كُتاب الترند العربي

“الأب”.. رصيد من العطاء لا ينتهي

“الأب”.. رصيد من العطاء لا ينتهي

محمود عبدالراضي

الأب، ذلك الصمت الذي يحمل وراءه ألف قصة، وهو القلب الذي ينبض بعطاء لا يعرف الانقطاع، وبر لا ينضب.

قد تبدو الكلمات ضعيفة، عاجزة عن رسم ملامح هذا الكائن العظيم، الذي لا تكفي مفردات اللغة ولا الجمل والمصطلحات لوصفه حق وصف.

داخل بيوتنا، تختبئ ملايين الحكايات التي لا تروى، عن آباء ما زالوا ينهضون كل صباح ليزرعوا الأمان في حياة أبنائهم، يواجهون الأيام التي تنهش الجسد وتسرق من العمر، لكنهم يظلون شامخين بقوة الصبر والتحمل، تلك الأيادي التي لا تهدأ، تعانق الحياة بحبٍ شديد، فتجمع بين ثقل المسؤولية ودفء الحنان.

الأب هو سند البيت وعموده الفقري، بره فرضًا في الحياة وبعد الرحيل، بالدعاء له، والصدقة عن روحه، وبر من أحب، والحفاظ على اسمه بكرامة دون إساءة أو نسيان.

الأب لا يُقاس فقط بوجوده المادي، بل بوجوده الروحي الذي لا يغيب، وبالحب الذي يظل منارة تنير دروب الأبناء، مهما بعدت المسافات أو طال الزمن.

هو الصخرة التي تستند عليها العائلة، والظل الذي يحميها من حرّ الزمن وعواصف الأيام، هو الحكاية التي لا تنتهي، والصبر الذي لا ينكسر، والحنان الذي لا يخبو.

في زمن تتسارع فيه الوجوه وتختزل العلاقات في رسائل سريعة، يبقى الأب هو الحاضر الغائب الذي يسكن القلب، ويُعطي بلا حدود، ويحمي بلا شروط.

هو العطاء الذي يتكرر، والبر الذي لا ينقطع، حتى بعد أن تهمس الحياة في أذن الزمن برحيله.

الأب هو الأمان، هو التاريخ، هو البراءة التي نحيا لنحميها، وهو السند الذي لا ينكسر مهما تعالت الأمواج.

المصدر: اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى