منوعات

التجارب الثقافية والترفيهية في السعودية.. من مهرجانات إلى مدن ذكية

الترند العربي – متابعات

تعيش المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر مراحلها ازدهارًا في تاريخها الثقافي والترفيهي، حيث لم تعد الفعاليات والمهرجانات مجرد أحداث موسمية، بل تحولت إلى جزء من البنية الاجتماعية والاقتصادية للمدن السعودية الحديثة. وضمن رؤية “السعودية 2030″، أصبح الاستثمار في الترفيه والثقافة وسيلة لتعزيز جودة الحياة وبناء هوية وطنية معاصرة تمتد من “الدرعية التاريخية” إلى “نيوم الذكية”.

“موسم الرياض”.. أيقونة التحول الترفيهي

يُعد “موسم الرياض” أبرز الأمثلة على التحول النوعي في قطاع الترفيه السعودي. فخلال نسخته الأخيرة عام 2024 – 2025، استقبل أكثر من 17 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها، مقدّمًا أكثر من 7 آلاف فعالية متنوعة بين العروض الموسيقية والبطولات الرياضية والفعاليات العائلية. وتُظهر هذه الأرقام أن العاصمة أصبحت مركزًا عالميًا للترفيه والإبداع، يجذب كبريات الشركات والعلامات التجارية.

“الدرعية”.. حين تلتقي الثقافة بالتاريخ

تجسد “الدرعية” الهوية السعودية الأصيلة، فهي ليست مجرد موقع تراثي مدرج في قائمة اليونسكو، بل مشروع ثقافي وسياحي متكامل. من “حي الطريف” إلى “وادي صفار”، تتجدد التجربة التراثية عبر عروض تفاعلية وسرد بصري يعيد رواية تاريخ الدولة السعودية الأولى بلغة معاصرة تجمع بين الأصالة والتقنية.

“العلا”.. ذاكرة المكان وتجربة المستقبل

تحولت “العلا” إلى واحدة من أبرز الوجهات الثقافية في الشرق الأوسط، حيث تحتضن فعاليات مثل “شتاء طنطورة” و”مهرجان العلا للفنون”، وتجمع بين التراث الطبيعي والفني في إطار مستدام. كما تستضيف المنطقة معارض للفنون الرقمية، ومهرجانات موسيقية عالمية جعلت منها متحفًا مفتوحًا للطبيعة والإبداع.

“نيوم” و”ذا لاين”.. الترفيه في المدن الذكية

تدخل “نيوم” و”ذا لاين” حقبة جديدة من التجارب الحضرية التي تمزج بين التكنولوجيا والرفاهية، حيث تُطوّر مفاهيم جديدة للترفيه تشمل “الواقع الافتراضي” و”الأنشطة التجريبية” القائمة على الذكاء الاصطناعي. هذه المشاريع لا تقتصر على التصميم المعماري، بل تهدف إلى بناء نمط حياة متكامل يجعل الترفيه جزءًا من الإيقاع اليومي للمدن المستقبلية.

“الهوية الثقافية الجديدة”.. الترفيه كقوة ناعمة

تشكل الثقافة والترفيه اليوم أحد أعمدة القوة الناعمة السعودية، إذ تعمل الهيئات الثقافية والفنية على دعم صناع المحتوى المحليين، وإطلاق مهرجانات فنية وسينمائية مثل “مهرجان البحر الأحمر السينمائي” الذي أسهم في إبراز المواهب السعودية على الساحة الدولية. هذا الحراك الثقافي يعزز من حضور السعودية كمركز إقليمي للإبداع والإنتاج الثقافي.

“السياحة الثقافية”.. اقتصاد جديد يقوم على التجربة

تشهد المملكة توسعًا متزايدًا في مشاريع “السياحة الثقافية”، من خلال متاحف رقمية ومراكز للحرف والفنون التقليدية. وتقدّر وزارة الثقافة أن العائد الاقتصادي من الصناعات الثقافية تجاوز 25 مليار ريال في 2024، مع توقعات بزيادة 40% بحلول 2026.

“المدن السعودية الذكية”.. تجربة ترفيهية متصلة بالحياة

لا تقتصر فكرة المدن الذكية في السعودية على التقنية فقط، بل تشمل دمج الترفيه والثقافة في نسيج الحياة اليومية. فمشروع “الرياض الخضراء” مثلًا يهدف إلى جعل المساحات العامة جزءًا من التجربة الترفيهية الحضرية، من خلال إنشاء أكثر من 3500 حديقة جديدة تربط بين الأحياء وتقدّم أنشطة فنية ورياضية مستمرة.

ما الذي يميز التجربة الترفيهية السعودية عن غيرها في المنطقة؟
تتميز بكونها مبنية على التنوع، حيث تجمع بين الموروث الثقافي العميق والتقنيات الحديثة، مما يجعلها تجربة شمولية فريدة.

هل تقتصر التجارب الترفيهية على المدن الكبرى؟
لا، بل تمتد إلى مختلف المناطق مثل “العلا”، “الطائف”، “الدرعية”، و”أبها”، ضمن استراتيجية تهدف إلى توزيع التنمية الثقافية على نطاق وطني.

ما أثر القطاع الترفيهي على الاقتصاد السعودي؟
يساهم حاليًا بأكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن تصل مساهمته إلى 6% بحلول 2030 وفق تقارير وزارة الاقتصاد والتخطيط.

هل هناك توجه لدمج الثقافة والذكاء الاصطناعي في الترفيه؟
نعم، حيث تعمل مبادرات مثل “مختبر الإبداع الثقافي” و”الاستوديو الافتراضي” على تطوير محتوى تفاعلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في السينما والموسيقى والفنون.

اقرأ أيضًا: سحب الرماد تُخيف المسافرين.. الحقيقة الكاملة وراء تأثير بركان “لاكي لاكي” على الرحلات السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى