“ترند المدرسين”.. كيف تحوّل التعليم إلى مادة للسخرية والترفيه على السوشيال ميديا؟

“ترند المدرسين”.. كيف تحوّل التعليم إلى مادة للسخرية والترفيه على السوشيال ميديا؟
الترند العربي – متابعات
في السنوات الأخيرة، لم يعد التعليم في مصر حبيس الفصول الدراسية والكتب المدرسية، بل انتقل إلى فضاء السوشيال ميديا، حيث تحوّل المعلمون وطلابهم إلى أبطال لمقاطع ساخرة و”ميمات” يتداولها الجمهور بالملايين. وبينما يرى البعض في هذه الظاهرة متنفسًا للتعبير عن ضغوط الواقع المدرسي بروح مرحة، يعتقد آخرون أنها تهدد مكانة المعلم واحترام العملية التعليمية.
من الفصل إلى شاشة الهاتف
أبرز مشاهد هذا التوجه ظهر في مقطع انتشر مؤخرًا، أظهر مجموعة من الطلاب يحتفلون بمعلمتهم عبر تقديم الحلوى، قبل أن يتجاوز أحدهم الحد برش رذاذ ثلج على رأسها في مشهد ساخر أثار موجة من الجدل. هذا الفيديو، الذي تناقلته منصات إخبارية، يعكس كيف تحوّل الاحتفاء بالمعلم من طقس تقليدي إلى “تريند” رقمي يدمج الهزل بالواقع.
الميمات أداة تعليمية؟
الدراسات الأكاديمية في مصر بدأت ترصد الظاهرة بجدية. فبحث صادر عن الجامعة الأمريكية بالقاهرة كشف أن الميمات الساخرة في فصول تعليم الإنجليزية لغير الناطقين بها ساعدت على تقليل التوتر وزيادة تفاعل الطلاب، بل عززت أيضًا شعورهم بالانتماء إلى مجتمع تعليمي أكثر حيوية. هذه النتائج تضع الظاهرة في سياق مختلف: فالسخرية لم تعد مجرد مادة للضحك، بل أداة تعليمية حديثة.
ترند متجذر في الثقافة
الميمات الساخرة على التعليم في مصر ليست جديدة، لكنها امتداد لإرث ثقافي يصفه باحثون بـ”الكارنفال الرقمي”، حيث تصبح الفكاهة وسيلة للتعبير الشعبي بعيدًا عن القيود الرسمية. فمنذ 2011، استخدمت السخرية والميمات في السياسة والثقافة، واليوم وجدت طريقها إلى التعليم، لتصبح مساحة آمنة للتنفيس عن هموم الطلاب والمعلمين على حد سواء.
الوجه المظلم للترفيه
لكن هذه الظاهرة ليست دائمًا بريئة. فالمبالغة في السخرية قد تتحول إلى تنمّر أو استهزاء مباشر بالمعلمين. بعض النقابات التربوية حذّرت من أن انتشار هذه المقاطع قد يفقد الطالب احترامه للمعلم ويضعف من هيبة العملية التعليمية. وهنا يبرز التساؤل: أين يقف الحد الفاصل بين الفكاهة المسموح بها، والإساءة التي تضر بمستقبل التعليم؟
المعلمون على المسرح الرقمي
وفق تقارير موقع Teach Starter، تجاوز هاشتاغ #TeachersOfTikTok مليارات المشاهدات، بعدما بدأ المعلمون بمشاركة يومياتهم على شكل مقاطع كوميدية أو تعليمية قصيرة. بعضهم استثمر هذه الشعبية ليتحوّل إلى مؤثر رقمي كامل، فيما ترك آخرون التدريس كليًا ليتفرغوا لصناعة المحتوى. وبحسب Education Week، فإن عددًا من هؤلاء المعلمين وجدوا في السوشيال ميديا وسيلة بديلة لكسب الدخل ونشر أفكارهم خارج جدران المدرسة.
بين الترفيه واحترام المهنة
لا يمكن إنكار أن “تريند المدرسين” أوجد لغة مشتركة بين الطلاب على اختلاف أعمارهم، وربطهم بثقافة رقمية عالمية. لكن في الوقت نفسه، يؤكد الخبراء على ضرورة ترشيد استخدام هذه الظاهرة، بحيث تبقى وسيلة للتعبير والترفيه دون أن تتحول إلى أداة للنيل من مكانة المعلم.
ما بين الدعابة والمخاطر، يظل “تريند المدرسين” انعكاسًا للتحولات الاجتماعية في مصر، حيث تتقاطع المدرسة مع السوشيال ميديا في مشهد يختصر صراع الأجيال بين التقليدي والرقمي. ومع استمرار هذا التوجه، يبقى التحدي الأكبر في إيجاد صيغة توازن تحافظ على هيبة التعليم وتستفيد من روح الترفيه في الوقت ذاته.
ما المقصود بتريند المدرسين على السوشيال ميديا؟
هو محتوى ساخر أو ترفيهي يصوّره الطلاب أو أحيانًا المعلمون أنفسهم، ويُتداول على منصات مثل تيك توك وفيسبوك، يعبّر عن المواقف الطريفة أو الضاغطة داخل الفصول الدراسية.
هل الميمات الساخرة من المعلمين منتشرة في مصر؟
نعم، إذ تُستخدم الميمات بشكل واسع في مصر للتعليق على مواقف الحياة اليومية، ومنها التعليم، حيث أصبحت وسيلة للتنفيس عن الضغوط والتعبير بروح مرحة عن العلاقة بين الطلاب والمعلمين.
هل يؤثر هذا التريند على صورة التعليم والمعلمين؟
هناك جدل كبير حول ذلك؛ البعض يرى أنه يخفف التوتر ويقرّب الطلاب من المعلمين، بينما يرى آخرون أنه قد يفقد العملية التعليمية هيبتها إذا خرج عن حدود الفكاهة.
هل يمكن استخدام الميمات في التعليم بشكل إيجابي؟
بحسب دراسات أكاديمية، يمكن للميمات أن تكون أداة تعليمية بصرية تساعد على تعزيز التفاعل وتحفيز الطلاب، خصوصًا في المواد النظرية أو اللغات.
كيف يتعامل المعلمون مع هذه الظاهرة؟
بعض المعلمين يشاركون في صناعة محتوى ساخر بأنفسهم لتقوية علاقتهم بالطلاب، بينما يفضل آخرون تجاهلها أو التحذير منها إذا تضمنت إساءة أو تنمرًا.