ضربة لصدارة الأخضر… المغرب يحسم القمة ويُسقط السعودية في ليلة لوسيل الكبرى
الترند العربي – متابعات
في أمسية كروية استثنائية احتضنها ملعب لوسيل المونديالي، تعثّر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام نظيره المغربي بهدف دون رد، ليفقد صدارة مجموعته ويمنح “أسود الأطلس” بطاقة التربع على القمة، في ختام دور المجموعات من بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025™. مواجهة لم تكن عادية على الإطلاق، لا من حيث الحضور الجماهيري التاريخي الذي تجاوز 78 ألف متفرج، ولا من حيث تفاصيلها الفنية، ولا من حيث تأثيرها المعنوي قبل الدخول في الأدوار الإقصائية.
المدرجات امتلأت بالكامل، والهتافات صنعت أجواءً أقرب إلى نهائي مبكر، فيما كانت تفاصيل المباراة حبلى بلحظات كادت تغيّر مصير الصدارة لولا هفوة دفاعية، وركلة جزاء ضائعة أبقت على تفوق المغرب حتى صافرة النهاية.

حضور جماهيري تاريخي يرفع حرارة المواجهة
منذ الساعات الأولى قبل انطلاق اللقاء، توافدت الجماهير السعودية والمغربية إلى ملعب لوسيل بأعداد هائلة، ليُسجَّل اللقاء كأكثر مباراة حضورًا جماهيريًا في دور المجموعات للبطولة. هذا الزخم الجماهيري منح المباراة نكهة استثنائية، وفرض إيقاعًا عاليًا منذ الدقائق الأولى، في مشهد يعكس الشغف العربي بكرة القدم، ويؤكد نجاح البطولة تنظيمًا وتسويقًا.
المدرجات الخضراء والحمراء، والأهازيج المتبادلة، واللافتات الوطنية، كلها صنعت لوحة بصرية مبهرة زادت من ضغط اللقاء على اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.

بداية حذرة ونذير مبكر للأخضر
دخل المنتخبان المباراة بحذر واضح، فالتعادل كان كافيًا للأخضر لحسم الصدارة، بينما كان المغرب مطالبًا بالفوز فقط. رغم ذلك، لم ينتظر المنتخب السعودي طويلًا ليهدد المرمى المغربي، حيث كاد صالح أبو الشامات أن يفتتح التسجيل مبكرًا في الدقيقة السادسة، بعد رأسية قوية تصدت لها العارضة، في لقطة أشعلت المدرجات الخضراء وأعطت انطباعًا مبكرًا بإمكانية السيطرة السعودية.
لكن ذلك التفوق الهجومي لم يدم طويلًا، إذ سرعان ما قلبت تفاصيل صغيرة موازين اللقاء.

خطأ دفاعي يمنح المغرب هدف التقدم
عند الدقيقة 12، استغل المنتخب المغربي هفوة دفاعية قاتلة من مدافع الأخضر عبدالإله العمري، الذي أخطأ في التعامل مع الكرة داخل المناطق الخلفية، ليجد كريم البركاوي نفسه في وضعية مثالية أنهى بها الكرة داخل الشباك السعودية، مانحًا المغرب هدف التقدم الذي غيّر مسار المباراة بالكامل.
الهدف أربك حسابات الأخضر، ومنح المغرب أفضلية نفسية واضحة، خاصة مع قدرته على اللعب بإيقاع متوازن يجمع بين التماسك الدفاعي والمرتدات السريعة.

المغرب يفرض إيقاعه بعد الهدف
بعد هدف التقدم، بدا المنتخب المغربي أكثر هدوءًا وتنظيمًا، حيث أغلق مناطقه الخلفية بإحكام، واعتمد على التحولات السريعة مستغلًا المساحات التي تركها تقدم لاعبي الأخضر. في المقابل، حاول المنتخب السعودي العودة إلى أجواء اللقاء عبر الاستحواذ وبناء الهجمات من الأطراف، إلا أن التسرع وغياب اللمسة الأخيرة ساهما في إهدار العديد من المحاولات.
انتهى الشوط الأول بتقدم مغربي مستحق من حيث استغلال الفرص، رغم تقارب المستوى الفني بين المنتخبين.

الشوط الثاني… ضغط سعودي وتحوّل في المشهد
دخل الأخضر الشوط الثاني بعزيمة أوضح، مدفوعًا بالجماهير التي لم تتوقف عن الدعم. وارتفع النسق الهجومي سعوديًا، مع محاولات متكررة لاختراق الدفاع المغربي عبر العمق والأطراف، في حين تراجع المغرب نسبيًا معتمدًا على الانضباط التكتيكي وإغلاق المساحات.
المباراة بدت وكأنها تسير نحو تعادل قد يخدم الأخضر، حتى جاءت اللحظة الفاصلة التي حبست أنفاس الجميع.
ركلة جزاء ضائعة… نقطة التحوّل الكبرى
في الدقيقة 69، نجح عبدالله الحمدان في انتزاع ركلة جزاء بعد مجهود فردي داخل منطقة الجزاء المغربية، لتنفجر المدرجات فرحًا باعتبارها فرصة ذهبية لإعادة الأخضر إلى صدارة المجموعة. تقدّم الحمدان نفسه لتنفيذ الركلة، لكن الكرة ارتطمت بالعارضة ومرت فوق المرمى، في واحدة من أكثر لحظات اللقاء قسوة على المنتخب السعودي وجماهيره.
هذه الركلة الضائعة كانت نقطة التحوّل الأبرز في المباراة، إذ منحت المغرب دفعة معنوية مضاعفة، بينما انعكس الإحباط على أداء بعض لاعبي الأخضر في الدقائق التالية.
تألق الصانبي يمنع مضاعفة النتيجة
وفي الوقت الذي اندفع فيه المنتخب السعودي بحثًا عن التعادل، كاد المغرب أن يوجه ضربة قاضية عبر هجمة مرتدة خطيرة في الدقيقة 77، إلا أن حارس الأخضر عبدالرحمن الصانبي تألق بشكل لافت، وتصدى لتسديدة قوية من لاعب المغرب الموساوي، محافظًا على آمال العودة حتى اللحظات الأخيرة.
هذا التصدي كان من أبرز لقطات اللقاء، وأكد على الجاهزية العالية لحارس المرمى السعودي رغم الخسارة.
نهاية المواجهة وحسم الصدارة للمغرب
مع صافرة الحكم ماريو إسكوبار، تأكد فوز المغرب بالقاء وتصدره المجموعة برصيد 7 نقاط، فيما تراجع الأخضر السعودي إلى المركز الثاني بـ6 نقاط. ورغم الخسارة، ضمن المنتخبان التأهل رسميًا إلى ربع النهائي، بينما ودّع منتخبا عُمان وجزر القمر المنافسات عن هذه المجموعة.
المواجهة انتهت بخسارة شكلية من حيث الحسابات النهائية، لكنها سلّطت الضوء على تفاصيل فنية ونفسية سيكون لها تأثير مباشر في الأدوار المقبلة.
قراءة فنية في أداء الأخضر
قدّم المنتخب السعودي مباراة تنافسية عالية، لكنه دفع ثمن هفوة دفاعية واحدة، إضافة إلى إهدار فرصة محققة من نقطة الجزاء. فنيًا، ظهر الأخضر منظمًا في فترات طويلة، ونجح في خلق الفرص، إلا أن الفاعلية الهجومية غابت في اللحظات الحاسمة.
كما برزت الحاجة إلى التركيز الذهني العالي في مثل هذه المواجهات الكبرى، حيث تحسم التفاصيل الصغيرة مصير المباريات.
ثبات مغربي وخبرة في إدارة الكبار
في المقابل، أظهر المنتخب المغربي شخصية الفريق الكبير، إذ تعامل بواقعية مع مجريات اللقاء، واستغل خطأ المنافس، ثم عرف كيف يدير المباراة بتوازن حتى النهاية. هذه العقلية قد تكون سلاح المغرب الأبرز في الأدوار الإقصائية، خاصة في بطولة قصيرة تعتمد على الحسم السريع.
ماذا تعني الخسارة قبل ربع النهائي؟
رغم فقدان الصدارة، قد تحمل هذه الخسارة بعض الإيجابيات للأخضر، إذ جاءت في توقيت يسمح بمعالجة الأخطاء قبل مواجهات الإقصاء، دون أن تهدد مسيرته في البطولة. كما أن اللعب بعيدًا عن ضغط الصدارة قد يمنح الجهاز الفني مساحة أكبر للمناورة التكتيكية.
في المقابل، يمنح الفوز المغرب ثقة كبيرة، لكنه يضعه تحت ضغط التوقعات المرتفعة مع اقتراب المراحل الحاسمة.
الجماهير… عنصر ثابت في المعادلة
ما لا يمكن تجاهله هو الدور الكبير الذي لعبته الجماهير السعودية، التي واصلت الدعم حتى آخر دقيقة، في صورة تعكس عمق الانتماء والثقة في المنتخب، بغض النظر عن نتيجة مباراة واحدة. هذه الروح الجماهيرية ستكون عاملًا حاسمًا في الأدوار المقبلة.
هل تؤثر الخسارة على تأهل الأخضر؟
لا، المنتخب السعودي تأهل رسميًا إلى ربع النهائي رغم الخسارة.
ما سبب فقدان الصدارة؟
الخسارة أمام المغرب بهدف دون مقابل، مقابل فوز المغرب ووصوله إلى 7 نقاط.
ما أهم نقطة سلبية في المباراة؟
إهدار ركلة الجزاء التي كانت كفيلة بتعديل النتيجة وربما خطف الصدارة.
هل الأداء السعودي كان سيئًا؟
الأداء كان تنافسيًا وجيدًا في فترات كثيرة، لكن الحسم والفاعلية غابتا.
هل المغرب مرشح قوي للقب؟
بما قدمه من انضباط وخبرة، يبدو المغرب أحد أبرز المرشحين، لكن الأدوار الإقصائية تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
اقرأ أيضًا: اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال



