نظرية الجشطلت
فاطمة العدلاني
في أوائل القرن العشرين نشأت “نظرية الجشطلت” لفهم إدراك الإنسان للأشياء والاستفادة من ذلك في طريقة تلقي المعلومات والتعلم والتصميم والتسويق والتواصل البصري وجذب الانتباه.
توصل علماء ألمان في علم النفس إلى “نظرية الجشطلت” مثل ماكس ولفجانج وكورت واكتشفوا أن إدراك الإنسان للأشياء يكون ككل متكامل وليس أشياء منفصلة لأن “الكل أكبر من مجموع أجزائه” كالتالي؛ تنظيم الدماغ للمعلومات البصرية مثلًا يخضع لتمييز العقل للأشياء الرئيسية عن الخلفية المحيطة كما يجمع العقل أيضا العناصر المتشابهه بشكل لاواعي سواء كان التشابه في اللون أو الحجم أو الشكل، كما يميل العقل لمبدأ الاستمراية فيدرك الخطوط المنفصلة ببعض كما لو كانت متصلة كسلسلة ويكمل فجوات الصور.
كل هذه الاكتشافات في “نظرية الجشطلت” ساعدت في فهم كيفية إدراك الإنسان وعليه تم التطبيق في التسويق مثلًا تصميم الشعارات بمبدأ التشابه والإغلاق حتى يتم جذب الانتباه أو تحسين أساليب التعليم فمثلًا توصيل المعلومات في صورة مترابطة بدلًا من شرح أجزاء منفصله بشكل يجعل العقل غير مدرك ربط الأشياء، كما تم عمل على سبيل المثال خرائط ذهنية لنقوم بتنظيم التلقي البصري للطلبة طبقًا لـ”نظرية الجشطلت” وأيضًا في الحياة العامة كيفية اتخاذ قرارات بناءً على إدراك المواقف كليًا فنقوم بعرض المشكلة ككل في البداية لرؤية الحل بفعالية.
لم تتوقف “نظرية الجشطلت” علي التطبيق في التسويق والتعلم وحل المشكلات ولكن أيضًا ترتيب الأثاث والديكور باستخدام “نظرية الجشطلت” يتم تنسيق بيئة جذابة بصريًا، المجالات عديدة لـ”نظرية الجشطلت” فتساعدنا علي التفكير بشكل أكثر شمولية وتحسين طريقة التواصل و جذب الانتباه والإدراك واتخاذ قرارات بكفاءة.