مدرب الهلال السوداني يكافئ نجومه بعد الوصول إلى دار السلام

مدرب الهلال السوداني يكافئ نجومه بعد الوصول إلى دار السلام
الترند العربي – متابعات
بداية المشهد.. من جوبا إلى دار السلام
لم يكن وصول بعثة الهلال السوداني إلى العاصمة التنزانية دار السلام مجرد رحلة اعتيادية، بل جاء كخطوة جديدة في مسيرة الفريق الأزرق نحو استعادة مكانته القارية. ففي مساء الإثنين 29 سبتمبر، حطّت الطائرة القادمة من زنجبار وعلى متنها اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وسط أجواء حماسية يختلط فيها التعب بالطموح.
الهلال، الذي يعد أحد أعمدة الكرة السودانية وأيقونة جماهيرها، يستعد لمواجهة الشرطة الكيني في الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال أفريقيا. المباراة لا تحتمل أي تهاون، فهي محطة مفصلية تحدد ما إذا كان الفريق سيواصل حضوره المعتاد بين كبار القارة أم سيصطدم بعقبة مبكرة قد تزعزع ثقة جمهوره العريض.

راحة مستحقة بعد عناء طويل
الروماني لورينتيو ريجيكامب، المدير الفني للهلال، فاجأ اللاعبين بقرار منحه راحة لمدة ثلاثة أيام كاملة عقب وصول البعثة إلى تنزانيا. القرار اعتبره الكثيرون مكافأة مستحقة بعد رحلة شاقة خاض خلالها الفريق مباراتين أمام فريق الجاموس الجنوب سوداني في الدور التمهيدي الأول.
في جوبا، عانى اللاعبون من أرضية صعبة وأجواء مناخية قاسية انتهت بتعادل سلبي، قبل أن يعودوا ليحققوا فوزًا صعبًا في أم درمان بهدف نظيف حسم التأهل. فوق ذلك، شارك العديد من لاعبي الهلال في مباريات المنتخب السوداني ضمن بطولة “الشان” وتصفيات المونديال، ما ضاعف من الإرهاق البدني والذهني.

خلفيات عن ريجيكامب.. المدرب الروماني المثير للجدل
لورينتيو ريجيكامب ليس غريبًا عن القارة الأفريقية، فقد سبق أن أشرف على أندية عربية وخليجية، وتميز بشخصية قوية وخطط هجومية تعتمد على الضغط العالي. لكنه في السودان، يواجه انتقادات متزايدة بسبب بعض النتائج المتذبذبة، رغم أنه قاد الهلال إلى تخطي الدور الأول.
الجماهير ترى أن الفريق يمتلك خامات بشرية مميزة لكنها لم تُستغل بعد بالشكل الأمثل. فيما يؤكد ريجيكامب أن مشروعه يحتاج للوقت، وأن ما يقوم به من تغييرات تكتيكية سيُؤتي ثماره في المراحل المقبلة من البطولة.

الهلال.. تاريخ طويل في دوري الأبطال
من الصعب الحديث عن الهلال السوداني دون التوقف عند سجله القاري. النادي الأزرق ظهر في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال 14 مرة، وهو رقم يعكس مكانته ضمن كبار القارة. كما بلغ النهائي مرتين؛ الأولى عام 1987 عندما اصطدم بالأهلي المصري، والثانية عام 1992 حين خسر أمام الوداد المغربي.
ورغم أن الهلال لم يتوج باللقب حتى الآن، إلا أن حضوره الدائم جعله من أبرز الأندية التي يخشاها أي منافس. جماهيره العريضة لا تقبل بأقل من بلوغ مرحلة المجموعات، وتطمح أن يكون اللقب هذا الموسم حلمًا يتحقق بعد طول انتظار.
معسكر دار السلام.. خطة للتحضير الذهني والبدني
اختيار العاصمة التنزانية دار السلام كمقر لمعسكر الهلال لم يكن عشوائيًا. فالمدينة تمتلك بنية تحتية رياضية جيدة، وتوفر منافسين أفارقة يمكن مواجهة فرقهم وديًا لاختبار الجاهزية.
ريجيكامب خطط لإقامة عدد من المباريات التجريبية قبل مواجهة الشرطة الكيني، حتى يعوض غياب المنافسات المحلية التي توقفت في السودان. مثل هذه المعسكرات تمثل فرصة لتجربة تكتيكات جديدة، وتقييم مستوى اللاعبين البدلاء، وتعزيز الانسجام بين المحليين والمحترفين.
الشرطة الكيني.. منافس عنيد لا يُستهان به
الفريق الكيني الذي سيواجه الهلال ربما لا يملك تاريخًا كبيرًا في دوري الأبطال، لكنه معروف بلياقته البدنية العالية وقدرته على مفاجأة المنافسين في المباريات الإقصائية. الهلال يدرك أن أي استهتار قد يكلفه غاليًا، خصوصًا أن المباريات التمهيدية دائمًا ما تحمل مفاجآت.
ريجيكامب شدد على أهمية دخول المباراة بكامل الجدية، مؤكدًا أن الفوز في دار السلام سيمنح الفريق أفضلية قبل خوض لقاء الإياب.
ردود فعل الجماهير.. بين مؤيد ومعارض
قرار منح اللاعبين راحة ثلاثة أيام أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. بعض الجماهير اعتبرت الخطوة حكيمة، لأن اللاعبين مرهقون ويحتاجون لالتقاط الأنفاس. بينما رأى آخرون أن الفريق لا يملك رفاهية الوقت، وكان يجب استغلال كل دقيقة في التحضير للمواجهة المقبلة.
هاشتاغ “الهلال في دار السلام” تصدر في السودان، بين صور الجماهير التي استقبلت الفريق وأخرى طالبت بمزيد من الانضباط والتركيز في المرحلة القادمة.
الهلال والمريخ.. ثنائية الأمل السوداني
الهلال لا يخوض التحدي القاري وحيدًا، فغريمه التقليدي المريخ يشارك أيضًا في البطولة ذاتها. وكما جرت العادة، ينظر الشارع الرياضي السوداني إلى الناديين باعتبارهما حاملي آمال البلاد في رفع اسم السودان قاريًا.
التنافس المحلي بينهما لا يلغي حقيقة أن نجاح الهلال والمريخ معًا في بلوغ الأدوار المتقدمة يزيد من هيبة الكرة السودانية في المحافل القارية.
تحليل فني.. كيف يلعب الهلال مع ريجيكامب؟
المدرب الروماني يعتمد غالبًا على خطة 4-2-3-1، مع مرونة تكتيكية تتحول أحيانًا إلى 4-3-3. يعتمد على المحور الدفاعي لقطع الكرات والارتداد السريع، بينما يمنح أدوارًا هجومية واسعة للأطراف مثل مصطفى الفادني وأليو سيسي.
لكن الأزمة التي يعاني منها الهلال تكمن في ضعف استغلال الفرص أمام المرمى. ورغم وجود مهاجمين بارزين مثل وليد بخيت وأسامة عبد الرحمن، إلا أن التسجيل ظل محدودًا في المباريات الأخيرة.
الضغوط الإدارية والإعلامية
الإدارة الهلالية تبدو أكثر هدوءًا مما اعتادته الجماهير، إذ تحرص على توفير كل مقومات النجاح للمدرب. في المقابل، الإعلام المحلي لا يتوقف عن تسليط الضوء على السلبيات، وهو ما يضع ضغطًا إضافيًا على اللاعبين والجهاز الفني.
ريجيكامب صرّح في أكثر من مناسبة: “الهلال مشروع يحتاج الصبر، وسنثبت للجميع أننا قادرون على الظهور بمستوى مختلف في الأدوار المقبلة.”
سيناريوهات التأهل والرهانات المقبلة
إذا نجح الهلال في تخطي الشرطة الكيني، فسيكون أمام تحديات أكبر في دور الـ32 ثم مرحلة المجموعات. التأهل لهذه المرحلة يعني ضمان دخل مالي إضافي من الاتحاد الأفريقي، وهو ما يشكل دعمًا كبيرًا للنادي.
الجماهير تعتبر أن أي إخفاق مبكر سيكون غير مقبول، خصوصًا أن الفريق اعتاد على التواجد بين الكبار، وأن الدوري السوداني لا يوفر احتكاكًا كافيًا لمستوى البطولة الأفريقية.
شهادات لاعبين
- محمد عبد الرحمن (الغربال): “التأهل كان مهمًا لكننا لم نحقق شيئًا بعد. هدفنا دوري المجموعات على الأقل.”
- وليد بخيت: “المعسكر في دار السلام سيساعدنا على التحضير الذهني والبدني. نحن جاهزون لمواجهة الشرطة.”
- مصطفى الفادني: “راحة الثلاثة أيام أعطتنا طاقة جديدة. المدرب يعرف متى يضغط ومتى يمنحنا الفرصة للالتقاط الأنفاس.”
لماذا منح ريجيكامب اللاعبين راحة 3 أيام؟
لإراحة العناصر التي خاضت مباريات مكثفة مع المنتخب ومع النادي، ومكافأة على التأهل.
ما أبرز إنجازات الهلال في دوري الأبطال؟
بلوغ النهائي مرتين (1987 و1992)، ومرحلة المجموعات في 14 نسخة.
ما أبرز انتقادات الجماهير للمدرب؟
ضعف الفاعلية الهجومية والتغييرات التكتيكية غير المقنعة أحيانًا.
أين يقيم الهلال معسكره الحالي؟
في العاصمة التنزانية دار السلام، مع خطط لخوض مباريات ودية قوية.
ما الهدف المبدئي للهلال هذا الموسم؟
بلوغ مرحلة المجموعات، ثم المنافسة على الوصول للأدوار المتقدمة.
الخاتمة
الهلال السوداني، بمدربه الروماني ريجيكامب، يعيش لحظة مفصلية في رحلته القارية. وصوله إلى دار السلام لم يكن مجرد محطة انتقال، بل بداية معركة جديدة يسعى من خلالها النادي لإثبات أنه لا يزال رقماً صعبًا في أفريقيا.
الراحة التي منحها المدرب للاعبيه قد تكون وقودًا إضافيًا لمواجهة الشرطة الكيني، لكنها أيضًا تضعه تحت المجهر: فالجماهير لا تغفر الإخفاق، والإعلام لا يرحم التقصير.
بين تاريخ عريق وطموح متجدد، يقف الهلال أمام فرصة لإعادة كتابة فصول جديدة في كتاب المجد الأفريقي، بينما ينتظر عشاقه بفارغ الصبر لحظة إعلان تأهله إلى دوري المجموعات.
اقرأ أيضًا: الهلال السوداني يثأر من الجيش الرواندي ويتأهل إلى نهائي سيكافا