الصقور الخضر يودّعون كأس العرب من نصف النهائي
الأردن يخطف بطاقة النهائي ويكشف أزمات الأخضر قبل مونديال 2026
الترند العربي – متابعات
ودّع المنتخب السعودي منافسات كأس العرب FIFA قطر 2025 من الدور نصف النهائي، بعد خسارته أمام نظيره الأردني بهدف دون رد، في المباراة التي احتضنها استاد البيت بالدوحة، ليخيب «الأخضر» آمال جماهيره التي حضرت بكثافة، بينما كتب المنتخب الأردني صفحة تاريخية ببلوغه النهائي للمرة الأولى في تاريخه، ضاربًا موعدًا مرتقبًا مع المنتخب المغربي.
الخسارة لم تكن مجرد خروج من بطولة إقليمية، بل حملت في طياتها مؤشرات فنية مقلقة، أعادت فتح النقاش حول جاهزية المنتخب السعودي للاستحقاق الأكبر، كأس العالم 2026، خصوصًا في ظل استمرار المشكلات الهجومية، وغياب الحلول أمام المنتخبات المنضبطة تكتيكيًا.

بداية ضاغطة دون ترجمة حقيقية
دخل المنتخب السعودي المباراة باندفاع هجومي واضح، معتمدًا على الاستحواذ وبناء اللعب من العمق والأطراف، إلا أن هذا التفوق الميداني لم يتحول إلى فرص حقيقية قادرة على هز الشباك. السيطرة كانت في معظم فترات الشوط الأول «سلبية»، افتقرت للسرعة في التحول، والجرأة في الاختراق، وسط تراجع أردني منظم أغلق المساحات، واعتمد على التمركز الدفاعي والانضباط التكتيكي.
الأردن، من جانبه، لم يندفع هجوميًا في البداية، مفضّلًا امتصاص الحماس السعودي، ثم مبادلة الهجمات عبر المرتدات السريعة، وهو ما نجح فيه نسبيًا خلال النصف ساعة الأولى من اللقاء.

جدل تحكيمي وركلة جزاء مفقودة
في الدقيقة 39، طالب لاعبو المنتخب السعودي بركلة جزاء بداعي لمسة يد داخل منطقة الجزاء الأردنية، إلا أن حكم اللقاء، وبعد العودة لتقنية الفيديو المساعد (VAR)، قرر استمرار اللعب، مكتفيًا باحتساب ركلة ركنية، في قرار أثار استياء الجماهير السعودية، لكنه لم يكن كافيًا لتبرير الإخفاق الهجومي.
انتهى الشوط الأول بلا أهداف، وسط شعور عام بأن «الأخضر» يملك الكرة لكنه يفتقد المفتاح.

هدف أردني يغيّر المعادلة
مع بداية الشوط الثاني، بدا واضحًا أن المنتخب الأردني قرأ المباراة جيدًا، وقرر رفع نسق اللعب الهجومي تدريجيًا. وفي الدقيقة 66، استثمر القائد محمود مرضي تمريرة عرضية متقنة داخل منطقة الجزاء، ارتقى لها نزار الرشدان برأسه، موجّهًا الكرة بقوة إلى شباك الحارس نواف العقيدي، مسجلًا هدف المباراة الوحيد، ومانحًا «النشامى» أفضلية نفسية كبيرة.
الهدف كشف هشاشة الرقابة الدفاعية السعودية في الكرات العرضية، وهي نقطة تكررت أكثر من مرة خلال البطولة.
محاولات إنقاذ متأخرة
بعد الهدف، حاول المدرب الفرنسي هيرفي رينارد إنعاش الهجوم عبر التبديلات، ودفع بعناصر أكثر جرأة، أبرزها فراس البريكان وصالح الشهري، فيما تحرك سالم الدوسري بشكل أكبر على الأطراف.
أخطر فرص السعودية جاءت في الدقيقة 70، عندما سدد فراس البريكان كرة قوية من مسافة قريبة، لكن الحارس الأردني يزيد أبو ليلى تألق وتصدى لها ببراعة، ليواصل تقديم واحدة من أفضل مبارياته في البطولة.
وفي الدقيقة 87، أهدر صالح الشهري فرصة محققة بعدما وصلته تمريرة طولية من مصعب الجوير، إلا أن الكرة مرت من أمامه وهو في مواجهة المرمى، في لقطة جسدت أزمة التركيز أمام الشباك.
بطاقة حمراء تزيد المعاناة
شهدت الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع طرد وليد الأحمد لاعب المنتخب السعودي، بعد عرقلته لعلي علوان مهاجم الأردن المنفرد بالمرمى، ليُكمل «الأخضر» المباراة منقوص العدد، وتتبخر آمال العودة في النتيجة.
تفوق أردني تكتيكي
المنتخب الأردني قدم مباراة كبيرة على الصعيد التكتيكي، إذ عرف متى يدافع ومتى يهاجم، وحافظ على توازنه حتى صافرة النهاية. كما أظهر اللاعبون روحًا قتالية عالية، تُوّجت بالتأهل التاريخي إلى النهائي، في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم الأردنية في بطولة كأس العرب.
وقبل انطلاق المباراة، لفت لاعبو الأردن الأنظار بلقطة إنسانية، حين التقطوا صورة جماعية وهم يحملون قميص زميلهم يزن النعيمات، الغائب بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي، في رسالة دعم مؤثرة.
ماذا تعني الخسارة للأخضر؟
الخروج من نصف النهائي أعاد طرح أسئلة جوهرية حول هوية المنتخب السعودي الحالية. فرغم امتلاك عناصر خبرة وشباب، إلا أن الفريق لا يزال يعاني أمام المنتخبات التي تعتمد على التنظيم الدفاعي، وهو سيناريو قد يتكرر في كأس العالم.
كما أن الاعتماد على الاستحواذ دون فعالية هجومية حقيقية، وغياب اللاعب القادر على كسر الخطوط وصناعة الفارق، يضع الجهاز الفني أمام تحدٍ كبير خلال المرحلة المقبلة.
رينارد تحت المجهر
هيرفي رينارد، الذي عاد لقيادة المنتخب وسط آمال كبيرة، بات مطالبًا بإجابات واضحة. فالتكرار المستمر للأخطاء، خاصة في الشق الهجومي، يثير التساؤلات حول مدى تطور الفريق مقارنة بالفترة السابقة.
ورغم أن البطولة تُعد محطة إعداد، إلا أن الجماهير كانت تنتظر أداءً أكثر إقناعًا، لا سيما في الأدوار الحاسمة.
الأردن والمغرب.. نهائي بطموحات مختلفة
بفوزه على السعودية، يلتحق الأردن بالمغرب في المباراة النهائية، في مواجهة تحمل طابعًا خاصًا بين منتخب يطمح لأول لقب في تاريخه، وآخر يسعى لتأكيد هيمنته العربية.
لماذا خرج المنتخب السعودي من كأس العرب؟
خرج المنتخب السعودي بسبب ضعف الفاعلية الهجومية، وعدم استغلال الفرص، إضافة إلى تفوق الأردن تكتيكيًا وتنظيميًا.
من سجل هدف مباراة السعودية والأردن؟
سجل نزار الرشدان هدف الفوز للمنتخب الأردني في الدقيقة 66 من ضربة رأس.
هل الخروج مؤثر على استعدادات كأس العالم 2026؟
الخروج لا يعني فشل الاستعدادات، لكنه كشف ثغرات فنية تحتاج إلى معالجة عاجلة قبل المونديال.
ما أبرز مشاكل الأخضر في البطولة؟
أبرز المشاكل تمثلت في غياب الحلول الهجومية، والبطء في بناء اللعب، وضعف استغلال الكرات العرضية.
من يواجه الأردن في النهائي؟
يواجه المنتخب الأردني نظيره المغربي في نهائي كأس العرب FIFA قطر 2025.
اقرأ أيضًا: الفنتانيل «قنبلة صامتة».. لماذا أعلن ترمب الحرب وصنّفه سلاح دمار شامل؟



