قطار البضائع في بني سويف.. حادث جديد يثير الجدل حول أمان السكة الحديد

قطار البضائع في بني سويف.. حادث جديد يثير الجدل حول أمان السكة الحديد
الترند العربي – متابعات
بداية الحادث.. دقائق من الرعب على خط الصعيد
شهدت محافظة بني سويف حادثًا مفاجئًا حين خرجت سبع عربات من أحد قطارات البضائع عن القضبان في المنطقة الواقعة بين مدينة ببا وقرية كفر جمعة التابعة لمركز ببا. الحادث الذي وقع مساء الأحد الماضي أثار حالة من القلق بين الركاب والمواطنين، ليس بسبب وقوع خسائر بشرية، بل بسبب حجم الشلل الذي أصاب حركة القطارات على خط الصعيد، الشريان الحيوي الذي يربط جنوب مصر بشمالها.
شهود العيان أكدوا أن أصوات ارتطام قوية أعقبها تصاعد للأتربة والدخان، ما دفع الأهالي للاعتقاد بوجود ضحايا. لكن وزارة النقل سارعت للتوضيح بأن الحادث لم يسفر عن إصابات أو وفيات، واقتصر على الأضرار المادية بخط السكة الحديد وبعض عربات القطار.

الأضرار الناتجة عن خروج القطار
بحسب ما أعلنه مسؤولو هيئة السكك الحديدية، فقد تضررت البنية التحتية لمسافة امتدت لعدة أمتار نتيجة خروج العربات عن القضبان، إضافة إلى تهشم أجزاء من العربات السبع المنكوبة. وعلى الفور، تحركت فرق الطوارئ مزوّدة بالأوناش العملاقة والمعدات الثقيلة لرفع العربات المتضررة وإعادة فتح الخط تدريجيًا.
الأمر لم يتوقف عند تعطيل خط الصعيد، بل امتد إلى تأخير عشرات القطارات المتجهة من وإلى القاهرة، حيث اضطر الركاب للانتظار لساعات طويلة في المحطات. البعض منهم أكد أنهم ظلوا عالقين لأكثر من 12 ساعة حتى عادت الحركة بشكل جزئي بالتبادل بين الخطين.

تدخل السلطات ولجنة التحقيق
وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية أعلنتا فتح تحقيق موسع حول ملابسات الحادث. وتم تشكيل لجنة فنية تضم مهندسين متخصصين لفحص مسار القضبان والعربات ومعرفة الأسباب الدقيقة وراء الحادث.
في الوقت نفسه، تم التحفظ على سائق القطار ومساعده، على أن يتم استجوابهما ضمن التحقيقات الجارية، مع مراجعة سجل الصيانة والتقارير الفنية الخاصة بالقطار وخط السكة الحديد في تلك المنطقة.
الهيئة اعتذرت للمواطنين عن التأخير، مؤكدة أن سلامة الركاب والبضائع تظل الأولوية القصوى، وأن العمل جارٍ على مدار الساعة لإعادة الحركة إلى طبيعتها بشكل كامل.

تسيير الحركة بشكل جزئي
بعد ساعات من الحادث، بدأت السلطات في تسيير حركة القطارات بشكل تبادلي على الخط الآخر غير المتضرر، مع استمرار عمليات رفع العربات وإصلاح القضبان. صور بثتها وسائل الإعلام أظهرت الأوناش العملاقة وهي تعمل وسط تجمعات من الأهالي والركاب الذين حضروا لمتابعة التطورات.
وأكدت هيئة السكة الحديد أن الحركة ستعود تدريجيًا إلى طبيعتها بمجرد الانتهاء من أعمال الإصلاح وإعادة تأهيل الجزء المتضرر.
ردود الفعل الشعبية والإعلامية
الحادث أثار موجة واسعة من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي. بعض المواطنين عبّروا عن غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث، معتبرين أن تطوير منظومة السكة الحديد لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، فيما دعا آخرون إلى الإسراع في استكمال مشروعات التحديث التي أطلقتها الدولة.
الإعلام المحلي سلط الضوء على مشاهد الركاب الذين انتظروا لساعات طويلة في المحطات، وكذلك على الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ لرفع العربات. في المقابل، تناولت بعض البرامج الحوارية الحادث باعتباره جرس إنذار جديد بضرورة مراجعة معايير الأمان والصيانة الدورية.

خلفية عن حوادث القطارات في مصر
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها خطوط السكة الحديد بمصر حادثًا مماثلًا. فقد سجلت العقود الماضية سلسلة من الحوادث المؤلمة، أبرزها حادث قطار العياط عام 2002 الذي أسفر عن مئات الضحايا، وحادث محطة مصر عام 2019 الذي تسبب في عشرات الوفيات.
ورغم الخطوات الكبيرة التي اتُخذت في السنوات الأخيرة لتطوير المنظومة، مثل إدخال القطارات الحديثة وتحديث الإشارات، إلا أن مثل هذه الحوادث تكشف عن استمرار بعض التحديات الفنية واللوجستية.
البُعد الاقتصادي للحادث
خروج قطار بضائع عن القضبان لا يعني فقط تعطيل حركة الركاب، بل يؤثر أيضًا على حركة نقل البضائع الحيوية بين شمال وجنوب البلاد. البضائع التي كان ينقلها القطار تأخرت في الوصول إلى وجهتها، ما تسبب في خسائر اقتصادية سواء للشركات أو للمزارعين الذين يعتمدون على سرعة النقل.
كما أن تكاليف الإصلاح وإعادة تشغيل الخطوط تشكّل عبئًا إضافيًا على هيئة السكك الحديدية، التي تعمل في إطار خطة واسعة للتطوير بتمويلات ضخمة.
الأمن والسلامة.. تحديات قائمة
تقرير أولي أشار إلى أن أسباب الحادث قد ترتبط إما بخلل فني في القضبان أو سرعة القطار عند نقطة محددة، لكن النتائج النهائية لم تعلن بعد.
خبراء النقل أكدوا أن الحل يكمن في تسريع مشروعات تحديث الإشارات الإلكترونية، وتطبيق أنظمة مراقبة آلية تمنع تجاوز السرعات المقررة، إلى جانب تدريب العاملين بشكل مستمر.
شهادات من الموقع
عدد من المواطنين الذين تواجدوا بالقرب من موقع الحادث قالوا إنهم شعروا بهزة أرضية قوية حين خرجت العربات عن القضبان، مشيرين إلى أن الحظ كان حليف الجميع بعدم وجود ركاب، لأن القطار كان مخصصًا لنقل البضائع.
أحد الأهالي أوضح: “المشهد كان مرعبًا.. العربات خرجت من مسارها وكنا نتوقع كارثة، لكن الحمد لله لم تحدث إصابات”، بينما آخر أضاف أن التأخير في عودة الحركة أصاب المسافرين بمعاناة شديدة خاصة في ظل حرارة الجو ونقص الخدمات في بعض المحطات.
مستقبل السكة الحديد بعد الحادث
الحادث الأخير يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل منظومة النقل بالسكك الحديدية في مصر. فبينما تتسابق الدولة في تنفيذ مشروعات متطورة مثل القطار الكهربائي السريع، لا تزال الحوادث التقليدية تذكّر الجميع بأن البنية الأساسية القديمة تحتاج إلى متابعة وصيانة صارمة.
ويرى خبراء أن الربط بين التطوير الحديث والصيانة الدورية للشبكة الحالية سيكون العامل الحاسم لتقليل مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ما عدد العربات التي خرجت عن القضبان؟
خرجت 7 عربات من قطار البضائع.
هل وقعت إصابات أو وفيات؟
لا، الحادث لم يسفر عن أي خسائر بشرية.
كيف تأثرت حركة القطارات؟
توقفت بشكل مؤقت ثم عادت تدريجيًا بالتبادل على الخط الآخر.
ماذا فعلت السلطات بعد الحادث؟
دفعت بأوناش لرفع العربات، وشكّلت لجنة فنية للتحقيق.
هل تم التحقيق مع سائق القطار؟
نعم، تم التحفظ على السائق ومساعده لحين انتهاء التحقيقات.
ما هي أبرز الخسائر؟
أضرار مادية في العربات والبنية التحتية، وتأخير قطارات الركاب والبضائع.
هل هذا أول حادث من نوعه؟
لا، مصر شهدت عدة حوادث مشابهة في الماضي رغم جهود التطوير الأخيرة.
ما الإجراءات المتوقعة مستقبلًا؟
زيادة مراقبة السرعات، تحديث الإشارات، وتحسين الصيانة الدورية.
الخاتمة
حادث قطار البضائع في بني سويف جاء ليؤكد أن ملف السكة الحديد في مصر لا يزال بحاجة إلى متابعة دقيقة رغم مشروعات التطوير الجارية. فبينما لم يشهد الحادث خسائر في الأرواح، إلا أنه خلّف خسائر اقتصادية ومعاناة إنسانية للركاب الذين ظلوا عالقين لساعات طويلة.
الرهان الآن على قدرة الدولة في تسريع وتيرة التحديث، وربطها بمنظومة صارمة للسلامة والصيانة، حتى تعود الثقة مجددًا في أحد أقدم وأهم وسائل النقل في مصر.
اقرأ أيضًا: بالصور.. انهيار عقار سكني في جسر السويس بعد حادثة قطاري سوهاج