في الأراضي الفلسطينية، تقود المملكة تحركات سياسية مكثفة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، إذ شاركت في قمم ولقاءات مشتركة تهدف إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ومنع الاعتداءات على المقدسات. وقد دفعت المملكة نحو مبادرات متعددة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالبة بوقف فوري للعنف وتفعيل آليات المحاسبة بحق مرتكبي الانتهاكات، وإيجاد آلية دولية فعالة لحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم المستمرة. كما تعمل المملكة ضمن منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية لحشد موقف جماعي يدين الانتهاكات ويوحد الجهود لمواجهة السياسات الإسرائيلية الأحادية.

المشهد الميداني في الأراضي الفلسطينية
تزامنت الإدانة السعودية مع استمرار التصعيد في عدة مناطق فلسطينية، وسط اقتحامات متكررة، واعتقالات واسعة، واعتداءات على الممتلكات المدنية، إضافة إلى مواجهات متفرقة في مدن الضفة الغربية. وقد أدت هذه الاعتداءات إلى إصابات متعددة في صفوف الفلسطينيين، في ظل غياب أي إجراءات تحميهم من اعتداءات المستوطنين الذين يُمارسون العنف تحت حماية القوات الإسرائيلية. ويشير مراقبون ميدانيون إلى أن الوضع في القدس يزداد توترًا، خصوصًا مع محاولات فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون والدول الإسلامية رفضًا قاطعًا.

أهمية الموقف السعودي في السياق الإقليمي والدولي
يُنظر إلى الموقف السعودي باعتباره عنصرًا مؤثرًا في تشكيل مواقف إقليمية ودولية تجاه القضية الفلسطينية، حيث تتمتع المملكة بثقل سياسي ودبلوماسي يمكنه أن يساهم في الضغط نحو وقف الانتهاكات وإعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي. كما أن التأكيد السعودي المتكرر على دعم الدولة الفلسطينية المستقلة يمثل حجر زاوية في أي مفاوضات مستقبلية أو مبادرات سلام يجري طرحها على الساحة الدولية. وفي وقت يعاني فيه الشعب الفلسطيني من تصاعد الاعتداءات، يشكل الدور السعودي أحد أهم الأصوات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين على المستويين العربي والعالمي.

رسالة المملكة للمجتمع الدولي
وجهت السعودية رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن التعويل على أن تتراجع سلطات الاحتلال عن ممارساتها بشكل تلقائي هو رهان غير واقعي. وطالبت المملكة بضرورة تحرك عاجل يحقق حماية فورية للمدنيين الفلسطينيين، ويمنع الاعتداءات على المقدسات، ويعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير. وأكدت أن استمرار تجاهل الاحتلال للقانون الدولي يجب أن يقابله موقف دولي أكثر حزمًا، وإلا فإن المنطقة بأكملها ستبقى عرضة لانفجارات جديدة في أي لحظة.

ما سبب الإدانة السعودية الأخيرة؟
جاءت الإدانة بسبب اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على مسجد الحاجة حميدة في الضفة الغربية، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين المستمرة على الفلسطينيين.

كيف ترى المملكة تأثير هذه الاعتداءات؟
تعتبر المملكة أن استمرار الاعتداءات يقوّض جهود السلام، ويؤدي إلى تصاعد التوتر واستمرار الصراع.

ما هو موقف السعودية من القضية الفلسطينية؟
موقف ثابت يدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كيف تطالب المملكة المجتمع الدولي بالتحرك؟
تدعو إلى تفعيل آليات المحاسبة ضد الاحتلال، ووقف الاعتداءات، وحماية المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا: “رحلة إنسانية متواصلة.. الطائرة الإغاثية السعودية الـ72 تصل لدعم الشعب الفلسطيني في غزة”