البنك الأهلي يضرب الإسماعيلي بثنائية شلبي وفيصل.. هزيمة سابعة تُدخل الدراويش النفق الضيق

البنك الأهلي يضرب الإسماعيلي بثنائية شلبي وفيصل.. هزيمة سابعة تُدخل الدراويش النفق الضيق
الترند العربي – متابعات
إسماعيلية حزينة وجرس إنذار مدوٍّ
ليلة ثقيلة عاشتها جماهير الإسماعيلي على مدرجات استاد الإسماعيلية، بعدما قلب البنك الأهلي الطاولة مبكّرًا وسجّل هدفين في نصف ساعة أولى مثالية، قبل أن يقلّص الدراويش الفارق من ركلة جزاء ويكتفي أصحاب الأرض بالخسارة السابعة لهم هذا الموسم بنتيجة 2–1. المباراة جاءت ضمن الجولة التاسعة من دوري نايل الممتاز 2025–2026، وأبرزت مفارقة صارخة: فريق يملك الكرة كثيرًا لكنه بلا فاعلية حقيقية، في مواجهة خصم منضبط، يعرف كيف يطعن في اللحظة المناسبة ويغلق المساحات بذكاء.
منذ صافرة البداية، بدا أن البنك الأهلي حضّر لموقعة الإسماعيلية بأفكار واضحة: ضغط متوسط، انتقالات عمودية خاطفة، واستثمار جودة الثنائي محمد إبراهيم ومصطفى شلبي في الثلث الأخير. على الجهة المقابلة، عانى الإسماعيلي من بطء التحضير، وتباعد الخطوط، وتكرار الأخطاء الفردية في التمركز، ما جعل شباكه تستقبل هدفين حملا بصمة “التيكي تاكا القصيرة” والسرعة في القرار.

تفاصيل الأهداف: بصمة “وان-تو” وطلقة يسارية ثم ركلة جزاء متأخرة
الدقيقة 21: لعبة نموذجية بدأها محمد إبراهيم بلمسة خارجة من الضغط إلى مصطفى شلبي، ثم “وان-تو” أعاد شلبي من خلالها الكرة وتسلّم في ظهر الظهير، لينفرد ويسدد بثبات في الزاوية اليمنى لحارس الدراويش عبدالله جمال. هدف أول يرسم ملامح المباراة ويمنح الضيوف أريحية كبيرة في إدارة الإيقاع.
الدقيقة 27: لقطة فردية صافية من أسامة فيصل. استلام على الطرف الأيمن، قطع إلى الداخل، مراوغة قصيرة تُسقط المدافع خارج اللعبة، ثم تسديدة يسارية أرضية زاحفة من حدود المنطقة تسكن القائم البعيد. هنا فقد الإسماعيلي توازنه الذهني لعدة دقائق، وبدت علامات التوتر على الخط الخلفي.
الدقيقة 76: ركلة جزاء للإسماعيلي بعد لمسة يد داخل المنطقة، يتقدّم محمد عمّار ويسدد بثقة ليعيد الأمل للجماهير في الربع ساعة الأخير، لكن العودة اصطدمت بتنظيم البنك الأهلي وصلابة ثنائية المحور أمام خط الدفاع.

قبل المباراة: صدمة اللحظات الأخيرة باستبعاد إيريك تراوري
تلقّى الإسماعيلي ضربة نفسية وفنية قبيل ضربة البداية باستبعاد إيريك تراوري أثناء الإحماء بسبب الإصابة، ما اضطر الجهاز الفني لتعديل القائمة وإشراك محمد خطاري بدلًا منه. مثل هذه الصدمات اللحظية تضرب توازن الخطة، خصوصًا إذا كان المستبعد لاعبًا يُعوَّل عليه في كسر الضغط الأول وصناعة التحولات.

ملامح تكتيكية: كيف فاز البنك الأهلي؟
- كتلة مدمجة وضغط موجّه: لم يستدرج البنك الأهلي نفسه إلى ضغط عالٍ مُكلف بدنيًّا، بل اصطف في 4–4–2/4–2–3–1 مرنة، مع غلق عمق الملعب وإجبار الإسماعيلي على التمرير العرضي. كان الرهان واضحًا: اتركوا الحيازة للمضيف لكن امنعوا التقدم بين الخطوط.
- انتقالات قصيرة تليها انطلاقات حادة: عند استخلاص الكرة، كانت أول لمستين غالبًا باتجاه محمد إبراهيم (كمحور صناعة) ثم إلى جناح سريع كـ مصطفى شلبي. هذا التتابع السريع كسر خط الضغط الأول، وصنع وضعيات “واحد ضد واحد” مواتية على الأطراف.
- حسم مبكر يساوي نقاطًا مضمونة: هدفان قبل نصف ساعة يغيّران هندسة المباراة. حينها، يصبح بإمكانك تخفيض نسق اللعب، تدوير الكرة على الخط الخلفي، واستدراج خصم مهزوز نفسيًّا لارتكاب أخطاء إضافية.
- حماية الصندوق: في الربع الأخير، تحوّل البنك الأهلي لشبه 4–5–1 في الحالة الدفاعية، مع تغطية عرضية ممتازة لإغلاق العرضيات المتأخرة التي حاول الإسماعيلي الاعتماد عليها، خاصة بعد دخول عناصر إضافية لزيادة عدد المستهدفين داخل المنطقة.
أين خسر الإسماعيلي المباراة؟
- مركز 6 (الارتكاز الدفاعي): المساحات بين قلبي الدفاع ولاعب الارتكاز ظهرت أكثر من مرة. الهدف الثاني تحديدًا يفضح تلك الفجوة؛ استقبال فيصل بلا ضغط كافٍ عند حافة المنطقة سمح له بالمراوغة واتخاذ قرار التسديد.
- التحضير البطيء: كثرة اللمسات في الخلف بلا تغيير لزاوية الهجوم، ومعها انعدام الجسارة في تمريرة “خط التماس للعمق” التي تشق خطين دفعة واحدة.
- القرارات تحت الضغط: كلما تقدّم الإسماعيلي بالكرة، تحوّلت خيارات اللاعب الحامل للكرة إلى خيارات سلبية؛ عودة للخلف أو عرضية متوقعة. هذا بالضبط ما يريده فريق منظّم خارج ملعبه.
- التأثر الذهني بصدمة تراوري: خسارة اللاعب في الإحماء أثّرت على توزيع الأدوار الهجومية، وسحبَت من الجبهة اليسرى أحد مصادر التفوق في المواجهات الفردية.
الأرقام التي تحكي القصة
الأرقام “غير الرسمية” المتداولة بعد اللقاء تشير إلى أن الاستحواذ مال قليلًا لأصحاب الأرض، لكن الفاعلية كانت من نصيب البنك الأهلي:
- تسديدات مؤثرة للبنك الأهلي مقارنة بوقت حيازة أقل.
- دقة تمرير أعلى في الثلث الأخير للضيوف خلال الشوط الأول، وهي الفترة التي حسمت النتيجة فعليًّا.
- ركلات ركنية وفرص عرضية أكثر للإسماعيلي، لكنها ذهبت بمعظمها إلى مناطق مغلقة أمام كتلة دفاعية منظمة.
هذه المؤشرات تتسق مع سردية المباراة: فريق يعرف ماذا يفعل بالكرة حين يمتلكها قليلًا، وآخر يستحوذ كثيرًا لكنه يعاني في الكلمة الأخيرة داخل الصندوق.
رجال المباراة: من صنع الفارق؟
- مصطفى شلبي: جناح “سرعة + قرار”. هدف الافتتاح جاء من تحرّك مثالي خلف الظهير وتوقيت جريّ ممتاز. قدرته على اللعب بقدم قوية في الحسم منحت البنك الأهلي أفضلية في اللمسة الأخيرة.
- أسامة فيصل: لمسة أولى مريحة، ثم مراوغة قاطعة وتسديدة يسارية أرضية “نموذجية” في الهدف الثاني. دوره بلا كرة لا يقل أهمية—سحب المدافعين من مناطقهم لفتح المسار لزملائه.
- محمد إبراهيم: المايسترو الذي يكسر طبقات الضغط بالتمرير العمودي القصير. اسمه طفا في كل جملة بناء هجومي ناجحة.
- محمد عمّار: سجّل هدف تقليص الفارق بثبات من علامة الجزاء، وأعاد النبض للمباراة، لكن ذلك لم يكفِ لانتزاع نقطة.
- عبدالعزيز البلعوطي: حارس البنك الأهلي كان حاضرًا عندما احتاجه فريقه، خاصة في الكرات الثانية والعرضيات المتأخرة.
المشاهد الأبرز من 90 دقيقة
- “وان-تو” الهدف الأول: لقطة تدريبية محضة تُدرّس في كيفية التحرّك من الظهر إلى العمق.
- طلقة فيصل: تسديدة أرضية بميزان القوّة والاتجاه، تُظهر لاعبًا ناضجًا في اتخاذ قرار الحسم.
- صحوة متأخرة: بعد هدف عمّار، زاد الإسماعيلي من العرضيات، لكن الكثافة العددية داخل الصندوق لم تُترجم إلى جودة إنها ء.
- احتجاجات محدودة: شهدت الدقائق الأخيرة بعض الاعتراضات على قرارات تحكيمية، لكنها لم تغيّر في مسار مباراة بدا منصفًا قياسًا بما قُدّم على الطرفين.
- خروج جماهيري محبط: مشهد الجماهير وهي تغادر المدرجات بحسرة يختصر موسمًا معقدًا حتى الآن.
موقف الفريقين في الجدول: ضيف يتنفس وصاحب أرض يتأزم
- الإسماعيلي: الهزيمة السابعة تُبقي الفريق في مؤخرة الترتيب بأربع نقاط من تسع مباريات، ما يعني أن هامش الخطأ بات ضئيلًا للغاية في الأسابيع المقبلة. جمهور الدراويش يطالب بردّ سريع، وأي تأخر إضافي في علاج العيوب الدفاعية والتحضيرية قد يُدخل الموسم في “وضع إنقاذ”. مصراوي.كوم
- البنك الأهلي: فوز يساوي ذهبًا خارج القواعد. النقطة الحادية عشرة تُثبت الفريق في المنطقة الدافئة وتمنحه زخمًا معنويًا قبل سلسلة مباريات متوسطة الصعوبة على الورق. الأهم أن الفريق أظهر شخصية تكتيكية ومرونة أمام ضغط جماهيري.
قراءة فنية متعمّقة: أين تُصلَح الأعطال؟
عند الإسماعيلي
- بناء اللعب: يحتاج الفريق إلى “محور ربط” يملك تمريرة عمودية آمنة لكسر أول خط ضغط. اللعب العرضي والإرجاع المتكرر يقتل الطابع المفاجئ للهجوم.
- الضغط العكسي: بعد الفقد، يُترك حامل الكرة الخصم ليستدير ويرفع رأسه. المطلوب ضغط ثنائي مباشر واسترجاع في أول 5 ثوانٍ.
- تمركز الأظهرة: الهجمات المُرتدة للبنك الأهلي خرجت من المساحة خلف الظهير. الحل في جاكّينج (invert) وقت الهجمة لتقليص المساحة بين الظهير وقلب الدفاع.
- الحالة الذهنية: تلقي هدف مبكر لا يعني انكسار الخطة؛ لكن الفريق انهار تكتيكيًا لمدة ربع ساعة بعد الهدف الثاني، وهو ما يحتاج لمعالجة “اتصالية” بين الخطوط.
عند البنك الأهلي
- التحول للمبادرة: التقدّم بهدفين يُغري مبكّرًا بإدارة الوقت، لكن الفريق بحاجة أحيانًا إلى قتل المباراة بالهدف الثالث عبر ضغط “خاطف” بعد الهدف الثاني.
- بدائل الأطراف: شلبي أداة حاسمة، لكن سيحتاج الجهاز لمداورة تُحافظ على مستواه بدنيًا، خصوصًا مع توالي الجولات وتقارب المواعيد.
التحكيم وإدارة المباراة
قاد اللقاء الحكم محمد التابعي الغازي، وبدا متّزنًا في القرارات الكبرى، خاصة ركلتي الجزاء. استخدم الفريق التحكيمي تقنية الفيديو في مراجعات محدودة ولم تستغرق وقتًا طويلًا، ما حافظ على نسق اللعب ومنع تفكك الإيقاع. حضور التحكيم كان “هادئًا” وهو مطلوب في مباريات توتّرها عالٍ.
ماذا بعد؟ جدول المباريات القادمة وتأثير النتيجة
- الإسماعيلي: تنتظر الدراويش مواجهات مباشرة مع فرق من النطاق نفسه في الجدول. “مباريات الست نقاط” هذه ستحدّد إن كان الفريق سيخرج سريعًا من القاع أم سيغوص أكثر. مطلوب من الجهاز الفني الإسراع بعلاج المساحات بين الخطوط، وتجهيز بديل ثابت لدور تراوري إن طالت غيبته.
- البنك الأهلي: هذا الفوز يمنح الجهاز الفني فرصة للعمل بهدوء، وتحسين الخروج بالكرة أمام خصوم سيتكتلون أكثر. الحفاظ على منظومة الضغط المتوسط، مع القليل من الجرأة بعد التقدم، قد يرفع الغلة النقطية بسرعة.
أصوات من المدرجات والاستوديوهات
تفاوتت ردود الأفعال بين فرحة عارمة لأنصار البنك الأهلي وغضب جماهيري للإسماعيلي على الأداء الدفاعي في الشوط الأول. محللون كُثر أثنوا على واقعية الضيوف وقدرتهم على “اللّدغ” السريع قبل أن تتراكم فرص أصحاب الأرض. وفي المقابل، دعا أصوات إسماعلاوية قديمة إلى “اجتماع غرفة مغلقة” لإعادة تعريف أدوار اللاعبين في الثلث الأخير، والرهان على حلول جريئة من فئة الدفع بمهاجم ثانٍ مع تحريك أحد الأجنحة لعمق الـ10 عندما يحتاج الفريق للضغط لتحقيق التعادل.
تقييمات مختصرة (10/10)
- مصطفى شلبي (8.5): هدف، تهديد دائم، التزام بالواجب الدفاعي على الخط.
- أسامة فيصل (8.0): هدف، تحرّكات ذكية بين القلوب، مساعدة واضحة في تفريغ المساحات.
- محمد إبراهيم (8.0): رصانة في الاستلام والتسليم تحت ضغط، تمريرات عمودية فارقة.
- محمد عمّار (7.0): أعاد الأمل بالهدف، وظهر بشجاعة في الالتحامات المتأخرة.
- عبدالله جمال (6.0): استقبل هدفين لا يُلام وحده عليهما، لكن يحتاج لمزيد من التواصل مع خط الظهر.
- البلعوطي (7.5): تواجد مؤثر في الكرات الثانية والتقاط العرضيات.
5 خلاصات سريعة من المباراة
- البنك الأهلي يملك هوية لعب واضحة خارج ملعبه: كتلة منخفضة، ضربات خاطفة، ثم إدارة ذكية للزمن.
- الإسماعيلي يعاني من بطء التحضير ونقص “التمريرة القاتلة” بين الخطوط.
- الهدف المبكر يغيّر كل شيء: تسجيل الضيوف مرتين قبل الدقيقة 30 أعاد تعريف المخاطر لباقي الدقائق.
- ركلة جزاء عمّار أعادت الأمل، لكنها كشفت أن صناعة الفرصة المكتملة لا تزال تحديًا كبيرًا.
- على المدى القريب، يحتاج الدراويش استجابة سريعة—تقليص المساحات العمودية وإعادة توزيع أدوار الأطراف—وإلا ستتراكم تبعات الجدول.
من سجّل أهداف البنك الأهلي؟
مصطفى شلبي في الدقيقة 21، وأسامة فيصل في الدقيقة 27.
من سجّل هدف الإسماعيلي؟
محمد عمّار من ركلة جزاء في الدقيقة 76.
ما الملعب والمرحلة؟
استاد الإسماعيلية، ضمن الجولة التاسعة من دوري نايل 2025–2026.
كيف أثرت إصابة إيريك تراوري؟
استبعاده في الإحماء أجبر الجهاز الفني على تعديل الأدوار الهجومية، وفقد الفريق أحد حلول التحوّل والواحد ضد واحد على الجناح.
لماذا فاز البنك الأهلي؟
بسبب الانضباط التكتيكي، والانتقالات السريعة ذات القرار الحاسم، والحسم المبكر الذي سمح بإدارة الإيقاع.
أين الخلل الأوضح لدى الإسماعيلي؟
في المسافة بين محوري الارتكاز وقلبي الدفاع، وبطء تمرير الكرة من الخلف إلى العمق.
ما وضع الفريقين بعد اللقاء؟
الإسماعيلي في مؤخرة الجدول بأربع نقاط من تسع مباريات، والبنك الأهلي يصل إلى 11 نقطة ويأخذ نفسًا بعيدًا عن مناطق الخطر الأولى.
هل أثارت التحكيم اعتراضات كبيرة؟
القرارات الكبرى بدت متزنة، مع استخدام هادئ لتقنية الفيديو، والجدل ظل محدودًا ولم يغيّر مسار النتيجة.
ما الخطوة العاجلة للإسماعيلي؟
إصلاح التحضير من الخلف، وضبط تمركز الأظهرة، وتوفير “ممر عمودي” مبكر نحو منطقة الـ14 لخلق فرص عالية الجودة.
وما التحدي القادم للبنك الأهلي؟
المداورة الذكية بدنيًا لأجنحته، وتجريب ضغط خاطف بعد التقدم لقتل المباريات مبكرًا بالهدف الثالث.
فوز يساوي أكثر من 3 نقاط وخسارة تحتاج إلى استجابة
البنك الأهلي لم يفُز في الإسماعيلية صدفة. خريطة الطريق كانت واضحة: امتصاص، ضرب، ثم إدارة. في المقابل، تزداد تعقيدات موسم الإسماعيلي كلما مرّ أسبوع دون علاج جذري لأمراض التحضير والتمركز، فبعض التفاصيل الصغيرة—كالتمريرة العمودية الأولى أو توقيت دخول الظهير للعمق—قد تغيّر موسمًا كاملًا. ما حدث الليلة يُكتب بسطرين: حسم مبكر من الضيوف، ومحاولة متأخرة من أصحاب الأرض. وبينهما، تكمن الفوارق التي تتراكم في جدول الترتيب.
اقرأ أيضًا: الأهلي يقلب الطاولة ويهزم الزمالك 2-1 في القمة 131 ويشعل سباق الدوري المصري