كأس العرب 2025.. الأردن والمغرب وجهًا لوجه في المشهد الختامي
الترند العربي – متابعات
ودّع المنتخب السعودي منافسات بطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر، بعد خسارته أمام منتخب الأردن بهدف دون رد في الدور نصف النهائي، في مواجهة اتسمت بالندية العالية والحذر التكتيكي، وفرضت واقعًا جديدًا على مشهد البطولة، بوصول الأردن إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه، وضربه موعدًا مرتقبًا مع منتخب المغرب في المباراة الختامية.
الهزيمة السعودية جاءت لتُنهي آمال “الأخضر” في التتويج باللقب، وتفتح في المقابل صفحة تاريخية جديدة لمنتخب “النشامى”، الذي واصل كتابة قصته اللافتة في البطولة، مؤكدًا أن ما يقدمه ليس ضربة حظ، بل نتاج عمل فني منظم وشخصية تنافسية ناضجة.

هدف قاتل يرسم ملامح النهائي
حُسمت مواجهة نصف النهائي على استاد البيت بهدف وحيد حمل توقيع نزار الرشدان في الدقيقة 66، بعدما استثمر المنتخب الأردني كرة عرضية متقنة، ترجمها الرشدان برأسية قوية عجز الدفاع السعودي عن التعامل معها، لتستقر في الشباك وتمنح “النشامى” بطاقة العبور التاريخية.
الهدف لم يكن مجرد لقطة عابرة، بل جاء تتويجًا لفترة ضغط أردني محسوب، واستغلال مثالي للمساحات التي ظهرت خلف الدفاع السعودي مع بداية الشوط الثاني، في وقت بدا فيه “الأخضر” عاجزًا عن تحويل استحواذه إلى فرص حقيقية.

الأخضر… سيطرة بلا فاعلية
دخل المنتخب السعودي المباراة باندفاع هجومي واضح، وفرض سيطرته على مجريات اللعب خلال فترات طويلة من الشوط الأول، إلا أن هذا الاستحواذ بقي سلبيًا في أغلبه، دون خطورة حقيقية على مرمى الحارس الأردني يزيد أبو ليلى، الذي لم يُختبر بشكل جدي إلا في مناسبات محدودة.
غياب الحلول الهجومية المتنوعة، والاعتماد على الكرات العرضية التقليدية، جعلا مهمة الدفاع الأردني أكثر سهولة، خاصة في ظل التنظيم الدفاعي الصارم، والانضباط التكتيكي العالي الذي ميّز أداء “النشامى” طوال البطولة.

الشوط الثاني… قراءة أردنية أدق
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا واضحًا أن المنتخب الأردني قرأ خصمه بشكل أفضل، وبدأ في التقدم التدريجي للأمام، مع الحفاظ على توازنه الدفاعي، وهو ما أثمر عن الهدف الوحيد في اللقاء.
بعد الهدف، حاول المنتخب السعودي العودة سريعًا، وأجرى مدربه تغييرات هجومية بحثًا عن التعادل، إلا أن الاندفاع غير المنظم اصطدم بتألق الحارس أبو ليلى، وتماسك الخط الخلفي الأردني، الذي تعامل بذكاء مع الدقائق الأخيرة.
توتر الدقائق الأخيرة وبطاقة حمراء
شهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء توترًا ملحوظًا، خاصة مع اندفاع “الأخضر” الكامل نحو الهجوم، وهو ما نتج عنه طرد اللاعب وليد الأحمد في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، بعد عرقلة علي علوان الذي كان في وضع انفراد.
البطاقة الحمراء قضت عمليًا على أي آمال سعودية في العودة، وأمنت للأردن عبورًا تاريخيًا إلى النهائي وسط فرحة جماهيرية كبيرة في مدرجات استاد البيت.
الأردن… إنجاز تاريخي غير مسبوق
بتأهله إلى النهائي، يحقق المنتخب الأردني إنجازًا تاريخيًا هو الأول من نوعه في بطولة كأس العرب، مؤكّدًا تطوره اللافت في السنوات الأخيرة، وقدرته على منافسة كبار المنتخبات العربية بندية واضحة.
النجاح الأردني لم يكن وليد مباراة واحدة، بل جاء نتيجة مسار متكامل في البطولة، تميز بالانضباط، والروح القتالية، والقدرة على حسم المباريات في اللحظات الحاسمة، دون الاعتماد على الأسماء الكبيرة بقدر الاعتماد على العمل الجماعي.
المغرب يواصل حضوره القاري القوي
على الجانب الآخر، حجز منتخب المغرب مقعده في النهائي بعد فوز مقنع على منتخب الإمارات بثلاثة أهداف دون رد، في مباراة فرض فيها “أسود الأطلس” سيطرتهم الكاملة على مجريات اللعب، مؤكدين أحقيتهم بالوصول إلى المباراة الختامية.
المغرب يدخل النهائي بخبرة سابقة في التتويج، إذ سبق له الفوز باللقب في نسخة 2012، ويأمل في إضافة لقب جديد يعزز مكانته كأحد أقوى المنتخبات العربية في العقد الأخير.
نهائي مرتقب بين الطموح والتاريخ
المواجهة النهائية بين الأردن والمغرب تُعد واحدة من أكثر النهائيات إثارة في تاريخ كأس العرب، نظرًا لتباين الدوافع بين الطرفين؛ فالأردن يبحث عن كتابة التاريخ وحصد لقبه الأول، بينما يسعى المغرب إلى تأكيد تفوقه واستعادة اللقب.
النهائي المنتظر يحمل أبعادًا فنية ونفسية كبيرة، ويُتوقع أن يشهد صراعًا تكتيكيًا محتدمًا بين مدرستين مختلفتين، الأولى تعتمد على التنظيم والانضباط، والثانية على المهارة والخبرة.
قراءة فنية لخروج المنتخب السعودي
خروج المنتخب السعودي يفتح باب التساؤلات حول الأداء الفني، خاصة فيما يتعلق بضعف الفاعلية الهجومية، وغياب الحلول الفردية القادرة على صناعة الفارق في المباريات الكبيرة.
ورغم السيطرة النسبية في بعض فترات البطولة، إلا أن “الأخضر” عانى من التسرع أمام المرمى، وقلة التنوع الهجومي، وهو ما ظهر بوضوح في مواجهة نصف النهائي، وأدى في النهاية إلى الخروج من المنافسة.
ما بعد كأس العرب… ماذا ينتظر الأخضر؟
توديع البطولة يفرض على الجهاز الفني مراجعة شاملة للمرحلة الماضية، خاصة أن كأس العرب كانت محطة مهمة في إطار الإعداد للاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها تصفيات كأس العالم 2026.
الشارع الرياضي السعودي ينتظر قراءة نقدية هادئة، بعيدًا عن ردود الفعل العاطفية، مع التركيز على معالجة الأخطاء، وبناء فريق أكثر قدرة على التعامل مع المباريات الحاسمة.
كأس العرب… بطولة تزداد بريقًا
نجاح البطولة جماهيريًا وفنيًا، وبلوغ الحضور الجماهيري أرقامًا قياسية، يؤكد أن كأس العرب باتت واحدة من أهم البطولات الإقليمية، وقادرة على تقديم منتج كروي تنافسي يحظى باهتمام واسع.
النسخة الحالية شهدت بروز منتخبات جديدة، وتأكيد قوة أخرى، ما يعكس التطور المتسارع لكرة القدم العربية، ويمنح البطولة قيمة متزايدة على الصعيدين الفني والجماهيري.
من تأهل إلى نهائي كأس العرب 2025؟
تأهل منتخبا الأردن والمغرب إلى المباراة النهائية بعد فوز الأردن على السعودية، والمغرب على الإمارات.
كيف تأهل الأردن إلى النهائي؟
تأهل الأردن بعد فوزه على المنتخب السعودي بهدف دون مقابل في نصف النهائي، سجله نزار الرشدان.
متى تُقام المباراة النهائية؟
تُقام المباراة النهائية يوم الخميس المقبل على أحد ملاعب العاصمة القطرية الدوحة.
هل سبق للأردن الفوز بكأس العرب؟
لا، هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب الأردني إلى نهائي البطولة.
كم مرة توّج المغرب بلقب كأس العرب؟
تُوج المغرب باللقب مرة واحدة، في نسخة عام 2012.
ما أسباب خروج المنتخب السعودي؟
يعود الخروج إلى ضعف الفاعلية الهجومية، وقلة الحلول الفردية، وعدم استغلال فرص الاستحواذ بالشكل المطلوب.
اقرأ أيضًا: الصقور الخضر يودّعون كأس العرب من نصف النهائي



