منوعات

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

الترند العربي – متابعات

تسجّل جامعة أم القرى خطوة جديدة في مسار صعودها الأكاديمي بعدما حققت مراتب متقدمة في أكثر من تصنيف عالمي مرموق، لتؤكد أن العمل المؤسسي الذي تبنته خلال السنوات الماضية بدأ ينتج أثرًا ملموسًا على مستوى البرامج التعليمية والأداء البحثي والاستدامة. ويأتي هذا التقدّم ضمن إطار استراتيجية طموحة تتبنّاها الجامعة لتعزيز تنافسيتها الإقليمية والدولية، مستفيدة من تحولات واسعة في بيئة التعليم العالي السعودي ودعم حكومي غير مسبوق للجامعات في مسار التميز والابتكار. ومع إعلان نتائج التصنيفات المختلفة، برزت الجامعة في مؤشرات التايمز، وQS للاستدامة، وتصنيف شنغهاي للتخصصات، في قفزات تعدّ من الأكبر في تاريخها الأكاديمي الحديث، ما دفع المتابعين والمهتمين لتقييم هذا الأداء بوصفه انعكاسًا مباشرًا لتطور نوعي في الحوكمة البحثية، والمناهج، وكفاءة أعضاء هيئة التدريس، وقدرتها على تقديم برامج مرتبطة بسوق العمل.

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة
جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

ترتيب متقدم في تصنيف التايمز للتخصصات البينية

شكّل دخول جامعة أم القرى ضمن الفئة (251–300) من أصل 1267 جامعة عالميًا في تصنيف التايمز للتخصصات البينية أحد أبرز مكاسبها هذا العام. ويُعدّ هذا التصنيف من أكثر المؤشرات الدولية دقة في قياس جودة البرامج التي تجمع بين مسارات متعددة، وتكامل المعارف، وقدرة المؤسسة على إعداد خريجين يمتلكون مهارات متقاطعة بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية والبحث العلمي. ويعكس هذا الإنجاز قوة برامج الجامعة في المعارف العابرة للتخصصات، وهي برامج باتت أساسية في كليات المستقبل حول العالم، خصوصًا في ظل ارتفاع الطلب على خرّيجين يمتلكون مزيجًا من المهارات الرقمية والبحثية والاجتماعية. ولا ينظر المختصون إلى هذا التقدم على أنه إنجاز رقمي فحسب، بل هو إشارة إلى تطور بنيوي في طريقة بناء المناهج، وآليات الربط بين المعرفة النظرية والمشاريع التطبيقية، واندماج الجامعة في معايير الاعتماد العالمية المرتبطة بالتخصصات البينية.

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة
جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

قفزة كبيرة في تصنيف QS للاستدامة

سجّلت الجامعة انتقالًا لافتًا في تصنيف QS للاستدامة، حيث تقدّمت من المرتبة 1161 عالميًا إلى 697 عالميًا، وهو تقدّم بمئات المراكز خلال عام واحد فقط. ويقيس هذا التصنيف قدرة الجامعات على تحقيق الاستدامة في التشغيل، والبحث، والتعليم، والممارسات المجتمعية، وإدارة الموارد، والتأثير البيئي. ويمثّل الصعود في هذا المؤشر انعكاسًا لاستثمارات الجامعة في البنية التحتية، ودعم مشاريع الطاقة المستدامة، وتحسين السياسات المرتبطة بجودة الحياة الجامعية، إضافة إلى جهودها في تعزيز ثقافة الاستدامة في المناهج وداخل الكليات. ويؤكد هذا التقدم على نضج برامج المسؤولية المجتمعية داخل الجامعة، واتساع نطاق المبادرات التي تخدم البيئة وتقيس أثرها بصورة كمية. كما يعكس مكانة الجامعة كبيئة تعليمية تستوعب التحولات العالمية في الاستدامة، وتربط بين الأبحاث التطبيقية وحلول التحديات البيئية المحلية.

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة
جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

نتائج قوية في تصنيف شنغهاي للتخصصات الأكاديمية

في تصنيف شنغهاي للتخصصات، برزت الجامعة ضمن أفضل 500 تخصص عالميًا، وهو تصنيف شديد الصرامة يعتمد على جودة البحث العلمي، والورقات المنشورة في المجلات المحكمة، ونسبة الاستشهادات، والتعاون الدولي، وأثر الأبحاث التطبيقية. وقد برزت التخصصات الصحية بصورة خاصة، ومنها الطب السريري الذي جاء ضمن الفئة (401–500) عالميًا، والفئة (2–5) محليًا، مما يعكس جودة البحوث الطبية التي تنتجها كليات الجامعة، وتطور معاملها ومنشآتها مثل المستشفى الجامعي والمراكز البحثية. كما برز تخصص الصيدلة والعلوم الصيدلانية ضمن الفئة (201–300) عالميًا، والفئة (4–5) محليًا، وهو مؤشر يؤكد أن الجامعة تُعدّ واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في المملكة والخليج في التخصصات الصحية، وأن برامجها البحثية باتت جزءًا من خارطة المعرفة العالمية في مجالات الأدوية، والعلاجات، والعلوم السريرية.

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة
جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

البنية البحثية ودورها في القفزات التصنيفية

يعد التقدم في التصنيفات نتاجًا مباشرًا لعمل بحثي متواصل قامت به الجامعة طوال السنوات الماضية. فقد شهدت الكليات البحثية توسعًا في معاملها وبرامجها التطبيقية، وتزايدًا في عدد المشروعات الممولة، وتطورًا في آليات النشر العلمي. كما أسهمت مراكز البحوث في استقطاب مشاريع تتعلق بالذكاء الاصطناعي، والطب الحيوي، والهندسة، وإدارة الحج والعمرة، وهي مجالات ذات ارتباط وثيق باحتياجات المملكة ومشروعات رؤيتها. وبالإضافة إلى ذلك، تبنّت الجامعة سياسات تحفز أعضاء هيئة التدريس على التعاون البحثي الدولي، والنشر في الدوريات عالية التأثير، وربط الأبحاث بالمجتمع.

جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة
جامعة أم القرى.. صعود لافت في التصنيفات العالمية ورحلة أكاديمية نحو الريادة

رؤية الجامعة 2027 ومسار التطوير المؤسسي

أطلقت الجامعة خلال السنوات الأخيرة خطة استراتيجية ترتكز على أربعة محاور: جودة التعليم، والبحث والابتكار، وخدمة المجتمع، والاستدامة. وتركّز الخطة على بناء تجربة طلابية متكاملة تعتمد على المناهج الحديثة، ومهارات المستقبل، والتعلم بالبحث، والتدريب الميداني. كما تشمل تطوير البرامج الأكاديمية وفق احتياجات سوق العمل، وتعزيز الشراكات الدولية، وتوسيع برامج الدراسات العليا. ويعدّ هذا الإطار الاستراتيجي عنصرًا حاسمًا في تحسين أداء الجامعة، وربطها بمعايير التميز الأكاديمي العالمي.

أم القرى ودورها في خدمة الحرمين والمنطقة

تتفرد جامعة أم القرى بخصوصية موقعها ورسالتها، فهي من أقدم الجامعات السعودية وأكثرها ارتباطًا بالحرمين الشريفين، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في تطوير منظومة الحج والعمرة من خلال الأبحاث المتخصصة، والإحصاءات، والدراسات الميدانية، وبرامج إدارة الحشود، والاقتصاد الموسمي، والتخطيط الحضري في مكة المكرمة. كما تسهم الجامعة في تدريب الكوادر العاملة في قطاعات الحج، وتطوير أنظمة ذكية لإدارة الحشود وتحليل البيانات خلال موسم الحج. وتُعد هذه الميزة عاملاً مهمًا في إبراز الجامعة عالميًا ضمن الجامعات التي تقدم برامج مرتبطة بالتراث الحضري والديني والإنساني.

تأثير التصنيفات على مكانة الجامعة دوليًا

يؤدي التقدم في التصنيفات الدولية إلى تعزيز مكانة الجامعة بين نظيراتها عالميًا، وإلى جذب المزيد من الشراكات الأكاديمية والبحثية، وزيادة عدد الطلاب الدوليين، واستقطاب أعضاء هيئة تدريس من مؤسسات مرموقة. كما يُسهِم في رفع فرص خريجي الجامعة في سوق العمل، ويزيد من ثقة القطاعين العام والخاص في مخرجاتها الأكاديمية. وتعتبر هذه المؤشرات رصيدًا مهمًا في دعم موقع الجامعة ضمن المشروعات الوطنية الكبرى التي تتطلب شراكات معرفية متقدمة.

الاستدامة كمنهج تشغيلي داخل الجامعة

نجاح الجامعة في التصنيفات المتعلقة بالاستدامة ليس مجرد إنجاز رقمي، بل نتاج عملية تطوير داخلية شملت مشاريع الطاقة الشمسية، وبرامج إعادة التدوير، وتحسين استخدام المياه، وتحويل الحرم الجامعي إلى بيئة صديقة للطلاب. كما تشمل المبادرات خططًا لرفع الوعي البيئي داخل الكليات، وإدماج مفاهيم الاستدامة في المناهج العلمية والإنسانية، وربط الطلاب بمبادرات مجتمعية تُعالج قضايا البيئة المحلية. وتعد هذه التجارب جزءًا من تكامل الجامعة مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الاستدامة محورًا رئيسيًا للتحول الوطني.

تعزيز الابتكار وريادة الأعمال

أطلقت الجامعة خلال السنوات الماضية عددًا من المبادرات التي تستهدف دعم المبتكرين والرياديين، بما في ذلك حاضنات الأعمال، ومراكز الابتكار، ومسابقات الابتكار الطلابي، ومشاريع تقنية تدعم تحويل الأفكار إلى منتجات. وقد أسهم ذلك في إنشاء شركات ناشئة طلابية، وإطلاق مشروعات بحثية ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، والتقنيات الطبية، والتعليم الرقمي. ويمثّل هذا التوجه جزءًا من منظومة وطنية تسعى لجعل الجامعات محركًا اقتصاديًا وداعمًا لاقتصاد المعرفة.

ما أهمية دخول الجامعة ضمن الفئة 251–300 في تصنيف التايمز؟
يعني هذا التصنيف أن الجامعة أصبحت ضمن النطاق العالمي المتقدم في البرامج البينية التي تجمع بين عدة تخصصات، وهو مؤشر على تطور المناهج والبحث العلمي وجودة التعليم.

كيف تقدمت الجامعة في تصنيف QS للاستدامة؟
اعتمد التقدّم على مشاريع الطاقة المتجددة، والحوكمة البيئية، وجودة الحياة الجامعية، وتضمين مفاهيم الاستدامة في المناهج الأكاديمية.

لماذا برزت التخصصات الصحية في تصنيف شنغهاي؟
لأن كليات الطب والصيدلة تمتلك معامل متقدمة، ومشاريع بحثية عالية التأثير، وتعاونًا دوليًا واسعًا.

ما تأثير هذه التصنيفات على الطلاب؟
يعزز فرص التوظيف للخريجين، ويرفع جودة التجربة التعليمية، ويزيد من قيمة الشهادات دوليًا.

اقرأ أيضًا: النصر يضرب القمة برباعية ويتقدّم بثبات في سباق دوري روشن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى