خيام الأمان السعودي تصل علينكار.. استجابة إنسانية عاجلة تعيد الدفء لضحايا زلزال أفغانستان
الترند العربي – متابعات
تتواصل الجهود الإنسانية للمملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإغاثي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في واحدة من أكثر مناطق العالم احتياجًا للدعم العاجل، حيث وزّع المركز (380) حقيبة إيوائية على الأسر المتضررة من الزلزال في مديرية علينكار بولاية لغمان شرقي أفغانستان، ضمن مشروع الاستجابة الطارئة لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية، في خطوة تعكس حضورًا إنسانيًا فعّالًا يتجاوز الحدود ويستجيب لنداء الحاجة.
الزلزال الذي ضرب المنطقة خلّف آثارًا قاسية على السكان، إذ تضررت المنازل بشكل واسع، وفقدت مئات الأسر مقومات السكن الآمن، لتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الطقس البارد، ونقص الإمدادات، وصعوبة الوصول إلى حلول سريعة، ما جعل التدخل الإنساني الفوري ضرورة لا تحتمل التأجيل.

تدخل عاجل يراعي كرامة الإنسان
توزيع الحقائب الإيوائية جاء استجابة للاحتياج الأكثر إلحاحًا بعد الكارثة، وهو توفير مأوى ومواد أساسية تحفظ كرامة المتضررين وتؤمّن لهم الحد الأدنى من الاستقرار المؤقت ريثما تبدأ جهود التعافي وإعادة الإعمار. وقد استفادت (380) أسرة بصورة مباشرة من هذه المساعدات، في واحدة من المناطق التي تكبّدت خسائر بشرية ومادية ملموسة.
الحقائب الإيوائية صُممت لتكون عملية وشاملة للاحتياجات الأساسية، بما يضمن سرعة الاستفادة منها في ظروف الطوارئ، ويخفف من مخاطر التعرض للبرد والأمطار، ويراعي الخصوصية الأسرية، خاصة للعائلات التي فقدت مساكنها أو أصبحت غير صالحة للسكن.

علينكار.. جغرافيا صعبة وحاجة مضاعفة
تقع مديرية علينكار في ولاية لغمان ضمن نطاق جبلي صعب المسالك، ما يضاعف تحديات إيصال المساعدات، خصوصًا في أعقاب الكوارث الطبيعية. وقد شكّل هذا العامل تحديًا لوجستيًا للمنظمات الإنسانية، غير أن مركز الملك سلمان للإغاثة نجح في تنفيذ عملية التوزيع بالتنسيق مع شركائه المحليين، وبما يضمن الوصول إلى المستفيدين في الوقت المناسب.
المنطقة شهدت دمارًا جزئيًا للبنية التحتية، وتأثرًا مباشرًا للبيوت الطينية والمرافق الأساسية، الأمر الذي جعل سكانها من أوائل الفئات التي وُضعت ضمن قائمة الأولويات الإنسانية في مشروع الاستجابة الطارئة.

مشروع استجابة طارئة بمنهج منظم
تأتي هذه الخطوة ضمن إطار مشروع متكامل للاستجابة الطارئة لمتضرري الزلزال في أفغانستان، والذي يعتمد على تقييم ميداني دقيق للاحتياجات، وترتيب الأولويات وفق درجة الضرر، مع مراعاة الفئات الأكثر هشاشة مثل النساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
النهج الذي يتبعه المركز يقوم على الانتقال السريع من التقييم إلى التنفيذ، وتجنّب التعقيدات الإجرائية التي قد تعيق وصول الدعم في الوقت الحرج، وهو ما يظهر بوضوح في سرعة توزيع المساعدات الإيوائية بعد الكارثة.

امتداد لمسار إنساني سعودي راسخ
الدعم المقدم لضحايا زلزال أفغانستان ليس حدثًا معزولًا، بل امتداد لمسار إنساني سعودي طويل في دعم الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث، بغض النظر عن الجغرافيا أو الاعتبارات السياسية. وقد دأبت المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة على الحضور الميداني الفعّال في مناطق الزلازل والفيضانات والنزاعات، مع التركيز على الاستجابة السريعة والعمل المستدام.
هذا الالتزام يرتكز على مبدأ أن الإغاثة ليست مجرد مساعدات عابرة، بل واجب أخلاقي يُترجم إلى أفعال عملية تحفظ حياة الإنسان وتخفف من معاناته في أحلك الظروف.
العمل الإنساني في بيئة معقدة
أفغانستان تُعدّ من أكثر البيئات الإنسانية تعقيدًا، نظرًا لتداخل العوامل الجغرافية والاقتصادية، وتأثر البنية التحتية بسنوات طويلة من الأزمات. وفي مثل هذا السياق، تصبح إدارة العمل الإغاثي تحديًا يتطلب خبرة عالية، وتنسيقًا دقيقًا، وقدرة على التكيّف مع المعطيات المتغيرة.
مركز الملك سلمان للإغاثة يعتمد في هذا الإطار على شراكات محلية موثوقة، وخطط لوجستية مرنة، وآليات توزيع تضمن العدالة والشفافية، بما يعزز ثقة المجتمعات المستفيدة ويضمن وصول الدعم إلى مستحقيه.
الاستجابة الإيوائية كبداية للتعافي
الإيواء في حالات الكوارث الطبيعية يُعد الخطوة الأولى على مسار التعافي الإنساني، حيث يوفّر للأسر مساحة آمنة لإعادة تنظيم حياتها، والحفاظ على الصحة العامة، وتقليل المخاطر النفسية والاجتماعية التي تعقب الصدمات الكبرى.
توزيع الحقائب الإيوائية في علينكار يساهم في تقليل الاعتماد على حلول غير آمنة، مثل الإقامة في العراء أو في مبانٍ متضررة، ويمنح الأسر قدرًا من الاستقرار يسمح لها باستيعاب آثار الكارثة والبدء في التعافي التدريجي.
بعد إنساني يتجاوز الأرقام
ورغم أن الأرقام تُظهر حجم التدخل، فإن الأثر الحقيقي يتجلى في قصص الأسر التي وجدت بين يديها ما يعينها على مواجهة أيام صعبة، وفي الأطفال الذين عادوا للنوم تحت سقف يحميهم من البرد، وفي الأمهات اللاتي استطعن تأمين احتياجات أسرهن الأساسية بعد أيام من القلق والخوف.
هذا البعد الإنساني هو ما يراهن عليه مركز الملك سلمان للإغاثة في كل تدخل، باعتباره جوهر العمل الإغاثي وهدفه النهائي.
استمرارية الدعم لا تتوقف عند الطوارئ
النهج السعودي في العمل الإنساني لا يقتصر على الاستجابة الفورية، بل يمتد ليشمل مراحل لاحقة من التعافي وإعادة التأهيل متى ما توفرت الظروف، من خلال مشاريع تنموية، ودعم سبل العيش، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وفي الحالة الأفغانية، يظل هذا النهج حاضرًا، مع متابعة الاحتياجات، والتفاعل مع المتغيرات على الأرض، بما يضمن أن المساعدة لا تتوقف عند حدود الإغاثة العاجلة فقط.
رسالة تضامن في لحظة مفصلية
ما قدّمه مركز الملك سلمان للإغاثة في علينكار يحمل رسالة تضامن واضحة مع الشعب الأفغاني في محنته، مفادها أن الأزمات لا تترك الإنسان وحيدًا، وأن هناك من يستجيب بنداء الحاجة بالفعل لا بالقول.
هذه الرسالة تكتسب أهمية خاصة في ظل تعدد الأزمات عالميًا، وتراجع الاهتمام الدولي ببعض المناطق، لتؤكد أن الإنسانية لا تُقاس بحجم التغطية الإعلامية، بل بعمق الاستجابة وتأثيرها على الأرض.
ما نوع المساعدات التي وُزعت في علينكار؟
تم توزيع (380) حقيبة إيوائية تحتوي على مستلزمات أساسية لتأمين مأوى مؤقت للأسر المتضررة.
كم عدد الأسر المستفيدة من هذه المساعدات؟
استفادت (380) أسرة تضررت من الزلزال بشكل مباشر في مديرية علينكار بولاية لغمان.
ضمن أي إطار نُفذت هذه العملية؟
نُفذت ضمن مشروع الاستجابة الطارئة لمساعدة متضرري الزلزال في أفغانستان.
لماذا تُعد المساعدات الإيوائية أولوية بعد الزلازل؟
لأنها توفّر حماية فورية للأسر من البرد والمخاطر البيئية وتدعم الاستقرار المؤقت.
هل تُعد هذه الخطوة جزءًا من سياسة إنسانية أوسع؟
نعم، تأتي ضمن الجهود المستمرة للمملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة لدعم الشعوب المتضررة حول العالم.
اقرأ أيضًا: الكويت تسحب الجنسية من طارق السويدان.. قرارات سيادية تعيد فتح ملف “تزوير وتعدد الجنسيات”


