منوعاتالعالم العربي

“الحسني”: فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان

“الحسني”: فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان

الترند العربي – متابعات

في لحظةٍ تتجاوز حدود الجغرافيا والإنجاز الفردي، كتب الكاتب الصحفي عبدالله الحسني في افتتاحية صحيفة الرياض تحت عنوان «نوبل تحتفي بنا»، أن فوز العالم السعودي عمر بن يونس ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 لم يكن مجرد تتويجٍ علمي، بل هو تأكيد على التحول الحضاري الذي تشهده المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، التي جعلت من الإنسان محور التنمية ومحرّكها الأول.
هذا الفوز، كما يرى الحسني، لم يأتِ مصادفة، بل كان ثمرة مسارٍ طويلٍ من الإيمان بالعلم والمعرفة، والرهان على العقول السعودية لتكون جزءًا من المشهد العلمي العالمي.

"الحسني": فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان
“الحسني”: فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان

إنجاز يتجاوز الفرد إلى الوطن

يؤكد الكاتب أن ما تحقق للعالم عمر ياغي ليس إنجازًا فرديًا يمكن قراءته بمعزلٍ عن التحولات العميقة التي شهدها المشهد السعودي في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المملكة تشارك في صناعة المستقبل، لا في استهلاكه.
فالمسار الذي بدأ بإصلاح التعليم، ودعم البحث العلمي، وإنشاء الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة، كان خطوة استراتيجية نحو تمكين الكفاءات الوطنية من المنافسة عالميًا في مجالات كانت تُحتكر سابقًا من قِبَل الغرب.
ويشير الحسني إلى أن المملكة، ومنذ إطلاق رؤية 2030، وضعت الإنسان في قلب التنمية، فكان نتاج ذلك جيلاً جديدًا من العلماء والمفكرين والباحثين الذين تجاوزوا حدود التقليد إلى الإبداع والابتكار.

"الحسني": فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان
“الحسني”: فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان

عمر ياغي.. من الرياض إلى نوبل

العالم السعودي عمر بن يونس ياغي الذي وُلد في الرياض، هو أحد أبرز العقول في مجال الكيمياء التركيبية وهندسة المواد الجزيئية، ويُعرف عالميًا بابتكاره مفهوم الإطارات الفلزية العضوية (MOFs)، وهي بنى بلورية يمكنها تخزين الغازات والطاقة بكفاءة عالية، وتُستخدم اليوم في صناعات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وهي من أهم التقنيات التي تدعم الاقتصاد المستدام.
يرى الحسني أن تتويج ياغي بجائزة نوبل ليس فقط تكريمًا لاكتشاف علمي، بل احتفاءٌ بعقل سعودي نشأ في بيئةٍ آمنت بالعلم، وتغذت على روح الطموح التي رسّختها القيادة السعودية في أجيالها الشابة.
ويضيف أن هذا الفوز يعكس ثقة العالم في النموذج السعودي الجديد الذي يجمع بين القيم الحضارية والإبداع المعرفي، وبين الأصالة والتقدم.

"الحسني": فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان
“الحسني”: فوز عالم سعودي بنوبل يجسّد نجاح رؤية 2030 في الاستثمار بالإنسان

رؤية 2030.. الإنسان أولاً

يشدد الحسني على أن رؤية السعودية 2030 أثبتت أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأجدر بالبقاء، فبينما تتبدّل الأسواق وتتغير الموارد، يبقى العقل البشري الثابت الوحيد في معادلة التنمية.
الإنفاق على التعليم والبحث العلمي، ورفع جودة الجامعات، وتمكين الموهوبين من الحصول على فرص عالمية، كل ذلك جعل المملكة أرضًا خصبة للإبداع.
ويشير إلى أن هذا الفوز يأتي بعد سلسلة نجاحاتٍ سابقة لعلماء سعوديين في مجالات الفيزياء الطبية، والهندسة الحيوية، والتقنيات المتقدمة، ما يعكس تحوّل التعليم السعودي من التلقين إلى الإنتاج المعرفي.

ويقول الحسني:

“إن نوبل ليست مجرد جائزة علمية، بل شهادة من العالم على أن العقل السعودي بات شريكًا في صياغة المستقبل، بعد أن كان مستهلكًا لما ينتجه الآخرون.”


من النهضة الفكرية إلى الريادة العلمية

يُبرز الكاتب التزامن المبهج بين فوز العالم السعودي بجائزة نوبل وبين النهضة الثقافية والفكرية التي تعيشها المملكة حاليًا.
ففي الوقت الذي كان فيه العالم يحتفي بعقلٍ سعودي في السويد، كانت الرياض تشهد زخماً ثقافياً غير مسبوق في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث تلاقت فيه الحضارات والأفكار تحت شعارٍ يعبّر عن روح الانفتاح والتنوّع.
ويشير الحسني إلى أن هذا التوازي بين الكتاب والمختبر، والفكر والعلم، هو ما يصنع التحوّل الحضاري الحقيقي، لأن التنمية تبدأ من الفكر وتنتهي بالإنسان.
ويضيف أن هذا المشهد الثقافي والعلمي المتناغم يعيد إلى الأذهان صورة المملكة الجديدة التي تبني قوتها الناعمة من خلال الوعي والإبداع والمعرفة.


من الملك المؤسس إلى ملك المستقبل

يربط الحسني بين عبقرية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، الذي استطاع أن يحوّل الشتات إلى وحدة، وبين النهج الذي تسير عليه القيادة اليوم في توحيد الطاقات نحو المستقبل.
فمن وحدة الأرض والقبائل، إلى وحدة الفكر والطموح، تواصل المملكة مسيرة البناء في بعدٍ جديد: الوحدة العلمية والمعرفية.
ويشير إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وضعا في صميم الرؤية مبدأ “التمكين بالعلم”، فجاءت المؤسسات التعليمية والبحثية لتجسّد هذا الطموح واقعًا.
ويقول الكاتب:

“إن المملكة التي أنشأت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ودعمت برامج الابتعاث، وأسست مراكز الأبحاث والابتكار، كانت ترسم طريقًا طويل المدى نحو نوبل، ولم يكن فوز ياغي سوى تتويجٍ طبيعي لذلك الطريق.”


نوبل.. لحظة رمزية في مسار التغيير

يرى الحسني أن فوز عالم سعودي بجائزة نوبل ليس حدثًا عابرًا في مسار العلم، بل هو لحظة رمزية في تاريخ التحوّل الوطني.
فكما كانت الطفرة النفطية في منتصف القرن العشرين نقلة اقتصادية، فإن الطفرة العلمية اليوم هي نقلة فكرية وإنسانية تُعيد تعريف “الثروة” لتكون ثروة العقول لا الآبار.
ويضيف أن هذه اللحظة تختصر ما أرادت رؤية 2030 تحقيقه: تحويل المواطن من متلقٍ إلى مساهم، ومن مستهلك إلى صانع، ومن تابع إلى قائد.
ويشبّه الحسني هذا التحوّل بـ“ثورة هادئة” يقودها التعليم والإبداع والبحث العلمي، قائلًا إن “العالم بدأ ينظر إلى المملكة ليس كمصدر للطاقة فقط، بل كمصدر للأفكار”.


الإبداع العلمي.. هوية وطنية جديدة

يشير المقال إلى أن الهوية الوطنية السعودية لم تعد تُقاس فقط بالرموز التقليدية كالصحراء والنفط والحرمين الشريفين، بل أصبحت تتسع لتشمل العقل المبدع والإنجاز العلمي.
فالجيل الجديد من السعوديين، كما يرى الكاتب، يعيش زمن “العقل المنتج” الذي يبتكر ويؤسس ويقود.
ويضيف أن الدعم المؤسسي الموجّه للبحث العلمي – من صندوق الاستثمارات العامة، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والجامعات السعودية الكبرى – أثمر شبكة بحثية متطورة تمكّن العلماء من خوض منافسة نزيهة على المستوى العالمي.
إن المملكة اليوم، بحسب الحسني، لا تنتظر العالم ليمنحها الاعتراف، بل تُثبت وجودها بإنجازاتها، وتفرض حضورها بالعلم والابتكار.


بين العلم والقيم

في خضم الحماس الوطني، لم ينسَ الحسني التأكيد على أن العلم في المملكة لا ينفصل عن القيم، فالإبداع لا يكون على حساب الهوية، ولا التقدّم على حساب الأخلاق.
ويشير إلى أن ما يميز التجربة السعودية هو قدرتها على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الإيمان بالعلم والإخلاص للدين، بين الانفتاح على العالم والتمسك بالجذور.
ويضيف: “إن نوبل هذه المرة لم تذهب فقط إلى مختبرٍ في جامعة عالمية، بل عادت لتضيء مسار وطنٍ جعل من قيمه بوصلته، ومن علمه سلاحه، ومن إنسانيته غايته”.


المملكة والعالم.. شراكة في صناعة المستقبل

يرى الحسني أن هذا الفوز يضع المملكة في موقعٍ متقدّم بين الدول التي تصنع التقدّم العلمي العالمي.
فمن الطاقة إلى الفضاء، ومن الذكاء الاصطناعي إلى التقنيات الحيوية، أصبحت المملكة لاعبًا رئيسيًا في منظومة الابتكار الدولي، من خلال مبادرات وبرامج مثل نيوم، والقدية، وبرنامج الفضاء السعودي، ومركز الثورة الصناعية الرابعة.
ويقول الكاتب إن ما يحدث اليوم هو تجسيد عملي لعبارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “طموحنا أن نبني وطناً طموحًا لأجيال طموحة.”
ويضيف أن فوز عالم سعودي بجائزة نوبل يؤكد أن هذا الطموح لم يعد شعارًا بل واقعًا ملموسًا يعيد تعريف موقع المملكة في خريطة الإبداع العالمي.


من التعليم إلى الريادة العالمية

يعود الحسني في مقاله إلى جذور هذا الإنجاز، ليرى أن التعليم السعودي الجديد هو حجر الأساس في بناء هذا التحول.
فقد تحوّل التعليم من نظام يعتمد على الحفظ إلى نظام يُشجّع البحث والتفكير النقدي، وتحوّلت المدارس والجامعات إلى حاضنات للابتكار.
ويشير إلى أن برامج الابتعاث والتدريب والتعاون الدولي ساهمت في تكوين جيلٍ من الباحثين الذين يجمعون بين الخبرة العالمية والانتماء الوطني.
ويضيف أن الجامعات السعودية اليوم أصبحت تنافس في مؤشرات التصنيف العالمية، وهو ما انعكس في زيادة عدد الأبحاث المنشورة دوليًا بنسبة تجاوزت 80% خلال العقد الأخير.


الرمزية الحضارية للجائزة

في ختام مقاله، يصف الحسني فوز العالم السعودي بأنه رمزية حضارية تعلن عن بداية فصل جديد في علاقة العرب بالعلم، بعد قرونٍ من التراجع.
ويؤكد أن “العقل العربي عاد ليقول كلمته”، وأن المملكة اليوم تُعيد إلى الواجهة صورة العالم المسلم المبدع الذي يُسهم في بناء الحضارة لا في الاستهلاك فقط.
ويختم بقوله:

“إن المملكة العربية السعودية تعيش زمن العقل المبدع، والإنسان الفاعل، والوطن المزدهر بالفكر والإنجاز. لقد أصبحنا نشارك العالم في صناعة المستقبل، لا في استهلاكه.”


من هو عمر ياغي؟
عالم كيمياء سعودي، من مواليد الرياض، حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، ويُعد من أبرز مطوري مواد الإطارات الفلزية العضوية (MOFs).

ما الذي يميز فوزه بجائزة نوبل؟
لأنه أول عالم سعودي يحصل على الجائزة في مجال علمي بحت، ما يجعل الإنجاز رمزًا وطنيًا وعالميًا في آنٍ واحد.

كيف يرتبط الفوز برؤية السعودية 2030؟
يرتبط بشكل مباشر بمبدأ الرؤية القائم على الاستثمار في الإنسان، وتمكين البحث العلمي، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للمعرفة والابتكار.

هل يعد هذا الإنجاز مؤشرًا لمستقبل البحث العلمي السعودي؟
نعم، فهو يعكس تطور البيئة البحثية والتمويل العلمي، ويؤكد أن المملكة تسير بثبات نحو الريادة الإقليمية والعالمية في مجالات العلوم والتقنية.

ما الرسالة التي يوجّهها فوز ياغي للعالم؟
أن السعودية ليست فقط بلد الطاقة والنفط، بل بلد العقول والابتكار، وأن العرب قادرون على المنافسة في أرقى المحافل العلمية الدولية.


📍 الرياض – 8 أكتوبر 2025
فوز العالم السعودي عمر ياغي بنوبل لم يكن مجرّد خبرٍ عابر، بل صفحة جديدة في كتاب الوطن، عنوانها أن رؤية 2030 لا تُترجم بالأرقام فقط، بل بالإنسان الذي يصنع الفارق.

اقرأ أيضًا: اتفاق ينهي حرب غزة.. تفاصيل المرحلة الأولى من التفاهم بين حماس وإسرائيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى