السعودية تطلق خطة وطنية شاملة لحماية الطيور المهاجرة
السعودية تطلق خطة وطنية شاملة لحماية الطيور المهاجرة
الترند العربي – متابعات
أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية خطة وطنية شاملة تهدف إلى حماية الطيور المهاجرة في المملكة العربية السعودية، في خطوة تؤكد التزام المملكة بحماية بيئتها الطبيعية وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال الاستدامة البيئية والتنوع الأحيائي. وتأتي هذه المبادرة لتكون واحدة من أبرز البرامج الوطنية في المنطقة لحماية الكائنات المهاجرة، وضمان مرورها الآمن عبر الأراضي السعودية التي تُعد من أهم مسارات الهجرة في العالم.
رؤية وطنية لحماية التنوع الأحيائي
تشكل الخطة الوطنية الجديدة إطارًا استراتيجيًا متكاملًا لتنظيم أنشطة الصيد، وتقليل الأخطار التي تواجه الطيور المهاجرة خلال عبورها الموسمي.
ويأتي إطلاقها في وقتٍ تتزايد فيه التحديات البيئية عالميًا، إذ تمر المملكة سنويًا بموجات عبور لملايين الطيور القادمة من آسيا وأوروبا وإفريقيا، ما يجعلها نقطة محورية في شبكة المسارات البيئية الدولية.
وأوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن هذه الخطة تعكس التزام المملكة بمبادئ التنمية المستدامة، وتستند إلى أحدث الدراسات العلمية التي تحدد أنماط الهجرة ومساراتها الطبيعية لضمان توفير بيئة آمنة للطيور في أثناء عبورها واستقرارها.
تنظيم موسم الصيد وضبط الممارسات
تتضمن الخطة تنظيم موسم الصيد عبر تحديد فترات زمنية دقيقة بناءً على نتائج الأبحاث الميدانية، واستنادًا إلى نظام البيئة ولوائحه التنفيذية.
ويتم تنفيذ هذا التنظيم من خلال أتمتة كاملة للإجراءات عبر منصة “فطري”، التي تتيح للصيادين استخراج التصاريح ومتابعة الأنظمة إلكترونيًا، بما يسهم في رفع كفاءة الرقابة وتطبيق القوانين بدقة.
وأكد المركز أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى القضاء على الصيد الجائر، وإنهاء الممارسات المخالفة التي تؤثر على الحياة الفطرية، مع تكثيف الرقابة الميدانية من خلال فرق مختصة بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي لضبط المخالفين وحماية الموارد الطبيعية.
مبادرات هندسية لحماية الطيور من الصعق الكهربائي
من بين أبرز المشاريع الفنية التي تتضمنها الخطة تركيب عوازل كهربائية على خطوط الجهد المتوسط، للحد من حالات الصعق الكهربائي التي تتعرض لها الطيور المهاجرة أثناء رحلاتها.
وتأتي هذه الخطوة بعد دراسات ميدانية أثبتت أن خطوط الكهرباء تمثل أحد أبرز مصادر الخطر على الطيور، خاصة في المناطق المفتوحة وشبه الصحراوية.
كما تشمل المبادرات إنشاء محميات جديدة ومسارات آمنة، تُسهم في تسهيل حركة الطيور المهاجرة وتنقلها عبر أقاليم المملكة المختلفة، بما في ذلك المناطق الساحلية وسلاسل الجبال والواحات، لضمان عبور آمن ومتوازن بيئيًا.
أتمتة الإدارة البيئية عبر منصة “فطري”
أوضح المركز أن منصة “فطري” ستكون الأداة الرئيسة لمتابعة موسم الصيد، حيث تُستخدم لتوثيق البيانات البيئية، وإصدار التراخيص، وتسجيل المخالفات إلكترونيًا.
وتهدف المنصة إلى تعزيز الشفافية وتسريع الإجراءات، مع تمكين المفتشين من متابعة الأنشطة الميدانية لحظة بلحظة عبر أنظمة رقمية متطورة.
ويُعدّ هذا التوجه نحو الأتمتة البيئية أحد مظاهر التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في قطاع البيئة، مما يضمن مراقبة أكثر دقة ويقلل من الأخطاء البشرية في إدارة الحياة الفطرية.
تخطيط صديق للطبيعة
أكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن رؤيته المستقبلية تستند إلى تعزيز مفهوم التخطيط العمراني الصديق للطبيعة، عبر دمج البعد البيئي في مشاريع البنية التحتية الوطنية.
ويشمل ذلك تحديث خرائط مسارات الهجرة بالتوازي مع خطط التوسع الحضري، لتفادي تقاطع مشاريع التنمية مع مسارات عبور الطيور.
كما يجري العمل على إنشاء ممرات خضراء تعمل كجسور بيئية بين المناطق الحضرية والطبيعية، بما يسهم في تحقيق توازن طويل المدى بين التنمية والبيئة.
دعم المبادرات الإقليمية والدولية
تنسجم الخطة الوطنية لحماية الطيور المهاجرة مع التزامات المملكة الدولية ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لحفظ الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية (CMS)، واتفاقيات التعاون البيئي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
كما تعزز الخطة دور السعودية بوصفها عضوًا فاعلًا في الجهود العالمية لحماية التنوع الأحيائي، وتسهم في بناء شبكة من المحميات والممرات البيئية الآمنة على مستوى المنطقة.
وأكد المركز أن حماية الطيور المهاجرة تمثل مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الأفراد والمجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن التوعية المجتمعية تمثل ركيزة أساسية في نجاح الخطة الجديدة.
الطيور المهاجرة.. ثروة بيئية وجمالية
تُعد الطيور المهاجرة جزءًا أساسيًا من التوازن البيئي في المملكة، إذ تلعب دورًا مهمًا في مكافحة الآفات ونشر البذور والمحافظة على التنوع البيولوجي.
وتشهد المملكة عبور أكثر من 500 نوع من الطيور سنويًا، تتوزع بين الطيور المائية، والبرية، والجارحة، مما يجعلها محطة رئيسية على طريق الهجرة بين القارات.
ويرى خبراء البيئة أن المبادرات الجديدة ستسهم في تحسين بيئات التعشيش والتكاثر، وتقليل نسبة النفوق الناتجة عن الصيد أو التلوث أو الصعق الكهربائي، مؤكدين أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو أنموذج بيئي عالمي رائد.
نحو بيئة آمنة ومستدامة
تمثل الخطة الوطنية لحماية الطيور المهاجرة امتدادًا لجهود المملكة في تعزيز استدامة الحياة الفطرية، حيث سبق أن أطلقت مبادرات مشابهة لحماية النمر العربي، وإعادة توطين الظباء والمها العربي، ومشاريع استزراع النباتات المحلية في المناطق الجبلية والصحراوية.
ويُنتظر أن تسهم الخطة الجديدة في رفع كفاءة إدارة المحميات والمواقع البيئية الحساسة، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما يدعم تحقيق أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
ما الهدف من الخطة الوطنية لحماية الطيور المهاجرة؟
الهدف هو حماية مسارات الطيور المهاجرة وضمان عبورها الآمن، مع تنظيم أنشطة الصيد والحد من التهديدات البيئية التي تواجهها.
ما أبرز الإجراءات الفنية في الخطة؟
تركيب عوازل كهربائية على خطوط الكهرباء، وإنشاء محميات ومسارات آمنة، وتحديث خرائط الهجرة بما يتناسب مع مشاريع التنمية.
هل تشمل الخطة استخدام التكنولوجيا؟
نعم، تعتمد الخطة على أتمتة الإجراءات عبر منصة “فطري” لمتابعة موسم الصيد والرقابة الميدانية بشكل رقمي.
كيف تواكب الخطة رؤية 2030؟
تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية، ودعم مبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لحماية التنوع الأحيائي في المنطقة.
كم عدد أنواع الطيور المهاجرة التي تمر بالمملكة؟
تُقدّر بأكثر من 500 نوع من الطيور التي تعبر أجواء المملكة سنويًا بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
اقرأ أيضًا: “الفئران” تتحول إلى سلاح لمكافحة تهريب المخدرات والحيوانات
