منوعات

اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال

الترند العربي – متابعات

دخلت اليابان، مساء اليوم، حالة تأهب قصوى عقب الزلزال الذي ضرب أجزاء واسعة من البلاد، وأسفر عن تسجيل موجات تسونامي على السواحل المطلة على المحيط الهادئ، في مشهد أعاد للأذهان واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية قسوة في تاريخ الأرخبيل الياباني. فقد سجلت السلطات المختصة أولى موجات التسونامي بارتفاع بلغ نحو 40 سنتيمترًا، وسط تحذيرات رسمية من احتمال وصول موجات أعلى قد يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار في بعض المناطق الساحلية، مع استمرار التقييم الميداني للأضرار والإصابات.

هذا التطور المفاجئ أعاد البلاد إلى سيناريو الطوارئ الشاملة، حيث فُعّلت أنظمة الإنذار المبكر، وصدرت دعوات عاجلة للسكان في المناطق الساحلية بالابتعاد عن الشواطئ والمناطق المنخفضة، بينما تتابع الحكومة اليابانية وهيئات الطوارئ تطورات الوضع لحظة بلحظة، تحسبًا لأي تصعيد في قوة الموجات خلال الساعات المقبلة.

اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال
اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال

زلزال يعيد سيناريو الخطر البحري من جديد

ضرب الزلزال في وقت سابق اليوم إحدى المناطق اليابانية القريبة من السواحل، ما أدى إلى اضطراب واسع في قاع البحر، وهو العامل الرئيسي الذي تسبب في تشكل موجات تسونامي لاحقة. وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن الجهات الجيولوجية اليابانية، فإن الزلزال كان كافيًا لإحداث إزاحة بحرية مفاجئة أدت إلى تحرك كتل كبيرة من المياه باتجاه اليابسة.

ورغم أن قوة الزلزال لا تزال قيد التحليل الدقيق، فإن السلطات أكدت أن موقعه وعمقه يجعلان من احتمالية التسونامي خطرًا حقيقيًا، وليس مجرد تحذير احترازي. ولهذا سارعت الحكومة إلى تطبيق بروتوكولات الطوارئ فور رصد الارتفاع الأولي في مستوى المياه.

اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال
اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال

40 سنتيمترًا… الموجة الأولى ورسائل القلق

سجّلت أول موجات التسونامي بارتفاع يقارب 40 سنتيمترًا في ميناء أوموري شمالي اليابان، وهي موجة وإن بدت محدودة نسبيًا من حيث الارتفاع، إلا أنها تمثل مؤشرًا بالغ الأهمية بالنسبة للخبراء، لأن موجات التسونامي غالبًا ما تأتي على شكل سلاسل متتابعة، وقد تكون الموجة الأولى الأقل قوة، بينما تصل الموجات الأخطر لاحقًا.

عقب ذلك، تم تسجيل موجة أخرى في بلدة أوراكاوا في جزيرة هوكايدو، ما أكد امتداد التأثير على مساحة ساحلية أوسع. هذه التسجيلات دفعت السلطات إلى تجديد تحذيراتها للسكان، والتأكيد على أن الخطر لم ينتهِ بعد، وأنه يجب الاستمرار في الالتزام بتعليمات الإخلاء وعدم العودة إلى المناطق الساحلية حتى صدور إشعار رسمي بذلك.

اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال
اليابان تحت تهديد البحر… تسونامي يضرب السواحل وتحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار بعد الزلزال

تحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار

ما يزيد من خطورة الوضع هو التحذير الرسمي من احتمال تسجيل موجات تسونامي بارتفاع قد يصل إلى ثلاثة أمتار في بعض المناطق المطلة على المحيط الهادئ. هذه الارتفاعات، في حال تحققت، قد تكون كافية للتسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية الساحلية، وإغراق مناطق منخفضة، وتعطيل الموانئ والمنشآت الحيوية.

خبراء الزلازل والأحياء البحرية يؤكدون أن سلوك التسونامي لا يمكن التنبؤ به بدقة مطلقة، إذ إن طبيعة قاع البحر، وشكل السواحل، ووجود الخلجان والمرافئ، كلها عوامل تسهم في تضخيم الموجات أو تقليل حدتها عند وصولها إلى اليابسة. ولذلك، فإن السلطات تلتزم بأسوأ السيناريوهات المحتملة في خططها الوقائية.

ميناء أوموري وهوكايدو… نقاط الرصد الأولى

يُعد ميناء أوموري من أول المواقع التي سجلت تغيّرًا ملحوظًا في مستوى سطح البحر، وقد تعاملت السلطات المحلية هناك مع الموقف بسرعة، حيث جرى تعليق حركة الملاحة البحرية، وإخلاء بعض المناطق القريبة من خط الساحل، إلى جانب رفع جاهزية فرق الطوارئ.

وفي هوكايدو، تحديدًا بلدة أوراكاوا، تواصلت عمليات الرصد والتحليل على مدار الساعة، مع إرسال بيانات مباشرة إلى مركز إدارة الأزمات في طوكيو. وتشير التقارير الأولية إلى أن الموجات المسجلة حتى الآن لم تُحدث أضرارًا جسيمة، إلا أن حالة القلق لا تزال قائمة بسبب احتمال تصاعد شدة الموجات اللاحقة.

تقييم مستمر للأضرار والإصابات

أكدت السلطات اليابانية أن فرق الطوارئ تعمل على تقييم الأضرار المادية التي وصفت حتى الآن بأنها محدودة، إضافة إلى متابعة تقارير عن إصابات لم تُحدّد تفاصيلها بعد. ولم تُعلن أي حصيلة نهائية حتى اللحظة، في ظل استمرار الوضع الطارئ واحتمال تغير المعطيات.

وزارة الداخلية اليابانية أوضحت أن الأولوية القصوى هي حماية الأرواح، وضمان التزام السكان بتعليمات السلامة، مشددة على أن أي محاولة للعودة إلى المنازل أو الشواطئ قبل انتهاء التحذيرات قد تعرض حياة الأشخاص لخطر مباشر.

صفارات الإنذار وخطط الإخلاء السريع

مع أول تسجيل لموجات التسونامي، دوّت صفارات الإنذار في عدد من المدن الساحلية، وجرى تفعيل أنظمة التحذير عبر الهواتف المحمولة ووسائل الإعلام المحلية. هذه الأنظمة، التي طورتها اليابان بعد كوارث سابقة، تتيح إيصال التحذيرات خلال ثوانٍ إلى الملايين، وهو ما يُعد عنصرًا حاسمًا في تقليل الخسائر البشرية.

خطط الإخلاء، التي جرى تدريب السكان عليها بشكل دوري، شملت الانتقال إلى مناطق مرتفعة، أو إلى مبانٍ مصممة خصيصًا لتكون ملاذات آمنة أثناء الكوارث البحرية. وقد أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية مواطنين يسارعون إلى الالتزام بهذه التعليمات، في مشهد يعكس درجة الوعي المجتمعي المرتفعة بخطورة التسونامي.

اليابان… دولة تعيش مع الزلازل والتسونامي

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها اليابان خطر التسونامي، فالبلاد تقع على واحدة من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا في العالم، ضمن ما يُعرف بـ”حلقة النار” في المحيط الهادئ. هذا الموقع الجيولوجي يجعل اليابان عرضة للزلازل البحرية وما يتبعها من ظواهر كارثية.

تاريخيًا، شهدت اليابان تسونامي مدمرة، أبرزها تلك التي أعقبت زلزال عام 2011، والتي تسببت في خسائر بشرية ومادية هائلة، وأثرت بشكل عميق في الذاكرة الجماعية للشعب الياباني. ومنذ ذلك الحين، استثمرت الدولة مليارات الدولارات في أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنية التحتية المقاومة للكوارث، وتكثيف برامج التوعية.

كيف يتشكل التسونامي ولماذا تُعد الموجات اللاحقة أخطر

يحدث التسونامي عادة نتيجة حركة مفاجئة في قاع البحر، سواء بسبب زلزال قوي، أو انهيار أرضي تحت الماء، أو نشاط بركاني. هذه الحركة تُحدث إزاحة ضخمة لكمية كبيرة من المياه، فتتولد موجات طويلة تسافر بسرعة هائلة عبر المحيط.

وعلى عكس الأمواج العادية، لا تكمن خطورة التسونامي في الموجة الأولى فقط، بل في الموجات اللاحقة التي قد تكون أعلى وأكثر تدميرًا. كما أن الفاصل الزمني بين الموجات قد يمتد لعشرات الدقائق، ما يجعل العودة المبكرة للمناطق الساحلية أمرًا بالغ الخطورة.

الاقتصاد والبنية التحتية تحت الاختبار

مع تسجيل موجات التسونامي، تأثرت بعض الأنشطة الاقتصادية فورًا، خصوصًا حركة الموانئ والصيد البحري والنقل الساحلي. وقد أعلنت شركات شحن بحرية تعليق عملياتها مؤقتًا في المناطق المتأثرة، تجنبًا لأي خسائر محتملة.

كما وضعت شركات الطاقة والمنشآت الحيوية القريبة من السواحل في حالة استعداد قصوى، تحسبًا لأي اضطراب في الإمدادات أو البنية التحتية. وتعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة وطنية متكاملة تهدف إلى تقليل الأثر الاقتصادي للكوارث الطبيعية.

الإعلام والاتصال… عامل حاسم في إدارة الأزمة

التغطية الإعلامية المكثفة، إلى جانب المؤتمرات الصحفية الدورية، لعبت دورًا رئيسيًا في نقل المستجدات للمواطنين والعالم. وقد أكدت الحكومة اليابانية التزامها بالشفافية الكاملة في الإعلان عن أي تطورات، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وسائل الإعلام المحلية ركزت بشكل خاص على بث تعليمات السلامة، والتأكيد على ضرورة عدم نشر الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة، لما لذلك من تأثير مباشر على سلوك السكان في أوقات الأزمات.

العالم يراقب… والتضامن حاضر

لم تمر التطورات في اليابان دون اهتمام دولي، حيث تابعت عدة دول وهيئات علمية عالمية الوضع عن كثب، مع عرض الدعم الفني والخبرات في حال تطلب الأمر. ويُعد هذا التفاعل الدولي جزءًا من شبكة تعاون واسعة نشأت خلال العقود الماضية لمواجهة الكوارث الطبيعية العابرة للحدود.

كما أن مراكز رصد الزلازل والتسونامي في دول مطلة على المحيط الهادئ دخلت بدورها في حالة مراقبة، تحسبًا لأي امتداد محتمل للتأثيرات إلى مناطق أخرى.

الدروس المستمرة من كل حدث جديد

كل حادثة تسونامي، مهما كانت محدودة في أثرها، تُعد فرصة جديدة لمراجعة الخطط والاستراتيجيات، واختبار جاهزية الأنظمة، وتحسين أدوات الإنذار المبكر. وفي هذا السياق، يرى خبراء أن التعامل السريع مع الموقف الحالي يعكس تطورًا ملموسًا في قدرات اليابان على إدارة المخاطر الطبيعية.

لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون أن الطبيعة لا يمكن التحكم بها بالكامل، وأن الاستعداد الدائم والالتزام الصارم بالإرشادات يبقيان الخط الأول للدفاع عن الأرواح.

هل موجة 40 سنتيمترًا تُعد خطيرة؟
قد تبدو محدودة، لكنها مؤشر على نشاط تسونامي حقيقي، وغالبًا ما تتبعها موجات أقوى.

هل انتهى خطر التسونامي؟
لا، فالتحذيرات لا تزال سارية بسبب احتمال وصول موجات أعلى خلال الساعات المقبلة.

لماذا تُعد الموجات اللاحقة أخطر من الأولى؟
لأن تسونامي يأتي على شكل سلسلة موجات، وقد تكون اللاحقة أعلى وأكثر تدميرًا.

ماذا يُطلب من السكان في المناطق الساحلية؟
الابتعاد الفوري عن الشواطئ والمناطق المنخفضة، والالتزام بتعليمات الإخلاء حتى رفع التحذيرات رسميًا.

هل هناك خسائر بشرية مؤكدة؟
حتى الآن، هناك تقارير عن إصابات دون تفاصيل نهائية، والتقييم لا يزال مستمرًا.

اقرأ أيضًا: الثقوب الزرقاء غرب المملكة… أسرار أعماق البحر الأحمر وكنز بيئي نادر يدعم “السعودية الخضراء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى