“من الشلل إلى العطاء.. قصة شفاء خليل الحوسني بلمسة البحر”

“من الشلل إلى العطاء.. قصة شفاء خليل الحوسني بلمسة البحر”
الترند العربي – متابعات
لم تكن رحلة خليل الحوسني، الإماراتي الستيني، سهلة أو عادية. إصابة بجلطة دماغية قبل سبع سنوات جعلته أسير كرسي متحرك، وفقد قدرته على تحريك أي جزء من جسده. الأطباء أجمعوا آنذاك على أن حالته ميؤوس منها، لكن قصة إصرار زوجته فاطمة قلبت المستحيل إلى حقيقة، وحولت الألم إلى أمل متجدد.
بداية القصة.. صدمة وقرار
حين وقع خليل ضحية الجلطة الدماغية، عاش مع أسرته لحظات عصيبة. أطباء في الإمارات وخارجها أكدوا أن الشلل الكلي لا يمكن تجاوزه، وأن الأمل في الوقوف أو المشي شبه معدوم. لكن فاطمة، زوجته الوفية، رفضت الاستسلام. قررت أن تبحث عن سبيل آخر، طريق قد لا يخضع للطب وحده، بل للإيمان واليقين بأن الشفاء بيد الله.

العلاج بالرمال والبحر
فاطمة بدأت برنامجها اليومي بطريقة غريبة في ظاهرها لكنها عميقة في معناها. اصطحبت زوجها إلى البحر، حيث كانت تدفنه في الرمال الساخنة لساعات، ثم تدلّك جسده بالرمل الممزوج بماء البحر، وبعدها تغسله بمياه البحر النقية.
استمر هذا الروتين لأربعة إلى خمسة أشهر متواصلة، لم تكلّ فيه ولم تملّ، وكانت مؤمنة أن الله سيكافئ صبرها وجهدها.
لحظة التحول
بعد أشهر من العناء والصبر، بدأ جسد خليل يستجيب. أولى العلامات ظهرت عندما تمكن من الوقوف للحظات. بعدها خطا خطواته الأولى، لتتحول دموع فاطمة إلى دموع فرح وفخر. مع مرور الوقت، استعاد قدرته على المشي تدريجيًا حتى أصبح يسير بمفرده، رغم احتفاظه بكرسي متحرك داخل السيارة للاحتياط في الرحلات الطويلة.

عودة إلى الحياة
اليوم، يعيش خليل الحوسني حياة شبه طبيعية. عاد إلى شغفه الكبير بالتطوع، وهو نشاط يمارسه منذ أكثر من عشرين عامًا. يشارك مع زوجته في مبادرات مجتمعية تهدف إلى دعم الأطفال من ذوي الدخل المحدود، ليحوّل تجربته مع المرض إلى رسالة أمل وعطاء.
البعد الديني والروحاني
تجربة خليل تعكس حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله”. فبينما أعلن الأطباء أن حالته ميؤوس منها، فتح الله بابًا آخر للشفاء عبر الصبر والتجربة غير التقليدية.
كما قال تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”، لتجسد قصة الحوسني معنى الصبر والإيمان الحقيقي.
القصة تذكير لكل مبتلى أن الأمل لا ينقطع، وأن مع العسر يسرا، وأن الإصرار مع الدعاء يمكن أن يصنع المستحيل.
العلاج بالرمال في ثقافات عربية
قصة خليل ليست معزولة عن تجارب الشعوب الأخرى. في مصر، يشتهر سيوة بكونه وجهة علاجية طبيعية عبر الدفن في الرمال الساخنة، حيث يقصدها مرضى الروماتيزم وآلام المفاصل والأعصاب. وفي تونس، يُستخدم العلاج الرملي في بعض المناطق الصحراوية بنفس الطريقة، حيث يدفن المريض جسده حتى العنق لامتصاص الطاقة الحرارية الطبيعية.
هذه الممارسات التراثية تكشف أن الطبيعة تحمل أسرارًا علاجية ربما لا يدركها الطب الحديث بالكامل، لكنها تمثل بارقة أمل لآلاف المرضى الباحثين عن الشفاء.
رسالة إنسانية
خليل يلخص رحلته بكلمات مؤثرة:
“إذا استطعت أن تقف، تستطيع أن تمشي. وإذا مشيت، تستطيع أن تعطي. وعندما تعطي، تكون حقًا حيًّا.”
هذه الكلمات تحولت إلى شعار يتداوله كثيرون ممن سمعوا قصته، كدرس في الصبر والإيمان وقوة الإرادة.
الأبعاد المجتمعية للقصة
قصة خليل وزوجته فاطمة تكشف كيف أن الدعم الأسري هو الركيزة الأولى للشفاء. الإيمان بالله، والإصرار، والتجربة المختلفة، كل ذلك اجتمع ليصنع معجزة صغيرة ألهمت كثيرين. في مجتمع يتسابق أفراده نحو الإنجاز، تبرز هذه القصة لتذكر الجميع أن الأمل لا ينتهي مهما اشتدت الظروف.
ما الذي حدث لخليل الحوسني؟
أصيب بجلطة دماغية أدت إلى شلله الكامل لسنوات.
كيف تعافى رغم رأي الأطباء؟
زوجته اعتمدت على روتين يومي يشمل دفنه في الرمال وتدليكه بماء البحر.
كم استغرق العلاج؟
بين أربعة وخمسة أشهر حتى بدأ يقف ويمشي تدريجيًا.
ماذا يفعل الآن؟
عاد لممارسة حياته الطبيعية، ويشارك في مبادرات تطوعية لدعم المحتاجين.
روابط ذات صلة
زيارة الموقع الرسمي: mahotels.net – لمتابعة أخبار السفر والإقامة
قسم الأخبار ومقالات التريند: arabiatrend – لمقالات حصرية