تنظيم اقتصادي جديد لخدمة الحجاج والمعتمرين.. اتحاد الغرف السعودية يؤسس أول لجنة وطنية لقطاع ضيوف الرحمن

الترند العربي – متابعات

في خطوة تُعد تحولًا نوعيًا في مسار تطوير القطاعات المرتبطة بالحج والعمرة، أعلن اتحاد الغرف السعودية عن تشكيل أول لجنة وطنية متخصصة بقطاع خدمة ضيوف الرحمن، برئاسة الأستاذ راجس الشرافي، في مبادرة تعكس تنامي الوعي المؤسسي بأهمية هذا القطاع الاستراتيجي، ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويأتي تأسيس هذه اللجنة في توقيت بالغ الأهمية، مع التوسع المتسارع في أعداد الحجاج والمعتمرين، والتوجه نحو رفع جودة الخدمات المقدمة لهم، وتحويل تجربة الضيف إلى رحلة متكاملة تبدأ قبل الوصول إلى المملكة وتمتد حتى المغادرة، وفق منظومة متكاملة تشترك فيها الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي.

قطاع ضيوف الرحمن.. من خدمة موسمية إلى صناعة وطنية

لم يعد قطاع خدمة ضيوف الرحمن مجرد نشاط موسمي مرتبط بفترات الحج والعمرة، بل أصبح اليوم صناعة متكاملة ذات أبعاد اقتصادية وتنموية واستثمارية واسعة. ويشمل هذا القطاع طيفًا واسعًا من الأنشطة، مثل الإيواء، والنقل، والإعاشة، والخدمات اللوجستية، والخدمات الصحية، والتقنية، والتأمين، والتشغيل، والتدريب، إضافة إلى الأنشطة الثقافية والترفيهية المصاحبة.

ويُنظر إلى هذا القطاع بوصفه أحد أعمدة الاقتصاد غير النفطي، لما يوفره من فرص استثمارية، وما يخلقه من وظائف مباشرة وغير مباشرة، فضلًا عن دوره في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز سلاسل الإمداد المحلية، وتحفيز الابتكار في مجالات الخدمات الذكية.

تشكيل اللجنة الوطنية.. دلالات ورسائل

يحمل قرار اتحاد الغرف السعودية بتشكيل لجنة وطنية متخصصة دلالات متعددة، أبرزها الانتقال من العمل القطاعي المتفرق إلى العمل المؤسسي المنظم، الذي يهدف إلى توحيد الجهود، وصياغة رؤية مشتركة، وتمثيل مصالح المستثمرين والمنشآت العاملة في هذا المجال أمام الجهات ذات العلاقة.

كما يعكس القرار إدراكًا متزايدًا بأهمية إشراك القطاع الخاص في تطوير منظومة خدمة ضيوف الرحمن، ليس فقط بوصفه منفذًا للخدمة، بل شريكًا في التخطيط والتطوير وصناعة القرار، بما يضمن تحقيق التوازن بين الجودة والاستدامة والعائد الاقتصادي.

راجس الشرافي.. قيادة بخبرة اقتصادية واستثمارية

اختيار الأستاذ راجس الشرافي رئيسًا للجنة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن لم يأتِ من فراغ، إذ يُعد من الأسماء البارزة في العمل الاقتصادي والاستثماري، ويمتلك خبرة واسعة في إدارة الملفات القطاعية، وبناء الشراكات، وتطوير المبادرات النوعية.

وأكد الشرافي، في أول تصريح له عقب الإعلان عن تشكيل اللجنة، أن قطاع خدمة ضيوف الرحمن يُعد من أبرز القطاعات الوطنية ذات التأثير المتداخل مع عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب عملًا تكامليًا بين جميع الأطراف ذات العلاقة.

أهداف اللجنة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن

تهدف اللجنة الوطنية إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، في مقدمتها تطوير البيئة الاستثمارية للقطاع، ورفع كفاءة الخدمات، وتعظيم الأثر الاقتصادي، وتحقيق الاستدامة التشغيلية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة.

كما تسعى اللجنة إلى تمثيل القطاع أمام الجهات الحكومية والتنظيمية، والمساهمة في صياغة السياسات والتشريعات ذات الصلة، ونقل التحديات والمقترحات من الميدان إلى صناع القرار، بما يضمن مرونة الأنظمة وتحفيز الاستثمار.

التكامل مع الجهات الحكومية والتنظيمية

من أبرز محاور عمل اللجنة الوطنية تعزيز التكامل مع الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، مثل وزارة الحج والعمرة، ووزارة السياحة، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة.

ويُنظر إلى هذا التكامل بوصفه عنصرًا أساسيًا لنجاح أي مبادرة تطويرية، إذ يضمن توحيد الجهود، وتجنب الازدواجية، وتحقيق الانسجام بين الخطط التشغيلية والتنظيمية، بما ينعكس إيجابًا على تجربة الضيف وجودة الخدمة.

شراكات استثمارية محلية ودولية

أوضح الشرافي أن اللجنة الوطنية تعتزم بناء شراكات فاعلة مع المستثمرين المحليين والدوليين، واستقطاب رؤوس الأموال النوعية، وتقديم نماذج استثمارية مبتكرة في قطاع خدمة ضيوف الرحمن.

ويشمل ذلك تطوير فرص استثمارية في مجالات الإيواء الذكي، والنقل المستدام، والخدمات الرقمية، والتقنيات الصحية، والحلول اللوجستية، إضافة إلى دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال الذين يقدمون حلولًا مبتكرة تخدم الحجاج والمعتمرين.

منتجات وحلول ومبادرات نوعية

تركز اللجنة الوطنية على تطوير منتجات وحلول ومبادرات وبرامج نوعية تواكب التحولات التي يشهدها القطاع، وتستجيب لتطلعات ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات والثقافات.

وتشمل هذه المبادرات تحسين تجربة المستخدم، وتبسيط الإجراءات، ورفع مستوى السلامة، وتعزيز الجانب الإنساني والثقافي في الخدمة، إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والتطبيقات الذكية، لتقديم خدمات أكثر كفاءة ومرونة.

خدمة ضيوف الرحمن ورؤية المملكة 2030

يتقاطع عمل اللجنة الوطنية بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أولت عناية خاصة ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن، ووضعت أهدافًا طموحة لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، وتعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي للقطاع.

ويُتوقع أن تسهم اللجنة في دعم تحقيق هذه المستهدفات من خلال تمكين القطاع الخاص، ورفع مستوى التنسيق، وتحفيز الابتكار، وبناء نماذج تشغيلية مستدامة.

البعد الاقتصادي والاجتماعي للقطاع

لا يقتصر أثر قطاع خدمة ضيوف الرحمن على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعادًا اجتماعية وثقافية وإنسانية، إذ يعكس صورة المملكة أمام العالم، ويجسد قيم الضيافة والكرم والرعاية التي عُرفت بها عبر التاريخ.

كما يسهم القطاع في خلق فرص عمل متنوعة، وتأهيل الكوادر الوطنية، ونقل الخبرات، وبناء قدرات بشرية قادرة على إدارة منظومات خدمية معقدة بكفاءة عالية.

تحديات قائمة وفرص واعدة

رغم الفرص الكبيرة التي يحملها القطاع، إلا أنه يواجه عددًا من التحديات، مثل موسمية الطلب، وتعدد الجهات التنظيمية، وارتفاع تكاليف التشغيل، والحاجة إلى تطوير البنية التحتية والخدمات الداعمة.

وهنا يبرز دور اللجنة الوطنية في تشخيص هذه التحديات، وطرح حلول عملية، وبناء نماذج تشاركية تضمن استدامة القطاع، وتحقيق التوازن بين الجودة والكلفة والعائد.

توقعات المرحلة المقبلة

يتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة المقبلة نشاطًا ملحوظًا للجنة الوطنية، من خلال عقد لقاءات تشاورية، وإطلاق مبادرات، وتوقيع شراكات، وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات متخصصة، تجمع بين المستثمرين والجهات التنظيمية والخبراء.

كما يُنتظر أن تسهم اللجنة في تعزيز حضور المملكة كمركز عالمي رائد في إدارة وخدمة الحشود، وتقديم نماذج متقدمة في إدارة الضيافة الدينية على مستوى العالم.

رسالة ختامية

يعكس تأسيس أول لجنة وطنية لخدمة ضيوف الرحمن نقلة نوعية في طريقة إدارة هذا القطاع الحيوي، ويؤكد أن المملكة ماضية بثبات نحو تطوير منظومة متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الخدمة والاقتصاد، وبين القيم والاستدامة.

ما الهدف من تشكيل اللجنة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن؟
تهدف اللجنة إلى تطوير قطاع خدمة ضيوف الرحمن، وتعزيز البيئة الاستثمارية، وتمثيل القطاع أمام الجهات ذات العلاقة، وتحقيق التكامل والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

من يرأس اللجنة الوطنية لخدمة ضيوف الرحمن؟
يرأس اللجنة الأستاذ راجس الشرافي، وهو من القيادات الاقتصادية ذات الخبرة في العمل الاستثماري والقطاعي.

ما الجهات التي تتكامل معها اللجنة في عملها؟
تعمل اللجنة بالتكامل مع الجهات الحكومية والتنظيمية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى المستثمرين والقطاع الخاص.

كيف تسهم اللجنة في تحقيق رؤية المملكة 2030؟
من خلال تمكين القطاع الخاص، وتحفيز الاستثمار، ورفع جودة الخدمات، وتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي لقطاع خدمة ضيوف الرحمن.

ما أبرز المبادرات المتوقعة من اللجنة؟
تطوير منتجات وحلول خدمية مبتكرة، بناء شراكات استثمارية، تحسين تجربة الحاج والمعتمر، ودعم الاستدامة التشغيلية للقطاع.

اقرأ أيضًا: تحذير شرعي صارم من فتاوى الاختبارات الموجّهة.. الخثلان يصفها بالخيانة والفساد التعليمي