البرهان: مبادرة ولي العهد ترسم مسار السلام وتعيد تشكيل القراءة الدولية لأزمة السودان
الترند العربي – متابعات
أشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بالمبادرة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، معتبرًا أنها تمثل نقطة تحول في المسار السياسي والإنساني للأزمة السودانية الممتدة منذ اندلاع القتال، ومؤكدًا أنها تعيد توجيه الاهتمام الدولي نحو قراءة أكثر عمقًا للواقع داخل البلاد.

إشادة بالدور السعودي ودلالاته السياسية
قال البرهان إن السودانيين الذين عاشوا تداعيات الحرب اليومية ينظرون بارتياح كبير إلى الدور الذي تقوم به المملكة، مضيفًا أن المبادرة السعودية تفتح نافذة أمل حقيقية في ظل التعقيدات السياسية والميدانية، وتتقاطع مع تطلعات الشارع السوداني في الوصول إلى حل سلمي يقود نحو استقرار دائم.
وأوضح أن الجهود التي تتصدرها السعودية تعكس منهجًا راسخًا في دعم الأمن الإقليمي، وتعزيز الحلول السياسية بعيدًا عن التصعيد العسكري، لافتًا إلى أن المملكة قدمت خلال السنوات الأخيرة نماذج واضحة في دعم التحولات السلمية داخل المنطقة، ما يجعل تدخلها في الملف السوداني محل ثقة واسعة لدى مختلف الأطراف.

لقاء ولي العهد بالرئيس الأميركي.. تأثير مباشر على الملف السوداني
وأشار البرهان إلى أن حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي لعب دورًا مهمًا في إعادة صياغة الموقف الدولي، من خلال إبراز حقيقة ما يجري داخل السودان بعيدًا عن القراءات السطحية التي كانت تسيطر على بعض الخطابات السياسية الخارجية.
وبحسب البرهان، فقد أسهم ذلك الحديث في توضيح الصورة الواقعية حول حجم التحديات الإنسانية والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون، إضافة إلى كشف الآثار الاقتصادية والأمنية التي خلّفتها الحرب على مؤسسات الدولة والمجتمعات المحلية. وقال إن هذا الموقف السعودي أعاد ترتيب أولويات المجتمع الدولي تجاه الأزمة السودانية، وفتح الباب أمام تحركات أكثر جدية للحد من تفاقم الوضع.

انعكاسات المبادرة السعودية على المسار الإنساني
من الجوانب التي ركز عليها البرهان في حديثه، التأثير الإنساني العميق للمبادرة السعودية، خاصة في ظل التدهور الواضح في الخدمات الأساسية ونزوح مئات الآلاف داخل وخارج السودان. وأوضح أن المبادرة تسهم في دفع الجهود الدولية لتأمين ممرات إنسانية وإعادة تشغيل المرافق الحيوية، إضافة إلى تحفيز الشركاء الدوليين على تقديم الدعم الإغاثي بناءً على معلومات ميدانية دقيقة.
وأكد أن المبادرة وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يتعلق بحماية المدنيين، من خلال توفير أرضية تفاوضية تُسهِم في تخفيف حدة الصراع، وتمهّد لتحولات إنسانية ضرورية داخل المناطق الأكثر تضررًا.

المبادرة السعودية.. خطوة مركزية نحو وقف القتال
شدّد البرهان على أن المبادرة السعودية تُعد من أهم المساعي الجارية حاليًا لتهيئة بيئة سياسية ملائمة لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنها تقوم على رؤية شاملة تتضمن معالجة جذور الأزمة، وليس مجرد الاكتفاء بإجراءات لخفض التصعيد أو احتواء آثار الحرب.
ويرى محللون سياسيون أن المبادرة تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية:
– وقف القتال عبر مسار تفاوضي مقبول دوليًا
– دعم إعادة هيكلة المؤسسات المدنية والخدمية
– خلق توازن سياسي يسمح بانتقال سلمي ومستدام للسلطة
هذه المحاور هي التي تمنح المبادرة السعودية وزنها السياسي وتجعلها محط اهتمام داخل السودان وخارجه.
السودان في المشهد الدولي.. إعادة ضبط الصورة
من النقاط التي ركز عليها البرهان ما يتعلق بتصحيح الصورة الدولية للأزمة، إذ اعتبر أن كثيرًا من التحليلات التي كانت تُطرح خلال الأشهر الماضية لم تكن تعكس الواقع على الأرض. وأشار إلى أن تدخل ولي العهد السعودي عبر توضيح الحقائق في لقاءات رفيعة المستوى ساعد في إعادة رسم إطار مختلف للتعامل مع الملف السوداني، وهو ما ظهر لاحقًا في تصريحات عدد من المسؤولين الدوليين الذين أكدوا ضرورة التعامل مع الأزمة بمنهج شامل وليس عبر حلول جزئية.
ويرى خبراء أن هذا التطور يشير إلى انتقال الملف السوداني من نطاق التناول الإنساني فقط إلى نطاق سياسي أوسع، يفتح المجال لتدخلات دبلوماسية متعددة الأطراف تعتمد على تقييمات واقعية تتوافق مع طبيعة الصراع الداخلي.
أبعاد إقليمية للمبادرة السعودية
يأتي الحديث عن أهمية المبادرة السعودية في ظل التحولات الإقليمية التي يشهدها القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر. ويشير محللون إلى أن استقرار السودان يعد عنصرًا محوريًا في تعزيز الأمن البحري وحماية سلاسل الإمداد التجارية، إضافة إلى كونه عاملًا مؤثرًا في التوازن السياسي بين دول الجوار.
وبحسب هؤلاء، فإن المملكة تدرك الوزن الاستراتيجي للسودان، وتسعى من خلال مبادرتها إلى منع توسّع دائرة الصراع، وتحقيق استقرار يُسهِم في حماية المصالح الإقليمية والدولية في آن واحد.
تحديات أمام المسار السياسي
ورغم الترحيب الواسع الذي تلقته المبادرة السعودية، إلا أن الطريق نحو السلام لا يزال معقدًا، خاصة مع تعدد الأطراف المتصارعة واختلاف مواقفها تجاه الحلول المطروحة. وتشير تقارير دولية إلى أن وقف الحرب يتطلب توافقات أوسع تشمل إعادة بناء الثقة بين القوى السياسية، وتفعيل مؤسسات العدالة الانتقالية، وضمان عدم تكرار سيناريوهات الصراع التي شهدتها البلاد في فترات سابقة.
كما يشير سياسيون سودانيون إلى أن المبادرة بحاجة إلى دعم إقليمي متكامل، وإلى تنسيق دبلوماسي مستمر بين الدول المؤثرة في الملف السوداني لتفادي أي تعطيل للجهود القائمة.
رؤية البرهان لمستقبل المبادرة
في ختام تصريحاته، أكّد البرهان أن المبادرة السعودية تمثل من وجهة نظره الأرضية الأكثر ملاءمة للتحرك نحو وقف شامل للقتال، وفتح المجال أمام حوار وطني واسع يعالج جذور الأزمة. وقال إن السودان يقدّر الدور السعودي، ويعتبره امتدادًا للعلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أن المملكة لا تكتفي بطرح المبادرات بل تواصل متابعة تنفيذها على الأرض، الأمر الذي يعزز فرص نجاحها.
وأضاف أن بلاده بحاجة إلى دعم سياسي وإنساني متوازن يساعدها في تجاوز المرحلة الحالية، موضحًا أن الجهود السعودية تأتي في وقت دقيق يتطلب تدخلات مسؤولة تُسهم في منع انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى.
تقدير رسمي للدور السعودي
اختتم البرهان حديثه بتوجيه الشكر لقيادة المملكة، مؤكدًا أن الموقف السعودي يعكس التزامًا راسخًا بدعم استقرار السودان، وأن المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو استعادة مؤسسات الدولة وقدرتها على القيام بدورها في حماية المدنيين وتقديم الخدمات الأساسية.
ما هي أبرز نقاط إشادة البرهان بالمبادرة السعودية؟
أشاد بالدعم السياسي والإنساني، واعتبر المبادرة بارقة أمل في ظل الأزمة الراهنة.
كيف أثّر لقاء ولي العهد بالرئيس الأميركي على الملف السوداني؟
أسهم في توضيح الحقائق للمجتمع الدولي وإعادة توجيه الاهتمام نحو معالجة الأزمة بعمق.
لماذا تعتبر المبادرة السعودية محورًا مهمًا في المسار السياسي؟
لأنها تعالج جذور الأزمة وتقدم رؤية واقعية لوقف القتال وتهيئة بيئة للحوار.
ما أبرز التحديات أمام مسار السلام في السودان؟
تعدد الأطراف، انعدام الثقة، ضعف المؤسسات، والحاجة لدعم إقليمي ودولي متواصل.
هل للمبادرة أبعاد إقليمية؟
نعم، تسهم في حماية الأمن الإقليمي واستقرار منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
اقرأ أيضًا: عملية دقيقة في الدمام.. أطباء ينجحون في استخراج 49 مغناطيسًا من بطن طفل باستخدام المنظار

