
الترند العربي – متابعات
تشهد المملكة العربية السعودية منذ سنوات طفرة نوعية في مجال التعليم الرقمي، حيث أصبحت المنصات التعليمية ركيزة أساسية في منظومة التعلم الحديثة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا والتعليم الذكي.
وقد أثبتت التجربة السعودية في التعليم الإلكتروني نجاحًا عالميًا، خصوصًا بعد إطلاق حزمة من المنصات الوطنية التي غيّرت مفهوم التعليم التقليدي.
“مدرستي“.. التجربة الأبرز في التعليم العام
تُعد منصة مدرستي أبرز التجارب التعليمية الرقمية في المملكة، وقد انطلقت رسميًا عام 2020 تحت إشراف وزارة التعليم، لتكون نموذجًا متكاملًا للتعليم عن بُعد أثناء جائحة كورونا، قبل أن تتحول إلى جزء دائم من العملية التعليمية.
وتضم المنصة أكثر من 7 ملايين مستخدم يوميًا من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وتوفر آلاف الدروس التفاعلية، والاختبارات الإلكترونية، وأدوات المتابعة المستمرة. كما حصلت المنصة على جائزة التميز الحكومي العربي كأفضل مبادرة حكومية في التعليم الرقمي لعام 2021، بحسب وزارة التعليم السعودية.

“FutureX“.. منصة وطنية موحّدة للتعليم الإلكتروني
أطلقت المؤسسة الوطنية للتعليم الإلكتروني (NELC) منصة FutureX عام 2021، لتكون المظلة الوطنية التي تربط بين المؤسسات الأكاديمية ومقدمي المحتوى الرقمي محليًا وعالميًا.
وتتيح المنصة أكثر من 10 آلاف برنامج تدريبي ومقرر إلكتروني، بالشراكة مع جامعات سعودية وعالمية مثل “هارفارد” و”كورسيرا” و”إدراك”.
وتهدف FutureX إلى دعم التعلم مدى الحياة، وتمكين الجهات الحكومية والخاصة من إنشاء منصاتها الخاصة عبر واجهات برمجية تربطها بالنظام الوطني للتعليم الرقمي.

“رواق” و”إدراك“.. التعليم المفتوح باللغة العربية
برزت منصتا رواق وإدراك كمنصات عربية مفتوحة المصدر (MOOCs) تقدمان محتوى أكاديميًا ومهاريًا مجانيًا باللغة العربية.
تأسست رواق في السعودية عام 2013، وتضم أكثر من 6 ملايين متعلم في مختلف المجالات، مثل الإدارة، التقنية، العلوم، واللغة. أما منصة إدراك، التي تُدار بالشراكة مع مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، فتُعد من أهم مصادر التعلم الذاتي في العالم العربي، وتوفر مساقات تفاعلية معتمدة من جامعات عالمية.

“عين” و”سهل” و”عناقيد”.. محتوى وطني للمدارس
إلى جانب المنصات الرسمية، تدير وزارة التعليم السعودية شبكة من المنصات المساندة مثل قنوات عين التعليمية، التي تبث عبر الإنترنت والفضائيات، وتغطي المناهج السعودية لكافة المراحل الدراسية.
كما تقدم منصة سهل التعليمية مكتبة ضخمة من الشروحات المرئية والاختبارات التفاعلية، فيما توفر منصة عناقيد محتوى مخصصًا للمعلمين لرفع كفاءتهم المهنية وتبادل الخبرات التربوية.
الجامعة السعودية الإلكترونية.. نموذج التعليم المدمج
تُمثل الجامعة السعودية الإلكترونية التي تأسست عام 2011، تجربة فريدة في التعليم العالي الرقمي، إذ تجمع بين الحضور الافتراضي والتعليم الوجاهي في قاعات ذكية.
وتضم الجامعة أكثر من 35 ألف طالب وطالبة، وتقدّم برامج بكالوريوس وماجستير في إدارة الأعمال، تقنية المعلومات، والعلوم الصحية، باستخدام أحدث أنظمة التعلم الذكي ومنصات الاختبارات الرقمية.

المكتبة الرقمية السعودية.. أكبر مستودع معرفي في الشرق الأوسط
تُعتبر المكتبة الرقمية السعودية (SDL) أحد أكبر المشاريع الأكاديمية الرقمية في المنطقة، إذ تضم أكثر من 900 ألف مرجع علمي من كتب ومقالات ودوريات عالمية.
وتخدم المكتبة أكثر من 40 جامعة سعودية وتُعد الذراع البحثية الرقمية للتعليم العالي، حيث تسهم في تعزيز الوصول للمصادر المعرفية العالمية ودعم البحث العلمي المحلي.
أدوار وطنية في بناء المهارات والجاهزية المستقبلية
تُسهم المنصات التعليمية السعودية في تطوير المهارات الرقمية واللغوية للطلاب والمعلمين على حد سواء. فعلى سبيل المثال، تقدم منصة “أعناب” (Aanaab) دورات معتمدة للتطوير المهني التربوي، فيما تعمل منصات مثل AlifBee على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أطلقت وزارة التعليم مبادرات وطنية لرفع جاهزية المعلمين في التعليم الرقمي، تضمنت أكثر من 300 ألف دورة تدريبية إلكترونية منذ عام 2021، وفقًا لتقارير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني (NELC).
تحديات وفرص مستقبلية
رغم التقدم الكبير، ما زالت بعض التحديات قائمة، مثل ضعف البنية التحتية التقنية في المناطق النائية، والحاجة إلى توسيع الاعتماد الرسمي لبعض الشهادات الإلكترونية.
لكن الاتجاه العام يسير نحو دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتخصيص مسارات تعلم تتوافق مع قدرات كل طالب، وهو ما تعمل عليه حاليًا وزارة التعليم بالتعاون مع هيئة الحكومة الرقمية و”هيئة تقويم التعليم والتدريب”.
س: ما أبرز المنصات التعليمية الرسمية في السعودية؟
ج: تشمل المنصات الرسمية “مدرستي” للتعليم العام، و”FutureX” للتعليم الإلكتروني الوطني، و”عين التعليمية” للبث والمحتوى الدراسي، إضافة إلى “المكتبة الرقمية السعودية” التي توفر مصادر أكاديمية وبحثية ضخمة للجامعات.
س: ما المنصة المسؤولة عن إدارة التعليم الإلكتروني على المستوى الوطني؟
ج: يتولى “المركز الوطني للتعليم الإلكتروني (NELC)” الإشراف على منظومة التعليم الرقمي في السعودية، وهو الجهة المطورة لمنصة “FutureX” التي تربط الجامعات والجهات الحكومية بمصادر تعلم عالمية معتمدة.
س: هل ما زالت منصة “مدرستي” تُستخدم بعد انتهاء جائحة كورونا؟
ج: نعم، أصبحت “مدرستي” جزءًا أساسيًا من نظام التعليم في المدارس السعودية، وتُستخدم حاليًا لدعم التعليم المدمج والأنشطة التفاعلية داخل الفصول وخارجها.
س: كم عدد الطلاب المستفيدين من المنصات التعليمية في السعودية؟
ج: بحسب وزارة التعليم، تجاوز عدد مستخدمي منصة “مدرستي” وحدها 7 ملايين مستخدم، بينما تخدم منصة “FutureX” أكثر من 10 آلاف برنامج تدريبي ودورة رقمية، يستفيد منها مئات الآلاف من المتعلمين سنويًا.
س: ما المنصة المخصصة للتطوير المهني للمعلمين والإداريين؟
ج: منصة “أعناب” (Aanaab) تُعد من أبرز المنصات السعودية المعتمدة لتدريب المعلمين وتنمية مهاراتهم المهنية والتعليمية بالتعاون مع جهات حكومية وجامعية محلية.
س: هل تقدم هذه المنصات شهادات معتمدة؟
ج: نعم، بعض المنصات مثل “FutureX” و”رواق” و”أعناب” تمنح شهادات معترف بها من جهات رسمية أو جامعات معتمدة، فيما تخضع شهادات المنصات المفتوحة لاعتمادات محددة حسب نوع البرنامج.
س: ما التحديات التي تواجه التعليم الإلكتروني في المملكة؟
ج: من أبرز التحديات ضعف الاتصال بالإنترنت في بعض المناطق النائية، الحاجة إلى تدريب مستمر للمعلمين، وضمان جودة المحتوى الرقمي وتقييم أداء الطلاب بدقة في بيئة افتراضية.
س: كيف تدعم هذه المنصات رؤية السعودية 2030؟
ج: تساهم المنصات التعليمية في تحقيق أهداف “رؤية 2030” من خلال تطوير رأس المال البشري، وتعزيز التعليم مدى الحياة، وتمكين التقنيات الحديثة في التعليم لبناء اقتصاد معرفي مستدام.
اقرأ أيضًا: نيابةً عن سمو ولي العهد.. وزير الخارجية فيصل بن فرحان يصل إلى مصر لترؤس وفد المملكة في قمة شرم الشيخ