التحليلات البيانية في التسويق.. اتخاذ قرارات مدروسة
الترند العربي – متابعات
في عصر تتزايد فيه المنافسة بين الشركات، أصبحت التحليلات البيانية أداة حيوية في عالم التسويق. كيف يمكن للتسويق القائم على البيانات أن يسهم في اتخاذ قرارات مدروسة تعزز من فعالية الاستراتيجيات التسويقية؟ تقدم التحليلات البيانية رؤى عميقة حول سلوك المستهلكين وتفضيلاتهم، مما يمكّن الشركات من تحسين عروضها والتواصل مع جمهورها المستهدف بشكل أكثر فعالية. في هذا المقال، سنستكشف كيف تؤثر التحليلات البيانية في تعزيز القرارات التسويقية وتحقيق النجاح في السوق.
ماذا يعني التسويق؟
لمن يريد أن يعلم ببساطة التسويق مجموعة من الأنشطة والإجراءات التي تهدف إلى تعريف المنتج أو الخدمة، وترويجها، وتوزيعها بطريقة تلبي احتياجات ورغبات المستهلكين. يشمل التسويق البحث عن الأسواق المستهدفة، وتحليل سلوك المستهلك، وتصميم استراتيجيات فعالة لجذب العملاء والحفاظ عليهم.
يتمثل الهدف الأساسي للتسويق في خلق قيمة للعميل وتعزيز العلاقة معه، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة المبيعات ونجاح الأعمال. تتنوع أساليب التسويق لتشمل التسويق الرقمي، التقليدي، والعلاقات العامة، مما يتيح للشركات الوصول إلى جمهورها بطرق مبتكرة وفعالة.
التحليلات البيانية في التسويق
عملية جمع وتحليل وتفسير البيانات المتعلقة بجهودك التسويقية؛ هذه البيانات كل شيء بدءًا من موقع الإنترنت والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي وحتى أداء حملة البريد الإلكتروني. فأبحاث التسويق تشير إلى دراسة الأسواق المستهدفة أو مستخدمي ومشتري المنتجات من خلال الاستطلاعات، الاستبيانات، المقابلات، وغيرها من الوسائل لجمع آرائهم. يتم هنا توليد كمية كبيرة من البيانات، وهو المكان الذي يدخل فيه علم البيانات.
كيف تؤدي التحليلات البيانية دورها في التسويق؟
يلعب تحليل البيانات في التسويق دورًا هامًا في فهم سلوك العملاء وتفضيلاتهم واتجاهات السوق. فمن خلال تحليل وتفسير البيانات، يمكن للمسوقين اتخاذ قرارات مستنيرة وتطوير استراتيجيات تسويق فعالة وتقديم رسائل مستهدفة للجمهور المناسب في الوقت المناسب.
وفي وقت يزداد في استخدام المستهلكين لشبكة الإنترنت؛ ليصير شيئًا اعتياديًا فإن جمع بيانات ضخمة عن العملاء والمنافسين، ضرورة ملُحَّة لا يصح أن تبقى قيْد الانتظار. إذ يلعب تحليل البيانات في التسويق دورًا هامًا ليس فقط في فهم سلوك العملاء وتفضيلاتهم واتجاهات السوق، بل وبمكِّن المسوقين من اتخاذ قرارات مستنيرة وتطوير استراتيجيات تسويق فعالة، مما يمكنهم من تقديم رسائل مستهدفة للجمهور المناسب في الوقت المناسب.
كما يساعد تحليل البيانات الشركات على تحقيق فهم أعمق لعملائها، وتحديد فرص النمو، وتحسين جهود التسويق الخاصة بها لتحقيق أقصى قدر من الأثر.
خطوة بخطوة.. استراتيجيات التحليلات البيانية في التسويق
جمع البيانات: بناءً على المتطلبات المحددة في الخطوة السابقة، فقد حان الوقت لجمع البيانات من مصادر قيِّمة تابعة للشركة، مثل دراسات الحالة، الاستبيانات، المقابلات، الاستجوابات، والمراقبة المباشرة.
استخلاص البيانات: لن تكون كل البيانات التي تم تجميعها مفيدة للمهمة التسويقية، لذا تأتي هنا الخطوة الفاصلة التي تختصر عليك الكثير من الوقت والجهد والتشتت؛ فرز البيانات واستخلاص المفيدة منها فقط. تُعد هذه الخطوة إجراءً إلزاميًا قبل إرسال المعلومات للتحليل.
تحليل البيانات: هنا يمكن استخدام برامج تحليل البيانات وأدوات أخرى للمساعدة على تفسير وفهم البيانات والوصول إلى استنتاجات. تشمل أدوات تحليل البيانات:
“Excel, Python، Looker، Rapid Miner، Chartio، Metabase، Redash، وMicrosoft Power BI”.
تفسير البيانات: الآن بعد الحصول على النتائج، يجب أن تفسرها وتأتي بأفضل خطط العمل بناءً على ما توصلت إليه.
تصور البيانات: تصور البيانات هو وسيلة أنيقة لعرض المعلومات بشكل بسيط، بحيث يمكن للناس قراءتها وفهمها. فيمكنك استخدام الرسوم البيانية، والمخططات، والخرائط، أو مجموعة متنوعة أخرى من الأساليب. يساعد التصور على استخلاص رؤى قيّمة من خلال مساعدة المسوِّق على مقارنة المجموعات البيانية وملاحظة العلاقات.
لماذا البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة؟
إدارة علاقات العملاء لديها استراتيجية تعتمد على البيانات فقط إلى استراتيجية مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لدراسة تم نشرها عام 2022 في دورية “Journal of Business & Industrial Marketing”، تشير النتائج إلى أن التحول نحو استخدام الذكاء الاصطناعي صار بمقدوره إدارة هذه البيانات الضخمة، ما يعزز فعالية إدارة علاقات العملاء.
توضح الدراسة أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين فهم احتياجات العملاء وتحليل سلوكياتهم بشكل أعمق، مما يتيح للشركات تقديم خدمات مخصصة وتحسين تجارب العملاء. هذه الاستراتيجية المتقدمة تُمكن الشركات من الاستجابة بشكل أسرع وبدقة أكبر للتغيرات في السوق واحتياجات العملاء، مما يؤدي إلى تعزيز الولاء وتحقيق نتائج أعمال أفضل.
بناءًا على ماسبق يتم اعتماد كم من البيانات الضخمة، من أجل:
فهم سلوك المستهلك: وهو الهدف الرئيسي، من خلال جمع وتحليل البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والاستطلاعات وتفاعلات المستخدمين على الموقع، فيتسنَّى فهمًا عميقًا للجمهور المستهدف.
تحديد اتجاهات السوق: باكتشاف الاتجاهات الناشئة وتكييف استراتيجياتهم وفقًا لذلك. من خلال تحليل البيانات من مصادر متعددة، مثل: تقارير الصناعة وتعليقات العملاء والبحث عبر الإنترنت، يمكن للشركات الاستجابة بشكل استباقي لديناميات السوق المتغيرة، مما يضمن بقاء منتجاتها وخدماتها ذات قيمة وتنافسية.
قياس استراتيجية الإدارة من جهة، واستراتيجية التسويق، ومن ناحية ثالثة يُسهم في بناء الولاء للعلامة التجارية وكشف نقاط الضعف؛ لتحسين المنتج، الذي يكون بذلك عزز فعليًا تجربة العملاء في تحقيق ولاءهم للمؤسسة أو المنتج.
مؤسسات تعتمد البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة
بحسب دراسة تم تقديمها في إطار مؤتمر “PROCEEDINGS ON SMART AND SUSTAINABLE DEVELOPMENTS IN ENGINEERING AND TECHNOLOGY”، تحت عنوان “دور علوم البيانات في إدارة التسويق: التحديات، التطبيقات، والفرص”، هناك مؤسسات ذات شهرة عالمية تعتمد على عدد من البيانت الضخمة، وتحقق نجاحًا ملحوظًا، وهي:
“Netflix”: تستخدم بيانات المشاهدين لتحديد البرامج والأفلام التي يجب إنتاجها وتسويقها، مما جعلها واحدة من أنجح خدمات البث مع أكثر من 200 مليون مشترك في 190 دولة.
“Amazon“: تستخدم بيانات العملاء لتقديم توصيات شخصية وتحسين رسائلها التسويقية، مما ساعدها في أن تصبح أكبر متاجر التجزئة عبر الإنترنت مع أكثر من 300 مليون عميل نشط.
“HubSpot“: تعتمد على تحليل البيانات لقياس وتحسين أداء حملاتها التسويقية، مما جعلها رائدة في تقديم أدوات التسويق الداخلي مع أكثر من 100,000 عميل في 120 دولة.
:” Zomato” تستخدم تقنيات علم البيانات لتحليل الطلبات الغذائية وتقديم اختيارات شخصية وقوائم طعام مخصصة للمستخدمين بناءً على تفضيلاتهم في مناطق محددة.
ولكنَّ توخِّي الحذر واجب
تحليل التقييمات السلبية
تواجه الشركات تحديات كبيرة عند اعتماد البيانات الضخمة لفهم سلوك العملاء وتحسين استراتيجيات التسويق. على الرغم من القدرة الكبيرة التي توفرها البيانات الضخمة في تحليل سلوك الشراء، إلا أن هناك صعوبات تتعلق بتفسير التقييمات والتعليقات على المنتجات، سواء كانت إيجابية أو سلبية. فعلى سبيل المثال، أشارت دراسة عام 2021 من خلال تحليل بيانات المبيعات عبر موقع “Taobao.com” حول تقييمات العملاء عبر الإنترنت إلى أن المراجعات السلبية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على ثقة المستهلكين، مما يتطلب من الشركات تحليل هذه التقييمات بعناية لتطوير استراتيجيات فعالة تتماشى مع تفضيلات العملاء.
فهم الدوافع النفسية لسلوك العملاء
علاوة على ذلك، يبرز التحدي الآخر في فهم العلاقة بين العوامل النفسية وسلوك العملاء. فبينما تستخدم البيانات الضخمة في تتبع السلع، إلا أنها قد تفتقر إلى العوامل النفسية التي تؤثر في قرار الشراء. لذلك، أوصت الدراسة بضرورة دمج تحليل البيانات الضخمة مع الأبحاث النفسية لفهم الدوافع الكامنة وراء سلوك العملاء. ذلك سيمكن التجار عبر الإنترنت من تحليل الميزات المختلفة للمستهلكين وفهم نفسياتهم بشكل أعمق، وبالتالي صياغة استراتيجيات تسويقية أكثر فعالية تتضمن استراتيجيات السلع، التسعير، والترويج.
فهم الفارق
لا بد من فهم الفارق بين أداء عملية تحليل البيانتا الضخمة من جهة، وقدرة إدارة العلاقة مع العملاء واستراتيجيات التسويق على اداء هذه العملية. فقد يتجلَّى ذلك في عدم رضا العملاء على تفاعل الشركات معه أو قلة التواصل عبر الحسابات الشخصية.
لذا يجب الاستفادة من تحليلات هذه البيانت الضخمة، عن طريق: استراتيجيات الاستفادة من البيانات الضخمة
التنسيق والتعاون بين قسمي تكنولوجيا المعلومات والتسويق لتزويدهم بمعلومات حول العملاء الباحثين عن السلع المرغوبة وتوقيتات بحثهم، دون انتظار البحث باسم الشركة.
على قسم التسويق التواصل الإلكتروني المستمر مع العملاء الحاليين والمستهدفين.
يجب تقسيم العملاء إلى شرائح بناءً على بيانات ديموغرافية وتفصيلات وسلوكيات.
ضرورة وجود بنية تحتية قوية لمعالجة تحليلات البيانات الضخمة.
الاستفادة من تحليلات البيانات الضخمة “المتكاملة” لفهم متطلبات العملاء الفردية ودوافعهم للشراء، وجذب انتباههم بناءً على تلك الدوافع.
متابعة وقياس رضا العملاء عبر تتبع المراجعات الإلكترونية، والتعامل الفوري مع السلبيات، وتوجيه الشكر للمراجعات الإيجابية لتعزيز الثقة في والقرارت التسويقية فيما بعد وزيادة فعاليتها.